مجلة أوراسيا ديلى مونيتور: الأديغيه : نقطة ساخنة جديدة في شمال القفقاس؟

مجلة أوراسيا ديلى مونيتور: الأديغيه : نقطة ساخنة جديدة في شمال القفقاس؟

العدد: 5182 الثاني من تشرين اول عام 2009

بقلم: ماربيك فاتشيكيف.

اكد مدير مكتب الامن الفيدرالى الكسندر بورتنيكوف في جمهورية الاديغية ان ما تسمى”الجماعات الاسلامية ” في الجمهورية اعلنوا أداء يمين الولاء والطاعة لدوكو عمروف ، وان هذا الاعلان يعني ان سلسلة من المجموعات المقاومة السرية قد اكتملت ، وتمتد الآن لتشمل منطقة شمال القفقاس بشكل كامل من شواطئ بحر قزوين الى البحر الاسود. وجاء هذا الاعلان بعد سنوات من استمرار الشكوك حول ما اذا كانت المجموعة الاسلامية الأديغيه موجودة اصلاً.

فكرة تأسيس حركات مقاومة في الاديغية كانت قد ظهرت اثناء جولةللزعيم الشيشاني شامل باساييف في منطقة شمال القفقاس في العام 2005 اي قبل حوالي اربع سنوات، خلال هذه الاربع سنوات العديد من المقالات اشارت الى احتمالية وجود هذه الجماعة فعلاً، لكن لم يسمع اي شيء عن انشطة قامت بها على الساحة،بعد احداث نالتشيك في عام 2005،بعض المحللين اشاروا الى احتمالية ان تصبح المجموعات المسلحة في الاديغية من اكثر المجموعات نشاطاً وان تتحول الجمهورية الى احدى النقاط الساخنة، ولكن لعدة اسباب لم تتحقق تلك التوقعات قد يكون من ابرزها مقتل العديد من زعماء الجماعات المسلحة في شمال القفقاس امثال: عبدالحليم سعدالله في 17 حزيران 2006والزعيم المشهور شامل باساييف في 10 تموز 2006، لاحقاً ادت عملية اعادة الهيكلة والتنظيم في صفوف الجماعات الاسلامية المسلحة الى تجزئتها ووقوع العديد من الخسائر في صفوفها(خاصة في الجماعات التي تضم عرقيات القرشاي والتتر)التقارير الأولى التي تحدثت عن جماعة الأديغيه كانت عندما اعلنت اجهزة الامن التابعة لوزارة الداخلية والمخابرات الروسية في مقاطعة كراسنودار عن اعتقال المدعو عسكر سيتوف الملقب “بالامير عبدالوهاب” والذي وفقاً للتصريح الرسمي انذاك كان هو زعيم الجماعة الاسلامية المسلحة في منطقة غرب شمال القفقاس، ولقد استغرب هذا التصريح واوضح عن التضارب في التصريحات الرسمية وقتها لان السلطات كانت تنكر وبشكل مستمر وجود مثل هذه الجماعات في المنطقة، حيث اعتقل عسكر سيتوف في التاسع من تشرين اول من عام 2008 خلال عملية تدقيق للوثائق على احد نقاط التفتيش في كراسنودار حيث قام باطلاق النار على رجال الامن مما ادى الى مقتل احدهم وجرح ثلاثة اخريين اثناء محاولته الفرار من الموقع الا انه تم القاء القبض عليه فوراً من قبل الشرطة في نفس الوقت، السلطات المحلية قامت بمحاكمة سيتوف في أب من عام 2009 مدعية قضاءها على الحركة الاسلامية في مهدها في الاديغية، في ذات الوقت صرح مفتي جمهورية الاديغية ومقاطعة كراسنودار ناروبي يمج ان حادثة سيتوف كانت جنائية بحتة وليس لها اي ابعاد دينية متطرفة سواء كانت وهابية او غيرها، على اية حال الجانب الحقيقي في تصريح المفتي يمج كان ان سيتوف ليس زعيم الجماعة الاسلامية في الاديغية، لان السلطات الروسية ومنذ حرب الشيشان عام 1999 انتهجت سياسة اعلامية تقوم على الادعاء بان كل مقاتل يتم القاء القبض عليه او قتله هو قائد ميداني كبير حيث كان يهدف الى تصوير اي عملية للقوات الروسية على انها نصر كبير على المتمردين وهذا الامر طبق في حالة سيتوف حيث تم الاعلان عن ضبط واكتشاف قاعدة لتخزين السلاح والذخائر في جبال الاديغية في عملية مداهمة نفذتها القوى الامنية ،بطريقتها الخاصة  صرحت السلطات الروسية  بأن المجموعة كانت لها قواعد في الجبال الأديغيه، ووفق تصريح مدير مكتب الامن الفيدرالي الكسندر بورتنيكوف فانه خلال الفترة الممتدة من كانون الثاني حتى ايلول من عام 2008(اي قبل اعتقال سيتوف) تمكنت اجهزة الامن الروسية من احباط اكثر من (69) هجمة ارهابية كانت يخطط تنفيذها في سوتشي وانابة، حيث كان من الواضح ان الجناة لم يكونوا افراداً بل جماعات منظمة كانت تهدف الى تقويض حلم اولمبياد الشتوية في سوتشي، بعد شهر تقريباً من محاكمة سيتوف جماعة الغرب كما تعرف من قبل الحركات الاسلامية في القفقاس اعلنت تقديمها يمين الطاعة والولاء للزعيم الامارة الاسلامية دوكو عمروف وان تكون جزء لا يتجزأ من جبهة المقاومة ضد روسيا في شمال القفقاس، واذا لم يكن هذا التصريح مجرد فبركة اعلامية من احدى الجماعات المسلحة، فمن المؤكد ان ميزان القوى في المنطقة سينقلب لصالح حركة المقاومة،خاصة ان تواجد حركة مسلحة في هذه المنطقة المحيطة بمدينة سوتشي التي تستضيف الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2014 له العديد من الدلالات الخطيرة.

