موجة من عدم الاستقرار اجتاحت قباردينو – بلقاريا في عام 2010 (الجزء الأول)

موجة من عدم الاستقرار اجتاحت قباردينو – بلقاريا في عام 2010 (الجزء الأول)

177c0c7004

نشر موقع مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني بتاريخ 17 يناير/كانون الثّاني 2011 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev) بعنوان “موجة من عدم الإستقرار اجتاحت قباردينو – بلقاريا في عام 2010 (الجزء الأول)”، حيث جاء فيه:

في 31 ديسمبر/كانون الأوّل 2010، كتب محلل إسرائيلي من أصل روسي إسمه أبراهام شموليفيتش (Abraham Shmulevich) عن الوضع في قباردينو – بلقاريا، معلنا أن الجمهورية تدخل حالة من الحرب الأهلية.  وجاء هذا التحذير الصارخ بعدما قتل على أعتاب منزله يوم 29 ديسمبر/كانون الأوّل الماضي، الباحث المعروف ومُعَمّم التقاليد والطّقوس الشركسية، أصلان تسيبينوف (Aslan Tsipinov). قبل أسبوعين من الحدث، أي في 15 ديسمبر/كانون الأوّل، قتل بطريقة مماثلة مفتي الجمهورية، أنس بشيخاشييف (Anas Pshikhachev). كما يبدو بأن الشّرطة في الجمهوريّة تقوم بتقليص وجودها، لا سيما في الليل، وتزداد المخاوف من أن الخطوة التالية في قباردينو – بلقاريا قد تكون حربا أهلية بين الإسلاميّين والقوميين العلمانيين، حيث أن الأخيرين مسنودين من قبل موسكو (www.caucasustimes.com, December 31, 2010). وأكد الزعيم الإسلامي الشّاب الأمير زكريا (أكا راتمير شاماييف) (aka Ratmir Shameyev) ان التمرد سيستهدف من الآن فصاعدا، ليس فقط المسؤولين الحكوميين والشرطة، ولكن أيضا كافّة “الكُفّار” و “خونة العقيدة” و “الوثنيين”(www.islamdin.com, January 8, 2011). وهذا تعريف واسع جدا لاصطلاح الأهداف “المشروعة”، والذي يسمح للإسلاميين أساسا بالهجوم على الغالبية العظمى من سكان الجمهوريّة.

في 13 يناير/كانون الثّاني، دعت عدّة منظمات مدنية في قباردينو – بلقاريا من الّتي تقيم علاقات مع الحكومة السلطات الحكومية للدفاع عن الشعب في مواجهة تهديد محتمل من قبل الإسلاميين. والغريب في الأمر، فقد شدد الخطاب على أهمية معالجة الهوية العرقية بنجاح لمكافحة الفكر الجهادي (www.kavkaz-uzel.ru, January 13). في اليوم التالي، وفي يوم 14 يناير/كانون الثّاني، أعلن رئيس قباردينو – بلقاريا، أرسين كانوكوف، وبالواقع بشكل حاسم من أن الحكومة ستلزم ‘عشائر وأفراد أسر المتمرّدين باعتبارهم مسؤولين عن كبح جماح أنشطتهم (Interfax, January 14). إنّ ممارسة العقاب الجماعي في الشيشان قد أحرز نتيجة إلى حد ما، ولكنه قد يكون أقل فعالية بكثير في قباردينو – بلقاريا. بادئ ذي بدء، العشائر التقليدية هي أضعف بكثير في تلك الجمهورية منها في الشيشان، وثانيا، الجمهورية لم تشهد حربا واسعة النطاق من شأنها أن تسمح للحكومة بتبرير أفعال متطرفّة من هذا القبيل.

