مهزلة “شركسياد” تكشف نفسها
زيارة السادة الكسي بيكشكوف وسفيان جموخة للمجتمع الشركسي في الاردن بتاريخ 13/1/2010 اثبتت انها زيارة “الحقيقة” لانها وضعت حدّا لمسلسل سخيف ومتواصل من الاكاذيب والخداع والتحركات المشبوهة والغير مفهومة، والتي كان هدفها الاول والأخير احداث شرخ في صفوف الشراكسة؛ لقد كانت الطريقة التي طرح من خلالها مشروع شركسياد مثار تساؤل، حيث أنه من الطبيعي ان يكون هناك وجهات نظر مختلفة وقد تكون متعارضة، ولكن ما كان غريباً هو أسلوب وطريقة طرح الموضوع من قبل السيد سفيان والتي اعتمدت على اسلوب” نقل الكلام” بصورة غير صحيحة وافتعال المشاكل وترويج الأكاذيب، وفي النهاية الاستخفاف بالعقل الشركسي رغم أن السيد سفيان يوصف بالمؤرخ (على اعتبار ان شهادته “الدكتوراه” في التاريخ صحيحة).
اخر فصول المسلسل السخيف المفرق للوحدة الشركسية كان في مقال نشر عن مقابلة للسيد سفيان جموخة بتاريخ 29/1/2010 على الموقع الاخباري ناتبرس نقلا عن الموقع الإخباري (Caucasian.kont) بعنوان “ألعاب شركسيادا الثّانية ستعقد في الأردن” وكان الرّابط للخبر هوhttp://www.natpress.net/stat.php?id=4908 ولكن بقدرة قادر تم تغيير عنوان المقال والرّابط إلى “الشّركس الأردنيّون يؤيّدون شركسيادا 2012” http://www.natpress.net/stat.php?id=4918 ! وحمل المقال معلومات كاذبة ليس لها أي اساس من الصحة، حيث أن المقال اشار الى موافقة غالبية المجتمع الشركسي في الاردن على مشروع شركسيادا ويوجد هناك اقلية قليلة فقط تعارضه، وان هنالك اتفاقيات تم توقيعها بين الطرفين، وهذا المقال يكشف من خلال كلماته وما احتواه من تزييف وتضليل حقيقة مشروع السيد سفيان، وسمح بإظهار مجموعة من الحقائق المثبّتة “بالدليل” وليس بالكلام فقط، وهي كما يلي:
اولاً: بعد انتهاء زيارة السيد سفيان الى الولايات المتحدة نشر مقالاً بنفس الأسلوب على موقع ناتبرس الاخباري يتحدث فيه عن موافقة المجتمع الشركسي في الولايات المتحدة بما في ذلك المجلس الثقافي الشركسي على مشروعه، ولكن بتاريخ 13/1/2010 قام رئيس المجلس الثقافي الشركسي السيد زاك برسيق بإرسال رسالة الى ابناء المجتمع الشركسي في الاردن يعلن فيها رفض المجلس للمشروع كونه جسر العبور الى سوتشي، ارض الإبادة الجماعية الشركسية؛ من هنا نلاحظ الاسلوب الغريب الذي يقوم على نقل اخبار ومعلومات غير صحيحة بين شراكسة الوطن والمهجر وبطريقة تثير المشاكل والقلاقل بينهم، فموقع ناتبرس نشر مقال السيد سفيان وتفاجأ برسالة السيد زاك برسيق التي كانت مغايرة لأقوال السيد سفيان، فكان هناك تناقضا في المعلومات التي يقوم بنقلها مستغلاً ضعف الاتصال والتنسيق بين المنظات الشركسية في العالم، هذه إذاً الكذبة الأولى، فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!
ثانياً: في مقاله المشار اليه أعلاه تمت الاشارة الى توقيع مذكرة تفاهم بين الجمعية الخيرية الشركسية في الاردن وبين السيد سفيان، لكن وبعد الاتصال مع أحد أعضاء الهيئة الإدارية في الجمعية لطلب الحصول على نسخة من هذه المذكرة، أكد انه ليس هناك اية مذكرات تم توقيعها وانه في حال التوقيع على مثل هذه الامور فلا بد من عرضها على الهيئة الادارية في الجمعية بداية، ومن ثم التصويت على توقيعها أم لا، وعندما سئل عن امكانية قيام “الزعيم الملهم” رئيس الجمعية بالتوقيع على هذه المذكرة منفرداً اجاب العضو الكريم بأن هذا الامر”مستحيل وغير جائز” من الناحية القانونية، ومنعاً للإحراج طلب عدم ذكر اسمه لكنه اشار الى امكانية قيام اي شخص من المهتمّين بالموضوع بزيارة مبنى الجمعية والتأكد من ذلك الأمر بنفسه!