وأخيرا ، فإن التقارير الأخيرة من الأديغيه تشير الى تصاعد في مشاعر الكراهية اتجاه الروس والذين يشكلون أكثر من 60 في المئة من السكان في هذا الجمهورية الصغيرة في شمال القفقاس بينما يشكل الاديغة الشركس 26 في المئة من المجموع السكان فقط. وهذا الوضع للاقلية الشركسية يضعها امام تحدي جديد اتجاه المحافظة على أرض آبائهم وأجدادهم .

في الرابع من  آب 2009، قام مجهولين  بالاعتداء على احد الرموز الأرثوذكسية التي تم غرزها على اعلى قمة جبلية في الاديغية(عبارة عن مجموعة من الصلبان الضخمة التي وضعت بعد انتهاء الحرب الروسية-الشركسية)وفي 11 آب 2009، تم الاعتداء على احد الرموز بالقرب من مدخل الطريق السريع في مدينة مايكوب ، المسلمين الشراكسة يرفضون  المعالم المسيحية التي اقيمت في أرض آبائهم وأجدادهم،رئيسة منظمة الاتحاد السلافي في جمهورية الاديغية المدعوة نينا كونوفالوفا تعتقد أن تدنيس النصب التذكارية للمسيحيين ليست مجرد اعمال تخريبية عادية  وقالت انها على يقين من أن هذه الأفعال يرتكبها اشخاص يريدون زعزعة استقرار الوضع في المنطقة.

هذه الأحداث ، ليس لها سوابق في التوترات ذات طابع ديني بين العرقيات المختلفة في المنطقة أما الأسباب الحقيقية يمكن أن ترجع إلى القرن التاسع عشر ، عندما استعمرت الأراضي الشركسية من قبل الإمبراطورية الروسية. كلا جانبي الصراع لديه رؤيته الخاصة للحل، ان احياء الشعور القومي والتي اخذ يرتبط بمساعدة المهجر الشركسي  الذي يقدر عددهم بـ 5-7 مليون اغلبهم يعيشون في تركيا المجاورة ، يعني أن المشاعر القومية والاسلامية من المرجح أن تصبح هذه الأسلحة الرئيسية في ترسانةالاديغة(الشركس) العرقية التي تسعى إلى الضغط على المنظمات غير الشركسية في الجمهورية.

وهذه العوامل مجتمعة قد تؤدي إلى اشعال نقطة ساخنة جديدة في شمال القفقاس وهناك  عامل إضافي خارجي قد يؤدي الى احتدام شدة الصراع وهو التغيير جذري في السياسة من جانب القيادة الجورجية حيث كان قبل عامين الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي يترفع عن التواصل مع جيرانه في شمال القفقاس ، لكن اليوم يبدو أنه حريص على إقامة علاقات وثيقة معهم، اي احتمالية استبدال المنطقة لتحالفها مع الشمال(موسكو) مع تحالف جديد مع جورجيا في الجنوب وذلك في الوقت المناسب.

 

اخبار شركيسيا

Share Button

إنتهاكات جسيمة شهدتها إنتخابات رئاسة الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة

إنتهاكات جسيمة شهدتها إنتخابات رئاسةالجمعيّة الشّركسيّة العالميّة

خلال المؤتمر الثّامن، الّذي عقد في 3 أكتوبر / تشرين الأوّل الحالي في مبنى الأوركسترا في عاصمة جمهوريّة الأديغيه مايكوب، كشف عن وجود الكثير من المعضلات الداخلية في أوساط المجتمع الشركسي، والذي على مدى السنوات ال 10 الماضية، لم يكن هناك أحد يريد لها الحل. ويدرك الشباب الشركسي بأنه من دون مشاركة نشطة في القضايا الوطنية فإنّه لن يتم التّمكّن من حلّها. وبالتالي، وبمبادرة من مجموعة من الشبان القوميّين نظّم أول منتدى للشّباب الشّركسي في عموم روسيا، وأثناء مناقشة المشاكل الرئيسية للشعب الشركسي كان هناك شبه إجماع بأنّ عمل المنظّمات القائمة في المجتمع الشركسي غير مرضي، وخاصة الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، حيث طالب المنتدى حل المشاكل الرئيسية للشعب. وعليه فقد تقرر أن يطلب من المؤتمر إصلاحات قاموا باقتراحها.
دأبت السياسة الرسمية لدى السّلطات الرّوسيّة في السنوات الأخيرة، على المضي باتجاه تجديد العاملين بالتنظيمات العامّة والمؤسّسات السياسية. كالتعديلات الأخيرة على الحد الأدنى لعمر الأعضاء في البرلمان والوكالات الحكومية الأخرى. وقد أعلن الرئيس الروسي ميدفيديف سنة 2009 “سنة الشّباب”. الديمقراطية في الدولة الروسية، وظهور مؤسسات جديدة للمجتمع المدني يكمن في المشاركة النشطة من جانب الشباب. لذلك تقرّر إعداد الشباب للمشاركة في المؤتمر وكذلك إبداء الإستعداد لإعداد الشباب للمشاركة فيه وتقديم المزيد من التعاون مع هذه المنظمة، لكن قوبل كل ذلك بتردّد ورفض الّلجنة التّنفيذيّة للجمعيّة الشركسية العالمية وذلك بعدم تقديم بطاقات دعوة للشباب لحضور ما جرى في جلسات المؤتمر، وكذلك باستعمال لغة عدوانية وتهكّميّة نحوهم، وعرقلة مقترحات الشباب في اجتماع اللجنة التنفيذية للمؤتمر في الثّاني من أكتوبر  / تشرين الأوّل، وقام أعضاء الجمعيّة القدامى (ما يدعى بالحرس القديم) بالتّوجّس من خطورة إشراك الشّباب وأبدوا إعتقادهم بأن الأعضاء القدامى هم الوحيدين الذين يمكنهم اتخاذ القرارات، وينبغي على الشباب متابعتها فقط.