ومن الصعب الاعتقاد الآن بأنّه حتى ربيع عام 2010، كان الوضع في قباردينو – بلقاريا هادئا نسبيّاً. وفقا للموقع الألكتروني كافكازكي أوزيل-العقدة القوقازية (Caucasian Knot)، وهو الذي يراقب الوضع في شمال القوقاز عن كثب، كان هناك 12 هجوما في قباردينو – بلقاريا في عام 2009، مع تكبّد كلاً من الحكومة والمتمردين أربع اصاباتٍ لكل منهما، بينما في عام 2010 كان هناك حوالي 100 هجوم في الجمهورية، ما أسفر عن مقتل 22 مع ضبّاط الحكومة و 20 متمرّدا في القتال. وبالإضافة إلى ذلك، قتل 15 مدنياً أوشخصاً غير واضحي الانتماءات في عام 2010. ووقعت معظم الهجمات في المدينة الرئيسيّة للجمهورية، نالتشيك (Nalchik) وبلدة قريبة منها هي باكسان (Baksan). تدهور الوضع الأمني في قباردينو – بلقاريا بسرعة كبيرة بحيث وصل بسرعة لدرجة أن المتمردين في المناطق غير المستقرة الأخرى منذ وقت طويل في شمال القوقاز، لم يكونوا قادرين على الوصول إليه. في 21 يوليو/تمّوز 2010، وللمرة الأولى في منطقة شمال القوقاز، تعرّض موقع هام للبنية التحتية ألا وهو منشأة باكسان لتوليد الطاقة الكهرومائية للهجوم وأصبحت غير قابلة للاستخدام. قبل ذلك، في 11 يوليو/تمّوز، تمّ تفجير خمس مرسلات في خلال أربع ساعات فقط (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/172027/).

تسارعت الدوامة في قباردينو – بلقاريا بتاريخ 24 مارس/آذار في أعقاب مقتل زعيم المتمردين، (Anzor Astemirov) انزور أستيميروف (الملقب بالأمير سيف الله).  وتردد أن أستيميروف اعتمد استراتيجية تمرّده بالبقاء بعيدا عن الأنظار وذلك لمنع عملية توغل واسعة النطاق للقوات المسلحة الروسية في الجمهورية حيث كان يخشى ان من شأن ذلك أن يحدث التّدمير التام للجمهورية، كما كان الحال في الشيشان.

وفي غضون ذلك، اشتبك الناشطون القبردي والبلقر طوال عام 2010، في جدل حول مُلكِيّة الأراضي، التي لا تزال توفر مورد الرّزق لكثير من الأسر. والقبردي – الشّركس (aka Circassians) يشكّلون حوالي 55 في المئة من سكان الجمهورية، بيتما البلقار الذين يتحدثون اللغة التركية، يشكلون 12 في المئة من عدد السّكّان. والبلقار يحتلّون المناطق الجبلية، بما في ذلك الوجهات السياحية المحظوظة حول جبل البروز. نفّذ نشطاء البلقر عدة إضرابات عن الطعام، في حين أن القبردي مضوا قدما في تجريد قرى البلقر من مراعيهم “الإضافيّة” (www.kavkaz-uzel.ru, January 12).  وكانت القضية ساخنة جدا حيث أنّه في إحدى النّقاط، حتّى أن مبعوث موسكو الى شمال القوقاز، ألكسندر خلوبونين (Aleksandr Khloponin)، أعلن ان الوضع كان “تحت السيطرة الشخصية لرئيس روسيا  (www.kavkaz-uzel.ru, July 23, 2010).

على الرغم من التدهور المأساوي للوضع في قباردينو – بلقاريا في عام 2010، أعاد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تعيين أرسين كانوكوف رئيسا للجمهورية في سبتمبر/أيلول 2010. وقبل إعادة تعيينه، شكا كل من كانوكوف وخلوبونين بأن هناك قوى غير محدّدة كانت تعمد لزعزعة استقرار الجمهورية لتلقي ظلالا من الشك على قدرة كانوكوف على قيادة الجمهورية (www.kavkaz-uzel.ru, July 22, 2010). ومع ذلك، فبعد أكثر من أربعة أشهر وبعد إعادة تعيين كانوكوف، فإن الوضع في الجمهورية يبقى غير مستقر وعلى حاله. في 15 يناير/كانون الثّاني، قتل مهاجمون مجهولون بالرصاص شرطيا محليّاً في قرية إسلامي (Islamei) في منطقة باكسان. في 13 يناير/كانون الثّاني، قتل رجل أعمال محلي في نفس القرية لرفضه دفع أتاوة للمتمردين (www.kavkaz-uzel.ru, January 15). في يوم 3 يناير/كانون الثّاني قُتل معالج في قرية أخرى في الجمهوريّة. الإسلاميون يعتبرون الممارسة الطبية غير التقليدية “سحرا” ووعدوا بالقتال ضد ذلك (www.kavkaz-uzel.ru, January 11).

