دع شهرتنا تكون عظيمة، بقلم أوليفر بولو

دع شهرتنا تكون عظيمة، بقلم أوليفر بولو

 

عرض مايكل تشيرتش

AFP/GETTY IMAGES موقع الإبادة الجماعية المنسية؟ المنتجع الروسي سوتشي على  البحر الاسود
AFP/GETTY IMAGES
موقع الإبادة الجماعية المنسية؟ المنتجع الروسي سوتشي على
البحر الاسود

 

عنوان اوليفر بولو يقتبس صلاة للنارتيين، الأسلاف الأسطوريين لقبائل القوقاز. لقد تعطّشوا لحياة قصيرة مجيدة، بدلا من واحدة طويلة تُقضى في الغموض المريح، لكنّهم حُرموا كِلا الخياريْن. هذا الكتاب الرائع يبين كيف لُعِنت ذريتهم بشكل مماثل – رغم أن ذلك كان بقسوة متناهية أكثر –.

 

بولو يأخذنا إلى قرية بالقرب من منتجع سوتشي على البحر الاسود حيث سيتم عقد دورة الالعاب الأولمبية الشّتوية في عام 2014، ويلاحظ بأنه في هذا المكان في عام 1864 أنتهى الجيش الروسي من الإبادة الجماعية بحق القبيلة الشركسية المحلية. ماذا لو كان أحد الأماكن المرشحة لاستضافة الالعاب الاولمبية كان أوشفيتز- بيركيناو(Auschwitz-Birkenau)؟ تساءلت مجموعة من الشتات الشركسي (دون الحصول على أي رد من اللجنة الأولمبية الدولية).

من يعرف الآن عن الشركس؟ لقد تمّ رَشّهُمْ من الوجود من قبل القياصرة، ثم من قبل السوفيات، والآن من قبل دولة بوتين، فهُم واحدة من العديد من الفئات المنسية ذات التواريخ المتشابكة يسجّلها بولو بتفان.

من يدري عن النّوغي والكاراشاي والبلكار؟  من خلال قراءة المحفوظات، وتتبع ذريتهم في المنفى في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، يشكّل بولو صورة عن كل قبيلة وفي الدّور، تحدّد بعذوبة مجتمعات زراعيّة متساوية وقد تم محوها من الوجود. بعض الناجين، لا سيما الشركس في إسرائيل، قاموا بتدوين جذورهم في المنفى، في حين أن الأجيال السابقة من الشركس قاموا بأداء جيد في عمان من خلال المساعدة في إيجاد تلك المدينة.

ولكن هذه هي نقطة نادرة من الضوء في دورة القمع المظلمة والمقاومة والإبادة الجماعية، والتي بدأت في القرن الثّامن عشر وما زالت تتكرر بشراسة.

بدأ كل ذلك عندما قامت كاترين الكبرى ببناء طريق سريع عبر الجبال لأصدقائها المسيحيّين في جورجيا. وقد أثار تحرّكها ردة فعل من الذي لا يزال مصدر إلهام للشيشان اليوم: راع يدعى الشيخ منصور، هو الذي قاد المقاومة لهذا الإندفاع الامبريالي، والّذي كانت صورته بارزة على حائط الرئيس الشيشاني جوهر دوداييف عندما كان يقارع بوريس يلتسين في أعوام التسعينيّات.

بفقدانه زعامة “قطاع الطرق”، القي القبض على منصور وسجن، لكنه لقّن الروس درسا بألا يقلّلوا من أهمّيّة “شعب الجبل”. ودعوته للعودة إلى الإسلام النّقي كان لها صدى من قبل خلفه العظيم الإمام شامل، الذين أبقى الجيش الروسي في وضع حرج لمدة 20 عاما مهينة وذلك في منتصف القرن التاسع عشر، قبل أن يُهزم ويُسجن بدوره.

أصبحت الإعدامات المقصودة والمذابح التي تنفّذ في القرى هي وسيلة الروس القياسيّة عند فشل التدابير الصارمة الأقل وحشيّة.  وكان أول استخدام موثّق لمصطلح “التطهير العرقي” من قبل وزير روسي في العام 1856.