الحقيقة ان الجمعية الخيرية الشركسية ممثلة برئيسها هي من تتحمل مسؤولية الاشتراك في هذه المسرحية الفاشلة، لأن الجمعية قامت باستضافة السيد سفيان بناء على أوامر الجمعية الشركسية العالمية، وقامت بتقديمه للناس والهيئآت المختلفة وسمحت له بطرح أفكاره، إلا أنّها لم تحترم تعددية الآراء في المجتمع الشركسي، فأدّى ذلك إلى حالة من التناحر، وبدلاً من ان تكون الجمعية اداة لتوحيد الكلمة الشركسية وان تعمل وفق مبدأ ( العاقل يحتويها والجاهل يشعلها) لعبت الجمعية الخيرية الشركسية هنا دور الجاهل، فلم تصدر اي بيان او تصريح يبين موقفها الصريح من الموضوع، ولكن وبطريق الصدفة، اكتشف لماذا لم يصدر مثل هذا التصريح أو البيان الذي يمكن ان يقطع الشك باليقين ويضع حد “للقيل والقال”، فقد تمت ملاحظة غياب غير مفهوم لرؤساء الفروع الأخرى للجمعية، اي أفرع الجمعية الشركسية في كل من وادي السير وناعور وجرش والرصيفة والزرقاء وصويلح، وتبين بأنّه لم يتم دعوتهم من قبل رئيس الجمعية الأم لأي اجتماع او أية محاضرة تتعلق ب”شركسياد”، بل ان أغلبية أعضاء ادارة الجمعية الام لم يحضروا الاجتماع، وهنا نتساءل عن حقيقة الدور المشبوه الذي وللاسف لعبته الجمعية الخيرية الشركسية في اثارة النعرات بين ابناء المجتمع الواحد، فقد كان لزاماً بأن يتم احترام رؤوساء الفروع ودعوتهم للحضور وعدم وصفهم “بانهم غير مهتمين” بالأمر، واذا كان كذلك فباي حق وشريعة توقع مذكرة تفاهم مع طرف أجنبي (حسب نص القانون الأردني) دون حتى اعلامهم؟! فلو خرج أحدهم الآن وأعلن رفضه لشركسياد فماذا سيكون موقف الجمعية الأم ورئيسها “القائد الملهم!!؟؟ ولهذا وخوفاً من رد الفعل القوي والمعارض لمشروع ما يسمى”شركسياد” كان هناك خطة محكمة لابعاد ابناء المجتمع الشركسي قدر الامكان عن الحضور واختيار بعض الشخصيات المبرمجة سلفاً.
إذا، فإنّ هناك أمر مبهم وغير واضح في تصرفات الجمعية الخيرية الشركسية، وهي مطالبة اليوم بتفسير تصرفاتها الغير مفهومة، مثل: لماذا تم استضافة السيد سفيان بطريقة مفاجئة وتم تقديمه للناس وغادر البلاد دون ان يصدر بيان يوضح موقف الجمعية مما ادى الى حالة من البلبلة والسخط بين ابناء المجتمع الشركسي في الاردن ومن المسبب في ذلك كلّه؟! الجمعية يفترض ان توحد الكلمة وتتقبل الراي الآخر وتحافظ على روح الجماعة والتعاون بين الجميع.
علماً بان الجمعية الخيرية الشركسية لا يسمح لها قانونياً بلعب أية ادوار ذات طابع سياسي او جمع اية اموال لجهات اجنبية الا بموافقة رسمية بذلك، علماً بأن هذه كانت حجة الجمعية الدائمة لرفض انشاء صندوق قومي شركسي يعنى بتمويل المشاريع ذات الطابع القومي مثل العودة! فسبحان الله ان جمع الاموال من اجل عيون السيد سفيان يصبح امر مسموح به، أما جمع الاموال من اجل اعادة اسرة شركسية واحدة فقط الى القفقاس فإنّها تكون مخالفة للأنظمة والقوانين!!!! هل الاولمبياد أهم من قضية وطن بكامله؟؟!
الخلاصة انه ليس هناك أيّة مذكرة تم توقيعها بين الطرفين! إذاً هذه هي الكذبة الثانية، فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!
