الحياة: «11 ديسمبر» تدعو إلى «رحيل النظام»: خطة لـ «تطهير» روسيا من القوقازيين

«11 ديسمبر» تدعو إلى «رحيل النظام»: خطة لـ «تطهير» روسيا من القوقازيين

موسكو – رائد جبر
موسكو – رائد جبر

هل يمكن أن تنتقل عدوى انتفاضات الشباب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى روسيا أو غيرها من بلدان «الرابطة المستقلة»؟ سؤال يجد كثيرون صعوبة في الإجابة عنه. الحيرة أمام السؤال لها ما يبررها، إذ تتشابه الأوضاع في الكثير من جوانبها في المنطقة العربية والفضاء السوفياتي السابق، وتكاد الدوافع لتحرك شبابي من هذا النوع تبدو متطابقة أحياناً.

ولكن، في الجانب الآخر من المشهد، لا تغدو المقارنة سهلة، خصوصاً عندما يدخل شيطان التفاصيل في الأمر. وفي حين بدأت تزداد الدعوات على المدونات وصفحات الشبكة العنكبوتية للإفادة من تجربة التحرك الشبابي في مصر وغيرها من بلدان المشرق العربي، ما زال كثيرون من الخبراء ينظرون بحذر الى احتمال تطور الأوضاع في هذا الشكل، بسبب تعقيدات الجغرافيا والتعدد العرقي واختلاف الأهداف عند معارضي السلطة بين اقليم وآخر.

ويعتبر محللون أن «الحذر» الروسي في التعامل مع الأوضاع المستجدة في الشرق الأوسط له مدلولات مهمة. وبالإضافة إلى الحساسية التي تتعاطى بها موسكو مع ملف «الثورات الملونة» التي أسفرت عن صعود معارضين لسياساتها في الفضاء السوفياتي السابق بدعم غربي، لا يستبعد بعضهم وجود مخاوف جدية من استخدام السيناريوات ذاتها في بعض مناطق روسيا على الأقل، خصوصاً في المركز الفيديرالي الذي بدأ يتململ أخيراً كما يقول معارضون.

واتسعت حركة «11 ديسمبر» التي تدعو الى «رحيل النظام»، وانضم عشرات الألوف من الشباب إلى الصفحة الإلكترونية لهذه الحركة التي بدأت بشعارات قومية تركز على ضرورة تخليص روسيا من «العمالة الوافدة التي تحمل الجريمة والفوضى إلى المجتمع» في إشارة إلى ملايين القوقازيين والآسيويين في البلاد. لكنها لم تلبث أن رفعت شعارات تبدو في جوهرها شديدة الشبه بشعارات شباب «ثورة مصر»، وبينها التركيز على «تزوير الانتخابات» و «حجب صوت الشعب عبر إلغاء الاستفتاءات على القضايا الحيوية» وصولاً إلى الحديث عن قمع حرية الكلمة وحظر التجمعات. ووصف ناشطون في الحركة على صفحاتهم السلطة بأنها «نظام بوليسي»، معتبرين أنه «يجب أن يرحل ويسلم الحكم إلى الشعب إذا أراد أن يضمن أمنه».

عبارات من ميدان التحرير

ومنذ الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، عندما نظمت مجــموعات شبــابية تجمعاً ضخماً في ساحة «مانيج» قرب الكرمــلين، ما لبث أن تحول إلى صدامات دمــوية مــع قوقــازيين، بات لهذه الحركة اسم يدل إلى انطــلاق نشاطها العلــني، وبرنــامج يشــتمل على اعتصامات مماثلة في الموعد ذاته من كل شهر.

في المشهد المقابل تشير أحزاب المعارضة إلى تزايد الاحتقان بسبب تردي الأحوال المعيشية وارتفاع الأسعار، وهو أمر يدل إليه اتساع التحركات النقابية في الأقاليم.

لكن هذا ما يطفو على سطح المشهد فقط، إذ يحذر خبراء من أن «المعارضة الجديدة» التي تنمو بسرعة تحمل برامج وافكاراً خطرة بالنسبة إلى روسيا، بينها مشاعر التعصب القومي وكراهية الأجانب، والوافدين، وحتى السخط على أبناء القوميات الأخرى في الداخل الروسي، ما يحمل تهديداً لوحدة روسيا وأمنها وشعوبها.

كما تبرز في الجانب الآخر تحركات «لوبيات» غربية ضاغطة ضد روسيا، تعمل لحشد غربي يعمق المشكلات الداخلية لروسيا. يكفي أن شخصيات مثل السيناتور الأميركي جون ماكين وديبلوماسيين غربيين بارزين بينهم السفير البريطاني السابق في موسكو توني برينتون، تشن حملات لممارسة ضغوط جدية على الكرملين و «إعادة موسكو» إلى «المسار الديموقراطي». ولم يستبعد بعضهم قيام «ثورة ملونة» رأوا أن روسيا تبدو مهيأة لها مع حلول موعد الانتخابات الرئاسية ربيع 2012.

وقال برينتون الذي تدهورت علاقات موسكو ولندن بقوة خلال سنوات خدمته في روسيا، إن فوارق كبيرة تبدو للعــين المجردة بين حال روسيا ومصر، لكن «ثمة تشابهاً فــي الــواقع يخيــف النخبة السياسية الروسية».

وذكر إنه خدم في وقت سابق في القاهرة ولاحظ «درجة الاستخفاف ذاتها لدى النخبة السياسية بقدرة الشارع على التحرك»، و «أرى المشهد ذاته عند النخبة الروسية الآن».

في الحالين، يقول برينتون، هناك «حزب سلطة فاسد وسلطات واسعة للأجهزة الأمنية، وديموقراطية موجهة لا تقنع الشارع».

ويضع خبراء روس كلام برينتون وماكين وغيرهما، في خانة «الضغوط الغربية التي تستهدف السياسة المستقلة لروسيا تجاه ملفات دولية وإقليمية»، من دون أن يقدموا إجــابات واضحة عن درجة تحصين المجتمع الروسي إزاء احتمــالات انتقــال عــدوى ثـورات الشباب.

http://international.daralhayat.com/internationalarticle/237285


Share Button

اترك تعليقاً