رد الشباب على محاولات تهميشهم حيث أعلن زامير شوخوف وهو أحد المشاركين في منتدى الشّباب الشّركس عن “الشّعور بالصّدمة”، واعتبر هذه التصرفات بمثابة تباعد بين الأجيال، حيث أنّهم “لم يتوقّعوا أن يواجهوا جدارا من المعارضة” على حد قولهم. وبعد المؤتمر، استعرض مندوبين من الشباب التطورات الأخيرة. حيث زاد الشباب بالقول “خلال المؤتمر ونحن على مستوى الشعور بأنّه يساء فهم ما يحدث، وقراءة النظام الأساسي للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، يجعلنا نلاحظ إنتهاكات هذا النّظام”.

ومن الأمثلة الّتي سيقت:
أولا: منع الشباب من حضور الجلسة الثانية (جلسة الانتخابات) في المؤتمر. الفقرة  5.2 من النظام الأساسي تنص على ما يلي: “… في المؤتمر يمكن أن يشاركوا في الصفة الاستشارية مع ممثلي الوكالات الحكومية المسؤولة عن الإشراف على تطبيق القانون، لدى الحكومات المحلية والمؤسّسات الثقافية والتربوية والعلمية والاقتصادية وغيرها من المنظمات”. ممثلو ثماني منظمات للشباب كانوا من ضمن وفد الشّباب ولهم كل الحق في أن يكونوا حاضرين أثناء الانتخابات. وكان حظر الحضور قد فرض بصورة غير مشروعة.
ثانيا: وحده ك. جميخوف رفض اقتراح العديد من شباب الخاسة، وهو ليس لديه سلطة لفعل ذلك. والنظام الأساسي بشأن جميع المقترحات بأنّه يجب أن تمر عبر المجلس، ويعاد النظر بها من قبل المؤتمر.
ثالثا: من خلال عرض شريط فيديو للتصويت الّذي حصل، لاحظنا أن الناس الذين ليسوا في قائمة المندوبين قاموا بالتّصويت. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب غياب البعض، قام آخرون بالتّصويت نيابة عنهم، وهذا بحد ذاته يشكل إنتهاكا مباشرا للدستور والقانون.
رابعا: مندوب الأديجه خاسة في جمهوريّة قراشاي / شركيسك تيمور جوجو، عبّر عن رأي جميع الشّباب، وذلك بترشيح إبراهيم يغن للرّئاسة، قام ك. جميخوف بعرقلة التصويت على هذه المسألة، مستشهدا بحقيقة أنّ يغنوف ليس مندوبا لدى المؤتمر، رغم أنّه لا يوجد بند في النظام الأساسي يتضمن أية قيود من هذا القبيل. البند 5.10  من النّظام الأساسي ينص على ما يلي: “ويتم انتخاب الرئيس من قبل المؤتمر لفترة 3 سنوات ويجوز اعادة انتخابه مرارا وتكرارا. هذه الفقرة لا تعني ضمنا أن المرشح للرئاسة يجب أن يكون مندوبا للمؤتمر. ومثل هذا التعديل للنّظام الأساسي لن يقدّم إلا في عام 2010.
بشكل منتظم، والقائمين على إدارة الجمعية الشركسية العالمية، يعملون على استخدام أقدميتهم، حيث تلقّوا الشتائم والإهانات من قبل الشباب من خلال بياناتهم (العلنيّة والخفية)، في اشارة الى قانون الخابزة التّاريخي: “إن الكبار دائما على حق”. ادعوهم يقرروا – هل هم سوف يعيشون ويعملون في الخابزة، أم أنهم سوف يعيشون ويعملون وفقا للميثاق. أنّ قانون الخابزة لا يحمي أولئك الذين لا يعيشون وفقا له، وليس فقط عندما يحلو لهم ذلك، للإشارة إلى التقدم في السّن وإلى تشويه سمعة الشّباب. لا يتم احترام كبار السّن  للسنوات الّتي انقضت، ولكن للحكمة المكتسبة خلال هذا الوقت. منذ العصور القديمة اتّبعها الشركس — الذي لا يستطيع الحفاظ على سيفه في يده، وتربعه على حصانه، يحضر إلى الخاسة طواعية ليتحمّل مسؤوليات مكدسة. الحكماء، عندما يبلغون سن الشيخوخة، يحين الوقت للتّبديل والتقاعد. من هؤلاء الكبار، فنحن دائما نذهب للحصول على المشورة. واليوم ان تركوا مكانهم في الخاسة للأصغر سنا والأنشط، فإنّ البعض على استعداد للمضي قدما للأمام.
سمعت تقارير تفيد بأن بعض الزعماء يصفون شبابنا كما لو أنّهم حفنة من المتطرّفين، والتي قررت الإستيلاء على زمام الأمور في الجمعيّة الشركسيّة العالميّة بقوّة السّلاح. هذه السّمة الوطنيّة في الشباب أدت إلى أن نصبح المهمة الرئيسية لعشرات من أعضاء الخدمات الخاصة (إف إس بي) لرصدنا. يبدو أن الخيار الوحيد هو عدم إعطاء الشباب الفرصة للتّطوّر — الإتهام بالراديكالية والتطرف، والتي تستخدام في كل فرصة سانحة.
نرى أنه من واجبنا إطلاع الجمهور على أن انتخاب رئيس الجمعية الشركسية العالمية والمؤتمر نفسه كانا انتهاكات خطيرة للدستور والقانون. أولئك الذين يخدعوا شعبهم ليسوا جديرين بالإحترام. الوقت وحده سيبين ما إذا كنا على حق في تقييماتنا”.