ثالثاً: هناك انتقائية وعدم موضوعية في الطرح، فالسيد سفيان ذكر معالي الدكتور والعين الحالي محمد خير مامسر وكذلك كلمته الّتي ألقاها في اجتماع النادي الأهلي ولكنه اغفل العديد من الكلمات الاخرى، ونتساءل لماذا قام بذلك؟! والجواب ان السيد سفيان قام بانتقاء الكلمات التي جاءت في مصلحته وهمّش وتجاهل العدد الضخم من الكلمات التي انتقدت مشروعه. وهنا اناشد معالي الدكتور والعين الحالي ان يغلب مصلحة الجماعة على مصلحته الشخصية ولو لمرة واحدة في حياته، وان يراجع سجلات الامم المتحدة المتعلقة بالمواليد ليتأكد بان النساء ما يزلن يلدن وان “مادح نفسه كذاب”، وان قيامه يوم محاضرة السيد سفيان بالتحدث باللغة الشركسية وتوقفه فجأة ليتحث باللغة العربية ليعلم الحاضرين انه يحمل ميدالية لا يحملها سواه في الوطن العربي كان دليلاً قاطعاً على ان “الأنا العليا” ما تزال تهيمن على فكره وانه لا توجد كلمة او مقابلة او حديث لمعاليه لا يخلو من مدح نفسه وينسى ويتناسى بأن الجاهل من قال اني علمت!!.
اما بخصوص الشباب الشركسي وهنا نلاحظ ان السيد سفيان ومن خلال زياراته السابقة إلى (تركيا والولايات المتحدة وغيرها) لم يتطرق الى رأي قطاع الشباب بصورة مباشرة ولكنه هذه المرة تطرق له مرغماً لان معظم الشباب الحاضرين كانوا رافضين لمشروعه، فعمل على اختيار كلمات اثنين من الشباب وبصراحة لم تكن مفهومة وتجاهل كلمات أخرى مثل كلمة الشاب عماد شابسوغ الذي استخف بالسيد سفيان عندما تساءل لماذا لا نقيم الألعاب الاولمبية بعد عودة شركيسيا فما كان من السيد سفيان ان قال له وبالحرف الواحد، “ومتى تظن شركيسيا “هذه” ستعود؟!” وعندما أجابه الشاب: بالعمل المشترك بين الشراكسة حيث اشتعلت القاعة بالتصفيق الحاد لجواب الشاب واحمرّ واصفرّ واخضرّ وازرقّ وجه السيد سفيان ليس خجلاً او حياءاً فهاتين السمتين مفقودتين عنده، بل لانّه تيقّن بان الشباب الشركسي ليسوا ألى جانبه في هذا المشروع المشبوه!!.
الخلاصة لم يكن هناك موضوعية ولا حيادية في اظهار وجهات النظر ولن نتحدث هنا عن الامانة التي هي من صميم الاخلاق الشركسية لكي لا نجرح انفسنا كون السيد سفيان لا يتحرى الامانة (ومحسوب علينا بأنّه شركسي) مطلقا، اذاً هذه هي الكذبة الثالثة، فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!
ً
رابعاً: يمكن لاي شخص ان يتصل مع قناة نارت الفضائية ليتأكد من عدم وجود اية اتفاقية تنص على ان تكون القناة الشريك والراعي الرسمي لمشروع “شركسياد”وهذه كذبة لا يفهم كيف تمكن السيد سفيان من صياغتها وللعلم فان السيد مصطفى ناغوج (والذي قال السيد سفيان انه هو من تم الاتفاق معه كونه مدير القناة في مقالته المشبوهة) هو عضو ادارة في الجمعية الخيرية الشركسية وليس رئيس او مدير قناة نارت ابداً ويمكن التأكد من ذلك من السيد ناغوج شخصياً او قناة نارت، إذاً هذه هي الكذبة الرابعة، فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!
خامساً: اما بالنسبة للتوقيع بين السيد سفيان والنادي الاهلي وادّعاء تغيير اسم النادي الاهلي الى (شركسياد الاهلي) فهذا محط من الخيال وتم التحدث في الموضوع ولم يتم التوقيع على اية اتفاقيات، ويمكن التأكد من النادي الاهلي نفسه عن مدى صحة هذا الكلام، وللعلم فقط ذكر السيد سفيان بأن النادي الاهلي حالياً يعتبر من أقوى الاندية الأردنية في رياضة كرة السلة والرجبي، ولعلم القرّاء فانّه ليس هناك فريق كرة سلة في النادي الاهلي حالياً، وهو يقوم فقط على تدريب الفئات العمرية ويمكن مراجعة موقع “كوورة الرياضي” للتأكد من ان الدوري الاردني لكرة السلة لا يضم النادي الاهلي حيث انه قد تم تجميد اللعبة منذ سنوات طويلة على اثر خلاف بين النادي واتحاد السلة الاردني، اما فريق الرجبي فاظن ان المقصود فيه فريق كرة القدم الذي امضى آخر ست او سبع سنوات وهو يلعب في الدرجة الاولى بعد ان هبط اليها من الدّور الممتاز وعاد حديثاً اليه ولكنه لا ينافس على البطولة مطلقاً بل هو الحلقة الأضعف وللأسف هذه هي الحقيقة.