أمّا أحفاد البلكار، والكاراشاي والشيشان والأنغوش الذين ذبحهم أو هجّرَهُمْ ستالين يُعامَلوا الآن على أنهم شيء أقل بكثير من مواطنين من الدرجة الثانية بعد عودتهم إلى “الوطن”. في موسكو، يوصم المسلمين ذوي البشرة الداكنة من القوقاز بذوي “البشرة السوداء”، وكثيرا ما يحرمون من الحقوق المدنية الأساسية.

الشيشان قد تكون الآن في دائرة الضوء، ولكن معاناة هؤلاء الذين يعيشون في بقية ما تطلق عليه روسيا بمصطلحات مضحكة على أنّها مناطقها “ذات الحكم الذاتي” في القوقاز قد ذهبت من غير ذكر إلى حد كبير.  من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب بقوته الكتابيّة. وبوصفه مراسلا لرويترز، قام بولو بتغطية حصار مسرح موسكو ومذبحة بسلان، وكان الأول على مسرح العمليّات بعد التفجيرات الانتحارية في موسكو. ولكن ما يجعل هذا التقرير فريدا من نوعه هو سرده لمقتطفات حصل عليها من التفاصيل الدقيقة لتقارير المحكمة الروسية، وكذلك (الجلد على الفودكا) من المستجوبين غير الموثوق بهم منذ البداية.

إنه لمن الملهم أن تسمع الملابسات خلف إحباط محاولة زاريما ماجاكوييفا لتفجير نفسها، جنبا إلى جنب مع عشرات من الرّوّاد  في مقهى بموسكو: قصّة حياتها كئيبة، كما يلاحظ بولو، بانّه تقريبا كما لو أنّه تحدٍ للإدراك. الأمر نفسه ينطبق على نورباشي كولاييف، وهو مدان لاحتجازه للرهائن، وبقي على قيد الحياة إثر مذبحة بسلان. ويجادل بولو بشكل مقنع بأنّه كان بريئا. إنّ وحشية مجزرة شيريك في عام 1942، عندما تمت ملاحقة وذبح للنساء والأطفال في وادٍ امتلأ بهم بالكامل وملاحقتهم وذبحهم، قد تم جمع المعلومات من خلال الروايات المثيرة للدهشة.  ولا تزال المسؤولية عما  جرى تلقى على عاتق النازيين، بدلا من مقترفي الجريمة السوفيات.

وفي الوقت نفسه، بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يفهموا كيف أنّ شابا مطيعا للقانون ذو الثمانية عشر ربيعا وهو سعيد ومُجِد، يمكن أن يتحوّل من قبل الدولة الروسية الحالية إلى عاجز من الناحية البدنية والنفسية مكرّسا نفسه لقضية الجهاد، إن قصة رسول كوداييف —  تركي جبلي لم يستطع دفع الرشوة الضرورية للحصول على وظيفة في الشرطة الروسية — سوف تناسب الوصف. قد يكون كل هذا يحدث في أوروبا، لكن أوروبا — في محاولة يائسة لعدم الاساءة الى فلاديمير بوتين —  تقوم بحزم على غض الطّرْف.

 

‘إن قرص مايكل تشيرتش المضغوط الخاص بتسجيل أغاني التّحدّي: موسيقى من الشيشان وشمال القوقاز’ متوفرعلى ملصق الموضوع

 

http://www.independent.co.uk/arts-entertainment/books/reviews/let-our-fame-be-great-by-oliver-bullough-1927476.html

 

ترجمة: موقع أخبار شركيسيا

Share Button

من القوقاز مع التحية

نشرت صحيفة الغد الأردنية بتاريخ 24 / 3 / 2010، مقالا للسيد مراد بطل الشيشاني بعنوان “من القوقاز مع التحية”، عن المؤتمر الهام للشعوب القوقازية الذي عقد في العاصمة الجورجية “تبليسي”، وجاء في المقال:

وجهت لي الأسبوع الماضي دعوة لحضور مؤتمر عن شعوب القوقاز، في العاصمة الجورجية تبليسي، وقد وصف البعض المؤتمر بـ “عاصمة القوقاز”. عقد المؤتمر بالتعاون ما بين مؤسسة “جيمستاون” الأميركية و”المعهد الدولي للدراسات القوقازية” في جامعة إيلا الجورجية. الزيارة عنت لي الكثير على المستوى الشخصي، فقد كانت آخر مرة لي زرت فيها العاصمة الجورجية، أو حتى كنت في القوقاز كله، قبل نحو عشرين عاما، وقد حدث ذلك مع انهيار الاتحاد السوفيتي، وشهدت سقوط تمثال لينين في إحدى ساحات تبليسي العامة. الزائر هنا يلاحظ الفرق ما بين الأمس واليوم بكل سهولة، من النمط الشيوعي السوفييتي إلى دولة مستقلة وعضو في منظمة حلف شمال الأطلسي.
وأما فيما يتعلق بالمؤتمر فقد ركز خلال يومين على القضايا المرتبطة بمنطقة القوقاز، ومنها خرجتُ بمجموعة من الملاحظات العامة، من خلال الكلمات التي ألقيت، أو الحوارات الجانبية مع الحضور من السياسيين والأكاديميين. وقد لاحظت أن جورجيا يبدو أنها تقود جهوداً لإعادة ربط نفسها بالجمهوريات القوقازية في شمال القوقاز. ويبدو أن الحرب الروسية ضدها في العام 2008، وردة فعل الغرب التي “كانت أقل من المتوقع”، وفقاً لمراقبين عدة، دفعت إلى التفكير بهذا الشكل. ويبدو أن الخوف المفهوم من روسيا يدفع إلى خلق نوع من الصيغ التوحيدية مع جمهوريات شمال القوقاز. ويبدو أن هذا نتاج السياسات الروسية التاريخية في المنطقة. وبالمقابل من الضروري الإشارة إلى أن المنطقة الأوراسية تعدها روسيا دوماً منطقة حيوية استراتيجياً، أو “الجوار القريب”، الذي تريد الحفاظ على نفوذها فيه، ما يؤشر على حالة من التنافس الاستراتيجي المقبل في المنطقة.
وأما الملاحظة الثانية، فترتبط بإيلاء المؤتمر حصة كبيرة لقضايا الشعوب الشركسية، والتي شكلت عنواناً رئيسياً في المؤتمر. وقد سعدت بلقاء عدد من الزملاء الشراكسة من الأردن، ويبدو أن تصاعد القلاقل في الجمهوريات الشركسية خلال السنوات الأخيرة وانتهاء حرب الشيشان، يؤشران على تحولات في المنطقة وفي رؤية الشراكسة في الخارج لها.
وأما فيما يتعلق بالشيشان، فمن الملاحظ أن موجة الهجرة واللجوء التي تسببت بها الحربان الروسيتان ضدهم خلال الخمس عشرة سنة الماضية، أفرزت جيلاً يعيش في الغرب، قادرا على الحديث عن قضيته بمفاهيم مختلفة عما سبق تركز على مسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان. وهو ما يظهر أن قضية الشيشان تبقى ظلالها مخيمة على القوقاز.
وهناك ملاحظة أخرى، بأن شعوب القوقاز بشماله وجنوبه، بحاجة إلى منابر للتواصل أكثر، فنشر الشيوعية، وما كان يعرف في الأدبيات السوفيتية، “قيم عمال العالم”، دفع إلى سياسة تقوم على إبقاء التعبير القومي في حدوده الفلكلورية، ولذا فإن النزعات الأولية أو Nativization، وهو الأمر الذي ما يزال يثير حساسيات مختلفة ترتبط بالحدود المختلف عليها، أو اختلاف اللهجات، أو إعادة كتابة التاريخ بأشكال مختلفة، وما إلى ذلك، طفت على السطح مع انهيار الاتحاد السوفيتي، وما تزال تعد عنواناً رئيسياً في الفهم القومي لدى الشعوب. وعلى ذلك وجدت هناك حالة من القبول للنموذج الأوروبي من خلال الرغبة في تأسيس شبكة علاقات اقتصادية متبادلة بين شعوب المنطقة تقود إلى صيغة توحيدية ما. وعلى الرغم من الصعوبات العملية والواقعية التي تواجهها فكرة من هذا القبيل، إلا أن متابعي الشأن القوقازي، والتطورات في آسيا الوسطى، يدركون أن هناك تطورا في الخطاب مقارنة بسنوات مضت، حيث كانت الطوباوية تحكم الأفكار الشبيهة.
وأما الملاحظة الأخيرة، فترتبط بالحضور العربي، فعلى الرغم من غياب الحضور السياسي والاجتماعي العربي، فإن الاقتصاديين العرب، يبدو أنهم يتحركون بشكل أكثر واقعية من السياسيين العرب. أخبرني أحد مستشاري الحكومة الجورجية أن الاستثمارات العربية في العام 2009 شكلت ما يزيد على 50% من الاستثمارات الأجنبية في البلاد، وقد تركزت في العقارات، والموانئ، وأيضاً على مستوى التجارة. من الملاحظ أن القوقاز وآسيا الوسطى ما تزال، وعلى الرغم من انقضاء عشرين عاما على انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال تلك الجمهوريات، أرضاً خصبة للفرص السياسية والاقتصادية، ويبدو أنها ستبقى، وكما وصفها منذ قرنين، الشاعر الانجليزي روديارد كيبلينغ، أرض “اللعبة الكبرى” بين الأمم.
Share Button