المصدر: Пресс служба ОД «Хасэ»

المكتب الصحفي لإدارة العمليات في الخاسة
أخبار شركيسيا

Share Button

نافذة على أوراسيا: موسكو تقدّم مثلا “بمرتبة إمتياز” في التسلط للشباب الشّركس ، وبالتالي تدفع العديد منهم للتّطرّف

نافذة على أوراسيا: موسكو تقدّم مثلا ‘بمرتبة إمتياز” في التسلط للشباب الشّركس ، وبالتالي تدفع العديد منهم للتّطرّف
بول غوبل

فيينا، 5 أكتوبر / تشرين الأوّل – خشية أن يؤدّي ضخ دماء جديدة إلى تقويض مراكزهم، فإنّ موسكو والمسؤولين الموالين لموسكو قد لعبوا بالقوانين بأسلوب  سريع وفضفاض للحفاظ على سيطرتهم على منظمة شركسيّة تزداد تجويفا، وبالتالي إعطاء الشّبّان الشّركس “مرتبة إمتياز” في أساليب الشمولية والتّسلّط ما يدفع البعض تجاه الإسلام الراديكالي (المتطرّف).
في يومي الجمعة والسّبت، اجتمع المؤتمر الثامن للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة في مايكوب، عاصمة جمهورية أديغيه، لاختيار رئيس للسنوات الثلاث المقبلة، ولاختيار مجلس تنفيذي جديد لقيادة المنظّمة خلال تلك الفترة، وإلى وضع سياسة أساسيّة للمنظمة.
ولكن في المجالات الثلاثة كافّة، يقوم المسؤولين الحكوميين الشركس المدعومين من موسكو، والعاملين بشكل رمزي مع ما لا يقل عن ضابط سابق من جهاز الكي جي بي، فعلوا كل ما يمكن لإخماد أي إمكانيّة للتّغيير في الترتيبات القائمة التي تبقى بموجبها السلطات الّتي عيّنتها موسكو والمهيمنة على الجمهوريّات الشّركسيّة في شمال القوقاز مسيطرة على الوضع.

في الواقع، كانت تصرفات هؤلاء المسؤولين قاسية وصارمة، حيث أن أحد الكتّاب عنون تقريره، “هل العصر الجليدي [في الشؤون الشركسية] سيستمر حتى عام 2012؟” وأشار آخر بان موسكو كانت مشاركة في إجراءات تأتي بنتائج عكسيّة، تاركة مؤيّديها في السيطرة على نحو متزايد على الفئات المهمّشة دافعةالشّباب والفاعلين الشّركس إلى أيدي المتطرفين.
وكان قد لمّح قبل افتتاح الجلسة، كيف اعتزم المسؤولون المدعومون من موسكو أن يتصرّفوا. وقال مسؤولون ان ليس لديهم أي نية لإعطاء أية أماكن لخمسة عشر عضوا كانوا قداختيروا من قبل  منتدى الشباب الشركسي لعموم روسيا والخمسة والعشرين المنتخبين من قبل المنظمات الشبابية في الجمهوريات الشركسية (www.adygi.ru/index.php?newsid=410).
ثم، على ما يبدو، وخوفا من ان تظهر الفضيحة التي افتعلوها، هؤلاء المسؤولين أنفسهم تراجعوا وقالوا ان جميع هؤلاء الناس يمكن أن يأتوا إلى المؤتمر “كضيوف، في حالة مراعاتهم لقواعد السلوك،”، تقييدا فهم على ما يبدو من قبل القوى المختلفة بأنّه يعني “عدم إبداء إعتراضات” لما يريده القادة الحاليين.
ولكن بعد ذلك بدأ المسؤولون الموالون لموسكو النّكوص حتّى بتلك الوعود. فمن ناحية، عقدوا اجتماعا خاصا لمجلس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة على مسافة 30 كيلومترا من مكان الاجتماع الرئيسي، على ما يبدو لإبعاد الأعين “غير الضرورية” من رؤية ما كان يحدث ومن ثم رفضوا قبول الكثير من الشباب لكلا الاجتماعين.
وكان معظم الناشطين الشّراكسة قد توقّعوا أن المسؤولين الشّراكسة الموالين لموسكو سيحاولون الدفاع عن القيادة الحالية بالكامل، لكن ذلك لم يثبت أن هذا هو الحال. في حين أن العضويّة المقترحة للمجلس التنفيذي لم تتغير كثيرا، “في اللحظة الأخيرة”، شدد أرسين كونوكوف رئيس جمهوريّة قباردينو- بلقاريا على ضرورة إيجاد مرشح جديد لمنصب رئيس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة.
الرجل هو — ويفترض أن موسكو أيضا – أسموا كانجوبي أجاخوف، مدير بنك بوم (الازدهار) في نالتشيك وهو شخص لم يلعب دورا رئيسيّا في الشؤون الشركسية حتى الآن. انتخابه أكد على إصرار الآخرين ان المجلس يقدّم توصياته على أساس “علني” بدلا من الإقتراع السري.
كل من رئيس الأديغة خاسة في الأديغيه أرامبي خاباي والعديد من الشباب الشّركس أصيبوا بالفزع، ولكن تم تجاهله ما ذكر، وكلا من الضّابط “السّابق” في ال كي جي بي ضابط أناتولي كودزوكوف وأنصاره طالبوا علنا بأن “لا يوجد سبب لوجود الشباب هنا” وأنّ آرائهم ليس لها صلة مع الموضوع.
في انتهاك لقوانين المنظمة الذّاتيّة، قال أحد زعماء الجمعيّة بأن المقترحات من الشباب “لا يمكن النظر فيها من قبل مجلس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة” لأنها لم توضع في قالب “صحيح”. وأضاف، كما يبدو على أساس التوجيه “من جهات عليا” فإنه لن يسمح لهم بأن يتم مناقشتها في المؤتمر.
في الواقع، قال هذا المسؤول الشّركسي، بأنه لن يسمح لأي “اختلاف في الرأي من خلال المناقشات” وانه “إذا أراد أي من الشبان محاولة التعبير عن رأيه، فإنّه[هذا المسؤول المتحدّث] سيوقف المؤتمر حتى يتم إخراج هذا الشاب من القاعة”. ومن الواضح أن هذا الفرد شعر بأنه ليس لديه ما يخشاه من إعلان ذلك على الملأ