تقع قراشيفو – شركسيا إلى الغرب من قباردينو – بلقاريا، وفيها عرقيّة معكوسة. القراشاي الناطقين بالّلغة التركية، الذي يرتبطون ارتباطا وثيقا بالبلقار، يشكلون الأغلبية، في حين أن  الشّركس (الشراكسة) هم أقلية في هذه الجمهورية. ومن المهم الإشارة إلى أن المتمردين يرون قباردينو – بلقاريا وقراشيفو – شركسيا، كيان واحد داخل أراضي إمارة القوقاز، تحت مسمّى “ولاية قباردا وبلقاريا وقراشاي المتحدة”، أو كى بي كى (KBK). فعلى الرغم من أن قراشيفو – شركسيا  كانت هادئة نسبيا في عام 2010، فقد هز الجمهوريّة ما لا يقل عن عمليّتي قتل. في 14 مارس/آذار، قتل ناشط مع منظمة شباب شركسيّة هو أصلان جوكوف، حيث قتل بالقرب من منزله (www.aheku.org, March 14, 2010). وفي 12 مايو/أيّار، فإن مستشارا لرئيس قراشيفو – شركسيا ومرشحاً شركسيّاً محتملاّ لمنصب رئيس وزراء الجمهوريّة، فرال شبجوخوف (Fral Shebzukhov)، اغتيل في شيركيسك (www.kavkaz-uzel.ru, May 12, 2010). ومغلّفين بعمليات القتل تلك، فضلا عن غيرها من الأحداث، فإن الشركس في  قراشيفو – شركيسيا طالبوا بإنشاء منطقة حكم ذاتي مستقل داخل حدود الإتحاد الروسي في اجتماع استثنائي يوم 5 يونيو/حزيران 2010  (www.kavkaz-uzel.ru, June 5, 2010).

حدثت وقفة القوميّين في موسكو في ديسمبر/كانون الثّاني 2010، عندما نظّم حشود من القوميين الروس المجازر المنظّمة في العاصمة الروسية ضد هؤلاء ذوي المظهر الشمال قوقازي أو الآسيوي، وقد لامس ذلك قباردينو – بلقاريا بشكل وثيق. فأصلان شيركيسوف، الذي اتهم بقتل مشجع روسي لكرة القدم بادئا  الاشتباكات في موسكو، يَفِدُ من قباردينو – بلقاريا. ولاقت الإحتجاجات المناهضة للقوقاز في موسكو فتوراً، ليس فقط بين الناس العاديين في قباردينو – بلقاريا، ولكن حتى في الحكومة المحلية حيث القيادة المحلية تختلف مع الكرملين. كانوكوف، على سبيل المثال، ساوى بين القوميين الروس والمتمردين الإسلاميين في شمال القوقاز، في حين أن القيادة الروسية في موسكو اعتمدت لهجة أكثر تصالحية تجاه المتطرّفين الرّوس.

بعد عرض تدهور حاد لا سيما في الموقف الأمني، فإن من المرجّح أن تقدّم قباردينو – بلقاريا المزيد من المفاجآت في عام 2011. وحتى الآن، أظهرت السلطات الروسية والمحلية تصميم أو استراتيجية ضعيفين من أجل تحسين الوضع في هذه الجمهورية. وهذا المزيج يترك الجمهورية في الوضع الأكثر غموضا لما شهدته في السنوات الأخيرة.

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

وزير روسي سابق: “روسيا تغرق تدريجيا الى الجحيم”

وزير روسي سابق: “روسيا تغرق تدريجيا الى الجحيم”

13285_1
نشر موقع قفقاس سنتر في موقعه على الشبكة العنكبوتيّة بتاريخ 11 يناير/كانون الثّاني 2011، مقالا تناول مقتطفات من كتاب جديد لميخائيل بولتورانين (Mikhail Poltoranin)، الوزير الروسي السّابق للصحافة والإعلام وقد كان أحد المقرّبين من الرّئيس الرّوسي السّابق بوريس يلتسين.

ذكر المقال أنه جاء في الكتاب أن: “روسيا تغرق تدريجيا في الجحيم. الناس بالفعل يشعرون بالغثيان من رائحة الكبريت الآتي من عالم الرذيلة” (ص 485).

وذكر أنّه: “حتى داخل مجموعة البلدان المشكّلة لرابطة الدول المستقلة، تعتبر روسيا من بين الأسوأ من ناحية المؤشرات الاقتصادية. 100 مليار دولار، خصصت من الميزانية لاجراءات مكافحة الأزمة، وقد تم تحويلها من قبل بوتين وميدفيديف إلى أتباعهم ورفاقهم (تم نقل الأموال فورا إلى الخارج) وأعطيت كذلك إلى المرابين (المقرضين). وبالنّسبة للصناعة التحويلية، فقد تركت الألكترونيات والتّفرّعات الأخرى التي تحتاج إلى الإبتكار من دون مساعدة من الدولة فانهارت هذه الصّناعات…

وانخفضت الابتكارات 15 نقطة. وبتعبير إنتاج الحصّادات عادت روسيا إلى الوراء إلى عام 1933، والجرّارات رجعت إلى الوراء إلى عام 1931 — والسيارات إلى الوراء لعام 1910 – والمنسوجات والأحذية – إلى الخلف للعام 1900…” (ص 485).