اما بالنسبة لموضوع وجود رياضيين شراكسة يلعبون في المنتخبات الاردنية فهم قلة بالمقارنة مع غيرهم، فمثلاً المنتخب الأردني لكرة القدم لا يضم اي لاعب شركسي في صفوفه، بينما يضم منتخب كرة السلة لاعبين من أصول شركسية ولكنهم يلعبون لنادي زين الرياضي وليس للنادي الاهلي الذي ما يزال هو وادارته يعيشون على وقع امجاد الماضي فقط لاغير، والخلاصة، أن هذه هي الكذبة الخامسة، فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!
سادساً: الفرع النسائي الشركسي وزيارة السيد سفيان لمقر الفرع ومقابلة رئيسة الفرع (حسب ادّعاء سفيان) عضو مجلس الأعيان الأردني السيدة جانيت المفتي ودعمها المطلق للمشروع، للعلم فقط السيدة المفتي هي عين سابق في مجلس الأعيان الاردني. فلماذا تكذب يا سفيان ولمصلحة من؟!
وفي ختام المقال يعترف السيد سفيان وبكل وضوح ودون اي ضغط أو إكراه بان مشروع شركسياد مرتبط بأولمبياد سوتشي أرض الابادة الجماعية الشركسية وهي الارض التي تمنعون دخول بعض مناطقها على الشراكسة. هذه هي الحقيقة “يا أيها الشراكسة”، فسوتشي هي أرض الوبيخ فأين هم الآن؟! ذبحهم الروس المجرمون يا أيّها الشّراكسة!! وتمّت إبادتهم عن بكرة أبيهم! تصوروا لقد تم ابادة اخوانكم، فأين الكرامة؟! أين الشرف الشركسي؟! كيف نحتفل فوق قبور أجدادنا؟! اي منفعة اقتصادية تساوي ذرة كرامة او قطرة دم شركسية واحدة؟! تباً لاموال الدنيا كلها، إنّناا لا نبيع شعارات في هذا المقام، بل نرفض سياسة الرّوس بإلقاء العظام الشّركسيّة وهم لا يعترفون بسوتشي شركسية. قوموا بزيارة أي موقع إلكتروني روسي، فستجدون بأنّه لا يذكر ان سوتشي شركسية، سوتشي خالية اليوم من الشراكسة، فلو أعاد الروس الشراكسة اليها وبعثوا شعب الوبيخ من جديد وقتها من الممكن ان نفكر بدعم شركسياد، وهي حصان طروادة لدخول سوتشي من قبل الروس؟ لا ترضوا أن تكونوا ايها الشراكسة هذا الحصان، بل امتطوا صهوات جيادكم كما فعل أجدادكم وذكّروا الروس وغيرهم بأن سوتشي هي مدينة شركسية وليست روسية. لا تستمعوا الى كلام هذا العاجز سفيان بأن سوتشي ستشتهر كونها مدينة شركسية! فكيف سيحصل ذلك؟ وأسيادك يا سفيان يرفضون حتى ان يذكروا أنها مدينة لنا، ولا نريد ان يتحدثوا عما وقع في سوتشي! نريد فقط ان يعترفوا بانها شركسية وحتى هذا الأمر يرفضونه، أيّها الرّويبضة من الزعامات والقيادات الشركسية المفروضة علينا، إلى متى هذا الذل والامتهان؟! الى متى نبقى مسلوبي العقل والارادة؟! حسبنا الله ونعم الوكيل على كل جاهل متآمر زنديق يدعم هذا المشروع المشبوه.
في النهاية فانه لا بد من التذكير بأن مشروع شركسياد هو يمكن أن يكون طرحا قابلا للنقاش والتحليل والدراسة ولكن ان يصبح سلاحاً لتخريب الصف الشركسي فهو أمر مرفوض تماما، والجهة الّتي تتحمل هذه المسؤولية كما ذكرنا سابقاً هي الجمعية الخيرية الشركسية في الاردن والممثلة برئيسها “الزعيم الملهم” التي سمحت لنفسها باستضافة المدعو سفيان وزمرته وهي مطالبة برأب الصدع الذي كشف الكثير من التجاوزات الأخلاقية والإدارية وفرّقت الصّف في المجتمع الشركسي في الاردن، ولماذا؟! من أجل عيون سفيان جموخة؟!!!!!
بقلم: شركسي أردني غلبان
2 – شباط / فبراير – 2010
وصل المقال المذكور أعلاه إلى موقع أخبار شركيسيا، ولاحترامنا لحرّيّة الرّأي الشّركسي ولأهمّيّة الموضوع المتناول فإنّنا نقوم بدورنا بنشره كما وردنا من المصدر.