نافذة على أوراسيا: الأديغيه تضيع “معنويا” بعدم كونها جزءا من منطقة شمال القوقاز الإتّحاديّة، يقول أحد الناشطين

 نافذة على أوراسيا: الأديغيه تضيع “معنويا” بعدم كونها جزءا من منطقة شمال القوقاز الإتّحاديّة، يقول أحد الناشطين

بول غوبل
فيينا، 20 يناير/كانون الثّاني — يقول زعيم منظمة عصبة السلام نالبي شوشيف (Nalbiy Chuchev)، أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان هو خطأ موسكو المتمثّل بعدم إدراج جمهوريّة الأديغيه في منطقة شمال القوقاز الإتّحاديّة عندما أنشئ ذلك التّجمّع قبل عام من الآن، ولكن من الواضح بالفعل أن الجمهوريّة قد “خسرت معنويا” لأنّها لم تكن كذلك.
وروى شوشيف إلى كفكاز أوزيل (Kavkaz-uzel.ru) أن الشراكسة – وهم الذين تعتبر تسمية الأديغة بالنسبة لهم هي الأكثر شيوعا — هم “شعب واحد… عائلة قوقازية واحدة تعيش في بيت واحد”، لكن إدراج كافّة الجمهوريات الشركسية في منطقة شمال القوقاز الفيدرالية باستثناء منطقة الأديغيهأحدث “انقساما عميقا” في الأمة (www.kavkaz-uzel.ru/articles/179864/).
في الواقع، كما يقول، إن قرارموسكو هذا يعزز بدلا من أن يساعد على التغلب على الانقسامات التي فرضها الإتحاد السوفياتي على الشراكسة في أديغة وقباردي وشركس وشابسوغ وعدد آخر من المجموعات الأصغر، وهو الانقسام الذي يصفه نشطاء شراكس بأنّه يسد الطّريق لبعث جمهوريّة شركسيّة واحدة.
لكن، ليس كل الأديغه يتّفقون مع شوشيف، مع جدل البعض أن جمهوريتهم هي أفضل حالا ضمن جمهوريات أكثر استقرارا، ومقاطعات، وأقاليم في المنطقة الفيدرالية الجنوبية، والبعض الآخر يشيرون الى ان الأديغيه في منظومة ذات طابع الدّمى “ماتريوشكا” (matryoshka) سيتطلب الإنتقال إلى مقاطعة كراسنودار إذا شُمِل الأديغه فيها وآخرون لا يزالوا يشكّكون في أن مسألة المناطق الإتّحاديّة تهم كثيرا.
ماريا زيتسيفا (Mariya Zaytseva)، وهي طالبة دراسات عليا في جامعة أديغيه الحكوميّة،تقول ان قرار موسكو لشمولها جمهوريّة الأديغيه بمنظومة الجنوب بدلا من منطقة شمال القوقاز الفيدراليّة يتحدث بوضوح عن “الاستقرار في المنطقة وغياب الحاجة للتدخل في عملية تطورها”. وفي الممارسة العملي ، تضيف،”لم نحصل على شيء ولم نخسرأي شيئ”.
لكن حزرت يودين (Khazret Yudin)، يعمل في أعمال البناء في الأديغيه، له رأي مخالف. نظرا للمبالغ الهائلة الّتي تغدقها موسكو على شمال القوقاز، كما يقول، فإن كلتا جمهوريّة الأديغيه ومقاطعة كراسنودارستستفيدا فقط من خلال شمولهما في تلك الدائرة الفيدراليّة. وبناء على ذلك، حسبما يقول، فإنه يؤيد توحيد الإثنتين ونقلهما إلى الكيان الجديد.
ومراد خاباخو (Murat Khabakhu)، رئيس فرع الأديغيه من الحرس الشاب في حزب روسيا المتحدة، يقول ان المنطقة يجب أن تعتمد على مواردها، وأن “القليل” سيتغير في هذا الصدد إذا كان لا بد للجمهورية، مع أو بدون مقاطعة كراسنودار المحيطة بها الإنتقال من منظومة الجنوب لإدارة شمال القوقاز، على الرغم من انه يقول بأن الأديغة ربما سيحصلون على مزيد من الاستثمارات.
وأضاف أن الأديغيه سوف تستفيد أيضا من كونها جزءا من منطقة فيدراليّة مع زعيم فاعل ومؤثر. إذا كان رئيس المنطقة الفيدرالية الجنوبية مثل ألكسندر خلوبنين (Aleksandr Khloponin) المسؤول عن منطقة شمال القوقاز، كما قال: “فإننا سنكسب فقط من مثل هذا الترتيب”.
لكن بعض المراقبين من الخارج يتّخذون خطّا أكثر صعوبة ضد أي تغيير في الترتيبات الّتي قامت بها موسكو. سيرغي رازدولسكي (Sergey Razdolsky)، وهو عالم إجتماع في المركز العلمي الجنوبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، يقول أنه ليس في ظل أي ظرف من الظروف يجب أن تنتقل الأديغيه وتصبح جزءا من شمال القوقاز.
إنّ “جمهوريتنا”، يقول: قد “تم إعدادها اقتصاديا بطريقة مختلفة تماما عن المناطق المدرجة في منطقة شمال القوقاز الفيدراليّة. وإن أُدرجت الأديغيه” في تلك المنطقة، فإن ذلك لا يصلح لوضعها وان رَفاهَ إقتصادَها سوف يعاني. وبالتالي، يجب أن لاتنقل.
لكن نشطاء الشركس يواصلون الضغط من أجل إعادة ترتيب الخريطة الإدارية. أرامبي خابي (Arambiy Khapay)، رئيس حركة الأديغه خاسة، يقول بأنّه “أبسط لإيجاد لغة مشتركة عندما تقع [جمهوريّات مماثلة] في منطقة واحدة” لأن هؤلاء الموجودين داخل منطقة واحدة يجتمعون على نحو أكثر تواترا.
اذا كانت موسكو قد طلبت سماع آراء الناس في المنطقة، يضيف، فإنّ المركز كان سيخط خارطة إدارية مختلفة تماما، واحدة من شأنها أن “تشمل أوسيتيا وقباردينو – بلقاريا وقراشيفو – شركيسيا ومقاطعة ستافروبول وأديغيه ومقاطعة كراسنودار”، من أجل شمول جميع الجمهوريات الشركسية فيها.
وإن كانت موسكو قد فعلت ذلك، لكان عليها التعامل مع الأجزاء المتبقية من كل من المنطقة الفيدرالية الجنوبية وكذلك مع شمال قوقاز مختلف جدا، منطقة العاصمة الاتحادية ، واحد يحوي بعض من معظم الجمهوريات الممتلئة بالمشاكل ستكون تتركز دون أي أجزاء مسالمة  لتحقيق التوازن في الوضع.

وربما الأخطر من وجهة نظر المركز، كان يتعين على السلطات الروسية مواجهة ما ينظر إليه الناشطين الشركس اليه على انه خطوة رئيسيّة واقعيّة نحو إعادة إحياء جمهورية شركسية مشتركة، وهو الأمر الذي من شأنه ان يخلق مزيدا من المشاكل للأولمبياد المقررة في سوتشي في عام 2014.

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

http://windowoneurasia.blogspot.com/2011/01/window-on-eurasia-adygeya-loses-morally.html

Share Button

خِطط إستضافة دورة الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة 2014 في سوتشي أحدثت شرارة النّشاط السّياسي الشّركسي في عام 2010 – الجزء الثاني

 خِطط إستضافة دورة الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة 2014 في سوتشي أحدثت شرارة النّشاط السّياسي الشّركسي في عام 2010 (الجزء الثاني)

9b252678d9

نشر موقع مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 19 يناير/كانون الثّاني 2011 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev) بعنوان “خطط إستضافة دورة الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة 2014 في سوتشي أحدثت شرارة النشاط السّياسي الشّركسي في عام 2010 (الجزء الثّاني)”، حيث جاء فيه:

في عام 2010، تمكّن نشطاء شراكسة للمرة الأولى من تنظيم إحتجاجات شعبية في عدة بلدان ضد ما أشاروا إليه “بالإمبرياليّة” الرّوسيّة في شمال القوقاز. واحتجّ الشراكسة ضد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في العام 2014 التي من المقرر أن تعقد في ضواحي سوتشي، وهي مدينة صغيرة على البحر الأسود. فقد نُظّمَتْ احتجاجات عامّة في كلٍ من تركيّا والوِلايات المتّحدة والإتّحاد الأوروبي وعدة بلدان أخرى. وقدّمت دورة الألعاب الأولمبيّة المقبلة فرصة فريدة لهذا الشعب الّذي ينتمي لشمال القوقاز لإخبار العالم عن قصّته المنسية طويلا، من الكفاح والهزيمة والمعاناة على أيدي الجيش الإمبراطوري الروسي الجرّار وذلك من القرن التّاسع عشر فصاعدا.

والشراكسة يجادلون بأن ما فعلته الإمبراطوريّة الروسية ضد أسلافهم في القرن التّاسع عشر على نفس الأراضي الّتي خصّصت كمواقع لأولمبياد عام 2014 لا يعدو عن كونه إبادة جماعية. وطالب النشطاء اللجنة الأولمبية الدولية “تجريد روسيا من حق عقد أولمبياد سوتشي على أساس كونها موقع الإبادة الجماعية الشركسية”. ويعتقد بأن الإمبراطوريّة الرّوسيّة المنتصرة قد قتلت ما يصل إلى 1.5 مليونا من الشراكسة، في حين تمّ إخضاع غالبية مليون ونصف من الّذين نجوا للترحيل إلى الإمبراطورية العثمانية (www.nosochi2014.com, accessed on January 17, 2011).

في الواقع، ومن المعروف أن الجيش الروسي نظّم عرضا عسكريّا قرب سوتشي الحديثة في عام 1864، وذلك في أعقاب الهزيمة النهائية للقوّات الشركسية. وهناك أيضا وفْرة من الأدلة التاريخية التي تشير إلى سياسات روسيّة مريبة في المنطقة، بما في ذلك قتل المدنيين، وإلحاق مشاق متعمّدة وما يشار إليه غالبا في العالم المعاصر باسم “التطهير العرقي”. فالشراكسة اليوم، والمعروفون أيضا بانّهم أديغه وقباردي وشركس (نسبة للشّركس في جمهوريّة قراشيفو – شيركيسيا) وأباظة وشابسوغ، يشكّلون أقل من نصف في المئة من عدد السكان في منطقة كراسنودار، والّتي تضم سوتشي وجميع الأراضي التي كانت تعود يوما إلى الشّراكسة. ويعيشون أيضا في جمهوريّات أديغيا وقراشيفو – شيركيسيا وقباردينو – بلقاريا الّتي تضم غالبية (55 ٪) من مجموع السكان في الإقليم الأخير (www.perepis2002.ru, accessed on January 17, 2011).

إنّ حشد الشتات الشركسي في الخارج، حيث يقيم الجزء الأكبر من الشّراكسة الإثنيّين في أيامنا الحاضرة، كان له تأثير كبير على التطورات السياسية في شمال القوقاز. فالمشاركون في مؤتمر حول الشراكسة وشمال القوقاز والّذي تم تنظيمه من قبل مؤسسة جيمس تاون وجامعة إيليا الحكوميّة في مارس/آذار من عام 2010 قدّموا طلبا إلى البرلمان الجورجي مطالبينه بالاعتراف “بالإبادة الجماعية الشركسية”. ووافق البرلمان الجورجي على النظر في هذه المسألة. وعقدت مؤسسة جيمس تاون وكذلك جامعة إيليا الحكوميّة مؤتمرا ثانيا في هذا النّسق في نوفمبر/تشرين الثّاني من العام 2010، والذي استقطب حتّى علماء وممارسين أكثر من جميع أنحاء العالم. وكان تحرك جورجيا نحو إعتراف ممكن لما يدعوه “بالإبادة الجماعية” قد قوبل في شمال غرب القوقاز بحرارة إلى حد بعيد، وذلك نظرا لأنها المرة الأولى الّتي تبدو مسألةً واقعيّة في إمكانية أن يعترف بلد عضو في الأمم المتحدة “بالابادة الجماعية الشركسية”. وسائل الإعلام الروسية وبعض السياسيين ردّوا على جورجيا بغضب بشأن توغّل جورجيا في شؤون شمال القوقاز، ملقين بالّلائمة، وكالعادة على نظام الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي، وعلى “أعداء روسيا في الغرب” الذين يُزعم بأنّهم يريدون حِرمان روسيا من دورة الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة لعام 2014. وفي الوقت نفسه،فإن المظالم الشّركسيّة الحقيقية تماما لا تلقى الكثير من الإهتمام، ويجري إخفاءها في معظم الوقت تحت البساط  (www.politcom.ru, March 18, 2010).

ومع ذلك، أظهرت مساقات الأحداث السابقة من أن هناك حملة داخلية قوية بين الشراكسة في شمال القوقاز ليجعلوا صوتهم مسموعا، والتي لا علاقة لها بالوصف المكرّر “أعداء روسيا”. أحد القادة الشراكسة الأكثر إحتراماً في شمال القوقاز، مراد برزج، كان قد أُجبر على مغادرة روسيا وطلب اللجوء في الولايات المتحدة في عام 2010 بسبب تصاعد الضغوط من قبل السلطات الروسية. وكما حصل في وقت مبكر من عام 2006، حيث كان ذلك قبل الموافقة على الطّلب الرّوسي بإقامة الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة في عام 2014، بادر برزج بإرسال دعوة إلى المحكمة الأوروبّيّة لحقوق الإنسان في ستراسبورغ بشأن قضية الابادة الجماعية الشركسية. وجاءت الدّعوة بعد رفض مجلس الدّولة الرّوسي/ الدوما المطالبات الشّركسيّة السّابقة (www.kavkaz-uzel.ru, October 31, 2006).

فقد اتّهم برزج السّلطات الرّوسيّة بتجاهل وتشويه القضيّة الشّركسيّة، مما يوحي بأن هذا النهج من شأنه أن يوفّر “منبرا لا يقاوم للتصعيد”. وفي رأي برزج، فإنّ من شأن ذلك أن يدفع الشّباب إلى صفوف المتمرّدين، مما يجعل في نهاية المطاف الجمهوريات الّتي تسكنها غالبيّة شركسية في أديغيا وقراشاي – شيركيسيا وقباردينو – بلقاريا إلى اتّباع أسلوب أنغوشيا وداغستان المضطّربتين (www.kavkaz-uzel.ru, July 17, 2010). وفي الواقع، فإنّ قباردينو – بلقاريا فاقت أنغوشيا في العام 2010 بوضوح من حيث عدد الهجمات وثِقَلَها النّوعي، وحلولها كثاني أكثر جمهوريّة فتكا في شمال القوقاز بعد داغستان (www.kavkaz-uzel.ru, November 20, 2010).
وتلقى قضية “الإبادة الجماعية”، هكذا استحسانا في قباردينو – بلقاريا حتى أنّ الرّسميّين في الجمهورية يَبدون وكأنّهم يقفون إلى جانب الناشطين غير الرّسميّين. كتب سفيان جموخوف (Sufian Zhemukhov)، نائب مدير ومساعد أعلى في العلاقات الدولية في معهد قباردينو – بلقاريا للبحوث الإنسانية، وهو المعهد الّذي يقع تحت تأثير حكومة الجمهورية القوي، لِ”موقع الديموقراطية المفتوحة” الألكتروني على الشّبكة العنكبوتيّة (Open Democracy Website) عن الأثر الإيجابي للمؤتمر المشترك لمؤسسة جيمس تاون وجامعة إيليا الحكوميّة.

وقد “أمسى موضوع الإبادة الجماعية الشركسية أكثر تقبّلا كمادّة للنّقاش في روسيا”، حسبما كتب جموخوف. “لقد شرع المؤرخون والمحللون للنظر في أحداث عام 1864 بمثابة مأساة للأمة الشركسية. وهذا في حد ذاته هو إنجاز هائل عن المفهوم الّذي هيمن في وقت سابق على المناقشات: بأن الشّراكسة كانوا مفترسون (khishniki) وهم الّذين هاجموا القوّات الرّوسيّة المسالمة على الحدود، وكانوا قد خُدعوامن قبل العملاء البريطانيّين والأتراك الغادرين، وتركوا بلادهم طواعية، وأخيرا، عانوا في الإمبراطوريّة العثمانية نتيجة حماقتهم هم (opendemocracy.net, November 9, 2010).

 

وأصبحت دورة الألعاب الأولمبية الشّتوية في سوتشي، والّتي تعتبر أدفأ مكان في روسيا، هدفا لانتقادات عنيفة من المعارضة الرّوسيّة. إن التقديرات الرسمية من التكاليف التي سيتم تكبدها في تطوير المنطقة لتلبية معايير الأولمبياد تتجاوز 30 مليار دولار، بينما وَضَعَتْ بعض التقديرات غير الرسمية الرّقم حتّى أعلى من ذلك —  نحو 45 مليار – 50 مليار دولار، وهو مبلغ من الأموال لم يسبق له أن أُنفق على التحضير لدورة ألعاب أولمبيّة. وذلك نظرا للفساد المستشري ولإساءة الإستخدام للكثير من المال الّذي حتى أن الحكومة لا تكترث أن تنكر أو تكافح. وهناك طريقا سريعا واحدا فقط من المتوقع أن يكلف وحده 7.5 مليار دولار، بحيث أنّ كل كيلومتر واحد سيكون بتكلفة 150 مليون دولار (http://www.putin-itogi.ru/doklad/#10). ومن الواضح بمكان أنّه كان من الممكن أن تستعمل كل تلك الكميات الهائلة من الموارد بشكل أكثر حكمة في بلد ذو بنية تحتية منهارة واقتصاد هش مثل روسيا. وبدلا من ذلك، فقد تم إعادة توجيه الموارد إلى مشروع بحيث يبدو بشكل متزايد وكأنّهُ نزوة لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وينم عن الطبيعة الحقيقية للنظام السياسي الحالي في روسيا.

مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة لعام 2014، فإنّه من المرجح بشكل متزايد أن يغتنم الشّراكسة هذه الفرصة للتّعريف بتاريخهم المأساوي ولمحاولة تحقيق بعض المكاسب السّياسيّة. في حين أنّ الحكومة الروسية عقدت العزم على تجاهل وقمع الحركة الشركسية، وانه من المرجّح أن تتعمّق زعزعة الاستقرار في هذا الجزء من شمال القوقاز في عام 2011.

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

صور لقصر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الّذي يزعم بأنه كلّف مليار دولار أميركي

صور لقصر يعود لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والذي يُزعم بأنه كلّف مليار دولار أميركي

(ويكيليكس روسيا) – (WikiLeaks Russia)
(ويكيليكس روسيا) – (WikiLeaks Russia)

 

صور نشرتها ويكيليكس وتمت مناقشة هذا الموضوع مؤخّرا من قبل الصحافة، وقد وُصفِت الصّور بأنها لقصر فلاديمير بوتين الخاص في براسكوفيفكا (Praskoveevka) على الأراضي الشّركسيّة الواقعة على البحر الأسود بين مدينتي طوابسه وأنابا. وقد كُشِفَ عن تفاصيل بناء القصر في رسالة مفتوحة كتبها سيرغيكولسنيكوف باعتباره كان شريكا سابقا في المشروع ويصف فيها بناء القصر الى الرئيس الروسي الحالي ديمتري ميدفيديف، حيث قَدّرَ التكلفة الإجماليّة للبناء بما يزيد على مليار دولار أميركي، ويمكن قراءة نص الرسالة باللغة الإنجليزيّة على الرابط التالي:

http://corruptionfreerussia.com/

 

ويمكن قراءة المزيد باللغة الروسيّة على الرابط التالي:

http://www.polit.ru/news/2010/12/29/letter.html

صور أخرى:

0011pp1 00113b100111n1 00112h100114y1 00125100116g1 00126100127f1 00128a1 00129t1

 0013lgl1 00131l1 00130100132gb1 00135c1 001331 0013410014sb1 00138d1 00139r1 00140n1 00142n1 001361 001371 001411 001431 001441 0014510015bn1 0016k1 0017rx1 0018j1 0019a1 0019n1 00149e1 00150i1 00151d1 001461 001471 001481 001521 001531 001541
http://ruleaks.net/1901
Share Button

موت روسيا: عام 2010 أسقط آخر آمال الإمبرياليّين

موت روسيا: عام 2010 أسقط آخر آمال الإمبرياليّين

13302_1

نشر موقع مركز القفقاس في موقعه على الشّبكة العنكبوتية بتاريخ 15 يناير/كانون الثّاني 2011 مقالا بعنوان “موت روسيا: عام 2010 قتل آخر آمال الإمبرياليّين”.
اضطر المحلل السياسي الروسي فيتالي أكيموف (Vitaly Akimov) أن يعترف بأن الآمال الأخيرة لإنقاذ روسيا من الموت الوشيك تلاشت في عام 2010. ويكتب في مقاله:

سنة 2010 قتلت آخر آمالنا. كان هناك اثنان منها.

وكان أولهما “شمسنا السّاطعة، والأكثر ذكاءاً، التكنوقراطي والقريب من الناس من خلال الإنترنت” الرئيس ديفيد آرون مندل (آكا – ديمتري أناتوليفيتش ميدفيديف).
كل فرد فهم ما هو عليه، ولكن ما زال هناك أمل. وعن ماذا كان الأمل؟ أصبح ميدفيديف رئيسا بالترادف. وميدفيديف هو شاة في لباس ثعلب. حتى لو أراد تغيير أي شيء، فليس بامكانه ان يفعل شيئا من تلقاء نفسه. الأمل الوحيد بالنسبة له هو الحصول على بعض الدعم من الخراف. ذلك من غالبية سكان هذا البلد. وكان ذلك الأمل الثاني،الّذي دُفِن في عام 2010.

أظهرت السنة الماضية ما آل إليه الشعب الرّوسي. أصبحنا أمة من المعانين. لماذا؟ فذلك بسيط جدا — ذلك بفضل العملية المسمّاة إختيار في إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية.

الدمار الشامل للأفضل والأشجع والأصدق وممثلي الأمّة الأذكياء، الذي بدأ في أوائل القرن العشرين، في أوقات الثورة، والحرب الأهلية وفي خلال القمع طويل الأجل.

إن الحرب العالمية الثانية قوّضت بشكل خطير مجموعة الجينات الروسيّة. وأعقبه ذلك قمع المنشقّين. أثارت البيروسترويكا وسنوات التّسعينيّات تسرّب الأدمغة القوية من روسيا ووفيات الشباب الذين لم يكونوا متحمسين لتقبل الأمر الواقع.

وأصبح الناس الذين يمكن أن يفكروا ويتصرفوا ويتخذوا قراراتهم بأنفسهم من الندرة.

نعم ركود، نعم تخلف، نعم فساد في السّلطة الرأسيّة وهلم جرا. ولكن ليست هذه هي النتيجة الرئيسية ل”سنوات الصفر”. الشيء الرئيسي هو أنه خلال هذه السنوات العشر، تحوّل الشعب الروسي أخيرا الى قطيع من الماشية.

فما هي نفسيّة أي قطيع؟ الفرد يذوب في الجموع ويصبح مثل أي شخص آخر، ولا يتحمل أيّة مسؤولية، ولا يعد يسيطر على مصيره وسلوكه. “أنت تفكر وتقرر بالنسبة لنا، ونحن سننتظر”، — هذا هو شعار الحياة الّذي علّمه بوتين للناس خلال فترة حكمه.

 

إن محاولة جعل تفكير وعمل قطيع قوامه مائة وخمسون مليونا والّذي لا يرغب في التفكير (مغيّب، من أجل الكي جي بي – حسب مداخلة موقع مركز القفقاس) هو من الصعوبة بمكان.

ووجود فجوة كارثية بين الأغنياء والفقراء ليس الوحيد في روسيا، ولكن هناك أيضا فجوة فكريّة. إنّ 95 ٪ من سكان البلاد يتكوّنون من قطيع طائش ومطيع وعائد من الموت” يشكو أكيموف.

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

موجة من عدم الاستقرار اجتاحت قباردينو – بلقاريا في عام 2010 (الجزء الأول)

موجة من عدم الاستقرار اجتاحت قباردينو – بلقاريا في عام 2010 (الجزء الأول)

177c0c7004

نشر موقع مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني بتاريخ 17 يناير/كانون الثّاني 2011 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev) بعنوان “موجة من عدم الإستقرار اجتاحت قباردينو – بلقاريا في عام 2010 (الجزء الأول)”، حيث جاء فيه:

في 31 ديسمبر/كانون الأوّل 2010، كتب محلل إسرائيلي من أصل روسي إسمه أبراهام شموليفيتش (Abraham Shmulevich) عن الوضع في قباردينو – بلقاريا، معلنا أن الجمهورية تدخل حالة من الحرب الأهلية.  وجاء هذا التحذير الصارخ بعدما قتل على أعتاب منزله يوم 29 ديسمبر/كانون الأوّل الماضي، الباحث المعروف ومُعَمّم التقاليد والطّقوس الشركسية، أصلان تسيبينوف (Aslan Tsipinov). قبل أسبوعين من الحدث، أي في 15 ديسمبر/كانون الأوّل، قتل بطريقة مماثلة مفتي الجمهورية، أنس بشيخاشييف (Anas Pshikhachev). كما يبدو بأن الشّرطة في الجمهوريّة تقوم بتقليص وجودها، لا سيما في الليل، وتزداد المخاوف من أن الخطوة التالية في قباردينو – بلقاريا قد تكون حربا أهلية بين الإسلاميّين والقوميين العلمانيين، حيث أن الأخيرين مسنودين من قبل موسكو (www.caucasustimes.com, December 31, 2010). وأكد الزعيم الإسلامي الشّاب الأمير زكريا (أكا راتمير شاماييف) (aka Ratmir Shameyev) ان التمرد سيستهدف من الآن فصاعدا، ليس فقط المسؤولين الحكوميين والشرطة، ولكن أيضا كافّة “الكُفّار” و “خونة العقيدة” و “الوثنيين”(www.islamdin.com, January 8, 2011). وهذا تعريف واسع جدا لاصطلاح الأهداف “المشروعة”، والذي يسمح للإسلاميين أساسا بالهجوم على الغالبية العظمى من سكان الجمهوريّة.

في 13 يناير/كانون الثّاني، دعت عدّة منظمات مدنية في قباردينو – بلقاريا من الّتي تقيم علاقات مع الحكومة السلطات الحكومية للدفاع عن الشعب في مواجهة تهديد محتمل من قبل الإسلاميين. والغريب في الأمر، فقد شدد الخطاب على أهمية معالجة الهوية العرقية بنجاح لمكافحة الفكر الجهادي (www.kavkaz-uzel.ru, January 13). في اليوم التالي، وفي يوم 14 يناير/كانون الثّاني، أعلن رئيس قباردينو – بلقاريا، أرسين كانوكوف، وبالواقع بشكل حاسم من أن الحكومة ستلزم ‘عشائر وأفراد أسر المتمرّدين باعتبارهم مسؤولين عن كبح جماح أنشطتهم (Interfax, January 14). إنّ ممارسة العقاب الجماعي في الشيشان قد أحرز نتيجة إلى حد ما، ولكنه قد يكون أقل فعالية بكثير في قباردينو – بلقاريا. بادئ ذي بدء، العشائر التقليدية هي أضعف بكثير في تلك الجمهورية منها في الشيشان، وثانيا، الجمهورية لم تشهد حربا واسعة النطاق من شأنها أن تسمح للحكومة بتبرير أفعال متطرفّة من هذا القبيل.

ومن الصعب الاعتقاد الآن بأنّه حتى ربيع عام 2010، كان الوضع في قباردينو – بلقاريا هادئا نسبيّاً. وفقا للموقع الألكتروني كافكازكي أوزيل-العقدة القوقازية (Caucasian Knot)، وهو الذي يراقب الوضع في شمال القوقاز عن كثب، كان هناك 12 هجوما في قباردينو – بلقاريا في عام 2009، مع تكبّد كلاً من الحكومة والمتمردين أربع اصاباتٍ لكل منهما، بينما في عام 2010 كان هناك حوالي 100 هجوم في الجمهورية، ما أسفر عن مقتل 22 مع ضبّاط الحكومة و 20 متمرّدا في القتال. وبالإضافة إلى ذلك، قتل 15 مدنياً أوشخصاً غير واضحي الانتماءات في عام 2010. ووقعت معظم الهجمات في المدينة الرئيسيّة للجمهورية، نالتشيك (Nalchik) وبلدة قريبة منها هي باكسان (Baksan). تدهور الوضع الأمني في قباردينو – بلقاريا بسرعة كبيرة بحيث وصل بسرعة لدرجة أن المتمردين في المناطق غير المستقرة الأخرى منذ وقت طويل في شمال القوقاز، لم يكونوا قادرين على الوصول إليه. في 21 يوليو/تمّوز 2010، وللمرة الأولى في منطقة شمال القوقاز، تعرّض موقع هام للبنية التحتية ألا وهو منشأة باكسان لتوليد الطاقة الكهرومائية للهجوم وأصبحت غير قابلة للاستخدام. قبل ذلك، في 11 يوليو/تمّوز، تمّ تفجير خمس مرسلات في خلال أربع ساعات فقط (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/172027/).

تسارعت الدوامة في قباردينو – بلقاريا بتاريخ 24 مارس/آذار في أعقاب مقتل زعيم المتمردين، (Anzor Astemirov) انزور أستيميروف (الملقب بالأمير سيف الله).  وتردد أن أستيميروف اعتمد استراتيجية تمرّده بالبقاء بعيدا عن الأنظار وذلك لمنع عملية توغل واسعة النطاق للقوات المسلحة الروسية في الجمهورية حيث كان يخشى ان من شأن ذلك أن يحدث التّدمير التام للجمهورية، كما كان الحال في الشيشان.

وفي غضون ذلك، اشتبك الناشطون القبردي والبلقر طوال عام 2010، في جدل حول مُلكِيّة الأراضي، التي لا تزال توفر مورد الرّزق لكثير من الأسر. والقبردي – الشّركس (aka Circassians) يشكّلون حوالي 55 في المئة من سكان الجمهورية، بيتما البلقار الذين يتحدثون اللغة التركية، يشكلون 12 في المئة من عدد السّكّان. والبلقار يحتلّون المناطق الجبلية، بما في ذلك الوجهات السياحية المحظوظة حول جبل البروز. نفّذ نشطاء البلقر عدة إضرابات عن الطعام، في حين أن القبردي مضوا قدما في تجريد قرى البلقر من مراعيهم “الإضافيّة” (www.kavkaz-uzel.ru, January 12).  وكانت القضية ساخنة جدا حيث أنّه في إحدى النّقاط، حتّى أن مبعوث موسكو الى شمال القوقاز، ألكسندر خلوبونين (Aleksandr Khloponin)، أعلن ان الوضع كان “تحت السيطرة الشخصية لرئيس روسيا  (www.kavkaz-uzel.ru, July 23, 2010).

على الرغم من التدهور المأساوي للوضع في قباردينو – بلقاريا في عام 2010، أعاد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تعيين أرسين كانوكوف رئيسا للجمهورية في سبتمبر/أيلول 2010. وقبل إعادة تعيينه، شكا كل من كانوكوف وخلوبونين بأن هناك قوى غير محدّدة كانت تعمد لزعزعة استقرار الجمهورية لتلقي ظلالا من الشك على قدرة كانوكوف على قيادة الجمهورية (www.kavkaz-uzel.ru, July 22, 2010). ومع ذلك، فبعد أكثر من أربعة أشهر وبعد إعادة تعيين كانوكوف، فإن الوضع في الجمهورية يبقى غير مستقر وعلى حاله. في 15 يناير/كانون الثّاني، قتل مهاجمون مجهولون بالرصاص شرطيا محليّاً في قرية إسلامي (Islamei) في منطقة باكسان. في 13 يناير/كانون الثّاني، قتل رجل أعمال محلي في نفس القرية لرفضه دفع أتاوة للمتمردين (www.kavkaz-uzel.ru, January 15). في يوم 3 يناير/كانون الثّاني قُتل معالج في قرية أخرى في الجمهوريّة. الإسلاميون يعتبرون الممارسة الطبية غير التقليدية “سحرا” ووعدوا بالقتال ضد ذلك (www.kavkaz-uzel.ru, January 11).

تقع قراشيفو – شركسيا إلى الغرب من قباردينو – بلقاريا، وفيها عرقيّة معكوسة. القراشاي الناطقين بالّلغة التركية، الذي يرتبطون ارتباطا وثيقا بالبلقار، يشكلون الأغلبية، في حين أن  الشّركس (الشراكسة) هم أقلية في هذه الجمهورية. ومن المهم الإشارة إلى أن المتمردين يرون قباردينو – بلقاريا وقراشيفو – شركسيا، كيان واحد داخل أراضي إمارة القوقاز، تحت مسمّى “ولاية قباردا وبلقاريا وقراشاي المتحدة”، أو كى بي كى (KBK). فعلى الرغم من أن قراشيفو – شركسيا  كانت هادئة نسبيا في عام 2010، فقد هز الجمهوريّة ما لا يقل عن عمليّتي قتل. في 14 مارس/آذار، قتل ناشط مع منظمة شباب شركسيّة هو أصلان جوكوف، حيث قتل بالقرب من منزله (www.aheku.org, March 14, 2010). وفي 12 مايو/أيّار، فإن مستشارا لرئيس قراشيفو – شركسيا ومرشحاً شركسيّاً محتملاّ لمنصب رئيس وزراء الجمهوريّة، فرال شبجوخوف (Fral Shebzukhov)، اغتيل في شيركيسك (www.kavkaz-uzel.ru, May 12, 2010). ومغلّفين بعمليات القتل تلك، فضلا عن غيرها من الأحداث، فإن الشركس في  قراشيفو – شركيسيا طالبوا بإنشاء منطقة حكم ذاتي مستقل داخل حدود الإتحاد الروسي في اجتماع استثنائي يوم 5 يونيو/حزيران 2010  (www.kavkaz-uzel.ru, June 5, 2010).

حدثت وقفة القوميّين في موسكو في ديسمبر/كانون الثّاني 2010، عندما نظّم حشود من القوميين الروس المجازر المنظّمة في العاصمة الروسية ضد هؤلاء ذوي المظهر الشمال قوقازي أو الآسيوي، وقد لامس ذلك قباردينو – بلقاريا بشكل وثيق. فأصلان شيركيسوف، الذي اتهم بقتل مشجع روسي لكرة القدم بادئا  الاشتباكات في موسكو، يَفِدُ من قباردينو – بلقاريا. ولاقت الإحتجاجات المناهضة للقوقاز في موسكو فتوراً، ليس فقط بين الناس العاديين في قباردينو – بلقاريا، ولكن حتى في الحكومة المحلية حيث القيادة المحلية تختلف مع الكرملين. كانوكوف، على سبيل المثال، ساوى بين القوميين الروس والمتمردين الإسلاميين في شمال القوقاز، في حين أن القيادة الروسية في موسكو اعتمدت لهجة أكثر تصالحية تجاه المتطرّفين الرّوس.

بعد عرض تدهور حاد لا سيما في الموقف الأمني، فإن من المرجّح أن تقدّم قباردينو – بلقاريا المزيد من المفاجآت في عام 2011. وحتى الآن، أظهرت السلطات الروسية والمحلية تصميم أو استراتيجية ضعيفين من أجل تحسين الوضع في هذه الجمهورية. وهذا المزيج يترك الجمهورية في الوضع الأكثر غموضا لما شهدته في السنوات الأخيرة.

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button