و”ازداد التدهور الإجتماعي واستمرار تدهور الإقتصاد  ليكون بدائيّا، ويزداد الإعتماد بسرعة على إنتاج النفط والغاز. وخلال أزمة عام 2009، فقد تم تخصيص مساعدة مالية من الدولة في المقام الأول إلى المرابين والقلة المحظيّين” (ص 453).

و”أحد أقطاب الأعمال القلّة أقام معسكر تشغيل (Concentration Camp) للنّاس في الجزء الّذي يخصّة من روسيا، وآخر في المكان الخاص به” (ص 485).

إنّ “الحصانة من الطّفيليّات وعجز الناس في تزايد مستمر. فالسلطة العليا غارقة في التملق والتّزلّف؛ والمسؤولون لا يفعلون شيئا يذكر ولا يتحرّكون إلا من خلال الرشاوى، والمجتمع ينتظر بفارغ الصبر شيئا ما. والتدهور في الأخلاق والثقافة والعلوم و كل شيء آخر هو على قدم وساق” (ص  485).

و”يبدو كما لو كانت الأمة تلوّح وداعا لبلدها. يصل عدد المفقودين سنويأ في روسيا إلى 50000 شخص – ونحن لا نعطي بالا لذلك. الغابات تُباد، والقلّة أقطاب الأعمال تقوم بتسميم مياه الأنهار، ويتم قطع الأشجار المعمّرة المحميّة تحت قصور الأغنياء الجدد — ونحن لا تعطي بالا لذلك.

في بلد يتمتع بموارد طبيعية هائلة، نجد الحد الأدنى للأجور 15 ضعفا أقل مما في هو البلدان الأفقر نسبيّا مثل بلجيكا وإيرلندا – هذا لا يضيرنا، فسوف نعمل على تجاوز ذلك. في روسيا، هناك نصف مليون من المسؤولين — ثلاث مرات أكثر مما كان عليه الحال في الإتّحاد السّوفياتي، إنّهم لا يخدمون أفراد الشعب، بل يضغطون عليهم بالعمولات والإبتزاز والرشوة — ولكن نحن لا نهتم لذلك…

هناك شخص ما يقترف الجرائم ويسرق  ويريق الدماء والناس صامتون، وكأنهم لا يعيشون هنا، ويربّون الأطفال والأحفاد. هذا فقط يحرّك سلطة الكرملين والّتي هي في تزايد دائم…”  (ص 452-453).

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

إحصائيّة بضحايا التفجيرات والأعمال الإرهابية في عام 2010

إحصائيّة بضحايا التفجيرات والأعمال الإرهابية في عام 2010

في نبأ للموقع الإخباري الألكتروني المسمّى العقدة القوقازيّة (Caucasus Knot)، نشر خبر في العاشر من يناير/كانون الثّاني 2011، بأن “ما لا يقل عن 178 شخصا لقوا حتفهم في التفجيرات والأعمال الإرهابية التي ارتكبت في شمال القوقاز وموسكو” خلال عام 2010.
 
فقدان 178 شخصا والإصابات التي حصلت لم تقل عن 895 شخصا من خلال 238 من عمليّات التفجيرات والأعمال الإرهابية التي ارتكبت في عام 2010 في أراضي منطقة شمال القوقاز الاتحادية (NCFD) وفي موسكو، وهي أكثر النتائج المأساوية للصراع المتأجّج في شمال القوقاز.

إنّ إحصائيّات موقع “العقدة القوقازيّة”، واستنادا إلى المعلومات الخاصة من المراسلين والبيانات من المصادر المتاحة، تعتبر أيضا أدلة على 24 عمليّة إرهابية ارتكبها إنتحاريّون وكذلك نتيجة لانفجارات-ذاتيّة في كلٍ من موسكو والقوقاز.

وقد حازت جمهورية داغستان على الزّعامة المطلقة نسبة لعدد الأعمال الإرهابية المرتكبة والأرواح التي فقدت. وفي عام 2010، ارتكب ما لا يقل عن 112 من التفجيرات والأعمال الإرهابية فيها. وأسفرت هذه الأحداث عمّا يقل عن 68 حالة وفاة، و37 منهم كانوا من السّكان المسالمين. فيما بلغ عدد المصابين في هذه الحوادث ما لا يقل عن 195 شخصا، من بينهم 65 مدنيّا. وهناك خمسة من الأعمال الإرهابية في داغستان ارتكبت من قبل مهاجمين إنتحاريين.

