نافذة على أوراسيا: طموحات تركيا الجيوسياسية والمشاكل الداخلية يحد من دورها كحليف للشركس ، يقول أحد المحللين

نافذة على أوراسيا: طموحات تركيا الجيوسياسية والمشاكل الداخلية يحد من دورها كحليف للشركس ، يقول أحد المحللين

 

بول غوبل

 فيينا، 15 ديسمبر/كانون الأول 2010 — توقع العديد من الشراكسة من تركيّا، وهو المكان الذي يعيش فيه أكبر عدد منهم الآن، أن تدعم جهودهم الرامية إلى تحقيق العدالة في وطنهم،  لكن طموحات تركيا الجيوسياسية والوضع الداخلي فيها، إلى جانب قدرة روسيا للّعب على الوترين، تحد بشدة من قدرة أنقرة على لعب ذلك الدور، يشير إلى ذلك أحد المحللين.

فمن ناحية، يكتب مراد قردنوف في “القوقاز-تايمز” التي مركزها في براغ، عن قيود تركيّا كحليف، ما أجبر الشراكسة للإلتفات إلى آخرين غيرها مثل الجورجيين والأوروبيين والأميركيين، حيث أنّه ليس هناك أيٍ منهم  مقيدا كالأتراك، في محاولة لكسب التأييد لقضيتهم الوطنية (www.caucasustimes.com/article.asp?id=20643).

ومن ناحية أخرى، وتحديدا لاحتمال أن تركيا تعتبر ذاك اللاعب الكبير إلى حدٍ بعيد في شمال القوقاز، ولكن يمكن أن تجد نفسها مهزومة من التّحرّكات الروسية، حيث أنّ الشراكسة يواجهون حاليا بعض المسائل الجدّيّة في بناء وحشد هذا النوع من  الدعم العالمي الّذي يحتاجونه لتعزيز حركتهم الوطنية إلى المستوى التالي.

لا شيء من هذا يعني أن الشركس لن يكونوا ناجحين في كسب التأييد لحملتهم ضد عقد دورة الألعاب الأولمبية في العام 2014 في موقع الإبادة الجماعية الّتي اقترفتها بحقّهم السلطات الروسية، ولكن موقف تركيا يعني أن الشركس عليهم السّعي للبحث عن إقامة تحالف مغاير من البلدان التي يتوقع منها أن تضمن أهدافهم الكبرى.

في مقالته، يستعرض قردنوف الأسباب التي دفعت تركيا، وبالرغم من وجود إغتراب (شتات) شركسي كبير والدور الذي يلعبه أفراده في صفوف القوات المسلحة التركية، من غير المرجح أن لا يكون الحليف الذي كان يأمل به الشراكسة، في جزء منه بسبب الطموحات والتعقيدات التركية وفي جزء آخر لأن الروس قادرون على اللعب على الجانبين.

بادئ ذي بدء، فإن تركيا مترددة للغاية للضغط من أجل إعتراف روسي بالإبادة الجماعية للشركس لأن ذلك يمكن أن يزيد من الضغوط على أنقرة للاعتراف بالقتل الجماعي للأرمن في عام 1915 في الامبراطورية العثمانية واعتباره بمثابة إبادة جماعية، وهو شيء لا يزال الأتراك يستنكفون فعله.

ثانيا، وتركيا، يزيد قردنوف، لا تزال غير مستعدة للعب البطاقة العرقيّة ضد الروس لأنها تدرك بأن الروس يمكن أن يلعبوا بطاقة عرقيّة ضدهم بالمقابل، وربما بقدر أكبر من النجاح. إن التقارب التركي-الروسي في السنوات الأخيرة قلص من دعم موسكو للحركة الكردية في تركيا، لكن هذا قد يتغير بين عشية وضحاها.

وثالثا، يكمل المحلل، تسعى تركيا لأن تكون لاعبا في الجيوسياسية الأوسع في القوقاز وآسيا الوسطى، واحتمال أن يتطلب ذلك مستوى معينا من التعاون مع موسكو وأن العديد في أنقرة يعتقدون بأنها ستقوض الوضع إذا أصبح الأتراك في وضع أكثر تورطا في قضايا “إثنيّة”، فإنّ ذلك سيسيء إلى مشاعر موسكو.