وللشركس في العراق نصيب من المآسي

وللشركس في العراق نصيب من المآسي

وللشركس في العراق نصيب من المآسي حول تأسيس جمعية التضامن القفقاسية العراقية النوايا والمقاصد والمتصيدون في الماء العكر !!
محمد حسين الداغستاني *
غالباً ما ، سواءً بدافع الإستزادة في المعرفة الأكاديمية او التأريخية او الفضول لإكتشاف كيف ينظر الآخرون إليك ، أتتبع وأحرص على قراءة كل ما يكتب عن القفقاس في العراق (رغم ندرته) ، خاصة ً بعد أن هيأت الشبكة العنكبوتية ( الأنترنيت) فرصاً ذهبية لم تكن مؤاتية لنا قبل اقل من عشرين سنة ، للحوار وتبادل الرأي ونشر المعلومات على نطاق واسع وكبير .
وللأسف الشديد وبصورة متأخرة جداً قرأت مقالة الأخ ( إيهاب دربة ) الموسومة (الشركس في العراق) والتعليقات المثبتة عليها والمنشورة في محور التأريخ الشركسي في موقعنا القومي الرصين هذا ، وقد توقفت ملياً عند تعليق يقول كاتبه إبن العم العزيز (شامل نوختشي ـ مشرف منتدى الدين الإسلامي ـ ) بأنه نقل الملاحظة بتصرف من مصدر ما دون أن يشير الى المصدر او الكاتب ، تقول المعلومة :
( قرأت موضوعا يتحدث عن شراكسة العراق أورده بتصرف : يظهر في الانترنت من فترة الى أخرى بعض الاخبار التي تتحدث عن شراكسة العراق وعن تلك المؤسسة التي انشؤها والتي تسمى التضامن ( و تشمل الاديغا و الشيشان ) , وللحق لم يكن يعلم الشراكسة في العالم – الا القليل – عن وجود شراكسة في العراق ولكن بعد سقوط النظام السابق ظهر الشراكسة فجأة (!) وزاروا العديد من الدول التي يعيش فيها الشركس وايضا زاروا شمال القفقاس ..
شركس العراق وغيرهم من ابناء الامة القفقاسية عانوا كغيرهم من ابناء العراق من طمس للهوية ولم يكن هنالك مجال للتحدث عن الاصل الشركسي وعن الانتماء للهوية الشركسية, ولكن الم يكن هنالك مجال لديهم ان يظهروا وان يزوروا الشركس الاخرين قبل ظهور نظام صدام ؟ الم يكن هنالك مجال ان يبنوا الجمعيات في ظل النظام الملكي السابق؟ هنا يظهر التساؤل لمذا لم يظهر الشركس في العراق الا بعد زوال نظام صدام حسين , وهل ظهر الشركس الان لانهم يحبون قوميتهم ام لانهم يحتاجون الى المساعدة ؟) .
ولا ادري كيف سمح المعلق لنفسه بنقل هذه المعلومة (إن كانت موجودة أصلاً) ونشرها ثانية مع ما يحملها من إساءة وتشكيك بالنوايا وخدش عميق لمشاعر اخوته القفقاس في العراق ؟
أنا أدرك ومثلي العشرات بل المئات من اصحاب النوايا والمقاصد القومية النزيهة ، الدوافع التي تجعل الإنسان كتلة من الخلايا الحية بإتجاه تعزيز مشاعره وأحاسيس قومه للإعتداد بالأصل والعودة الى الجذور وتنمية الشعور القومي ، وهذا ما يفعله النادي الشركسي العالمي والعديد من المواقع القفقاسية على الشبكة ، ولا يخفى على اللبيب ابداً عمق المعاناة التي تعسكها هذه المواقع بسبب إفتقار الكثير من أبناء أقوامنا وشعوبنا لأبسط الدلائل والمعلومات عن