.
يوم السبت، وهو في حد ذاته يوم المؤتمر، كان على المندوبين وغيرهم المرور عبر الطوق الأمني الذي أقامته الميليشيا وأجهزة الكشف عن المعادن والميليشيات وآخرين بالزّي الرسمي وبدونه. أخبر الشراكسة الأصغر سنا بأنّ ليس لهم مكان هناك، “على الرغم من أن ما يقرب من نصف المقاعد الحمراء لم يتم إشغالها”، واقع سرعان ما اكتشفه الشّباب.
كما كان مقررا من قبل مسؤولي التنظيم “الجزء الأول من المؤتمر جرى في وجود الضيوف، وبعد ذلك فإنّ كافّة ‘الإضافيّين’اضطروا إلى مغادرة القاعة”. ونتيجة لذلك، كما لاحظ العديد من الناشطين الشّركس وخصوصا الشباب الشّركس، “الناس الذين من المفترض ان تعمل الجمعيّة لهم، لم يكن لهم الحق في معرفة كيف تمّ انتخاب رئيس الحمعيّة الشّركسيّة العالميّة”.
لضمان وجود القليل من الوقت للمناقشة، ألقى المسؤولون خطابات طويلة، من نمط خطابات بريجنيف، ومن ثم تقليص عدد أولئك الذين لديهم الحق في التصويت إلى 63. وقام المنظّمون بإبطال جميع الأصوات المعارضة، باستثناء واحد منها،  “ومندوب واحد من الشباب في المؤتمر، ريمور جوجوييف.
وتحدّث جوجوييف أخيرا، لكنه تحدث مباشرة في القضايا الّتي تثير الشباب. ولتوضيح وجهة نظره، قام بترشيحإبراهيم يغنوف  ليكون رئيسا للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، ولكن استبعد هذا الاقتراح على الفور، وذلك بسبب أن يغنوف، وعلى الرغم من تاريخ طويل من النّشاط الشّركسي، لم يكن أحد المندوبين. وبالنّتيجة، فإنّ مجموعة موسكو حصلت على مبتغاها بشأن جميع المسائل.
ولكن كما أشار أحد المراقبين، “رأى الشباب الشركس بأم أعينهم” في هذا المؤتمر المدبّر بعناية كيف تُصنع السّياسة القوميّة في واقع الأمر، وكيف يمكن للبيروقراطية (الرّوتين) فرض التوافق، “وكيف يمكن لضباط جهاز مخابرات ال “كى جي بي” السابق انتهاك القانون  التّخلّي عن الإنتداب ‘بشكل إضافي’، وكم هي خاملة تلك المنظّمات التي تدّعي زعامة المجتمع.
وعلاوة على ذلك، تابع نفس هذا المصدر، رأى الشّباب الشّراكسة بأن شراكسة الشّتات على استعداد لطرح إعتراضهم على “هذا المشهد”، بأن المسؤولين الموالين لموسكو يقومون بالتدخل في المؤسسات العامة في انتهاك للقانون، وكيف، على الرغم من “الكلمات المنمّقة عن المستقبل” فإنّ الشباب “ليس لهم أي دور حقيقي”.
نتيجة لذلك وعلى الرغم من تصريحات القادة الرّسميين على العكس من ذلك، “اعترف الشّباب الشّركس بأنّهم يشكّلون قوّة حقيقية”، وأن المسؤولين متخوفون جدا ولهذا يتصرّفون كذلك، وهو الأمر الذي سيعطي بعضهم الشجاعة من أجل مواصلة الكفاح من داخل النظام ولكن قيادة آخرين حيث سيؤدي إما إلى أن يكون ذلك بشكل منفر (مثير للإشمئزاز) أو التطرّف.
إبراهيم يغنوف، زعيم تنظيم شباب الخاسة الذي استبعد ترشيحه لرئاسة الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، وكان أكثر صراحة بشأن هذا الاجتماع وما يعني ذلك للمستقبل. مع الاعتراف بأنّ كانجوبي أجاخوف يملك المال، قال يغنوف ان هذا لم يكن كافيا (www.elot.ru/main/index.php?option=com_content&task=view&id=1479&Itemid=1).

أجاخوف سوف يكون قادرا على تسديد نفقات لجلب الضيوف وإشرابهم وإطعامهم،  “لكن مهام المنظّمة الوطنيّة اليوم ينبغي أن تكون مختلفة. تلك هي المهام التي لن تتمكّن السّلطات الحاليّة من أخذها على عاتقها، وذلك لسبب بسيط هو أنّها السّلطات الحاليّة. [وبدلا من ذلك]، يجب على أن يأخذها المجتمع”.
لكن السلطات لا تفهم هذه الحقيقة القاسية. لقد كوّنوا “فراغا” في حياة الشباب، وبالتّالي، قال يغنوف: “الشباب ذاهبون الى التطرف الاسلامي.” الطريقة الوحيدة لمنع ذلك هو معالجة قضايا حقيقية، وهو أمر لا موسكو ولا مجموعتها على المسرح، ولا الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة بتشكيلتها الحاليّة، على استعداد للقيام به.

ترجمة: أخبار شركيسيا

Share Button

من يهُن يسهُلُ الهوانُ عليه

من يهُن يسهُلُ الهوانُ عليه
 

 
الموتى لا يشعرون بالألم
 
الأمّة الشّركسيّة الخالدة لم تهن يوما ولم تستسكن ولن تغفر لأولئك الذين فرطوا في دماء الأبطال الّذين ما ادّخروا جهدا من أجل الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة، عندما وجد الأجداد الشّجعان أنفسهم أمام أكبر وأعتى آلة للدّمار في ذلك الوقت وما كان عليهم سوى المجابهة والصّمود أمام زحف القوات الروسية الغاشمة، والّتي أخذت بالتّوغّل داخل الأراضي الشّركسيّة وصولا إلى المياه الدّافئة على البحر الأسود، وذلك بغرض بسط النفوذ الإمبريالي الرّوسي على شركسيا بأكملها بالإضافة إلى باقي أجزاء شمال القوقاز، وغني عن التّعريف كيف استبسل الأجداد الغيورين على أمّتهم للدفاع عن الوطن والدّين والعرض في وجه آلة الدّمار الرّوسيّة التي عملت على استباحة ما تطاولت إليه الأيدي  القذرة.
 