37 من الانفجارات والاعمال الارهابية حدثت في إقليم الشيشان وأسفرت عن فقدان 23 شخصا، أحدهم كان مواطنا مسالما. وجُرح 37 شخصا آخرين، بينهم 14 مدنيا. وكانت التفجيرات قد ارتكبت من قبل  مفجّرين إنتحاريين، فضلا عن تفجيرات-ذاتيّة، وهي 12 تفجيرا، وفقا لتقديرات موقع “العقدة القوقازيّة”. 

وفي عام 2010، تم تسجيل عدد كبير من ضحايا الأعمال الإرهابيّة في جمهوريّة أوسيتيا الشمالية. وشهدت أراضي الجمهورية ثلاثة من الإنفجارات وأعمال الإرهاب، مما أسفرت عن  22 حالة وفاة؛ حيث أنّ 19 من الضحايا كانوا من المدنيين. وفي هذه الحوادث أصيب ما لا يقل عن 163 شخصا. كذلك ارتكبت عمليّتان إرهابِيّتان من قبل اثنان من المفجّرين الإنتحاريّين.

في جمهوريّة أنغوشيا، كان هناك في عام 2010 ما لا يقل عن 40 إنفجارا وعملا إرهابيّا، حيث أودت بحياة ما مجموعه 8 أشخاص من بينهم 4 مدنيين وجرحت 78 شخصا، نصفهم — 39 شخصا — كانوا من المدنيين. ارتكب فيها أيضا تفجيران من قبل المفجّرين الإنتحاريّين. 

وتميز عام 2010 في جمهوريّة قباردينو – بلقاريا بحدوث ما لا يقل عن 41 إنفجاراً وعملا إرهابيّاً. وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص، من بينهم أحد الذين لا علاقة له بهيئات تنفيذ القانون أو الجماعات السّريّة المسلّحّة، وأصيب بجروح ما لا يقل عن 53 شخصا؛ 37 منهم كانوا من المدنيين.

فمن بين الحوادث التي وقعت في أراضي جمهوريّة قباردينو – بلقاريا، يعزى أحدها إلى تفجير في هجوم انتحاري.

ثلاثة من التّفجيرات وأعمال الإرهاب ارتكبت في عام 2010 في إقليم ستافروبول وتسبّبت في مفارقة ثمانية مدنيين للحياة، وعانى من جرّائها 79 شخصا على الأقل.

وختم النّبا بالقول: “دعونا نلاحظ هنا أيضا بأنّه ارتكبت عمليّتان إرهابيّتان في موسكو في عام 2010 واللتان كان لهما علاقة مباشرة بالوضع في شمال القوقاز.

أخبار شركيسيا

Share Button

إعتراف الـتّمرّد في شمال القوقاز باغتيال المختص الشّركسي بعلم الأجناس

إعتراف الـتّمرّد في شمال القوقاز باغتيال المختص الشّركسي بعلم الأجناس

في نبأ على الشّبكة العنكبوتيّة في العاشر من الشّهر الحالي يفيد بأن مقطع فيديو مدّته خمس دقائق نشر في وقت متأخّر من يوم الثّامن من يناير/كانون الثّاني على موقع (Islamdin)، وهو الموقع الألكتروني لجناح قباردينو – بلقار – قاراشي (KBK) لحركة التمرد في شمال القوقاز، اكّد فيه الأمير زكريا بأنّ المقاتلين التّابعين له، هم الذين قتلوا عالم الأعراق القبارديني الّذي كان يحظى بالإحترام أصلان تسيبينوف في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأوّل الماضي.

وقام زكريّا بتصنيف تسيبينوف الّذي اغتيل بأنّه وثني (مشرك) وسعى لإفساد الشبان المسلمين من خلال إحياء طقوس “وثنية”. وشدد على ان التمرد لا يستهدف فقط أفراد الشّرطة وقوى الأمن، بل أيضا “المنافقون والوثنيّون ومستحضروا الارواح”، وحذّر من أن جميع هؤلاء الأشخاص يواجهون خطر الموت على أيدي المتمردين ما لم يتوبوا.