جذورهم القومية الحقيقية ، لكنهم يتمسكون ، وربما كاتب الملاحظة أيضا ، بمعلومة واحدة يعتبرونها كافية ومجزية للتعبير عن إنتمائهم القومي الى هذه الأقوام ، وهي أنهم شراكس او داغستانيون او شيشان وليس اكثر من ذلك ، وهذا لا يمنع المئات من العوائل (المحظوظة) التي تعرف بيقين إنحداراتها القبائلية والمواقع الجغرافية التي نزح منها أجدادها ، ولكن كم نسبة هذه العوائل قياسا بكل القفقاس المشتتين في اركان الأرض ؟
في العراق وعلى مدى 35 عاماً وقبل عام 2003 بالتحديد كان محظورا على العراقيين تأسيس أي تنظيم او جمعية او رابطة او تيار ذو طابع قومي او أثني للأقليات القومية بإستثناء القومية العربية وتعزيزا لهذا الزعم أتذكر أن توجيها صارما صدر في نهاية سبعينيات القرن الماضي يقضي بتغيير المسميات التي تحمل دلائل قومية من الواجهات والمنظمات وحتى الأندية الرياضية ، فألزم ( النادي الأثوري الرياضي ) و( والنادي الأرمني الرياضي ـ هومنتمن ) وغيرهما بتغيير هذه التعاريف الى اسماء تأريخية او عربية ، فكيف الحال مع القفقاس الذين لم يكن لهم لا نادي اومركز يجمعهم اصلاً ، بل لم يكن الأباء حريصين آنذاك على إيجاد مثل هذه المقرات خوفا على فرص أبنائهم في التعيين او الحماية خاصة لأن الغالبية العظمى من الشباب القفقاسي كانوا من اركان وقادة وضباط الجيش العراقي وكان اي نشاط قومي او إثني لمن في هذه المؤسسة العسكرية المغلقة يعني المخاطرة بقوته وقوت اطفاله ومستقبله ومستقبل قومه كلهم ؟ مما دفع الكثيرين الى التمترس خلف مسميات عربية او محلية تتيح لهم الإندماج مع وسطهم الإجتماعي .
اما عن عدم وجود علاقات او ظهور لقفقاس العراق قبل وأثناء حكم النظام السابق ، فهذه معلومة خاطئة وغير صحيحة بالمرة ، بل العكس من ذلك كانت هناك صلات حميمة جدا لقفقاس العراق مع شيشان الأردن بشكل خاص أنذاك وخاصة القاطنين في عمان وتبادل للزيارات معهم ومع الشراكس ، بل ولدي صور تؤكد عقد إجتماعات متتالية بين وجهاء القفقاس في كل من العراق والأردن وسوريا ( ابان الإحتلال الفرنسي لسوريا ) حول التعاضد وجمع فدية ضخمة من جميع ابناء القفقاس في هذه البلدان الثلاث لأحد الشيشان الشجعان الذي قتل ضابطا فرنسيا لأنه أهانه وشتم قومه ( سوف انشر الحادثة مع الصورة في فرصة قريبة في الموقع ) . فكيف لم يظهر القفقاس قبل النظام السابق في العراق ؟
لكن الحال تغير بعد عام 2009 بعد أن اصبح بإمكان كل فئة او أقلية او طائفة ممارسة شعائرها وطقوسها وخصوصياتها القومية بعيداً عن الضغط الحكومي ، فظهرت في الوجود تنظيمات تمثل الشبك والصابئة والأزيدية والكلدو اشوريين ، واصبحت لهم احزاب وممثلين في البرلمان العراقي وصحف وفضائيات وإذاعات ، وكان للشيشان والداغستان والشركس في العراق حصتهم في هذا المضمار فأصبحت لهم جمعيتهم ومجلتهم الدورية وتجمعاتهم القومية بعد أن إتحدت وأجمعت الإرادة