سوتشي هي جزء من شركيسيا

سوتشي هي جزء من شركيسيا
انه لمن التفاهة بمكان أن يتم استعراض أفكار وتعليقات من شأنها توجيه إنجراف المهتمين بالمعرفة والمعلومات المفيدة لمزيد من التناقض والتفكير أحادي الجانب الذي من شأنه أن يؤدي بالضرورة الى “التواصل في اتجاه واحد”، ويزيد من من حدّة الخلاف وذلك بجمع المعلومات للتركيز على بعض الأفكار بقصود أن تعطى على اعتبارها حقائق دون التفكير ثانية بالواجب الإنساني والمتمثّل بتقديم المحتوى في أساليب أكثر منطقية وملائمة فيما يذكّر ذلك بما عانت بسببه الأمّة الشّركسيّة من كثير من الخيانات ضدّها والّذي من شأنه أن يقودنا إلى: ” إذا طعنت من الخلف فاعلم أنك تسير في المقدمة”.
عاش الإنسان في المنطقة الساحلية من البحر الاسود منذ عرف التاريخ البشري، والتي شملت العديد من الكيانات التي انقرض معظمها أو لم تعد موجودة في الوقت الحاضر، ولكن الشراكسة وعلى الرغم من كل الكوارث التي كانت تؤثرعلى ذات وجودهم، ولكن لا يزالون هناك، على الرغم من أنّ 10 ٪ فقط من الشركس ما زالوا يعيشون في الوطن والباقي موزعين في جميع أنحاء العالم…
صحيح أن الأمم القديمة مثل الإغريق والرومان أقاموا مستعمرات على مناطق ساحل البحر الأسود أساسا للتجارة ولحراسة الممرات لغزاتهم الذين شنوا الحروب ضد الآخرين على أطاريف وما وراء منطقة القوقاز، لكن لم يدم بقائهم بها لمدة طويلة.
ووجد الشركس في شمال-غرب القوقاز لآلاف السنين والذي جاء تطورهم الاجتماعي ليصبحوا في العصور الوسطى 12 قبيلة، ولكن البعض منهم أبيد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر نتيجة للجرائم-الجماعيّة التي ارتكبت من قبل الإمبراطورية القيصرية الروسية الجشعة  خلال حروب روسيّة / شركسيّة (قوقازيّة لحوالي 450 سنة والتي انتهت آخرها بعد 101 سنة من الحرب المستمرة والرعب والجرائم والمجازر في 21 أيار / مايو من عام 1864 وذلك بعد الاحتلال الكامل للشركيسيا.  سيكون مصدر إلهام لنا بمعرفة الحكمة القائلة: “العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئا”، واستفاد الشراكسة من التجربة المريرة: “إن الجزع عند المصيبة، مصيبة أخرى.”
وكما أنّ “من علَتْ هِمّتَهُ طالَ همّهُ”، وكل لحق بالأمة الشركسية وما زال مستمرا مع وجود ثقافة ثمينة  معتبرة وقيم إنسانية معروفة، على الرغم من كل الصعوبات والعقبات والشّدائد التي ووجهت بها الأمة الشركسية، في حين أن هناك العديد من الأمم الّتي عاشت في تلك السنوات والتي انقرضت مثل المصريين القدماء والفرس القدماء والرومان القدماء والإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية العثمانية وحتى الإمبراطورية الروسية القيصرية تبعها في الإنقراض الإتّحاد السوفياتي المقبور.
القياصرة الروس والأمراء وقادة الجيش وجميع “مجرمي الحرب” مثل سيئ الصّيت والسمعة الجنرال غريغوري كريستوفوروفيتش زاس الذي أشبع تعطّشه للانتقام في ذبح الشركس ووضع الرؤوس والجماجم تحت سرير نومه الخاص الّذي يصنف بأنّه عملا من أعمال أكل لحوم البشر. كذلك، الأمير غريغوري بوتيمكين، الحاكم الروسي الأوّل في القوقاز في عام 1785، والجنرال الكسندر سوفوروف والجنرال بافل تسنيانوف والجنرال غلازيناب والجنرال بولجاكوف والجنرال ألكسي يرملوف والجنرال دلبوستو والجنرال ستال وقائد جيش القوقاز الدّوق الأكبر ميخائيل رومانوف والادميرال ميخائيل بتروفيتش لازاريف ومئات من المجرمين من ذوي الرتب العالية والدّنيا.
إنّ الشّراكسة الصّادقين والمخلصين الّذين لم يثقلوا أيديهم بالخيانة والعلاقات المشبوهة مع المحتلين والمتآمرين الأجانب الذين يرغبون في تطبيع آثار ونتائج “النكبة الشركسية” من خلال قبول واقع على استيعابهم ضمن “قبول أمر واقع” أممي ونسيان الوطن والحقوق المشروعة، التي تتضمن القبول والموافقة على عقد دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي لعام 2014 في موقع من الإبادة الجماعية والترحيل القسري التي تعرضت لها الأمة الشركسية في أثناء الحرب الروسية/الشركسية التي استمرت 101 عاما و توقّفت في 21 أيار / مايو من العام 2014!
إنّ جميع الشراكسة الملتزمين مدعوون للعمل بجد أكثر وتسخير قدراتهم المالية  ومهاراتهم الكتابية وأي علاج ممكن؛ ولكن عدم فعل ذلك سوف يؤدي إلى خيانة وطنهم الأم، لأن سر النجاح هو مواجهة الأزمة بدلا من التجاهل أو التأخير أو التهرب من المَهام الهامّة.
قال الزعيم الهندى نهرو: “واجبنا كزعماء وكقادة أن نغرس في الناس روح الأمل والتفاؤل، أما بالنسبة للشعوب المستضعفة والمقهورة فسوف لن تسود ولن تفوز طالما أنها لا تزال بائسة ومتشائمة؛ ولكن توجد طريقة للقيام بذلك، إذا ضرب القادة الأمثلة بأنّهم في القيادة والمقدّمة، مع الشجاعة والتضحية والجرأة”، وفيلسوف آخر اقترب من حقيقة ممارسة شركسية مطبقة منذ أمد طويل: “من العظماء من يشعر المرء فى حضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء”.
أن تكون فرداً في جماعة الأسود خير لك من أن تكون قائداً للنعام…
إيجل
18 – مايو / أيّار – 2010
Share Button

اترك تعليقاً