نافذة على أوراسيا: الشركس يعيدون تأكيد الهوية المشتركة في ذكرى الترحيل

نافذة على أوراسيا: الشركس يعيدون تأكيد الهوية المشتركة في ذكرى الترحيل

بول غوبل

فيينا ، 21 مايو — اليوم ، أكثر من 700,000 شركسي في شمال القوقاز، وأكثر من خمسة ملايين من أبناء جلدتهم  في تركيا والشرق الأوسط  وأوروبا وجميع أنحاء العالم يقيمون الذكرى المائة والخمسة والأربعين لطرد أجدادهم بعد مئة عام من المقاومة العنيفة للتوسع الروسي.

كثيرا من المليون ونصف شركسي من الذين طردوا توفوا أثناء تلك العملية، ما يؤدي أن يعتبر أسلافهم والعلماء الذين درسوا تلك المأساة لتصنيفها بِ “الإبادة الجماعية المنسية”. ولكن هذا العام مدعومة باعتراف موسكو بأبخازيا، وأكثر من أي وقت مضى، فإن  الشركس يركزون على المستقبل، وطرحوا خمسة مطالب رئيسية.

أولا، في الوقت الذي يسعون فيه إلى اعتراف رسمي  روسي وإلى اعتذار عن طرد القياصرة للشركس قبل قرن ونصف تقريبا، وأسلافهم يطالبون بذلك ليس بوصفه تدبيرا منفصلا،بل أساسا لتطوير برنامج خاص لبعث الأمة الشركسية.

لقد قامت منظمة الأديغة خاسة بإطلاق نداء الى الرئيس دميتري ميدفيديف بدعوته الى اصدار بيان “الذي سيعطى تقييما مناسبا  للجريمة الوحشية للأستبداد القيصري في شمال القوقاز”، وإعطاء الفرصة لأولئك الذين طردوا من أجل “العودة إلى أرض أجدادهم”
(www.natpress.net/stat.php?id=3845).

من جهة أخرى، قالت الجمعية الشركسية العالمية أنه في الوقت الذي تدرك فيه الماضي، فإنها “لا تنوي ان تدير ظهرها للمستقبل”. بدلا عن ذلك، دعت المنظمة لاعتماد برنامج خاص لمساعدة الشركس للتغلب على نتائج الحروب القوقازية.
(www.natpress.net/stat.php?id=3846).

ثانيا، لأن سوتشي كانت الموقع الذي شهد تهجيرعام 1864 وبسبب أن خطط تطوير المرافق لدورة الالعاب الأولمبية هناك، فشل في إحترام ذكرى ذلك الحدث، وحياة الشراكسة الذين ما زالوا يعيشون هناك، دعت المنظمات الشركسية إلى نقل موقع المباريات
(www.natpress.net/stat.php?id=3845).

الالعاب الاولمبية هي مسألة حساسة بشكل خاص. فمن جهة، فلاديمير بوتين قد جعلها محورا لعمله، لكن من ناحية أخرى، هو وغيره من المسؤولين الروس تجاهلوا حساسيات الشراكسة وحقيقة أن المباريات المقررة للعام 2014 سوف تحدث في الذكرى السنوية المائة والخمسين للطرد والإبادة الجماعية للشركس.

ثالثا، الشركس الذين يقطنون في شمال القوقاز وأعداد الشراكسة الأكبر عددا الذين يعيشون في الشتات يودون حلا جذريا مبسطا للإجراءات لعودة المجتمع وكذلك لازدواجية الجنسية، ولا تبدو السلطات الروسية تميل لتحقيق ذلك

(www.natpress.net/stat.php?id=3847).

معظم الشراكسة الذين حاولوا العودة خضعوا لأحكام قانون الجنسية الروسية لعام 1991 وهو ما يتطلب أن يتخلوا عن الجنسية السابقة، والعيش في البلاد لمدة خمس سنوات قبل الحصول على الجنسية الروسية، ويتقنون الروسية، بأنّهم يحدون من جاذبية العودة.
وتدهورت الحالة في عام 2003 نتيجة لسن قانون روسي حول الوضع القانوني للمواطنين الأجانب الذين يعيشون في الاتحاد الروسي. هذا الإجراء يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للشركس في الشتات للعودة ، على الرغم من أن المسؤولين في موسكو يقولون بأنهم يرغبون في الحصول على مزيد من العائدين.

رابعا، وبإلحاح جديد هذا العام، الشراكسة يريدون إستعادة تأكيد الهوية الشّركسيّة. رغم أن العديد منهم ممتنون للسلطة السوفياتية لإنشاء ثلاث جمهوريات شركسية في شمال القوقاز، وهم غاضبون لأن موسكو قامت بتقسيم أمتهم إلى أديغة وقباردي وشركس وشابسوغ.

وبالتالي، فقد استأنفوا الحملة التي أطلقوها في بدايةسنين التسعينيات لإنهاء وجود جميع هذه المجموعات الفرعية للأمة الشركسية  في التعداد المقبل للسكان، والسماح للأعضاء منها لاعلان أنهم من الشركس بدلا عن تلك التسميات الأخرى التي أطلقت في الحقبة السوفيتية (www.elot.ru/main/index.php?option=com_content&task=view&id=1186&Itemid=5).

ويعتقد معظم الشركس، ويصر قادتهم، أن “اعتراف أجهزة سلطة الدولة للاتحاد الروسي بالوحدة العرقية للشراكسة الذين يعيشون في الاتحاد الروسي، وإعادة أنشاء وحدة قومية واحدة (التوحيد) لتمييزهم هو في الوقت الحالي مهمة كبيرة” الذي على أساس ذلك القرار تعتمد كل الأشياء الأخرى.

والخامس، المتابعة لذلك، الشراكسة في شمال القوقاز وفي الخارج، يودون  رؤية استعادة جمهورية شركسية واحدة، والقضاء على الانقسامات العرقية الإقليمية التي فرضها ستالين على الشعب والسماح للشركس باستئناف حياة منفصلة وذات استقلالية مثلما كانوا عليه قبل هزيمتهم وطردهم في عام 1864.

وسيتطلب ذلك إعادة ترتيب مثير لشمال القوقاز، والشيئ الذي يقوله الشركس أن الأمر هو مسألة بسيطة لتحقيق العدالة، لكن موسكو ترى ذلك تهديدا للاستقرار. وعلى الرغم من أن معظم الشركس يصرون على أنهم يرون لأنفسهم مستقبلا داخل الاتحاد الروسي، فإن حماسهم لاستقلال أبخازيا يشير بأن لهم خططا أكبر من ذلك.

ونتيجة لذلك، حتى لو كانت الحكومة الروسية مستعدة لتقديم تنازلات بشأن جميع النقاط الأخرى، فإن من المرجح أن موسكو تبدو أنّها لن تتنازل بالنسبة لذلك، وبالتالي إبقاء الوضع الذي بتزايد النزعة القومية من قبل الجيل الصاعد سوف يتعارض مع الاستبداد المتزايد للدولة الروسية في المستقبل (www.natpress.net/stat.php?id=3847).

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

اترك تعليقاً