الخيرة لعدد من رجالاتها كالشيخ عبدالعزيز مصطفى نجيب بك الشيشاني والدكتور احمد حسين كتاو الشركسي ومحمد حسين الداغستاني والمهندس محمد جاهد شاكر والطبيب الإختصاصي عبدالكريم جلال الداغستاني وغيرهم ، وذلك بهدف جمع شمل القفقاس المنتشرين في محافظات العراق تحت خيمة مشتركة ، وحصر اعدادهم وخلق فرص التعارف وتعزيز صلات الرحم بين عوائلهم وشبابهم ونسائهم وتقديم الخدمات الإنسانية للعوائل المتعففة فيهم والأخذ بيد أبنائهم ومساعدتهم في إكمال دراساتهم العليا وغيرها من الفعاليا ت والأنشطة التي تعزز روح إنتمائهم الصميمي لوطنهم العراق ، وارض اجدادهم في القفقاس ، وتعريفهم بثقافة وتراث وتأريخ وتقاليد اقوامهم وقبائلهم ، كما يفعل ذلك موقعنا هذا وغيره من المواقع القفقاسية على الشبكة .
نحن لا نحمّل آبائنا وحتى اجدادنا تبعات ما جرى لنا من طمس للهوية القومية ، لأننا نعرف جيدا ما كان يقاسونه وما يتعرضون إليه من مخاطر قد تودي بحياتهم لو اصروا على ذلك ، لكننا يجب ان نكون اكثر إنصافا عندما نشير الى عمر تشتتنا وهجراتنا والتي دامت اكثر من مئة وخمسين عاما ، وهذه الفترة كافية لتحطيم ركائزنا القومية وحصيلتنا المعرفية بتأريخنا وتراثنا مما حدا بنا ( ليس قفقاس العراق فحسب) وإنما كل القفقاس في الشتات الى الإندماج مع المحيط والبيئة وتناسي اللغة والتقاليد والسمات القومية المميزة ، فكم منا لا يزال يمارس تقاليد الزواج والوفاة وشعائر المناسبات مثلما كان الأجداد يفعلون ، او حتى ابناء العمومة الآن في شمال القفقاس ؟ لهذا اصبحنا عربا او اتراكا او المانا او اكرادا حيثما عشنا مع هذه الأقوام، لكن يكفينا فخرا اننا لا زلنا نحتفظ بالبذرة الحية في أعماقنا ، كالشعلة المتفجرة التي تؤكد إنتماؤنا القفقاسي وبأننا جزء لا يتجزء من هواء وتضاريس وجبال ووديان وسهول القفقاس .
لهذا تألمت بشدة وحزنت عند قرائتي تلك الملاحظة السمجة والتي لا تنم عن الحصافة والحكمة والعقلانية ، ولا شك ان كاتبها الأصلي يحمل الكثير لأبناء جلدته من شراكس وقفقاس العراق دون ان نعرف الدوافع ، لأنه إستكثر عليهم حضورهم عبر جمعيتهم الرائدة التي لا تزال تعطي الشهيد تلو الشهيد في هذا الظرف العصيب وبادر الى تصوريهم مجرد اشخاص يستغلون الأوضاع لكي يستجدوا المال من الآخرين ، فكم كان غير منصفاً وغير عادلا وغيرنزيها لتشكيكه بنوايا ومقاصد أبناء جلدته الذين يعملون في ظل هذه الظروف ؟
وعلى اي حال فإن جمعية التضامن ومنذ تأسيسها ضمت نخبة من وجوه المجتمع والأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والتجارالمرموقين ، وقد وظفوا ولا يزالون وبنكران ذات الأموال والجهود لتأسيس جمعيتهم من فتح المقرات والتأثيث وديمومة نشاطاتها وإصدار مجلتها الدورية دون ان تستلم دولارا واحدا لا من الدولة العراقية ولا من اي جمعية او حزب او حركة او تيار او حتى من