وقد عوّلتْ موسكو طويلا على هذه الجوانب من الوضع للحد من قدرة الشركس في شمال القوقاز للضغط من أجل الحصول على العدالة. السلطات الروسية المهيمنة تجاهلت حتى وقت قريب وإلى حد كبير القضية الشركسية والذي أدى إلى تسييس هذه المسألة في شمال القوقاز.

حتى سنوات قليلة مضت، يكتب قردنوف، كانت المطالب الشركسية  في المقام الأول “ذات طابع إجتماعي وإقتصادي،” ولكن لأن السلطات الروسية المهيمنة كانت تميل إلى التغاضي عن ذلك: “تم اليوم تحويل هذه المطالب إلى شعارات سياسية”. والشراكسة يأملون في الانتقال إلى المستوى التالي من خلال بناء تحالفات دولية.

وردا على ذلك، قامت روسيا بعمل أمرين: أشعرت الاتراك بأن موسكو لديها القدرة على التسبب في مشاكل لتركيا إذا حاولت أنقرة التّورّط، حيث سعت إلى “خفض مستوى التوتر في الاتجاه  الشركسي عبر سلسلة من التّدابير الصغيرة،” بما في ذلك بعض الاحتمالات للعودة إلى الوطن، وإنشاء منظمات شركسية “بديلة”.

كما مورس من قبل روسيا منذ فترة طويلة، أنّها عندما لا تستطيع السيطرة على أو تدمير منظمة قائمة ما لا تعجبها، تتخذت موسكو زمام المبادرة في خلق منظّمات بديلة “في تركيا وروسيا وهي التي تكون تحت سيطرة موسكو وأنقرة،” وستكون مؤسسات تعمل على أقل تقدير على تعكير المياه حول قضية يعرف عنها الكثير من الناس شيئا قليلا.

إن تلك الاستراتيجية الروسية هي إلى حد كبير واضحة في تركيا. “قبل سنوات عديدة،” يقول قردنوف: “الشتات الشركسي [هناك] أُوقع في مكيدة” دبرت للشركس وقبلوا فكرة أن الشركس كانوا جزءا من “شتات القوقاز،” بمفهومه العام الذي ضمّ الآفار والأبخاز والشيشان.

ذلك سمح لأنقرة بتزويد هذه الجالية بالمساعدة “تحت عنوان ’تحت سقف قوقازي واحد.‘” ولكن” اليوم ينتقل الشركس من تحت هذا السقف من أجل توطيد الأطر والتركيز على المشاكل الخاصة بهم.” فإذا بقيت الجالية متحدة، كان ذلك من شأنه أن يكون هناك مجموعة واحدة من العواقب، ولكن اذا تمكّنت موسكو من تقسيمها، فإن العواقب ستكون مختلفة تماما.

في الوقت الحاضر ونظرا للموقف الجيوسياسي والسياسي المحلي في تركيا، فإنّ “فعالية القضية الشركسية في المقام الأول يعتمد على الشتات الشركسي نفسه”، وهو شتات مثل جميع حالات الشّتات أبعد ما يكون عن الوحدة والانقسامات التي تطاله يمكن استغلالها من قبل الأطراف المعنيّة.

نظرا لمعارضة روسيا للحركة الشركسية ودعواتها لعدالة وطنية عاديّة، فمن المرجح ان تواصل موسكو لفت إنتباه تركيا إلى الصعوبات التي ستجلبها على نفسها من خلال مساعدة الشركس وللسعي إلى مزيد من شق الصفوف الشركسية في تركيا والعالم.

جهود كهذه من قبل قوى السلطة الروسية المهيمنة لا يزال لديها شأن آخر، وهو أيضا أمر ترغب به موسكو. فمن خلال إيجاد ناطقين بدلاء ضمن الحركة الشركسية، يخلق الجانب الروسي بلبلة بين الشراكسة، وكذلك حتّى بين المراقبين المتعاطفين الذين يتزايد عدم تأكدهم عمّا يجري.

وهذا الاتجاه بالتالي يعتبر تهديدا حقيقيا للقضية الشركسية، لكن بمعنى آخر، فإنه يظهر مدى جدية موسكو الآن في تناول القضيّة الشركسيّة وكفاءة النشطاء الشراكسة في التحدث الى ضمير العالم حول الإبادة الجماعية التي ألمّت بهم وبالضّبط في ذات المكان الّذي يريد فلاديمير بوتين أن ينظّم به حدثا رياضيّا.