وكان تسيبينوف، 51 عاما، الذي حظي بالإحترام، عالِما في الأعراق البشريّة ومختصّا في الفلكلور قد سعى إلى إحياء ونشر العادات القومية الشركسية، لكن ذلك أثار غضب المتمرّدين بحجة أن الإسلام لا يلعب سوى دورا ثانويّا في الهوية القومية الشركسية. وكان قد أردي قتيلا بالرصاص من قبل اثنين من المهاجمين في وقت متأخر من بعد ظهر يوم 29 ديسمبر/كانون الأوّل خارج منزله في شالوشكا (Shalushka) على المشارف الشمالية لمدينة نالتشيك.

وليس من الواضح لماذا لم تعلن حركة التمرد عن مسؤوليّتها على الفور عن مقتل تسيبينوف، حيث أنّه لم يتم سرد إسمه في قائمة وقائع الاعتداءات لشهر ديسمبر/كانون الأوّل الّتي نشرت على موقع إسلام-دين (Islamdin) بتاريخ الأوّل من شهر يناير/كانون الثّاني الحال. ولم تتم الإشارة لذلك من قبل عبدالّله (عسكر جابوييف) وهو الّذي وصف في نبأ راديو أوروبا الحرّة/راديو الحرّيّة بأنّه القائد الأعلى للجماعة في قباردينو – بلقار – قاراشي (KBK) في بيان نشر في الثّاني من يناير/كانون الثّاني عن مسؤوليّة الجماعة عن اطلاق النار في 15 ديسمبر/كانون الأوّل على مفتي قباردينو – بلقاريا أنس بشيخاشيف.

وقال زكريا أن عبدالله  طلب منه شرح مبررات إغتيال تسيبينوف. حيث قال ان “الكثير من المسلمين لا يمكن أن يدركوا لماذا كان ينبغي للمجاهدين أن يقتلوا تسيبينوف وكيف أنّ الإسلام سيستفيد من وفاته”.

أوضح بأن النار أطلقت على تسيبينوف لأنه كان يرأس مجموعة من “الوثنيين والمشركين” الذين عملوا على إحياء “مهرجانات وثنية قديمة”، وانه “عارض علناً الإسلام والمسلمين وبشكل صريح”. ويشرح النّبأ معنى المصطلح “مشرك” ويبيّن بأنّه مستمد من كلمة في الّلغة العربيّة هي “الشرك”، ومعناها الخطيئة بسبب الوثنية أو الشرك: وهي الخطيئة الّتي تعتبر في الإسلام بأنّها لا تغتفر.

فتبرير زكريا يأتي تمشّيا مع دور المتمردين الّذين أخذوه على عاتقهم ليس فقط في قباردينو – بلقاريا، ولكن أيضا في أنغوشيا وداغستان، وذلك على غرار شرطة الآداب لدى طالبان، مستهدفين بذلك بيوت الدعارة والنوادي الليلية والمتاجر والأكشاك التي تبيع المشروبات الكحولية.

وفي خطاب له في أغسطس/آب الماضي المصادف عشية شهر رمضان، ادّعى زكريا المسؤولية لمقاتليه لتدميرهم ناد للتعري في شيغيم (Chegem). وفي الآونة الأخيرة، أعلن التمرد أيضا المسؤولية عن انفجار وقع يوم 4 يناير/كانون الثّاني الذي دمر ملهى ليليّا في نالتشيك، وعن قتلهم في اليوم السّابق “لساحر” في قرية كنجي (Kenzhe). ولم يكشف عن إسم “الساحر” المستهدف، وليس من الواضح كذلك ماهيّة أمور السّحر المطروحة التي عمل بها ومدى النجاح في ذلك.

وهو لا يزال في بواكير سني العشرينيّات، فقد زكريا إحدى عينيه عندما تم تفجير السّيّارة التي كان يستقلّها هو وشقيقه قبل بضع سنوات مضت. وفي الصيف الماضي تم التعريف عنه بأنّه أمير قطاع شيغيم غربي نالتشيك؛ وهو الآن أمير القطاع الجنوبي-الغربي بأكمله.