من العار أن يقوم البعض بمحاولات حل مشاكل الإستعمار الروسي في الوطن الشّركسي على حساب المصلحة الوطنية العليا، أو إلى تأجيل حل قضايا النكبة الشركسية العالقة منذ انتهاء حروب الإبادة الروسية ضد شركيسيا وأبنائها، والتي امتدت لمئات السّنين، حيث أنّه رغم النتائج المأساويّة والكارثية التي حلت بالأمّة فإن الشرفاء والمقاومين والأبطال الغر الميامين سيبقون في سجلّات الخلد، لكن الغزاة الجبناء وأعوانهم من الخونة والعملاء والمنتفعين والإنتهازيّين والمستفيدين والمتاجرين الذين يتاجرون بدماء ما هو مفترض بأن يكون شعبهم، ليقبلوا الفتات من المحتلّين الّذين ارتكبوا جرائم حرب الإبادة وجرائم يندى لها الجبين ضد الإنسانيّة، فسرقوا ونهبوا هذه الأمّة الجريحة المكلومة وكأنّهم تجّارا مرابين وأبناء جلدتهم هم سلعتهم، لكنّ  مصيرهم سيكون كمصير سادتهم، في مزابل التّاريخ وإلى جهنّم وبئس المصير. 
 
الأعمال أعلى صوتا من الأقوال
 
أن غض الطرف عن تصرفات المجرمين الّذين احتلّوا واقترفوا الجرائم وخرقوا القيم والتقاليد الإنسانيّة والدّينيّة وامعنوا بانتهاج أساليب التّضييق على السّكان بالقتل والعزّل والتمييز العنصري والطرد والتّرحيل والملاحقة لهي محاولات أخرى لتصميم القيادات المعيّنة من قبل الرّوس المجرمين لتمكينهم من التّنصّل من المثول أمام المسائلة القانونيّة الدّوليّة حول ما آلت إليه حال الأمّة الشركسيّة من احتلال غاشم لكامل تراب شركيسيا وتشريد ونفي قسري لتسعين بالمائة من الشراكسة في أكثر من ثلاثين دولة من دول العالم، إضافة إلى أكثر من نصف العدد الكلي للسكّان الّذين قضوا خلال آخر حرب عدوانيّة شنتها روسيا القيصريّة ومرتزقتها، والّتي دامت مائة وسنة واحدة والتي انتهت في 21 أيّار / مايو 1864.
 
إنّ جس نبض أفراد الشّعب الشّركسي لهو المعيار الأمثل الّذي يؤدّي لصون الشّرف الوطني وهو سيّد الموقف عند التّطرّق للنظر إلى الأمور المصيريّة بمصداقيّة، والتي تؤثر على استعادة الحقوق المسلوبة. لقد خابت كل أعذار الّذين اتّضحت مواقفهم التّآمريّة الواضحة رغم الإدّعاءات بمراعاة مصالح وطنيّة والّتي هي بطبيعة الحال محاولات تجميل وتحسين لصورة الإحتلال بإطلاق أوصاف غير واقعيّة على الواقع المر في الوطن، والأهداف المكشوفة للعيان ومن أهمّها زرع اليّأس لحمل الأمّة على القبول بالأمر الواقع والمتمثّل بالإبقاء على أدوات الإحتلال وتغييب إسم “شركسيسيا” عن الوجود وتفعيل سياسة مقايضة المنافع بحقوق ثاتبة ومكتسبة كحق العودة مثلا، للتّسهيل على المحتلّين بكسب الوقت لتغيير المزيد من المعالم الوطنية وفرض الأمر الواقع إداريّا واستراتيجيّا وجغرافيّا وديموغرافيا، وكذلك انتهاج سياسة جشعة لترسيخ السّيطرة الروسيّة لأطول مدى ممكن.
 
المرءُ حيث ُ يضَعُ نفسَه
 
والإنحياز الكامل بالوقوف إلى جانب المستعمر في جرائمه المستمرّة غير مقبول، بل ومرفوض بشكل قطعي. وإنّه لمن الخزي والعار لهؤلاء السّماسرة المكشوفون للجميع بأن يقبلوا ان يقوموا بهذه الأدوار التّآمريّة، وهم يبدون باستمرار تنازلاتهم غير المقبولة، حيث أن سلطات الإحتلال ممثّلة بمركزها الرّئيسي في موسكو لا تقدّم أي تنازلات تتعلق بالإعتراف بحقوق شركسية، بالرغم من ان قوانين ما يدعى بروسيا الإتّحاديّة تقر وتضمن وتعترف بحقوق الشّعوب الأصليّة والّتي هي بالأصل من ضحايا الإضطّهاد الإمبريالي الرّوسي.
 
إنّ الّذين عيّنوا أنفسهم ووكّلوا ذواتهم لأن يمثّلوا الامّة الشّركسيّة وأن يتحدّثوا باسمها لدى سلطات الإحتلال الرّوسية، وذلك باعتبار أنفسهم وأقاربهم وكل من سار على دربهم، موظّفون في أجهزة المخابرات والإستخبارات وهياكل السّلطة الإستعماريّة والجمعيّات الّتي تسيطر عليها أجهزة  الأمن الفيدراليّة، قد أمعنوا بتآمرهم وغدرهم ومقامرتهم بالقضيّة الشّركسيّة بالإضافة إلى تغاضيهم عن الآلام والظّلم والقهر والمآسي، وهؤلاء بالنّتيجة أشد خطرا على القضيّة الشّركسيّة من المستعمرين أنفسهم.
 