أرسلت بواسطة بول غوبل في السّاعة 5:56 صباحا

http://windowoneurasia.blogspot.com/2010/12/window-on-eurasia-turkeys-geopolitical.html

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

Share Button

جون ماكين يطالب الولايات المتحدة بأن تكون واقعيّة تجاه روسيا

جون ماكين يطالب الولايات المتحدة بأن تكون واقعيّة تجاه روسيا

ذكرت وكالات الأنباء بأن السناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا الأميركيّة جون ماكين قد قال أنه يجب على الولايات المتحدة الأميركيّة أن تبدي حزما أكثر مع روسيا، ويجب إعادة ضبط العلاقات الروسية الأميركية.

وقد انتقد السيناتور ماكين الرئيس أوباما للطريقة التي اتبعها في سير العلاقات مع روسيا.

ونقل عن السيناتور ماكين قوله بأنه يجب وقف المبالغة في الحديث عن نجاحات تحقّقت في التعاون بين الطرفين، وذكر ماكين أثناء إلقائه خطابا يوم الجمعة المنصرم في مدرسة جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدّمة بأن الولايات المتحدة بحاجة للبدء بالتعامل مع روسيا باعتبارها قوّة متواضعة وليست بقوّة عظمى كما جرت العادة في السّابق. كذلك يجب أن تكون الولايات المتحدة أكثر حزما في الدفاع عن المصالح والقيم.

وقال ماكين بأن حلفاء ألولايات المتحدة في المنطقة وروسيا يضعون الوضع بين روسيا وجورجيا في حالة اختبار وهل أن الولايات المتحدة سوف تقف إلى جانبهم إذا ما تعرضوا للتهديد، ومن جانب آخر كم ستبقى روسيا تفلت من العقاب، وأعلن عن مطالبته بتوريد السّلاح إلى جورجيا لتتمكن من الدّفاع عن نفسها.

وأعرب عن أمله بأن يؤثر موقف البيت الأبيض على روسيا وذلك باستخدام الرغبة الرّوسيّة في الإنضمام إلى منظّمة التّجارة العالميّة، واقترح كذلك فرض عقوبات ضد روسيا عقابا لها على جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان وشمال القوقاز.

أخبار شركيسيا

Share Button

نافذة على أوراسيا: حملة موسكو لاستخدام القوزاق في شمال القفقاس تعكس يأس المركز، يقول أحد المؤرخين

نافذة على أوراسيا: حملة موسكو لاستخدام القوزاق في شمال القفقاس تعكس يأس المركز، يقول أحد المؤرخين

بول  غوبل

ستاونتون، 8 ديسمبر/كانون الأول – جهود موسكو في الآونة الاخيرة لتجنيد القوزاق للمساعدة في فرض القانون والنظام في شمال القفقاس يسلط الضوء على مدى اليأس من الوضع الحالي هناك، وبالنظر إلى أن القوزاق ليسوا الآن في جزء كبير منه بسبب فشل موسكو في المساعدة، في وضع لتقديم مساعدة حقيقية، وفقا لاستعراض للوضع من قبل أحد المؤرّخين الروس.

في مقال نشر بالأمس على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، يقول يوري سوشين بأن هناك عددا من القوزاق أقل بكثير من الذي يمكن أن يساعد في توفير الأمن أكثر ممّا يريده مسؤولين مثل ألكسندر خلوبونين، المفوض الرئاسي، ويبدو بأنه يعتقد أن بعض القوزاق ينظرون إلى دعوته الآن بانها تشبه نداءات ستالين في الأيام الصعبة من عام 1941 (www.apn.ru/publications/article23426.htm).

والأسوأ من ذلك، فإنّ الدّعوات إلى استخدام القوزاق في دعم الدولة الروسية، يقول سوشين، لا يمكن أن تولد إلا مزيدا من الغضب والمعارضة بين من هم من غير الروس في تلك المنطقة نظرا للصورة الّتي يحظى بها القوزاق ولكن ذلك يؤدي أيضا إلى مزيد من السخرية بين القوزاق أنفسهم بخصوص موسكو، والحد من أي منفعة أخرى قد تكون لديهم واحتمال تحويلهم إلى قوة مستقلة.

في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، شارك خلوبونين في الاحتفال بالذكرى السنوية العشرين في بياتيغورسك لإعادة إحياء قوّة (فرقة) تيريك القوزاقيّة. في ذلك التّجمّع، قائد (أتامان) تيريك، فاسيلي بوندارفك قدّر عاليا دور لواء البنادق الميكانيكي يرملوج 694 الّذي كان يتكون من المتطوعين القوزاق في الحرب الشيشانية الأولى والّتي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي.

