السبت، 21 يونيو، 2008
الفجر: الباحث الآمريكي المتخصص في شؤون القفقاس الدكتور “جــان كولا روسوا”
الباحث الآمريكي المتخصص في شؤون القفقاس الدكتور “جــان كولا روسوا “
Sent: 6/13/2008 2:10 PM
أمام هواجس العولمة التي تعتمل في داخل كل الأمم بات الحديث عن الهوية أمرا يمثل وجعا مزمنا للمثقفين الشركس الذين يعيشون في الشتات ويجدون ان مساله التواصل مع الوطن الآم اصبح موضع تساءل اذا لم يكتمل بعامل اللغة وان عزوف الشركس عن تعلم لغتهم الأم ارتبط اما بعوامل قسرية او حضارية او تعبيرا عن مدى الأزمة التي وصلت اليها مسالة تفسير عناصر الهوية الشركسية ؟
المحاضرة التي ألقاها في جامعه (وليم باترسون) الباحث والبرفسور (جان كلي روسو) المتخصص في الميثالوجيا وعلم اللسانيات , سلطت الآضواء على عده قضايا قد تفيد كورقه عمل ( للإنتلجستيا) الشركسية وإعادة قرأتها وفهمها كوثيقة ثقافية , ومادة حواريه للمهتمين بالهم الشركسي .
تشهد الجاليات الشركسية المهجرية في الخارج سباقا محموما ونقاشا حادا بين مختلف المؤسسات الأجتماعية , والثقافية الشركسية في البحث عن آليات جديده وصيغ متطورة لتحديد مفهوم حضاري للهوية الشركسية و للنهوض بالعمل الثقافي الشركسي كهوية وطنيه .
وباتت هذه المسالة الهامه تقض مضاجع النخبة الشركسيه اكثر من أي وقت مضى , والتي وجدت أن كل النجاحات السابقة التي حققها أبناء الجاليات الشركسية في مختلف المجالات ” العلمية الإقتصادية, والفكرية أصبحت جزءا من نجاحات الآخرين ولم تعبر إن اصل هذه النجاحات تعود إلى مكونات الشخصية الشركسية , التي كانت ستتحقق النجاح تلو الآخر لو توفرت لهم المناخات الملائمة والحرية في الوطن الآم التي حولتهم الحقبه الأستعماريه لبلادهم إلى مجتمعات خاملة تعيش في بطالة مقنعة , وأبطال في لعبه المصارعة.
وقاد شعو الإحباط هذا المثقفين الشركس في اكثر من مناسبه إلى التساؤل الأهم الذي يتردد في كل مكان
” لماذا اخفق الشركس في مسألة تطوير وبناء هويتهم القومية التي بقيت أسيره المواقف السلوكية والموروث التاريخي ؟و لماذا فشل الشركس حيث نجح الآخرين من الإقليات القومية الأخرى ( الاكراد , الآرمن ) , رغم إن شراكس الشتات خاضوا تجربه السلطة بكل أشكالها ومقوماتها , ولديهم من القادة , والمفكرين, والمبدعين في مختلف المجالات , ولديهم الوقت والإمكانيات لتسخيرها في إعادة دراسة وتطوير و بناء الهوية الشركسية الحضارية المعاصرة ؟ “
محاولات وأصوات قليلة ومعدودة ارتفعت في منتصف القرن الماضي مستفيدة من تغلل الثقافات القومية الأوربية وامتدادها إلى المثقفين الشركس الذين نجحوا لآول مره في طرح المسالة القومية بصيغه السؤال , ولكن للاسف توقفت انجازاتهم عند النشيد الوطني وأخفقوا بصياغه مفهوم الدولة القومية الشركسية لإفتقادهم لآهم عناصرها ” آرض الوطن ” الموقع الطبيعي لمثل تلك النضالات ولم يجرؤا على طرح مسالة التحرير او على الآقل الإشارة للوطن بالوطن المحتل , بل اتهمتهم التيارات الشركسية الآخرى بمحاوله زعزعه إستقراراوضاع الجاليات الشركسيه وبانهم اصحاب نزعه انفصالية وفكر طوباي .
ومع ان الشركس شاركوا في في النهضه القوميه للشعوب التي عاشوا معها وكانوا من قادتها وروادها ايضا , تأخرت “الإنتلجستيا” الشركسية في الخوض في مضمار ثقافتهم القوميه , واخفقوا في انجاز حتى وثيقه العهد القوميه , ولم تتطرق أدبياتهم لشعار التحرير , او لإشارة إليه كوطن محتل , بل على العكس حاولوا فتح قنوات اتصال عبر القنوات الرسمية في الوطن الآم وتجاهلوا القنوات الشعبية .
وجاءت فيما بعد محاولات خجولة ظهرت كمبادرات فرديه لم تخرج عن كونها اجتهادات واراء شخصيه , والنجاح الوحيد الذي حققته تلك المبادرات بان اصبحت المساله الشركسيه قضية ومادة حواريه للجدل حول الماضي والحاضر والمستقبل , ولكنها مع ذلك لم تجب حتى الآن عن السؤال الآهم الذي لم يجب عليه أحد بعد…. من اين يجب ان نــــــــــبدأ؟
*اليوم الجميع يعمل بصمت , ولكن لا احد يجرؤ على طرح اجندته ؟ *الجميع مٌتفق على الأسباب ولكنهم فضلوا الإلتفاف عليها وتأجيلها ؟*والجميع يعرف الدواء ولا احد يجرؤ على كشف الجرح ؟( هذا هو الوضع الحالي للمثقفين الشركس ) .
والبرفسور كلا روسو , سلط الضوء في محاضرته على عامل اللغه من منظور باحث اكاديمي قد يملك المعلومه , ولكن لم يصل الى روحها وقيمتها كما تهم المثقف الشركسي.
ولكي نطرح المسألة بشكل عقلاني و بشكل مختلف عما تتداوله القيم الموروثه الأقرب إلى النظرة السيكولوجية اللسانية ,التي أصبحت تُطرَح اليوم بعد أن اكتسح التطور العلمي وسائل الاتصال والمعلومات , ينظر المثقفين الشركس الى كيفيه فهم مبدأ الهوية , بصيغ حضارية , مع دور اهميه عامل اللغه في تكوين الثقافه الشركسيه وتوجهاته القوميه والوطنيه .
بدون شك هنالك ترابط وثيق بين مساله اللغه والثقافة تؤثر على سلوكيات المجتمعات البشرية وطرق تفكيرها وفلسفتها في الحياة من علم الجمال إلى أدبياتها ,وفسلفتها وقيمها الأخلاقية, وهذا المقياس يصح في المجتمعات التي فرغت من بناء دولتها القومية , وحددت هويتها الوطنية , وأعادت كتابه تاريخها, وحددت بوصلتها الثقافية الا أن هذه المهمة هي اكثر صعوبة في التجربة الشركسية , بسبب غياب الدولة القومية ومؤسساتها الوطنيه التي ترزح تحت الإحتلال , وفقدانهم لآبسط مقومات السيادة الوطنية الهامه لمساله حريه التفكير . لذلك يحارب القياصرة الجدد اليوم بكل شراسه , عامل اللغه لكي لاتتكون للشركس هويتهم الثقافيه الخاصه بهم وعملوا على فرض ثقافتهم الروسيه عبر لغتهم , ومؤسساتهم التعليميه , لتخدم , سياستهم وتوجهاتهم الإستعمارية, في مختلف مجالات الحياة الإقتصادية والفكرية , والقانونية , والتربوية, والشركسي اليوم في الوطن الآم يعبر عن نفسه بعقلية الآخرين حتى لو تكلم اللغة الشركسية وهذا هو الدور الإستعماري الذي تمارسه دوله الإحتلال في مسخ الهوية الشركسية عبر تثبيت الغزو الثقافي الذي تلى مرحله الغزو والهيمنة العسكرية ونسي أغبياء موسكو ان التجربه الفرنسيه فشلت في فرنست الجزائرين . ثانيا : إخفاق وفشل الإنتلجستيا الشركسية في تطوير المسالة الثقافية عبر عامل اللغة لتكوين ثقافتهم الخاصة وتطويرها بما يخدم المسالة الوطنية لا بل انتظروا سلطات الإحتلال انجاز برامجهم وصفقوا لهم واثنوا عليهم بانهم هم طوروا (الأبجدية , والموسيقى , والآدب , والتعليم ) , دون ان يدركوا انهم سلبوا منهم هويتهم الوطنية والقومية , وكأن المجتمع الشركسي كان مجتمع رعاع قبل مجيئ الإحتلال ,و دون ان يدركوا ايضا ان الإحتلال قد خلق منهم روس يتكلمون الشركسية, وليس شركس يتكلمون الروسية وهذا ما يفسر الموقف الغير مسؤول لسائس الخيل (ابراهيم يغن) في محاضرته ان من لا يتكلم الشركسية , هو شركسي بالآصل فقط ؟!! ونجيب : ومافائده اتقان اللغه الشركسيه واختزالها بشكلها الخطابييا سيد “ابراهيم يغن ” وترضى بالتنازل عن مقومات السياده الوطنيه في ابسط اشكالها وكانكم شعب لم يصل بعد لسن الرشد , عامل اللغه ليس سلاح لتهميش الآخرين , والتشكيك بمصداقيتهم وتوجهاتهم الوطنيه والقوميه ومن اضاع فرصه تعلم اللغه الشركسيه لايتحملون المسؤوليه شخصيا , وكان ممكن للجميع ان يتعلموها لو سنحت لهم الظروف والإمكانيات , بل ان من يتحمل المسؤوليه هم القيادت التاريخيه للمجتمع الشركسي الذين عرفوا كيف ينتزعوا موقع الزعامه كعرف اجتماعي , ونسوا واجباتهم ومسؤولياتهم التاريخيه التي لا تكمن فقط بالقوه الخطابية , والوجوه الصارمه الذي لاتعرف الإبتسامة , والبرتوكولات السلوكية بطقوسها الميثالوجية, بل ايضا تكتمل تلك المسؤوليات بالبحث عن تثبيت وتطوير الخصائص الثقافيه للمجتمع الشركسي لتطوير الهويه الشركسيه لكي لاتبقى اسيره , المفاهيم التقليديه .
” الكثيرون يعتقدون انه من الحماقة بمكان وفي هذه الظروف الدوليه ان يرفع شعار تحرير القفقاس من الإحتلال الروسي , وكم من الوقت سيمضي للتخلص من ارث الحقبه الإستعماريه الروسيه ومخلفات ثقافتها , ولا ينتظرون جلبي عراقي بثوب قفقاسي , والآهم من هذا وذاك من الذي سيرفع الشعار ومن سيقود عمليات بناء الدوليه القوميه , وسينجز مرحله التحرر الوطني , وماهي شعارات المرحله , ومن اين سياتي الدعم ؟ واي اسلوب سينتهجون الإسلوب الشيشاني , ام الآبخازي , ام الداغستاني “
المساله هنا ليست عمليه تعجييزيه ,وليس المطلوب الرضوخ للآمر الواقع ولكن لنترك الآمر للإنتلجستيا الشركسية لكي تختار طريقه تطورها المدني بهامش حريه يراعي الظروف الموضوعيه والذاتيه وبحسب قدرتهم على العطاء والصمود , ومواقعهم النضالية , ودورهم القيادي واهدافهم وشعاراتهم وتحالفاتهم ورؤيتهم للمستقبل , وان لاتتحول القضيه النضاليه , الى فاتتازيه ثوريه ويتسلل اليها الإنتهازيون , والمنافقون , والجواسيس , واصحاب عقده الزعامه . ان التطور التاريخي الديالكتيكي للمجتمعات البشريه , لم ينقطع في يوم من الآيام , وهناك الكثير من الحضارات التي تاخرت في اللحاق في الركب الحضاري , لكنها ظهرت بشكل اخر , ربما اكثر تطورا .ان اخطر ما يمكن تصوره , هو الخوف من الإنفتاح الحضاري , فالشركسي الذي عاش مع الحضارات الآخرى ربما اكثر قوه , واكثر تطورا , واكثر عطاءا, واكثر قدره على فهم المستقبل من الشركسي المتقوقع ضمن ثقافه مجموعه الأساطير والميثالوجيه الشركسيه التي لم تصل لحد الفلسفه . وحتى الهندي الآحمر بموروثة الحضاري البدائي والذي تعرض لعمليه اباده متعمده , بدات بقتل حيوان( البفلو ) , الذي كان يعتمد عليه في في حياته كليا , و فقد بعدها الآرض , واللغه , لا يزاال يعبر عن ثقافته ونفسه بطرق اخرى تعبر عن اعتزازه بهويته , متحديا كل من حاول سلب هذه الهويه . وعامل اللغه والنظره التي اشار اليها الباحث الآمريكي ضمن اجتهاده الشخصي , تسلط الضوء على رؤيته الخاصه ولكن بالتالي تبقى هذه مهمه المثقفين الشركس في رسم برنامجهم الثقافي المستقبلي لئلا يتحولوا لهنود حمر . مع الآسف لانملك احصائيات دقيقه , لعدد الشركس الذين لايجيدون اللغه الشركسيه,ا وعدد الشركس الذين يتداولونها كلغه محكيه بقواعدها البسيطه , ولكن بدون شكل ان الشركس الذين يجيدون اللغه الشركسيه , والتعبير عن الثقافه الشركسيه هم قله , فالمثقف الشركسي في الوطن الآم يعبر عن نفسه باللغه والثقافه الروسيه , والشركسي التركي ربما يتناقض في نظرته للواقع والمستقبل مع شراكس القفقاس والشراكس الذين عاشوا في الوطن العربي , اثرت الحضاره العربيه حتى على طرق تفكيرهم وسلوكياتهم ويستطيعون التعبير عن انفسهم بشكل افضل ضمن المنظومه الإجتماعيه العربيه في غياب مرتكزاتهم الثقافيه القوميه الشركسيه , والشراكس المولودين في الولايات المتحده , سيقول لك في نهايه المطاف (im american )..في هذه الحاله يجب خلق واقع ثقافي جديد , لامكان للعملاء والجواسيس , ومراقبين ومستشارين دوله الإحتلال, واراائهم وتدخلاتهم حتى في تطوير ( اكله الشبس باسطا , او الحلفا , ) وفي هذا السياق يجب على شراكس الوطن الآم التخلص من الآرث التاريخي للحقبه الآستعمارية ورموزها ومرتكزاتها, الثقافيه , الأستعماريه لبناء هويتهم القومية والوطنة وثقافتهم الجديدة , لتعيد للشركس هويتهم الحقيقه التي هي جزء من الوطن الآكبر في شمال القفقاس وليسوا مقاطعه تابع للعصابة الحاكمة في الكرملين . ان شراكس الشتات معنيين اكثر من غيرهم , بايجاد الوسائل , والإمكانيات , والحلول , لمواجهه مرتكزات الغزو الثقافي الروسي , الذي انتقل الى مرحله اكثر تعقيدا و اكثر خطورة بالتخطيط والعمل على تغير حتى الخارطة الديمغرافية للمنطقة واخضاعها بالقمع والإرهاب , وتسلط الآجهزة الآمنية, وكم الآفواه , وحبك المؤمرات واغتيال القيادات الوطنية وتشويه صوره مناضليها والصاق بهم تهمه الآرهاب والتطرف الديني, وبث الخونة وزرع الجواسيس في صفوفهم , والتسرب الى قيادتهم في المؤسسات الخارجية بشكل علني كما يحدث في الجمعيات الشركسية خاصة في تركيا اليوم , بحضور مندوب عن المخابرات الروسية بصفة مراقب لأجتماعات الهيئات الآدارية لهذه الجمعيات والتدخل في قراراتها باساليب تخالف حتى ابسط قوانين السياده الوطنيه واستخدام كل الوسائل المتاحة بقمع كل من يتجرا على الخوض في المسالة الوطنية والقومية . وهذه مهمة تستدعي النضال على جبهتين , الجبهة الآولى والآهم دعم الجبهة الداخلية التي تنضل لإزالة مرتكزات دوله الإحتلال الثقافية والسيادية . ثانيا : * تطوير اليات العمل المؤسسات الشركسيه الوطنيه في الخارج. * وبناء المؤسسات الإعلاميه , وشبكات الإتصال مع بعضها البعض * وشرح عداله قضيتهم في المؤسسات والمحافل الدولية * فضح اساليب الإنتهاكات الروسية * حشد المؤيدين , والأصدقاء * التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان * العمل على اللحمة والترابط بين مختلف الجاليات الشركسية في لشتات ونبذ خلافاتهم جانبا * وتوحيد مهامهم وشعاراتهم المرحليه * وضع استراتيجيه لدعم ابناء , الوطن الصامدين بكل الوسائل المتاحه * وإعاده الروح للغه والقوميه الشركسيه باطرها الحضاريه المتطوره .
وبيقي التساؤل الآهم من كيف ومن اين يجب ان نبدأ؟
عدنان احسان /رئيس تحريرصحيفه الفجر نيوجرسي الولايات المتحده