حينَ يمْشي العارُ عاريا
 
لقد جذب انتباهي عنوان لإحدى المقالات الهادفة في إحدى المواقع على الإنترنت بوصف عملي لإحدى الحالات شبه المستعصية والّتي تشبه إلى حد ما، ما وصل إليه حال المؤسّسات والتّنظيمات الشركسية وخصوصا الجمعية الشّركسيّة العالميّة والّذي بالنّتيجة سيؤثّر على مسار القضيّة الشّركسيّة، وهذا العنوان ينطبق على ترسيخ ما هو معروف للجميع بأن انتخاب (تعيين) رئيس جديد للجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، وهو “كانشوبي أجاخوف”، والّذي يندرج الإتيان به تحت نفس قائمة الأمور المفروضة من قبل أجهزة الإحتلال الرّوسي لكن المرفوضة من قبل أبناء الأمّة الشّركسيّة الغيورين على أمتهم وقوميّتهم وحاضرهم ومستقبلهم. 
 
لقد وجب الآن على شراكسة العالم سواء في الوطن المحتل أو في “الشّتات في ديار الإغتراب”، رفض هذه الجمعيّة الهزيلة في وضعها الحالي والقائمة على التّآمر على القضيّة الشّركسيّة وبأن هكذا تنظيم لا يمثّلهم ولا يتحدّث باسمهم في شيئ وتحت أي ظرف من الظّروف، ويجب التفكير الجدّي في وقف هذه المهزلة باقصاء كل من له أجندة تختلف في جوهرها من قريب أو بعيد عن المبادئ الأساسيّة لتأسيس الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، والعمل على نقلها إلى خارج الوطن حيث كانت قبل التّآمر بنقلها إلى نالشيك لتكون تحت سيطرة الإحتلال وبتصرّفه، ويجب بقائها في مكان آمن خارج الوطن إلى حين زوال الإحتلال الممعن في ابتلاع الوطن الشّركسي بأكمله، أو العمل على تأسيس جمعيّة بديلة تقوم بتمثيل الشّراكسة في العالم من أجل استرجاع حقوقهم المغتصبة.
 
5  أكتوبر / تشرين الأوّل 2009
 
إيجل
Share Button

موسكو تفقد السيطرة على المجتمع الشركسي بسرعة

نافذة على أوراسيا: رغم السعي إلى السيطرة الكاملة على المنظمات الشركسية، موسكو تفقد السيطرة على المجتمع الشركسي بسرعة 

بول غوبل

فيينا، الأوّل من أكتوبر — بمساعدة مباشرة من جهاز الأمن الفيدرالى (إف إس بي)، تمكّن المسؤولون الموالون لموسكو من السيطرة على اثنتان من ثلاث منظّمات وطنيّة شركسية في شمال القوقاز، وهو النصر الذي قد يصبح باهظ الثّمن لأنه يؤدي إلى تراجع نفوذ هذه الفئات وإلى تطرف العديد من شباب الشركس.

في الواقع، هناك إثنان من المقالات التي نشرت على الانترنت هذا الاسبوع تشير، إلى أن جهود موسكو — التي أدت بالفعل إلى تحييد ما كان حركة وطنية أكثر نشاطا في أعوام التّسعينيّات من القرن الماضي — تهدد بتحويل الأجزاء الغربية من منطقة شمال القوقاز حيث يعيش معظم أل 700،000 من الشركس القاطنين في روسيا، من هدوء نسبي إلى نموذج داغستان غير المستقر  والعنيف.

وهذا الخطر ليس “وراء الجبال”، كما يقول البعض في القوقاز. في نهاية هذا الاسبوع، فإن هذا الاتجاه من المرجح أن يكون حاضرا في اجتماع شركسي عالمي في مايكوب حيث أن بعض الاعضاء الاصغر سنا في الأمّة ينوون تحدي القيادة المسيطر عليها من قبل الحكومة والسّلبيّة نسبيّا تجاه الجمعيّة الشركسية العالمية (آي سي إيه).

في مقال نشر أمس على الانترنت، يصف المحلل أنطون سريكوف جهود المسؤولين الرّوس ومؤيّديهم لكسب السيطرة على أكبر ثلاث منظمات شركسيّة في شمال القوقاز – الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة نفسها والأديغة خاسة والكونغرس الشركسي (pravda.info/protest/69727.html).

وكانت الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة قد تأسّست في بدايات سنوات التسعينيات من القرن الماضي برئاسة يوري كالميكوف الذي كان يشغل منصب وزير العدل الروسي. وتحت قيادته، فإن المجموعة  ضغطت من أجل عودةالشّراكسة الذين يعيشون في الخارج إلى الوطن واستعادة وطن شركسي موحّد في شمال القوقاز بدلا من عدّة جمهوريات كان ستالين قد فصل بينها.

وبعد وفاة كالميكوف “غير المتوقعة” في عام 1996 – جاءت “الرّواية الرّسميّة” بأنه أصيب بنوبة قلبية، يقول سريكوف — “أصبحت الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة بشكل أساسي، منظمة مختلفة تماما”. وقد تم نقل مقرها من أوروبّا إلى شمال القوقاز، وكانت مموّلة تماما من قبل السلطات الاتحادية من خلال هياكل الجمهورية، وكان يسيطر عليها المسؤولين.

والجمعيّة الشّركسيّة العالميّة، يكمل سريكوف، تتألف الآن “في الواقع من موظفين حكوميين وممثليهم وأقاربهم”، وليسوا من الناشطين الشراكسة. ونتيجة لذلك، “في غضون ال 20 عاما من وجودها، لم تحل الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة ولو قضية واحدة تتعلق بمصالح الشعب الشركسي”، ومؤخرا قالت أنها “لن تتدخل في مسائل سياسية”.

وعلى الرغم من ذلك، فإن المحلل يكمل، “الشتات الشركسي الذي يمتلك معلومات قليلة وكذلك شراكسة معيّنين [في شمال القوقاز] جميعهم يضعون آمالا كاذبة على الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة”، وربما لأنهم لا يرون أي بديل آخر.

