نافذة على أوراسيا: دوغين يصف “سيناريو مصري” لروسيا

نافذة على أوراسيا: دوغين يصف “سيناريو مصري” لروسيا

بول غوبل

فيينا، 3 فبراير/شباط — يقول الناشط الأوراسي المؤثر الكسندر دوغين (Aleksandr Dugin)، أنه لا ينبغي لأحد أن يعتقد بأن الأحداث في مصر “معزولة” أو حتى مقتصرة على العالم العربي. وقال انّه بدلا من ذلك، هي جزء من جهود أمريكية واسعة النّطاق لإضعاف الآخرين عن طريق تنمية الديمقراطية في أمكنة الاستبداد.
لكن يشير إلى أنه في مصر وربما في الفيدراليّة الرّوسيّة كذلك، بان هذا الجهد ربما يأتي بنتائج عكسية، لتصل إلى السلطة أنظمة غير ديمقراطية ومراعية لرغبات واشنطن لكنها في الواقع جماعات “أصولية” معادية للغرب، إسلامية في الحالة المصرية، و “أرثوذكسية – مَلَكيّة قوميّة” للحالات الموجودة في روسيا (www.nr2.ru/moskow/318861.html).
إنّ حجة دوغين، والتي تبدو بأنها تحذيرا للنخبة في موسكو أكثر منها تنبؤاً، ويمكن في طبيعة الحال استخدامها من قبل القوى الموجودة في العاصمة الروسية لاعتماد نهج أكثر استبدادية أو لإطلاق مطاردات ضد أيِ من الروس الّذين يفكّرون في “سيناريو مصري”. وفي الواقع، هناك بعض الأدلة على أن هذا قد يحدث بالفعل.
ويقول المعلق الأوراسي ان ما يجري في مصر وأماكن أخرى يعبر عن الأفكار التي وضعتها وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس (Condoleeza Rice) قبل عدة سنوات مضت في أنقرة عندما دعت لاستبدال “الدكتاتوريين الموالين للولايات المتحدة والواصلين الى السلطة لمجرّد أنّهم قوى ديمقراطيّة موالية للأميركيّين”.
فقد قدمت هذا الاقتراح، كما يقول دوغين، لأن “خضوع السيادة الوطنية لأمريكا، لم يكن الدكتاتوريون كافين لتحقيق المصالح الاميركية وانه حان الوقت لإخراج المرحلة التالية من الكونية، والمجتمع العالمي، وتطوير إيديولوجية حقوق الإنسان التي ستعد لتوحيد الكوكب بأسره”.
باعطاء جدول الأعمال هذا، يتابع: “كان قد تقرّر القضاء على الدمى (الطّغاة) التي خدمت الغرب في الماضي. والآن وقد بدأ ذلك” على غرار النّموذج الأميركي  “الثورات الملونة في العالم العربي، مع الأمل والهدف المتمثلين في جلب أنظمة ديمقراطية إلى السلطة مثل يوشينكو [أوكرانيا] أو ساكشفيلي [جورجيا]”.
إنّ “الدكتاتوريّون الموالون للولايات المتّحدة، على أساس الفساد [و] اللامبالاة بحقوق الإنسان والرّفاه الإجتماعي للسكان”، يقول دوغين، هم “غير قادرين على تنفيذ الإصلاحات الحقيقية الّتي تحتاجها هذه البلدان والمجتمعات”. وبالتالي يجب أن يتم استبدالهم من قبل القوى التي يمكنها أن تفعل ذلك بالضبط.
و”يأمل الأميركيون أن في مصر وتونس وبلدان أخرى بأن تأتي إلى السّلطة هياكل ديمقراطية موجهة نحو المجتمع الديمقراطي وحقوق الإنسان والحريات المدنية، والتحديث وما شابه ذلك”. ولكن قد يكونوا أثبتوا أنهم خاطؤون في العالم العربي، حيث أن “المعارضة الحقيقية” هي “الأصولية الإسلامية”، وانها هي التي قد تأتي إلى السلطة.
وهكذا، يقول دوغين، يمكن أن هذه الوسيلة الأميركيّة قد تأتي بنتائج عكسية على مبتكريها وتؤدّي إلى تشكيل أنظمة معادية للولايات المتّحدة.

وبقدر ما هي روسيا معنيّة بذلك، يقول دوغين، “فإن أوجه التّشابه واضحة تماما. ففي روسيا، يوجد هناك نظاماً فاسداً، ومناصرا للغرب ومواليا لأميركا، وليبرالياً ديمقراطياً”، والّذي يصبح “معادياً للشّعب وفاسدا أكثر من أي وقت مضى” في ظل ديمتري ميدفيديف الّذي بدى أسلوبه يقوّض الآمال لمسار أفضل للتّنمية الّذي وعد بها فلاديمير بوتين.
ما يحدث الآن في موسكو، يقول دوغين، هو “تحويل روسيا إلى مورّد إستعماري للغرب” ما يجعلها على استعداد للتوقيع على معاهدة الأسلحة الاستراتيجية وأن ترفض مساعدة إيران، وإقامة نصب تذكاري ليلتسين “الذي تُجْمِع كافّة طبقات السكان [الروس] تقريبا على كراهيتة”.
إذا تحقّق السيناريو المصري في روسيا، حينئذ ستكون “نهاية بن علي ومبارك هي ما ينتظر ميدفيديف”، النتيجة الوحيدة التي سيسمح بها الغرب بالنسبة لأولئك الذين يتبعون إرادته بخنوع، يقولالأوراسي الروسي. وسوف تضحّي بالحاكم باعتباره “قائدا موالياً للغرب ومؤيداً للولايات المتحدة وديمقراطيا ليبراليا، وكذلك زعيماً فاسداً ومعادياً للمجتمع” ومن دون تفكير.
ولكن هناك طريقة اخرى يحملها التجانس: “ربّما أن الولايات المتحدة لن تحصل على النتيجة التي تريدها في روسيا “الأوساط  الأرثوذكسية – المَلَكِيّة القوميّة المحافظة”. ومثلما أن هناك إمكانية وصول الأصوليين الإسلاميين إلى السلطة في العالم العربي، يقول دوغين، لذلك قد يأتي هؤلاء الناس الى هذه السلطة في روسيا إذا أبقت الولايات المتحدة دفعها قدما.
ووفقا للأوراسي، كثيرا ما تذكّر روسيا على أنها دولة لما بعد الاستعمار، ومستقلة جزئيا، ولكنها تنظر جزئيا من فوق كتفها نحو سيدها”. ويلمح دوغين بأنّه ما كان لأحد أن يحتل روسيا حتّى لو حدث ذلك في نهاية الحرب الباردة بسبب وجود “مزيد من الخيانة واللامبالاة” ضمن أفراد القيادة الروسية الّذين”ينتزعون الشرعية” بأنفسهم تماما كما يفعل العرب.

وما إذا كان تشبيه دوغين مناسبا، فمن المؤكّد أن يكون موضوعا للنقاش، ولكن من الواضح ان هناك طريقة واحدة يمكن لموسكو فيها أن تستخدم حتى إمكانية تحقيق هذه النتيجة لمصلحتها الخاصة، التي تتذرع بها لتبرير حملة لفرض النظام عموما أو لمطاردة ضد معارضين معيّنين.

والإمكانية الأخيرة تغطية موسكو استدعاء زعيم وطني من التتار لدعوة التّتار إلى “حذُو حذْوَ مِصْر”، وهو شيء لا يمكن للكرملين ان يتسامح به وأن الكثيرين في روسيا قد يرونه باعثا لنزول ذلك بقسوة على الذين يقترحونه (www.regnum.ru/news/polit/1370965.html).

 

 

ترجمة:  مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن:  مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

http://windowoneurasia.blogspot.com/2011/02/window-on-eurasia-dugin-describes.html

Share Button

اترك تعليقاً