شراكسة وقفقاس العالم كله ، ولعلم صاحب الملاحظة فإن الوفود التي سافرت ممثلة عن الجمعية للتعريف بها الى القفقاس وتركيا وسوريا والأردن وغيرها تحملت التكاليف كاملة من جيوب اعضاء الوفود انفسهم بإستثناء الوفد الذي سافر الى اديغا فقد تولت رئاسة الجمهورية تكاليف الضيافة داخل ما يكوب حصرا فيما كانت اقيام بطاقات السفربالطائرات والتنقل من العراق الى سوريا وبالعكس على حساب الوفد ، ولم تبادر الجمعيات الشقيقة او الجهات المضيفة الى دفع اي مبلغ إطلاقا لدعم الجمعية ، وهذا نعلنه على رؤوس الأشهاد ويمكن التأكد من المعلومة بيسر سواء من ادارتي الجمعيتين الشركستين في كل من دمشق وعمان .
إن دعم ابناء قومنا لبعضهم البعض ليس عيبا وليست منّة ، والحقيقة إن غياب هذا الدعم هو العيب بعينه وهو التقصير الذي ما بعده تقصير ، فإذا كان الشقيق القفقاسي لا يقف لأخيه القفقاسي في الملمات فمتى إذن يقف ؟
واليكم مثلا يقف المراقب خجلا من تفاصيله ، فقبل سنتين من الآن هاجمت العصابات المسلحة الإجرامية قرية الشيشان في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى ، وقامت بقوة النار والأسلحة الفتاكة بحرق وتدمير كافة دور القرية الخمسين بكافة محتوياتها من الملابس والأثاث والتذكارات كما وحرقت وهدمت جامعها ومركزها الصحي ومدرسة الأطفال التي أنشأها الشيشان على حسابهم وبتبرعاتهم ، وإستطاعت العوائل الشيشانية من سكنة القرية الخروج مع عدد من جرحاهم تحت حماية قوة عسكرية مسلحة قدمت من العاصمة بغداد والتي لولاها لأبيدت جميعها .
أليس عيبا بالله عليكم أن يقف جميع شراكسة وداغستان وشيشان العالم متفرجين على مأساة تهجير جديدة إستهدفت ابناء عمومتهم في العراق الجريح ولم يتحرك منهم ساكن بإستثناء شيشان الأردن الغيارى الذين إنتخوا لأخوتهم العراقيين و نظموا تجمعات في جوامعهم في عمان لجمع التبرعات وتقديم العون الفوري لهذه العوائل المنكوبة التي تشتت في ضيافة العوائل القفقاسية في مختلف المحافظات العراقية لحين توفير مساكن طارئة لهم وهم لا يملكون سوى الملابس التي كانت عليهم ساعة المغادرة من قريتهم المحروقة ؟ بل أن بعضهم إكتفى وهو يقرأ ويطلع على اخبار الكارثة ولا نريد ان نسميهم أعلنوا فقط عن الأسى والحزن والمشاركة الوجدانية وكأن الموضوع يتعلق بأناس يعيشون على كوكب آخر .!!
يكفينا الكلام والتلاعب بالألفاظ أيها الأشقاء وأبناء العمومة الأعزاء ، نحن المشتتون في الأرض بحاجة ماسة الى الفعل والتعاضد والتأكيد على إنتمائنا القومي بدلاً من إشاعةالتقولات والغمز واللمز والتشكيك بمقاصد الآخرين ونزاهتهم ونواياهم الشريفة .
لكنها مأساة قومنا وبقية الأقوام ايضا ، أن نجد فيها دائما من لا يرتاح إذا لم يرمي الفضلات في بئر ماء نقي لكي لا يشرب منها الناس أاو يرمي بالصنارة لكي يتصيد في الماء العكر ، وبئس هذا الصيد !!
وعذرا إخوتي الأعزاء .