صفّق جميع الحاضرين، ولكن لم يذكر أحد، يقول سوشين أن “التّشكيل والنشاط العسكري لكتيبة يرملوج هو في جوهره صنيع حقيقي إلى آخر حد [من قبل قوزاق تيريك] على مدى السنوات العشرين بالكامل” من وجودها المتجدّد. كما أنهم لم يذكروا أن الوحدة قد جرى تسريحها “من دون توضيحات” بعد فترة وجيزة من إنشائها.

بدلا من ذلك، فإن المتحدّثين والمشاركين تصرّفوا وكأنّ قوزاق تيريك يمثلون قوة رصينة حقا. خلوبونين من جانبه اقترح بأن “انبعاث قوزاق تيريك من جديد يجب أن يكون لدعم السلام والاستقرار في القوقاز” و “مثالا للجميع في مهمة تقوية الدولة الروسية في المنطقة”.

ولكي يتم ذلك، اعترف ممثل المفوض، بأنّه سيكون “من الضروري إجراء عمل تنظيمي واسع النطاق”، وهو الشّيء الّذي قال خلوبونين بأنه حاليا على مستوى “غير مرض.”  ونتيجة لذلك، أضاف: هناك عدد قليل من القوزاق في الحكومات المحلية، وذلك بسبب إحجام منهم وبسبب الإفتقار إلى المبادرة. على حدٍ سواء.

ووعد خلوبونين بتغيير كلا الحالتين، وكانت أفكاره في هذا الصّدد مدعومة من جانب المسؤولين الرّوس الآخرين، بمن فيهم الكسندر بغلوف، رئيس مجلس شؤون القوزاق في الادارة الرئاسية الذي قرأ أمنيات من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، ومحافظ ستافروبول فاليري غيافسكي.

بعد ذلك بأسبوعين، يستمر سوشين، كانت هذه الأفكار تتكرر في اجتماع للقوزاق في قاباردينو – بالقاريا، لكن أي من الإجتماعين، يزيد المؤرخ، كان قد تجاوز لغة التصْريحات أو غيّر من وضع القوزاق، الذين ترغب موسكو في استخدامهم دون أي تكلفة إضافيّة عليها وهم الّذين هم ليسوا في وضع يسمح لهم أن يفعلوا الكثير على الأقل حتى الآن.

موسكو تواجه معضلة رهيبة: “والوضع في منطقة شمال القفقاس الاتحادية قريب من الكارثة.” في الواقع، فيما يتعلّق بخلوبونين، “فإن الوضع ليس تحت سيطرته.” ولكن فيما يتعلّق بالقوزاق، “فقد سمعوا وعودا كثيرة،” لكنهم لم يشاهدوا الكثير من العمل من قبل القوى الروسية المهيمنة.

إن هذا يبعث على القلق، يقول سوشين، لأن “قوزاق تيريك يضمحلّون.” وفي بعض الأماكن التي كانت مناطق للقوزاق، لم يبق هناك قوزاقاً، وفي مناطق أخرى، فإنهم فقدوا كل معنى عمّن ومن يكونون. في أحسن الأحوال، يشاركون في أنشطة ثقافية ولكن بالتأكيد ليس منها نشاطات جدّيّة.

إذا ما أخذ المرء ستافروبول كراي (مقاطعة) كمثال، يشير المؤرخ، “لا القوى المهيمنة ولا القوزاق قادرون على منع انتشار الإرهاب ولا على وقف عدم الترويس (التقليل من العرق الرّوسي) في المناطق الجنوبيّة الشرقية من المقاطعة”. ولا هم في موقف يمكنهم من استعادة “النظام الأساسي” للشعب هناك.

بدلا من ذلك، يضيف سوشين: “السكان في المقاطعة أصبحوا مرة أخرى كما كانوا عليه قبل حرب الشيشان الأخيرة وهذا بداية للحياة في ظل الخوف،” يستشعرون أن القوى المهيمنة تقوم “بإلقائهم [هم] تحت سلطة قديروف”، بغض النّظر عمّا يعلنون على الملأ.

في هذه الحالة، ماذا تكون القوى المهيمنة “تريد من القوزاق؟” دعما عسكريا؟ إذا كان الأمر كذلك، كما يقول، سيكون عليهم بذل المزيد بدلا من السماح لوحدات قوزاقية في البقاء لأكثر من الشهرين الذين سمح لكتيبة يرمولوف أن تحيا خلالهما في عام 1995 وتقديم الدعم والتدريب لضباط ورجال القوزاق.

لقد فعلت موسكو ذلك للشيشان وليس للقوزاق، يقول سوشين، والمركز لا يظهر أي إشارة على تغيير حقيقي، أيّا كان القول. وإذا كانت السلطات الرّوسيّة المهيمنة تأمل بالحصول على المزيد من القوزاق، فسيكون عليها معالجة “عدد من الأسئلة،” الّتي لم يتم الإجابة على أيٍ منها للآن.

ما هم القوزاق؟ ما ذا ينبغي على وحداتهم (العسكريّة) أن تفعل؟ ماذا ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين وحدات القوزاق والتشكيلات العسكرية الروسية النظامية؟ ومن ينبغي عليه أن يسيطر على تصرفاتهم النّوعيّة والدفاع عن القوزاق ضد ما يسميه سوشين “بهستيريا حقوق الإنسان” التي يواجهونها في كثير من الأحيان.

ويختتم سوشين بهذه الكلمات: هناك العديد من الأسئلة، لكن الإستنتاج الأساسي هو التالي: إن الوضع في شمال القوقاز يزداد سوءا مع مرور كل أسبوع. إذا لم يكن الآن، إذن سيكون من الممكن في القريب التحدث عن العذاب [للقوة الروسية هناك].”

لهذا السبب قامت القوى المهيمنة “بالإستعانة بالقوزاق ومحاولة استخدامهم من أجل ‘تثبيت’ الوضع.” ولكن نداءات كهذه، يقول المؤرّخ الروسي، ليست ملهِمة.  بدلا من ذلك، فإنّهم يتذكّرون، كما وصف أحد المشاركين في إجتماع بياتيغورسك، المناشدات التّي أطلقها ستالين إلى الرّوس عندما قامت قوات هتلر بدحر الجيش السوفياتي.

 

http://windowoneurasia.blogspot.com/2010/12/window-on-eurasia-moscows-push-to-use.html

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

وزير الداخلية الجورجي يؤكد اعتزام بلاده الإعتراف بالإبادة الجماعية الشّركسيّة

وزير الداخلية الجورجي يؤكد اعتزام بلاده الإعتراف بالإبادة الجماعية الشّركسيّة

KMO_103430_00068_1_t207 (1)

في مقابلة أجراها معه مراسل صحيفة كومرسانت الروسية التي تصدر في موسكو، أجاب وزير الداخلية الجورجي إيفان ميرابيشفيلي أن جورجيا ستعترف بالإبادة الجماعية التي اقترفت ضد الامّة الشركسيّة، وجاء في تقرير المراسل بأن الوزير الجورجي لم يحدّد موعدا للإعتراف.

وجاء في المقابلة الصحفيّة بأنّه ونتيجة للنّداء الّذي وجّهه الشّراكسة إلى البرلمان الجورجي خلال المؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة الجورجية تبليسي في شهر نوفمبر/تشرين الثّاني المنصرم واشترك فيه مندوبين من دول عديدة كان من بينهم مندوبين عن أمم وشعوب قفقاسية متعددة ومنهم مندوبين عن الامّة الشركسيّة.

وردا على سؤال عن القضيّة الشركسيّة، وهل ان برلمان بلاده في سبيل الإعداد للإعتراف بالإبادة الجماعيّة ضد الشركس، أجاب وزير الداخلية الجورجي بنعم، وهذا ما سيحدث.

وسأله الصّحفي: لذا، فإنه سيحدث؟

أجاب الوزير: نعم، سوف يحدث، لماذا؟

فقال الصحفي الرّوسي: ولكن هذا سوف يزيد من تعقيد العلاقات مع روسيا.

فأجاب الوزير الجورجي: هل من الممكن أن تتعقّد العلاقات أكثر من ذلك؟

وأبدى وزير داخلية جورجيا استغرابه من ردود الأفعال التي عبّرت عنها روسيا لقيام جورجيا بإلغاء تأشيرات السّفر لمواطني منطقة شمال القوقاز الذين يحملون جوازات سفر روسيّة، ملفتا النظر للزيادة الملحوظة التي طرأت على أعداد المسافرين إلى جورجيا من مختلف مناطق شمال القوقاز، وأكّد ان هذا الإجراء اتخذ من أجل تسهيل اجراءات العبور فقط لمواطني شمال القوقاز الذين يحملون جوازات سفر روسية.

 

يمكن الرجوع لكامل المقال باللغة الروسية على الرابط التالي:

http://www.kommersant.ru/doc.aspx?DocsID=1549013&print=true

Share Button

نافذة على أوراسيا: موسكو تبعث من جديد الظّرف المشابه الّذي أدّى إلى انهيار الإتحاد السوفياتي، يقول خبير عن الفيدراليّة

 نافذة على أوراسيا: موسكو تبعث من جديد الظّرف المشابه الّذي أدّى إلى انهيار الإتحاد السوفياتي، يقول خبير عن الفيدراليّة

بول غوبل

ستاونتون، 7 ديسمبر/كانون الأوّل – تحاول موسكو حاليا إدارة روسيا كما لو كانت دولة وحدوية في حين أنّها توجد إتّحادا “على الورق،” وبالتالي إعادة تهيئة الظروف التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفياتي عندما سببت محاولات غورباتشوف في التحديث والإصلاح لتلك المؤسسات الاتحادية البقاء على قيد الحياة إعتمادا على نفسها، وفقا لخبير بارز في شؤون الفيدرالية.

من ناحية، يقول فلاديمير غيلمان، هذا يعني أن أي خطط لتحديث أو تحرير البلد  ستتم معارَضتها بحزم من قبل اولئك الذين يخشون من أنّ تغييرات كهذه سوف تمزّق الاتحاد الروسي إلى أجزاء على غرار ما فعل غورباتشوف، وعدد قليل في المركز مستعدون لرؤية ذلك يحدث (www.saltt.ru/node/5975).

ومن ناحية أخرى، يتابع القول، الوعي بخصوص هذه التوترات يعني أن موسكو على الأرجح في المدى القريب، ستواصل مواصلة السعي للحد من صلاحيات المؤسسات الاتحادية الضامرة مثل الجمهوريات وحتى مجلس الاتحاد، على الرغم من أن الإثنان سوف يجعلان الوضع لا يمكن الدفاع عنه، إذ لا يمكن لبلد كبير مثل روسيا أن يكون فعالا كدولة اتحادية فاعلة.

ان الخطر يكمن في دفع البعض بين القوى التي يمكن أن تحاول إيجاد سبل لتدمير آخر المؤسسات الرمزيّة المشاركة في الإتحاد (الفيدرالية)، ولكن كل خطوة من هذا القبيل، يناقش غيلمان، تستلزم مجازفة خاصة لأن بلدا كبيرا ومتنوعا مثل روسيا يحتاج الى شكل من أشكال الفيدرالية إذا أريد له أن يبقى ويزدهر.

منذ عقد من الزمان، كما يقول، كانت روسيا “سواء رسميا وفي واقع الأمر إتحادا (فيدراليّة)،” مع تقسيم السلطة بين المركز والرّعايا التّابعين للاتحاد (الفيدراليّة). فإنّ لدى موسكو “عدد محدود جدا من الإمكانيات للتأثير على القرارات المتخذة [من قبل المناطق] ضمن اختصاص هذه الأخيرة.” وعلى الرغم من ذلك فإن المناطق تنوعت في هذه القوى، والدّولة “كانت إتحاداً (فيدراليّةً).”

لكن على مدى السنوات العشر الماضية، تغير الوضع مع فلاديمير بوتين، والآن بوتين مع ديمتري ميدفيديف معا يتّبعان نهجا المقصود منه خلق “تسلسل هرمي” ضيق بحيث يخضع كل مستوى في كل شيء للمستوى الأعلى منه”، وبالتالي واحد منها في المناطق، في حين وجود بعض المساحة للمناورة، لكنها ليست قادرة على اتخاذ قرارات لا يمكن لموسكو عكسها.

هذا النظام، يضيف غيلمان، ليس كثيرا “السلطة الرأسية” هي الّتي يتحدّث عنها الجميع وانما “سلسلة من أوامر هرمية وآليات متباينة من السيطرة،” آليات تنطوي على إعطاء الناس منفذا للوصول إلى ثروة حتى أكثر ممّا يعرضهم لخطر العقاب، طالما أنهم يفعلون ما تريده موسكو أو على الأقل إعلان الولاء.

قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كما يقول، كان المركز “مهتمّاً للغاية” في أن ينتسب جميع حكام المناطق إلى حزب روسيا الموحّدة … من أجل تقليل جميع المخاطر السياسية المرتبطة باختتام دورة بوتين الرئاسية.” وتحقيقا لهذه الغاية، كانت موسكو مستعدة للتلويح بالسوط.

وذلك لأن “القوى الاتحادية الّتي [ذكرت وتتذكر حتى يومنا هذا] تجربة أعوام التّسعينيّات من القرن الماضي عندما سعت الجمهوريات” للحصول على توسيع صلاحياتها عندما رأت ان موسكو كانت تضعف.  في عامي 2007 و 2008، غيّرت موسكو عددا من رؤساء الجمهوريات من أجل “الحد إلى الصفر” من المخاطر بالنسبة للنظام.

ومنذ ذلك الوقت، واصلت موسكو هذا النهج وقامت بتوسعته كذلك، وعملت على تاسيس المؤسسات التي استنزفت حتّى محتوى أكثر من النظام الاتحادي وتقويض أشياء غيرها. وهكذا، يقول غيلمان، سعى المفوضون الرئاسيّون أولا لكبح جماح الحكومات الإقليمية، لكن هذه المهمة أصبحت غير ذي معنى مع وقف الانتخابات للرؤساء الإقليميّين.

ونتيجة لذلك، يكمل غيلمان، فإنه “لا يستبعد في وقت ما، في التحليل النهائي، أن يمكن حل المفوضيّات إن لم تعطهم السلطات الاتحادية أي مهام أخرى.” و مؤسسات “فيدراليّة” أخرى، مثل مجلس الاتحاد، قد يتبع فيما بعد لأنه لم يعد يلعب حتّى الدور المحدود المتوخى منه.

وبناء على ذلك، فهو يقترح، “إن تم إغلاق مجلس الاتحاد غدا وطرد أعضائه إلى أحد المنتجعات للفترة المتبقية من ولاياتهم، فعلى وجه اليقين، لا أحد باستثناء الصحافيين سيعلم بالأمر.”

يزيد غيلمان، “بأن في الكرملين”، هناك الكثيرون الّذين يرغبون في أن يكون هناك عدد أقل من الرعايا الاتحاديّين التّابعين ممّا هو عليه حاليّا وهو 83.  لا أحد يستطيع أن يعرف بسهولة كافّة القادة. لكن عمل أي شيء حول ذلك، كما يقول، هو “ليس مهمة بسيطة” لان هناك “قيودا طبيعية: “وجود جمهوريات عرقية وعدم المساواة في الموارد لمختلف المناطق.

وكنتيجة، فإنّ الضّغط باتّجاه خفض عدد الرعايا الاتحاديّين التّابعين قد تباطأ، ولكن ذلك لم ينهِ اهتمام موسكو في إيجاد طريقة ما لخفض عددهم. ذلك يفسر، كما يقول غيلمان، اقتراح ميدفيديف مؤخرا لتنظيم 20 تجمعا بدلا من الهياكل القائمة حاليا.

لكن غيلمان يشير إلى أنه “من المستحيل إنشاء تجمعات من الأعلى. تكوّنت أو لم تتكوّن بغض النظر عما يريد بوتين أو ميدفيديف أو أي شخص آخر.” وعلاوة على ذلك، روسيا ببساطة لا تستطيع أن تفعل هذا لأن هناك عددا قليلا جدا من المراكز الحضرية الرّئيسيّة يمكن أن تكون بمثابة نواة لهكذا كيانات.

في النهاية سوف يفهم الناس أن لبلدهم، الفيدرالية “أمر لا مفر منه وببساطة لأن روسيا بلد كبير ومتنوع. بدون الآليات التي تسمح للمناطق حل مشاكلها الخاصة بنفسها، سيكون من الصعب للغاية ضمان التنمية في البلد، وأكثر من ذلك، للحفاظ عليها لمستقبل.”

وينبغي على الروس اليوم أن يعكسوا على التجربة السوفياتية في النهاية> “كانت هناك التجربة السوفيتية في الفدرالية، فكانت البلاد فيدراليّة على الورق، ولكن في الواقع كانت وحدويّة عميقة وشديدة المركزيّة. وعندما بدأ التّحرّر السّياسي، جاءت كل هذه التناقضات على المشهد، وتوقّف وجود البلد.”

 

http://windowoneurasia.blogspot.com/2010/12/window-on-eurasia-moscow-recreating.html

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button