ومنظمة شركسيّة ثانية قامت السلطات بالسيطرة عليها هي الأديغة خاسة. يقول سريكوف بإنّه حتى عام 1996، قامت هذه المجموعة بانتهاج قدر معين من النشاط السياسي المستقل. لكن في تلك السنة، استخدم الرئيس فاليري كوكوف الّذي كان رئيسا لقباردينو – بلقاريا في ذلك الحين “المقابض الإدارية والمالية” لاقامة “سيطرة كاملة” عليها.

هؤلاء الشراكسة الذين كانوا على استعداد للتعاون، يكمل، قاموا بالحصول على وظائف وشقق، و”اعتبارا من تلك اللحظة، فإنّ الأديغة خاسة كمنظمة وطنية تعمل لصالح الشركس لم تعد موجودة على أرض الواقع”. “المساومة” بين المنظمة والسلطات  في قباردينو – بلقاريا تركها لتكون ذات  تأثير ضئيل على السكان.

ومن وجهة نظر سريكوف، المجموعة الثالثة هي الكونغرس الشّركسي، التي هي اليوم “المنظمة الوحيدة التي هي حقا تدافع عن المصالح الوطنية للشعب الشركسي”، عن طريق نشر معلومات مطالبة بالاعتراف بالإبادة الجماعية، وتنظيم احتجاجات في انحاء العالم في 21 أيّار – مايو، الذكرى السنوية لطرد الشّركس من قبل الحكم القيصري.

نجاح الكونغرس الشركسي، يقول سريكوف، قد “أرعب موسكو، حيث بدأت الحكومة الروسية في محاولة لتنشيط الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة والأديغة خاسة آملين في التحقق من الأنشطة التي يضطلع بها الكونغرس الشركسي ولتقويض جاذبيته المعقودة  على أساس طلب للاعتراف بالإبادة الجماعية، وحق العودة إلى الوطن، وإنشاء جمهوريّة شركسيّة موحّدة.

لكن جهود موسكو لحمل “منظمتان دميتان” لتغيير شكلهما لن تفلح لما تريدها السلطات الروسية أن تكون. فمن ناحية، إنّ أية تغييرات ستكون لتسليط الضوء فقط على قوة الكونغرس الشّركسي. ومن ناحية أخرى، فإنّ مثل هذه التحركات الشفافة من المرجح أن تدفع الشباب للتّطرّف، وتحدث “وضعا مثل تلك الاوضاع الموجودة في أنغوشيا وداغستان”.

وفي المقال الثّاني يقدّم نارت ماتوكو وهو خرّيج كلّيّة العلوم السّياسيّة في جامعة الامم المتّحدة، تفاصيل إضافيّة حول السّبل الّتي يمكن من خلالها تحدّي الحرس القديم المسيطر عليه من قبل الحكومة في المؤتمر الثّامن للجمعيّة الشّركسيّة العالميّةالمنعقد بين 2-4 أكتوبر – تشرين الأوّل (www.elot.ru/main/index.php?option=com_content&task=view&id=1465&Itemid=1).

قبل ثلاثة أسابيع، اجتمع منتدى الشباب الشركسي لأنحاء روسيا في شيركيسك، وأعلن أنّه “لمن شديد الاسف [أسفهم]، فإنّه في غضون السنوات التسع الماضية، والعمل باتجاه حل المسائل الوطنيّة الأكثر أهمية، قد اتّبع بطريقة غير مرضية”.

وتابع، “إنّ التدخل من قبل الموظفين الاجتماعيّين والحكوميّين في عمل الجمعيّة قد جمّد كافّة العمليات التي بدأتها أفضل العقول للأمة في تسعينيّات القرن الماضي. نحن نعتبر أنّ الاصلاح الأساسي لهذه المنظمة مطلوبا، وتجديد تشكيل لجنتها التنفيذية يعدّ ضروريا”.
أضاف الشّباب الشّركس قولهم بأنّ مشاكل الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة والأديغة خاسة  كانت قد بدأت عندما سيطرت الهياكل الأمنية وكذلك القادة السياسيين المحليين على هذه المؤسسات “الرئيسية في المجتمع المدني في عام 2000″، وهو التطور الذي أدّى إلى “مغادرة عدد كبير من الشباب والإلتحاق في صفوف تشكيلات المجموعات غير القانونية”.

وحذّروا من انه اذا استمرّت هذه المنظّمات المسيطر عليها من قبل الحكومة كما فعلت في السنوات الأخيرة في سياسة “التّقاعس”، فإنّ ذلك سوف يؤدّي بلا شك إلى “المزيد من العواقب السّلبيّة”.

لسوء الحظ بالنسبة لهم وبالنسبة لمستقبل الاستقرار في الجزء الغربي من شمال القوقاز حيث يعيش الشركس،فإنّ هؤلاءالذين يسيطرون على الجمعيّة الشركسيّة العالميّة والاديغة خاسة يبدو أنهم قد قرّروا التّمترس، للحفاظ على سيطرتهم على هذه المنظمات حتى بدفع ثمن فقدان النفوذ في المجتمع، يجادل ماتوكو.

ان الحكومة الروسية في موسكو هي وراء هذا التّشدّد الّذي يبدو واضحا بأنّه سيكون في نهاية المطاف نهجا غير مجدي: وخريج العلوم السياسية يلاحظ أن “المفتش” الرئيسي يراقب ما يجري الآن كما اعتاد عمل ذلك على مدى السنوات التسع الماضية وهو متقاعد من مكتب الكي جي بي ويدعى أ. كودزوكوف.

هذه التطورات قد تبدو هامشية وغير هامّة لو لم تكن لأمرين. من ناحية، فإنّ موسكو تبذر بذور مشاكل المستقبل لنفسها حيث أنّ الأمور كانت هادئة نسبيّا. ومن ناحية أخرى، فإنّ الخمسة ملايين شركسي الّذين يعيشون في الخارج سوف يراقبوا  ليروا ما إذا كان إعادة تنشيط الحركة الشركسية سوف يظهر في وطنهم.
ترجمة: أخبار شركيسيا

Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات