هل ستكون قراشيفو – شركيسيا النقطة الساخنة التالية في شمال القوقاز؟

هل ستكون قراشيفو – شركيسيا النقطة الساخنة التالية في شمال القوقاز؟

6a1d1890b5

نشر موقع مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني على موقعه بتاريخ 3 مارس/آذار 2011 مقالا موقعا باسم ميربيك فاتشيجاييف (Mairbek Vatchagaev) بعنوان”هل ستكون قراشيفو – شركيسيا النقطة الساخنة التالية في شمال القوقاز؟، وجاء فيه:

زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف المفاجئة إلى فلاديكافكاز في 22 فبراير/شباط  2010(www.rian.ru/politics/20110222/337349132.html)   يبين بوضوح مدى تعقّد الوضع في المنطقة. إن اختيار المدن في شمال القوقاز التي يمكنها استضافة رئيس الدولة الروسية بأمان قد ضاق نطاقها على عاصمة أوسيتيا الشمالية – ألانيا (Capital of North Ossetia-Alania). ولأسباب تتعلق بالسلامة الشخصية، ليس هناك مدينة أخرى في الجوار يمكن أن يوصى بها للزعيم الروسي لعقد اجتماع طارئ لرؤساء الجمهوريات القوميّة الواقعة في منطقة شمال القوقاز الفيدراليّة، بما فيها الشيشان وانغوشيا وداغستان وقباردينو – بلقاريا وقراشيفو – شركيسيا (Chechnya, Ingushetia, Dagestan, Kabardino-Balkaria and Karachaevo-Cherkessia).  ولذا فمن غير المستغرب أنّه لدى وصوله الى المنطقة، انتقد ميدفيديف أولئك الذين، حسب رأيه، كانوا السبب الرئيسي في أنه اضطر الى القيام برحلة غير مقررة لمنطقة منتجع إيرسوايل (Erstwhile)، الّتي أصبحت منذ فترة طويلة ساحة معركة كنتيجة لسياسة الكرملين بالمواجهة مع المعارضة المسلحة وجها لوجه.
منذ ما يقرب من 12 عاما، جادلت موسكو بأنه لا يوجد أي قتال يدور في المنطقة، ولكن في نفس الوقت، كان عليها الحفاظ على وحدات من جيشها جاهزة للقتال في هذا الجزء المحفوف بالمخاطر من الفيدراليّة الروسيّة. واليوم، يرتدي ديمتري ميدفيديف جلد فلاديمير بوتين الّذي كان عليه في بداية عام 2000، عندما كان اللأخير رئيسا. أصبحت لغة ميدفيديف قاسية وحتّى أنّها أكثر وقاحة، وانه يحاول بوضوح أن يقدم نفسه على أنه الرجل القوي في أعين الروس، الذين هم على ما يبدو لا يزالوا يفضلون بوتين (www.levada.ru/press/2011022109.html). في الإشارة الى جماعات شمال القوقاز وقادتهم، قال ميدفيديف: “هناك فقط كهوف قذرة ذات رائحة كريهة حيث يختبئون. وأنهم ليسوا بأمراء ولكنهم وحوش بشعة حيث يقتلون الأطفال والنساء”. وكرّر تقريبا كلمة كلمة ما قاله بوتين في شباط / فبراير 2005 (www.politcom.ru/article.php?id=731). والفرق الوحيد هو أن ميدفيديف لن يكون أبدا ما كان عليه فلاديمير بوتين في بداية أعوام الألفيّة الثّانية، وبالتّالي فإن محاولاته لتقليد سلفه تبدو هزليّة إلى حد ما.
فرحلة ميدفيديف إلى شمال القوقاز كانت تتعلّق بالأعمال التي كانت ترتكب من قبل المتمردين في 18 فبراير/شباط ، عندما أطلقوا النار على السياح من موسكو، وفجّروا  خط التلفريك في منتجع للتزلج، وشاركوا في سلسلة من الهجمات على مشارف مدينة نالتشيك عاصمة قباردينو – بلقاريا. ولكن لم يتمكن الرئيس الروسي بأن يتصور ما كان يدور في خلد المتشددين بمناسبة وصوله الى المنطقة ومغادرته لها. في مساء يوم 25 فبراير/شباط، بعد أيام قليلة من مغادرة ميدفيديف إلى موسكو، عدّة وحدات من التشدّدين فتحت النار وهاجمت العديد من المرافق الحكومية في وقت واحد في أجزاء مختلفة من نالتشيك (www.caucasustimes.com/article.asp?id=20769)، مطلقين قذائف صاروخية على مبنى خدمات الأمن الفيدراليّة (FSB) المحلّيّة وعلى فندق تابع لل إف إس بي (FSB)  بالقرب من المنزل الّذي يقيم فيه أرسين كنوكوف (Arsen Konokov) رئيس قباردينو – بلقاريا، وعلى نقاط تفتيش أمنية في ضواحي المدينة (www.rian..ru/infografika/20110225/339006062.html). وكانت العملية ملحوظة على الرغم من حقيقة أنها أصابت فقط عدد قليل من ضباط قوات الأمن بجراح وأن المقاتلين المتمردين لم تلحق بهم خسائر على الاطلاق.إن  أهمية هذه العملية لا تكمن في عدد الضحايا ولكن في حقيقة أنها نفّذتْ في عاصمة الجمهورية، وليس على يد مسلح وحيد أو مجموعة متشدّدة واحدة، ولكن كعملية عسكريّة منسقة ومدروسة، والتي كان هدفها إثبات أن المتمردين قادرون على الضرب في أي مكان في قباردينو – بلقاريا. وهذه هي أول عملية خطيرة من هذا القبيل تنفّذ من قبل متشددين من جماعة قباردينو – بلقاريا، وربما ليست الأخيرة.
بعد يوم من الهجوم، قامت السلطات بفرض نظام لحملة مكافحة الإرهاب (KTO) في عدة مناطق من مدينة نالتشيك والمناطق المحيطة بها (http://kabardino-balkaria.kavkaz-uzel.ru/articles/181620/).وطوال مدة الحملة، طلب من السياح الامتناع عن القدوم إلى جمهورية، ملحقين أضرارا كبيرة على الاقتصاد الإقليمي.  وفي استجابة للتدابير التي اتخذتها السلطات، شعر السكان المحليين بالقلق من أن يفقدوا حتى العائدات الصغيرة التي يحصلون عليها من السياحة، وطالبوا الحكومة الفيدراليّة الروسية بألا تغلق الجمهورية في وجه الزوار. ولكن بعد الاعلان الّذي صدر من كبار القادة الروس، فمن غير المرجح أنه سيكون هناك أي تدفق كبير للسياح إلى المنطقة في المستقبل المنظور (www.govoritmoskva.ru/news.php?id=68441).

أصبحت الإجراءات التي اتخذت من قبل الجماعة في قباردينو – بلقاريا منذ Dzhappuev أن أصبح عسكر جابوييف (Asker Dzhappuev) زعيمها أجبر موسكو على إعادة النظر في نهجها تجاه هذه الجمهورية ووضعها على قدم المساواة مع الشيشان وداغستان وانغوشيا. لأول مرة، شهد سكان قباردينو – بلقاريا كيف قصف الطيران العسكري الروسي المناطق الجبلية في جمهوريتهم، مدعوم على الأرض من قبل آليّات المشاة القتالية وناقلات الجنود المدرعة. وهذا يعني أن السكان يجدون أنفسهم يتورّطون في عمليات عسكرية، التي غالبا ما تؤدي إلى احتجاجات بين السكان المحليين — ليس ضد المسلحين، ولكن ضد سياسة الحكومة الروسية.

وتأثّرت حتما سمعة أرسين كنوكوف كذلك. ويمكن أن تصبح العمليّات الأخيرة للمتمردين ذريعة لإقالته، وخصوصا على خلفية ما يجري في قراشيفو – شركسيا، المنطقة الأكثر أمانا بجوار قباردينو – بلقاريا، حيث قدم بوريس إيبيزييف مؤخرا استقالته من منصب رئاسة الجمهورية (http://lenta.ru/articles/2011/02/27/ebzeev).

غادر إيبيزييف منصبه دون أن يتمكن من ترسيخ فريقه الخاص به. قبل أن يصبح الزعيم في قراشيفو – شركسيا، شغل منصب عضو في المحكمة الدستورية الروسية، ونتيجة لكونه شخصا مختصا ونزيها، كان من المتوقع انه يتمتع بعمر سياسي طويل. ومع ذلك، استقال “طوعا”. ووفقا لمصدر لم يفصح عن هويته في الكرملين، لم يحقّق إيبيزييف آمال السّياسيّين التّطبيقيّين في الكرملين (www.regnum.ru/news/1378433.html). وذلك ليس بمستغرب. ورغم أنه حظي باحترام القراشاي، لكن لم يستطع إيبيزييف أن يجمع الجمعية المحلية لعقد اجتماع عاجل وكان غير قادر على بناء السلطة الرأسية.

وقد تم اختيار رشيد تيمريزوف  كرئيس جديد للجمهورية. ولد في عام 1976، عمل رئيسا لإدارة الطرق الفيدراليّة في قراشيفو – شيركيسيا وكان عضوا في البرلمان المحلي. وتعيينه رئيسا شابا جديدا لقراشيفو – شيركيسيا يثير الكثير من الأسئلة حول التأثير المتبقي من الرئيس السابق لقراشيفو – شركسيا، مصطفى باتدييف، الذي ترك منصبه بعد فضيحة تتعلق بفساد وإجرام من أفراد أسرته المقرّبين. إنّ تأثير ظل باتدييف من وراء الكواليس سيؤدي إلى أن يحكم تيمريزوف وفق الأسلوب القديم، والّذي يتميز بالتوزيع العشائري/القبلي للوظائف في الحكومة المحلية. لكن الزعيم الجديد يواجه العديد من المشاكل. وبالنظر إلى التأثير المتزايد بسرعة وجرأة جماعة قباردينو – بلقاريا المجاورة وزعيمها، قد تصبح كذلك قراشيفو – شركسيا البقعة السّاخنة القادمة في شمال القوقاز. وهذا هو، انبعاث جماعة قراشاي الّذي قد يكون وشيك الوقوع. ومن الجدير بالذكر أنها كانت واحدة من الجماعات الأكثر جرأة في شمال القوقاز في وقت مبكر من الألفيّة الثّانية.

وفي الوقت نفسه قرر رمضان قديروف في الشيشان أيضا وضع حد للجماعات، التي تضر صورة “الشيشان الهادئة والمزدهرة” الّتي يطمح الى تعزيزها. طوال شباط / فبراير، كانت هناك عمليات خاصة في المناطق الجبلية من الشيشان وعلى طول الحدود مع انغوشيا، حيث زعم عن تصفية ستة متمردين. ولما كان عدد القتلى من المسلحين ليس كبيراً، فإن الوضع لا يكاد يرى أي تغيير جوهري. وعلاوة على ذلك، لا يمكن أن يكون هناك تغييرا في نطاق واحد في حين أن الجماعات تنفذ عمليات عنيفة ضد الحكومة هي عملياً في كافّة جمهوريات شمال القوقاز، مع كون داغستان وانغوشيا الأكثر نشاطا.

 

ويجوز أن يكون للرئيس الروسي الحق في حظر استخدام المصطلحات ذات الصلة بالمعارضة المسلحة، ولكن هذا لا يعني أن المقاومة المسلحة في شمال القوقاز سوف تختفي ببساطة.

ميدفيديف قد ينجز ما هو أفضل من خلال محاولة البحث عن أرضية مشتركة مع مطالب المعارضة المسلحة، التي يمكن أن تعطي أملا أكبر لمستقبل شمال القوقاز.

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

اترك تعليقاً