هل موقف موسكو الثابت بشأن قضايا الشركس وشمال القوقاز السياسية يعرض أولمبياد سوتشي 2014 للخطر؟

 هل موقف موسكو الثابت بشأن قضايا الشركس وشمال القوقاز السياسية يعرض أولمبياد سوتشي 2014 للخطر؟

 

نشر موقع مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني على الشّبكة العنكبوتيّة بتاريخ 21 مارس/آذار 2011 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsevبعنوان هل موقف موسكو الثابت بشأن قضايا الشركس وشمال القوقاز السياسية تعرض أولمبياد سوتشي 2014 للخطر؟“، وجاء فيه:

2b335a7be3

بتاريخ 3 مارس/آذار، عقد مؤتمر في موسكو بعنوان “القضية الشركسية ودورة الألعاب الاولمبية في سوتشي” في مركز موسكو التابع لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. أعرب العديد من المشاركين عن خيبة أملهم لعدم رغبة الكرملين مناقشة مسألة “الإبادة الجماعية” الشركسية علنا ​​والدخول في حوار مع الجماعات المعنية. وذكر موقع كفكازسكي أوزيل (Kavkazsky) (Caucasian Knot) أن غالبية الخبراء لم يعتبروا أن القضيّة الشركسية عقبة أمام عقد دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي في عام 2014، ولكنهم يخشون في أن أهميتها قد تزداد على مدى السنوات القليلة القادمة في التحضير لعام 2014 (www.kavkaz-uzel.ru, March 17).

وقال رئيس المركز الرّوسي لأبحاث المناطق، دنيس سوكولوف (Denis Sokolov)، لكفكازسكي أوزيل (Kavkazsky Uzel) ان الناس في شمال القوقاز في انتظار القيادة السياسية العليا في روسيا لأن تقول شيئا عن هذه القضية. “روسيا لا تتصرف على نحو ملائم أمام الرأي العام”، مضيفا “لا أحد يقول أننا يجب أن نعترف بالإبادة الجماعية [الشركسية]، ولكننا يمكن أن نبرر تاريخناعلنا. وخصوصا أن الوضع في [شمال] القوقاز ينبئ بامور وخيمة حتى من دون هذا الكبت للحقائق الواضحة”. وفقا لسوكولوف، فإن الخطر الحقيقي لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي يأتي من النزاع بين النخبة في موسكو وشمال القوقاز حول توزيع أموال الميزانية (www.kavkaz-uzel.ru, March 17).

إن تقديرإنفاق وزارة تنمية الأقاليم الرّوسيّة على دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي هو 30 مليار دولار. وتشير تقديرات غير رسمية بأن تكاليف الأولمبياد هي أعلى من ذلك — ما يصل إلى 50 مليار دولار. الكثير من الموارد المخصصة هي للإنفاق على إصلاح البنية التحتية لسوتشي لتكون جاهزة لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية. وغالبا ما يتم إخفاء تكاليف البنية التحتية في مداخل أخرى في الميزانية بدلا من أن تكون مدرجة في اطار الاستعدادات لدورة الالعاب الاولمبية (http://www.newsland.ru/news/detail/id/342936/cat/86/).
تنفق الحكومة الاموال على سوتشي بكميات كبيرة وفي نفس الوقت تخضع ميزانيات جمهوريات شمال القوقاز لتخفيضات عميقة، في عام 2010 جميع ميزانيات الجمهوريّات، وحتى في الشيشان، تقلصت بشكل كبير بسبب الاقتصادات المحلية المتعثرة وبسبب تراجع المساعدات المالية من جانب موسكو. بينما ترعرع واعتاد سكان شمال القوقاز والنخبة فيه للإزدهار المذهل من موسكو مقارنة بأقاليمهم، وقد ينظر إلى التدفق المفاجئ لأموال الحكومة إلى منطقة سوتشي يمكن أن ينظر إليه باستياء في المناطق المحيطة بها.

وأكدت المتحدثة الرئيسية في مؤتمر كارنيجي، نعيمة نيفلياشيفا (Naima Neflyasheva)، على أهمية منطقة سوتشي في المدونات الشركسية. إنها أراضي السكان الأصليين من الأبخاز والشركس، وطردتهم الإمبراطورية الروسية من المنطقة الى المنفى بعد هزيمتهم النهائية في عام 1864. ويطالب العديد من نشطاء الشركس بأن ينقل أولمبياد سوتشي إلى إقليم آخر، وأنه يتعين على روسيا ان تعترف وان تخفف من عواقب ما يعتبرونه “الابادة الجماعية الشركسية”. ومن المفارقات، ان كراسنايا بوليانا [المرج الجميل] (Beautiful Meadow)، حيث المكان الذي ستعقد فيه أغلبية النشاطات، هو نفس المكان الّذي احتفل فيه الجيش الروسي بانتصاره على الشركس وذلك تحديداً قبل 150 سنة من انعقاد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي.
في مارس/آذار ونوفمبر/تشرين الثّاني من عام 2010، عقدت مؤسسة جيمستاون مؤتمرين دوليين نالا استحسانا كبيرا تحت عنوان “أمم مغيّبة، وجرائم دائمة: الشراكسة وشعوب شمال القوقاز بين الماضي والمستقبل”. وعقد كلا المؤتمرين في تبليسي، عاصمة جورجيا، وقوبلا بحماس كبير في كل من جورجيا وبين الشراكسة في شمال القوقاز وأماكن أخرى في الشتات. وكافح البرلمان الجورجي منذ مارس/آذار من عام 2010 لاجراء تصويت على الاعتراف “بالإبادة الجماعية الشركسية”، كذلك وسّعت جورجيا كثيرا تفاعلها مع شمال القوقاز، حيث أنها رفعت في أكتوبر/تشرين الأوّل 2010 شرط الحصول على التأشيرة للمسافرين من هذه المنطقة المضطربة.

وحذر خبير كارنيجي في مجال شمال القوقاز والإسلام من مركزه في موسكو، ألكسي مالاشينكو (Aleksei Malashenko)، انه ينبغي على الحكومة الروسية أن تكون معنيّة ليس فقط حول المسألة الشركسية، ولكن أيضا بخصوص عدم الاستقرار العام في شمال القوقاز. وكما اعترف مبعوث موسكو الى المنطقة بنفسه، ألكسندر خلوبونين (Aleksandr Khloponin)، ان عام 2010 كان “كارثة” بالنسبة للحكومة الروسية في شمال القوقاز (www.kavkaz-uzel.ru, March 17).أصبحت جمهوريّة قباردينو – بلقاريا، حيث يعيش فيها غالبية من الشراكسة، أصبحت واحدة من مراكز التمرد في شمال القوقاز في 2010.
في 19 مارس/آذار، قتل متمرّد مشتبه به، مراد زوكاييف (Marat Zokaev)، في منطقة شيريك (Cherek) من قباردينو – بلقاريا في تبادل لإطلاق النار مع القوات الحكومية (www.kavkaz-uzel.ru, March 19). وفي 16 مارس/آذار، قتلت أجهزة الأمن أصلان يمكوجييف (Aslan Yemkuzhev)، وهو متمرد مشتبه به،  في وسط عاصمة الجمهوريّة نالتشيك. بسرعة مذهلة، وفي اليوم الذي قتل فيه، أعلنت السلطات أن يمكوجييف تلقّى تدريبا عسكريا في لبنان وقاتل في صفوف منظمة فتح الاسلام المتطرفة (www.kavkaz-uzel.ru, March 16). وفي 20 مارس/آذار، وقع انفجار في سوق محلي في مدينة بروخلادني (Prokhladny) في قباردينو – بلقاريا. واصيب شخص واحد في الهجوم (RIA Novosti, March 20).

هناك أيضا مجتمعات شركسيّة ذات أهمّيّة حيوية في جمهوريّتي قراشيفو – شيركيسيا وأديغيا، إلى الغرب من قباردينو – بلقاريا وعلى مقربة من المواقع الأولمبية المستقبليّة في سوتشي. لذلك ليس من المستغرب أنه خلال الفترة من 23 فبراير/شباط ولغاية 7 مارس/آذار، أجريت تدريبات عسكرية واسعة النطاق في كلٍ من أديغيا ومنطقة كراسنوار، حيث أن سوتشي هي  جزء منها. وشارك في التدريبات ستة آلاف من الجنود، بما في ذلك جهاز الأمن الفيدرالى إف إس بي (FSB) ووحدته الرئيسية ألفا لمكافحة الإرهاب، وقوات وزارة الداخلية ووزارة الحالات الطارئة (MChS). وفي احد السيناريوهات التي طبقت خلال التدريبات، قام 20 إرهابياً باحتجاز رهائن في مبنى إداري في المنطقة (www.kavkaz-uzel.ru, March 8).
وأعلن المتمردون في شمال القوقاز مسؤوليتهم عن الهجوم على مترو موسكو للأنفاق في مارس/آذار 2010 والهجوم على مطار دوموديدوفو في موسكو في يناير/كانون الثّاني  2011. ونظرا لقرب مواقع أولمبياد سوتشي من مراكز التمرد والسجل السيء في الاونة الاخيرة لأجهزة الامن الروسية، فإنّه من المشكوك فيه جدا ما اذا كانت موسكو سوف تكون قادرة على ضمان الأمن لزوار الأولمبياد في عام 2014.

 

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

اترك تعليقاً