الخميس، 28 مايو/أيار 2009
بول غوبل
فيينا، 28 مايو/أيار – إن العمل على مبدأ إذا “لم يوجد نشر، فإنه لا توجد مشكلة”، فإن أل “إف إس بي” سعى للتقليل الى أدنى حد ممكن من التغطية على الشأن الشركسي في كلا روسيا والخارج على حد سواء، والجهود تعبر عن مخاوف موسكو حيال ذلك وللأسف تشير الى مزيد من الاضطرابات مستقبلا في منطقة شمال القوقاز.
في مقال نشر اليوم على موقع “أخبار القوقاز” (CaucasusTimes.com)، أفراهام شموليفيتش (Avraam Shmulyevich)، باحث إسرائيلي، حيث كتب بإسهاب عن الشركس فيقول إن “أجهزة الأمن الفيدرالية الروسية “إف إس بي” والبيروقراطيون الروس يتحملون المسؤولية عن سياسة الجنسية التي اتخذ على أساسها القرار الاستراتيجي ‘بتغطية’ المعضلة الشركسية”
(www.caucasustimes.com/article.asp?id=20077).
في الأسبوع الماضي، قام الشركس في شمال القوقاز والعالم بإحياء الذكرى 145 على طردهم القسري من ديارهم من قبل السلطات القيصرية، وما ناتج عن ذلك من إبادة جماعية. ولكن على عكس السنوات السابقة، ورغم أن هذا الحدث كان من ناحية تاريخية حدثا “متكررا”، فقد كان إحياء الذكرى هذا العام قد تم “تجاهله تماما من جانب وسائل إعلام الحكومة الاتحادية”، أشار شموليفيتش.
لكن القوى القائمة في موسكو لم يقتصر امتدادها على وسائل الإعلام الروسية: أنها سعت إلى وضع قيود على تغطية هذا الحدث من قبل أشخاص من الذين يعيشون في الخارج، بمن فيهم شموليفيتش، بصفته رئيسا لمعهد الشراكة الشرقيّة، والذي كتب مرارا عن الشركس وغيرهم من المجموعات العرقية في القوقاز.
أما شموليفيتش فيروي بأنه قبل وقت كاف من ذكرى 21 أيار / مايو السنوية، تلقى عدة رسائل من روسيا تطالبه : “خفّف من نشاطك {أي نشاطه هو}” فيما يتعلق بتغطية القضية الشركسية. لكنه يكمل، هذه التوصيات وصلت من خلال هجمات وسائل الاعلام عليه مباشرة.
أحد المقالات الروسية على الإنترنت أفاد بأنه كان يحاول “إحياء الأمة الشركسية” و”زعزعة استقرار الوضع في القوقاز”، وآخرين ألمحوا ” إلى التقاليد السوفياتية المعهودة في معاداة السامية” وذلك باعتباره إسرائيلي يهودي يعمل ضد روسيا ومصالح روسيا
(www.stringer.ru/publication.mhtml?Part=48&PubID=11338).
وقال آخر بأنه كان يسعى الى “انفصال الشيشان وشمال القوقاز بأجمعه” عن روسيا، تمهيدا “لإنشاء شركيسيا الكبرى”، ولاستقلال تتار القرم والفولغا الأوسط، وفصل منطقة شينجيانغ عن الصين (blog.kob.spb.su/2009/05/20/305/).
فما زالت مجموعة ثالثة من مقالات رونيت (Runet)، وجميعها مستوحاة من جهد ال “إف إس بي” هذا، تتهمه بأنه جزء من مؤامرة دولية تسعى لتعزيز “شبكة” من الدول من القومية التركية وموجهة ضد روسيا
(www.stringer.ru/publication.mhtml?Part=48&PubID=11338 and www.daginfo.com/index.php?name=news&op=view&id=1785).