 

أخبار شركيسيا

Share Button

لا مساومة على الوطن الأم

لا مساومة على الوطن الأم

إذا كان الشيئ بالشيئ يذكر، فإن عنوان هذا المقال جعل ذكر الوطن والمساومة عليه من قبل النّفعيّين والإنتهازيّين مادّة لتقييمها وتقديمها لمن أراد البحث والتّمحيص بأمور الإلتصاق بالوطن وأسسه ومكوناته  حيث استند الموضوع على المقال المنشور على الموقع الألكتروني قوقاز تايمز بعنوان “مساومة للوطن“، حيث بدأ كاتب المقال بأن يتهجّس من أن يفهم الموضوع لأوّل وهلة على عكس ما يرمي إليه، حيث ذكر في البداية بأن “عنوان هذه القصة قد يبدو تجديفا” بحيث أنّه يتابع بأن هناك من ينظر إلى الوطن “على وجه الحصر بأنّه سلعة” ويمكن الإستفادة الذّاتيّة من ذلك! ولكون الوطن الشّركسي في شمال القوقاز لا يزال محتلّا والغالبيّة العظمى من الأمّة الشّركسيّة تقيم في الخارج بسبب التّهجير القسري الّذي لا تزال تعاني من آثاره الكارثيّة لما يقارب المائة وخمسون عاما، فإن النص الأصلي لا ينطبق على الحالة الشّركسيّة بالشكل الموصوف أصلا إلّا ان المضمون متشابه من حيث تشابه اللاعبين والإنتهازيّين والأقزام والمنشدين والطّارئين.

ويعتبر المقال بأن هناك إختلافا في تفاصيل وأنماط النمو المهني، ويُكمل بحيث يبيّن وضوح السّلوك في هكذا حالات وتحديدا اتخاذ منهج “الخوارزميّة” أساسا وارتكازا وهي اتّباع منطق  الحلول الرّياضيّة، من أجل “الحصول على السلطة بأيّة وسيلة”، والحصول عل الموارد الحكوميّة ويمكن أن يرد في هذا الباب الحصول على الجاه والسّلطة المعنويّة والسّطوة وإعادة توجيه كل ذلك نحو المنفعة الشّخصيّة والأنانيّة الّتي عادة ما تكون مكبوتة في نفس كل من تسوّل له نفسه العبث بمصائر النّاس والشّعوب وهدر الطّاقات والحقوق واختصار واجبات وشؤون الأفراد والجماعات بالأمور الآنيّة وغير المجدية والمصالح الضّيّقة، هذا إن نظرنا نظرة شاملة نحو أمّة يحتضر وجودها كأمّة محترمة بين الأمم لتذوب وتنصهر في أتون شعوب أخرى. إن وصف هؤلاء المنتفعين الّذين يكمن سلوكهم الحياتي بتكريس “الهجرة وزرع صورة عبقريّة يساء فهمها، ومقاتل في سبيل الديمقراطيّة والّلجوء السّياسي وهلم جرا”، وذلك يعطي فكرة عن مدى شخصنة المراكز القياديّة في المؤسّسات الشّركسيّة القائمة وكذلك الوظائف العامّة المخصّصة للأقلّيّات الشّركسيّة في ديار الشّتات والإغتراب عن الوطن مثل المجالس النّيابيّة وما شابهها وكذلك الوظائف الحكوميّة الأخرى.

يقول الكاتب بأنّ “هناك تنوّعا كبيرا في كيفيّة تغيّر أبطال وقتنا”، وانّ هناك “متغير ثابت هو إصرارهم على الإستشهاد – أو حتّى وصول مرتبة القدّيسين”، ويضيف: حتّى الآن “فإنّه مهما كانت مظاهر المبرّرات، فإن المساومة على الوطن قد تم تعريفها تاريخيّاً بمصطلح محدّد – الخيانة. إن التحولات القاسيّة والسّريعة في القناعات الأيدولوجيّة تشارك نوعيّا مع ما يسمّى المهنة الأقدم في العالم…”

و”ثمة سؤالا كلاسيكيا يطرح نفسه وسط هذه الهستيريا: من الذي سيدفع ثمن الوليمة؟ لا تضحكون على أنفسكم — كما جرت العادة”، فيجب وزن العقول “إنها أموال دافعي الضرائب” وهنا يجب التنبيه بأن الدّماء الّتي سالت في الدّفاع عن الوطن وأهله، هي الّتي تعتبر الضريبة الأعلى الّتي قدّمت للوطن سلفا، بل وفوق ذلك هناك من دفع ثمنا باهظا أعلى للوطن، ألا وهو الأرواح الطّاهرة الّتي قدّمت فداءا لأغلى ما يملك الإنسان العاقل السّوي وليس الّذي لديه أولويّات أخرى!

