نافذة على أوراسيا: حملة موسكو لاستخدام القوزاق في شمال القفقاس تعكس يأس المركز، يقول أحد المؤرخين

نافذة على أوراسيا: حملة موسكو لاستخدام القوزاق في شمال القفقاس تعكس يأس المركز، يقول أحد المؤرخين

بول  غوبل

ستاونتون، 8 ديسمبر/كانون الأول – جهود موسكو في الآونة الاخيرة لتجنيد القوزاق للمساعدة في فرض القانون والنظام في شمال القفقاس يسلط الضوء على مدى اليأس من الوضع الحالي هناك، وبالنظر إلى أن القوزاق ليسوا الآن في جزء كبير منه بسبب فشل موسكو في المساعدة، في وضع لتقديم مساعدة حقيقية، وفقا لاستعراض للوضع من قبل أحد المؤرّخين الروس.

في مقال نشر بالأمس على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، يقول يوري سوشين بأن هناك عددا من القوزاق أقل بكثير من الذي يمكن أن يساعد في توفير الأمن أكثر ممّا يريده مسؤولين مثل ألكسندر خلوبونين، المفوض الرئاسي، ويبدو بأنه يعتقد أن بعض القوزاق ينظرون إلى دعوته الآن بانها تشبه نداءات ستالين في الأيام الصعبة من عام 1941 (www.apn.ru/publications/article23426.htm).

والأسوأ من ذلك، فإنّ الدّعوات إلى استخدام القوزاق في دعم الدولة الروسية، يقول سوشين، لا يمكن أن تولد إلا مزيدا من الغضب والمعارضة بين من هم من غير الروس في تلك المنطقة نظرا للصورة الّتي يحظى بها القوزاق ولكن ذلك يؤدي أيضا إلى مزيد من السخرية بين القوزاق أنفسهم بخصوص موسكو، والحد من أي منفعة أخرى قد تكون لديهم واحتمال تحويلهم إلى قوة مستقلة.

في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، شارك خلوبونين في الاحتفال بالذكرى السنوية العشرين في بياتيغورسك لإعادة إحياء قوّة (فرقة) تيريك القوزاقيّة. في ذلك التّجمّع، قائد (أتامان) تيريك، فاسيلي بوندارفك قدّر عاليا دور لواء البنادق الميكانيكي يرملوج 694 الّذي كان يتكون من المتطوعين القوزاق في الحرب الشيشانية الأولى والّتي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي.

صفّق جميع الحاضرين، ولكن لم يذكر أحد، يقول سوشين أن “التّشكيل والنشاط العسكري لكتيبة يرملوج هو في جوهره صنيع حقيقي إلى آخر حد [من قبل قوزاق تيريك] على مدى السنوات العشرين بالكامل” من وجودها المتجدّد. كما أنهم لم يذكروا أن الوحدة قد جرى تسريحها “من دون توضيحات” بعد فترة وجيزة من إنشائها.

بدلا من ذلك، فإن المتحدّثين والمشاركين تصرّفوا وكأنّ قوزاق تيريك يمثلون قوة رصينة حقا. خلوبونين من جانبه اقترح بأن “انبعاث قوزاق تيريك من جديد يجب أن يكون لدعم السلام والاستقرار في القوقاز” و “مثالا للجميع في مهمة تقوية الدولة الروسية في المنطقة”.

ولكي يتم ذلك، اعترف ممثل المفوض، بأنّه سيكون “من الضروري إجراء عمل تنظيمي واسع النطاق”، وهو الشّيء الّذي قال خلوبونين بأنه حاليا على مستوى “غير مرض.”  ونتيجة لذلك، أضاف: هناك عدد قليل من القوزاق في الحكومات المحلية، وذلك بسبب إحجام منهم وبسبب الإفتقار إلى المبادرة. على حدٍ سواء.

ووعد خلوبونين بتغيير كلا الحالتين، وكانت أفكاره في هذا الصّدد مدعومة من جانب المسؤولين الرّوس الآخرين، بمن فيهم الكسندر بغلوف، رئيس مجلس شؤون القوزاق في الادارة الرئاسية الذي قرأ أمنيات من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، ومحافظ ستافروبول فاليري غيافسكي.

بعد ذلك بأسبوعين، يستمر سوشين، كانت هذه الأفكار تتكرر في اجتماع للقوزاق في قاباردينو – بالقاريا، لكن أي من الإجتماعين، يزيد المؤرخ، كان قد تجاوز لغة التصْريحات أو غيّر من وضع القوزاق، الذين ترغب موسكو في استخدامهم دون أي تكلفة إضافيّة عليها وهم الّذين هم ليسوا في وضع يسمح لهم أن يفعلوا الكثير على الأقل حتى الآن.

موسكو تواجه معضلة رهيبة: “والوضع في منطقة شمال القفقاس الاتحادية قريب من الكارثة.” في الواقع، فيما يتعلّق بخلوبونين، “فإن الوضع ليس تحت سيطرته.” ولكن فيما يتعلّق بالقوزاق، “فقد سمعوا وعودا كثيرة،” لكنهم لم يشاهدوا الكثير من العمل من قبل القوى الروسية المهيمنة.

إن هذا يبعث على القلق، يقول سوشين، لأن “قوزاق تيريك يضمحلّون.” وفي بعض الأماكن التي كانت مناطق للقوزاق، لم يبق هناك قوزاقاً، وفي مناطق أخرى، فإنهم فقدوا كل معنى عمّن ومن يكونون. في أحسن الأحوال، يشاركون في أنشطة ثقافية ولكن بالتأكيد ليس منها نشاطات جدّيّة.

إذا ما أخذ المرء ستافروبول كراي (مقاطعة) كمثال، يشير المؤرخ، “لا القوى المهيمنة ولا القوزاق قادرون على منع انتشار الإرهاب ولا على وقف عدم الترويس (التقليل من العرق الرّوسي) في المناطق الجنوبيّة الشرقية من المقاطعة”. ولا هم في موقف يمكنهم من استعادة “النظام الأساسي” للشعب هناك.

بدلا من ذلك، يضيف سوشين: “السكان في المقاطعة أصبحوا مرة أخرى كما كانوا عليه قبل حرب الشيشان الأخيرة وهذا بداية للحياة في ظل الخوف،” يستشعرون أن القوى المهيمنة تقوم “بإلقائهم [هم] تحت سلطة قديروف”، بغض النّظر عمّا يعلنون على الملأ.

في هذه الحالة، ماذا تكون القوى المهيمنة “تريد من القوزاق؟” دعما عسكريا؟ إذا كان الأمر كذلك، كما يقول، سيكون عليهم بذل المزيد بدلا من السماح لوحدات قوزاقية في البقاء لأكثر من الشهرين الذين سمح لكتيبة يرمولوف أن تحيا خلالهما في عام 1995 وتقديم الدعم والتدريب لضباط ورجال القوزاق.

لقد فعلت موسكو ذلك للشيشان وليس للقوزاق، يقول سوشين، والمركز لا يظهر أي إشارة على تغيير حقيقي، أيّا كان القول. وإذا كانت السلطات الرّوسيّة المهيمنة تأمل بالحصول على المزيد من القوزاق، فسيكون عليها معالجة “عدد من الأسئلة،” الّتي لم يتم الإجابة على أيٍ منها للآن.

ما هم القوزاق؟ ما ذا ينبغي على وحداتهم (العسكريّة) أن تفعل؟ ماذا ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين وحدات القوزاق والتشكيلات العسكرية الروسية النظامية؟ ومن ينبغي عليه أن يسيطر على تصرفاتهم النّوعيّة والدفاع عن القوزاق ضد ما يسميه سوشين “بهستيريا حقوق الإنسان” التي يواجهونها في كثير من الأحيان.

ويختتم سوشين بهذه الكلمات: هناك العديد من الأسئلة، لكن الإستنتاج الأساسي هو التالي: إن الوضع في شمال القوقاز يزداد سوءا مع مرور كل أسبوع. إذا لم يكن الآن، إذن سيكون من الممكن في القريب التحدث عن العذاب [للقوة الروسية هناك].”

لهذا السبب قامت القوى المهيمنة “بالإستعانة بالقوزاق ومحاولة استخدامهم من أجل ‘تثبيت’ الوضع.” ولكن نداءات كهذه، يقول المؤرّخ الروسي، ليست ملهِمة.  بدلا من ذلك، فإنّهم يتذكّرون، كما وصف أحد المشاركين في إجتماع بياتيغورسك، المناشدات التّي أطلقها ستالين إلى الرّوس عندما قامت قوات هتلر بدحر الجيش السوفياتي.

 

http://windowoneurasia.blogspot.com/2010/12/window-on-eurasia-moscows-push-to-use.html

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

اترك تعليقاً