االتعليقات بمعلومات غير مكتملة كهذه، يقول شموليفيتش، لن تستحق الرد عليها لو لم تكن لتسلط الضوء على الأهمية الكبيرة للمسألة الشركسية حيث أن جهاز الأمن الفيدرالى وحلفائهيسعون الى التقليل من شأنها، وانها تشير الى الطرق التي تحاول أجهزة الامن الفيدرالية من خلالها ترويض الاخبار، ليس فقط داخل روسيا بل في الخارج أيضا.
كما يشير شمولوفيتش “فإن (القضية الشركسية) موجودة بالفعل”. وليس هناك حاجة الى “قوى الظلام” لإختراعها. وكلا الشركس الذين يعيشون في الاتحاد الروسي، وهؤلاء الموجودين في الشتات لديهم “قائمة كاملة من المشاكل والمطالب والتي منذ سنوات يحاولون لفت إنتباه السلطات الفيدرالية اليها دون جدوى”.
كلهم في الماضي تقريبا ولغاية الآن، معظم الشركس يودون إيجاد حل لهذه المشاكل ضمن “المجال القانوني الروسي”، يضيف شموليفيتش.لكن لن يكون ذلك سهلا، ويكمل، نظرا لتشابك الوضع الاستثنائي في شمال القوقاز ونهج موسكو الحالي لإنكار وجود أية مشكلة “شركسية”.
دليل إثبات على ذلك، يشير إلى “حالة من الانفصام”، حيث أن موسكو “تحتفل بالذكرى السنوية للإنضمام الطوعي والسلمي ” للجمهوريات الشركسية إلى روسيا على الرغم من أنالناس في تلك الجمهوريات يذكرون قرن من الكفاح الطويل ضد رغبة روسيا في استيعابهم وما نتج عن ذلك من الطرد من ذلك البلد.
لكن المعضلات في ممارسات موسكو ليست أيديولوجية فقط، يقول المحلل الاسرائيلي. فمن ناحية داخل الاتحاد الروسي، فإن أجهزة الأمن الفيدرالى ال “إف إس بي” (FSB) وال “جي آر يو” (GRU) يواصلان سياسة الحقبة السوفياتية “فرق تسد”، وذلك بتأليب الجماعات ضد بعضها البعض، على الرغم من أنه من شبه المؤكد أن هذا سيؤدي الى إنفجارات وإلى مزيد من التطرف.
ومن ناحية أخرى، تشيع هذه الأجهزة لما تقول بأنها تواجه التشدد الإسلامي على وجه التحديد، لأنهم عندما يهاجمون أي طرف من الذين يعارضون الأنظمة المحلية، فإنهم يصفونهبأنه “متطرف”، فيضيفون أهمية إلى الإتهام ويصبون “البنزين في النيران” المنتشرة بالفعل في أرجاء المنطقة.
ويشير أنه في الخارج، يقوم ال (إف إس بي) بالعمل ضمن الشتات الشركسي”، لحث قادته على عدم إثارة هذه القضية خشية أن يتدهور وضع أشقائهم داخل الاتحاد الروسي، وهذه إستراتيجية كلاسيكية ترجع الى الحقبة السوفيتية التي تعود جذورها إلى “الثقة” التي بناها فيليكس جرجنسكي في عهد لينين للعمل ضد الهجرة الروسية الأولى.
ففي حين أن جهاز الأمن الفيدرالى (FSB) قد حقق بعض النجاح في صفوف الجيل القديم، إلا أن جهودها أثبتت “نصرا باهظ الثمن” على الأغلب، لأن آخرين في الشتات وخاصة الشباب يعترفون بأن أجهزة الامن الروسية لن تبذل هذه الجهود إن لم تكن خائفة.
وتلخيصا لذلك، يقول شموليفيتش ان رؤساء الجمهوريات الشركسية المعينين من قبل موسكو مع “البيروقراطيين الروس وأجهزة الأمن الخاصة يعملون في وسائل الإعلام، وعلى القضايا الدولية” ويتصرفون بوسائل توحي “مع هكذا حماية وبمثل هكذا جهاز إداري، فإن روسيا ليس لديها مصلحة [لمزيد] من الاعداء”.
أرسلت بواسطة بول غوبل
ترجمة: أخبار شركيسيا