 

إن الشّركسي المقدام يعمل على بناء مقوّمات الوطن بالسّبل المتاحة ويقوم بتشييد وتقوية ركائزها مهما اختلفت الأمكنة الّتي ترتكز فيها، لأنّ في النّتيجة سيكون هناك صرحا قوياّ شامخا ومتينا في الوطن الشّركسي أي في شركيسيا؛ فعزّة الوطن من عزّة أهله ويزداد قوّة وعنفوانا بهم وبعطائهم وتضحياتهم. إن حب الوطن والوفاء له لا ينضب وهو مزروع في المهج والأرواح وسوف تحفر تلك الأعمال البطوليّة في صفحات المجد والسؤدد الخالدة الّتي ستحتفظ بها على مدى الأزمان.

وفي مقال آخر بعنوان “الوطن الأم أم الوطن البديل؟” بقلم بسّام درويش، يقول في إحدى فقرات المقال: “وحين ننتقل بفكرنا إلى حيث نقيم، إلى موطننا الجديد، نجدُهُ مقراً لنا ولعائلتنا ومصدراً لرزقنا، وفرصةً للإبداع لم تكن متوفرة لنا حيث كنا لأسباب أكثر من أن تُحصى”، وهنا يمكن القول بأن الأمّة الشّركسيّة الّتي بقيت في حالة حرب دائمة مع عدوٍ لا يكل ولا يمل نتيجة لتمتعه بالإمكانات المادية والبشرية والعسكريّة، ما أدّى إلى البقاء لعشرات السنوات في حصار دائم وحرب ضروس للدفاع عن الوطن بكل ما أوتوا من إمكانات محدودة في ذلك الزّمان. ويزيد المقال: “إذا كنا نعتبر هذا البلد وطناً ثانياً لنا فأنَّهُ سيصبِحُ لأولادنا من بعدنا، وطناً أولاً، ومن ثم لأولادهم، وطناً وحيداً. لا أولاً ولا ثانياً. لذلك، فمن حقِّهم علينا أن نترك لهم فخرالانتساب الينا ليقولوا لأيّ كان: لقد قدَّم أجدادنا لهذا الوطن ما قدَّمه أجدادكم”، وهذا ما كان حيث قدّم الشّراكسة الشّجعان ما استطاعوا للبلدان التي عاشوا بها حيث يفخر الأبناء والأحفاد بما قدّموا من غال ونفيس، إلا أن حق الوطن الأم يوجب عدم الوقوف عند ذلك بل بالمطالبة المستمرّة باسترجاع الحقوق المسلوبة.

ويكمل الكاتب بصيغة الإعجاب: “لنا في المهاجرين الأرمن الذين وجدوا في بعض الأقطار العربية كمصر ولبنان وسورية والعراق والأردن ملجأ لهم، بعد أن هربوا من الشيوعية ومن فتك العثمانيين، مثالٌ يُحتذى به. إنَّهم مع احتفاظهم بعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم التي علموها لأولادهم وأحفادهم، لم يبخلوا على أوطانهم الجديدة بعطائهم، بل شاركوا في نشاطاته الإجتماعية والسياسية وحملوا السلاح مدافعين عنه عند الملمات وقدَّموا من أجله الشهداء، ولم يقف إيمانهم بدينهم حائلاً بينهم وبين الولاء للبلد المضيف الذي يدين بغير ما يدينون به. ونرى كثيراً منهم وقد هاجروا للمرة الثانية من البلاد العربية إلى أميركا يفتخرون بقولهم، لمن يسألهم عن أصلهم، أنهم سوريون أرمن أو لبنانيون أرمن أو عراقيون أرمن..”، فيمكن التّذكير من خلال ما ذكر أن الأرمن لم ينسوا وطنهم وحقوقهم رغم أن جمهوريّة أرمينيا قد استقلّت عن الإتّحاد السّوفياتي المنحل في عام 1991، ولكن لم ينس الأرمن بأن لهم حقوقا كادت أن تضيع لولا مطالباتهم المستمرّة والحثيثة لاسترجاعها وكذلك مطالبتهم المحدّدة بالإعتراف بالمذابح الجماعيّة الّتي اقترفت ضد أمّتهم، وها نحن نرى الدّول المختلفة تعترف بالمذابح الّتي جرت ضد الأرمن، مع العلم بأن المذابح الجماعيّة الّتي تعرّضت لها الأمّة الشّركسيّة في القرن التّاسع عشر هي أقسى وأمر وخلّفت ضحايا أكثر، وكذلك ألمّت نتائجها بشركيسيا وبمواطنيها أشد الإيلام ورشح عنها نتائج كارثيّة لا تزال إلى يومنا هذا لم تجد إلى الحل سبيلا.

إنّنا هنا أمام تقرير مصير لأمّة عانت الكثير وليس في حساب المخلصين من أبنائها أن يقبلوا وطنا بديلا…

إيجل

 

Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات