نافذة على اوراسيا: الشراكسة يتجاهلون موسكو، ويرفعون حصصهم في العودة. بول جوبل

نافذة على اوراسيا: الشراكسة يتجاهلون موسكو، ويرفعون حصصهم في العودة.

بول جوبل

ترجمة: علي كشت.

فيينا السادس من اب 2009، رغم عدم ترحيب موسكو لادراج الشراكسة ضمن مشروع (برنامج العودة لمواطني روسيا) ودعم العودة الى شمال القفقاس من قبل الخمسة ملايين شركسي في المهجر القوي في بلدان الشرق الاوسط، تمكنت جمهورية الاديغية وبشكل منفرد من رفع عدد حصتها من العائدين في برنامج العودة من 50 شخص الى 1400 شخص،الناشط الشركسي والصحفي المعروف السيد اصلان شازو تحدث الى وكالة ريجنوم الروسية الاخبارية قائلاً” استناداً الى نصيحة الرئيس الروسي الراحل السيد بوريس يلتسين الذي قال عبارته المشهورة مخاطباً الشعوب الغير روسية ” خذوا من السيادة ما تستطيعون ابتلاعه” فان حكومة الجمهورية تحاول ان تكسب اي شيء متاح امامها فيما يتعلق بالعودة واضاف قائلاً:” المنظمات الشركسية المختلفة في الوطن او بالمهجر ضغطت من اجل رفع هذه النسبة مهددة السلطات الروسية انها في حال عدم موافقتها على ادراج الشراكسة ضمن قائمة العرقيات المدرجة في برنامج العودة فانهم سيعملون على تكثيف جهودهم لجذب الاهتمام الدولي الى قضية الابادة الجماعية التي تعرضوا لها من قبل روسيا القيصرية”.  مثل هذه التهديدات لم تكن فارغة المضمون، حيث بدأت العديد من المجموعات الشركسية العمل لشن حملة تدعو الى الغاء الاولمبياد الشتوية المزمع اقامتها في مدينة سوتشي عام 2014 باعتبارها الموقع الذي تعرض فيه الشراكسة لاكبر عمليات الابادة الجماعية قبل طرد من تبقى منهم الى الدولة العثمانية. في ذات الوقت يشير الشراكسة الى ان موسكو سوف تستفيد ايضاً في حال موافقتها، تماماً كما استفادت من موافقتها على عودة شراكسة كوسوفو في عام 1999 رغم ان نصفهم عاد ادراجه، ومن ناحية اخرى يرى الشراكسة ان عودتهم الى وطنهم سوف يساعد على تعويض فشل جهود موسكو في جذب العرقية السلافية التي تسعى من خلال اقناعهم للعودة الى روسيا الى التغلب على مشاكلها الديموغرافية المتزايدة. على اقل تقدير يقول السيد يحي ستاش رئيس منظمة بيت العائدين في مايكوب” ان على موسكو ان تسمح للشراكسة الذين عادوا واصبحت اعدادهم تتزايد ان يسجلوا اماكن اقامتهم دون صعوبة عكس ماهو متّبعا الآن”.

في يوم السبت الموافق 1/8/2009 يوم العائدين في مايكوب تحدث الشراكسة عن ثلاث اسباب تجعل موسكو غير مرحبة بفكرة عودة الشراكسة بل انها قد تتخذ حزمة من الاجراءات للحد من تحركات حكومة الجمهورية في هذا المجال وذلك لخوف موسكو من ان تفقد السيطرة على مجال اخر من مجالات الحياة في القفقاس السبب الاول ان الاحتفال في يوم العائدين كالذي حدث في الاول من اب الجاري سوف يجذب الانتباه نحو القضية الشركسية وماساتها الممتدة منذ 150 عاماً وسوف يؤدي عودة الشراكسة في المهجر الى تتضافر الجهود الشركسية الداخلية والخارجية لمحاسبة المسئول عن هذه الجريمة التي ارتكبت بحقهم هذه السنة الاحتفال تم احياءه في ساحة المتحف الوطني في مايكوب ولوحظ القيام باشياء غير اعتيادية كما قال احد الصحفيين حيث غصت الساحة بباقات الزهور التي تحي ذكرى ضحايا الحرب القفقاسية وهي الحرب التي قاتل الشراكسة فيها الروس لمدة تزيد عن قرن من الزمان في الواقع ، المتكلمون ركزوا على موضوع الحرب ، وما قد يكون الأكثر مدعاة للقلق بالنسبة للحكومة المركزية الروسية ، ان المتحدثين كانوا من الناشطين ومن المسؤولين الرسميين اضافة الى اعتبار ذلك اليوم عطلة رسمية في الجمهورية  السبب الثاني يكمن في ان عودة الشراكسة سوف يهدد التوزيع العرقي في منطقة شمال القفقاس وقد يكون خطاب السيد ارامبي حابي رئيس الاديغة خاسة عندما تحدث على ان العودة يجب الا تنحصر في الجمهوريات الشركسية الثلاث بل يجب ان تشمل كل المناطق الشركسية التي هجروا منها.  وفي حالة عودة اعداد من الشراكسة الى اوطانهم الاصلية فان هذا الامر سوف يدمر ما قام به ستالين من توزيع وبعثرة للشراكسة على مواقع ومناطق محددة بغية السيطرة عليهم وصهرهم واحتلال مناطقهم من قبل الآخرين السبب الثالث  يقوم على فكرة ان في حالة عودة الشراكسة الى ارضهم سوف يعملون على طرد ابناء العرقيات الاخرين وهذا ما لوحظ في كلمة السيد حابي الذي اشار ان العديد من ابناء العرقيات الاخرى تعيش في بلادنا بينما يعيش الشراكسة اصحاب الارض في الخارج.

ـــــــــــــــــــــــــــــ……

ملاحظة المترجم: ان الازمات والمواجهات السابقة اثبتت ان موسكو لا تراعي المصالح الشركسية الا في حالة تشكيل ضغط عليها اي ان ببمارسة الضغوطات من قبل المنظمات الشركسية تجبر موسكو على الالتفات الى الحقوق الشركسية سواء كانت هذه الضغوطات كبيرة او صغيرة ومهما كان نوعها فانها غالباً ما تربك السلطات الروسية وتجعلها في حالة هستيرية وبالتالي تكشف حقيقة سياستها حيال الشراكسة، ان سياسة الضغط على موسكو مهما كان نوعه او شكله ومحاولة استباقها بخطوة وجعلها دوماً في موقع المتلقي تعتبر السياسة الامثل لجعلها تراعي المصالح والحقوق الشركسية.

 

Share Button

اترك تعليقاً