* أمين سر جمعية التضامن الخيرية القفقاسية في العراق

http://www.shababek.de/razuna/modules/news/article.php?storyid=671

Share Button

يوم راس السنة الشركسية 22 مارس/اذار…كل عام وانتم بخير

يوم راس السنة الشركسية 22 مارس/اذار…كل عام وانتم بخيرn38692874426_1039362_4000

يحتفل الشراكسة يوم الاثنين الموافق 22/3/ 2010براس السنة الشركسية الجديدة حيث سيبدأ عام 6219 وهو التاريخ الذي يشير الى مدى قدم الحضارة الشركسية الضخمة يذكر ان  هذا اليوم هو الوحيد على مدار العام الذي يتساوى فيه طول الليل والنهار. في هذا اليوم يبدأ الربيع, وتبدأ حياة الخصوبة دورتها الجديدة، بالنسبة للشعب الشركسي الذي ارتبطت حياته بالأرض والطبيعة هو يوم عظيم وأساسي, لذلك منذ صدر التاريخ وقبل 6219 عاما بدأ الأديغه القدماء بالاحتفال بهذا اليوم كبداية للسنة الجديدة قدوم السنة الشركسية الجديدة يرمز لدى الأديغه إلى انتصار قوى الخير على القوى الشريرة. لرأس السنة الشركسية طقوسها الخاصة, فلابد من تقديم الأضاحي التي يجب أن تكون عبارة إما عن دجاجة سوداء أو خروف أسود أو كبش اسود. واللون الأسود هنا يرمز إلى السواد والظلمة والشر. بهذا الشكل يعلن الأديغة انتصارقوى الخير على قوى الشرتبدأ طقوس رأس السنة الشركسية بالجوغ ومن ثم غناء النشيد الخاص بالسنة الجديدة

 

كل عام وانتم بخير…مع الدعاء باقتراب اليوم الذي يحتفل فيه كل الشراكسة بهذا اليوم على ارض وطنهم

عاشت شركيسيا حرة


Share Button

إلى: البرلمان الجورجي

إلى: البرلمان الجورجي

 

يتقدّم الشراكسة من الشتات والوطن والمشاركين في مؤتمر “الأمم المغيّبة، المجابهة للجرائم: الشركس وشعوب شمال القوقاز بين الماضي والمستقبل” (تبليسي، 19 – 21 آذار / مارس 2010)، بالإلتماس التالي لإقراره من قبل البرلمان الجورجي:

إنّ الأمّة الشركسية هي واحدة من الأمم الأصيلة في منطقة القوقاز. ونتيجة لسياسة الإمبراطوريّة الروسية في التوسع في القوقاز خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فقد أزهقت أكثر من 1.5 مليون روح من الشّراكسة. والأمة الشركسية لا تزال تعاني حتى يومنا هذا نتيجة لهذه الجرائم والسياسات.

إن شركيسيا أمة محرومة من حقوقها نتيجة للإبادة الجماعية، بعد أن جرّدت من استقلالها كنتيجة للاستعمار، والجرائم الجماعية، والترحيل الجماعي والتطهير العرقي. اليوم، تبقى شركيسيا ضحية للإبادة الجماعية المستمرة وأمة مبعدة في المنفى.

الشراكسة، الذين أنكرت عليهم وحدتهم ووضعهم كسكان أصليين في شركيسيا التاريخية من جانب الاتحاد الروسي (الفيدراليّة الرّوسيّة)، ولم يحصلوا أبدا على اعتراف دولي لمأساتهم.

الشركس يسعون إلى استعادة العدالة التاريخية وإلى إدانة الإستعمار الموثّق للإمبراطورية الروسية، فضلا عن سياسات الاتحاد الروسي الحاليّة ضد مصالح الشعب الشركسي في وطنه الأم  وفي الشتات (ديار الإغتراب).

واستنادا إلى وقائع تاريخية موثقة لا يمكن إنكارها تؤكد الإبادة الجماعية للأمة الشركسية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، واستنادا إلى الاتفاقيات التالية والتي اعتمدتها الأمم المتحدة:

  • اتفاقية بشأن منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، التي اعتمدت في 9 ديسمبر/كانون الأوّل، 1948؛
  • اتفاقية بشأن عدم انطباق التقادم على جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، التي اعتمدت في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، 1968؛

المشاركون المذكورون أعلاه يدعون برلمان جورجيا، وكذلك حكومات جميع الدول ، لتمرير قرار:

  1. يدين الأعمال المقترفة من قبل الإمبراطورية الروسية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، والتي أدّت إلى ضياع استقلال شركيسيا، ويعترف بتلك الأعمال بمثابة أعمال إبادة جماعيّة للأمة الشركسية وشعبها؛
  2. يعلن يوم 21  مايو/أيار من كل عام والذي يصادف إحتفال روسيا بانتزاع شمال غرب القوقاز في عام 1864، ليكون يوما لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الشركسية، والاعتراف بسوتشي كموقع ورمز للإبادة الجماعية الشّركسيّة والتطهير العرقي.

    8, Rustaveli Avenue 0108

    Tbilisi, Georgia

    Phone: +99532 28 28 82/99 90 60

Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات