محيط: فلاديمير بوتين قيصر روسيا الماكر

فلاديمير بوتين قيصر روسيا الماكر

13 أغسطس/آب 2011


محيط – مي كمال الدين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يتمتع بشعبية كبيرة في روسيا هل يكون انتهاء عام 2007 هو نهاية سياسية بالنسبة له، أم يكون بداية لحياة سياسية جديدة مع بداية عام 2008، ولكن بشكل يختلف عن حياته السياسية كرئيس لروسيا، وعلى الرغم من انتهاء فترة حكم بوتين الرسمية  لروسيا إلا أنه يعتقد الكثيرون أن بوتين سوف يظل يتمتع بمكانته السياسية كقائد وزعيم للشعب الروسي.

 

شهد عام 2007 حالة من الترقب بالنسبة للشعب الروسي، ما بين إمكانية أن يظل بوتين رئيساً لجمهوريتهم لمدة ولاية ثالثة، مع تعديل في الدستور يسمح له بالبقاء في سدة الحكم، وما بين مغادرته لمنصبه مع انتهاء فترة الولاية الثانية.

وقد تضاربت الآراء في الشارع الروسي ما بين مؤيد ومعارض لبقاء الرئيس الروسي في منصبه وتعديل الدستور، وهو الأمر الذي قيل أن بوتين رفضه مؤكداً أنه لن يغير الدستور من أجل البقاء في الحكم لفترة ولاية ثالثة.

 

النشأة والتعليم

اسمه فلاديميروفييتش بوتين، ولد في لينينجراد في السابع من أكتوبر عام 1952م، قام والده فلاديمير سبيريدونوفيتش بوتين بالمشاركة في الحرب العالمية الثانية دفاعاً عن لينينجراد.

تخرج بوتين من كلية الحقوق – جامعة لينينجراد – عام 1975م، وقام بتأدية الخدمة العسكرية بجهاز أمن الدولة، كما حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد، ويجيد كل من اللغتين الألمانية، والإنجليزية.

 

التاريخ العملي 

تقلد بوتين خلال مشواره العملي العديد من المناصب والتي تدرج فيها حتى أصبح رئيساً للبلاد، من المهام التي شغلها بوتين:

عقب تخرجه من جامعة لينينجراد تم تكليفه بالعمل في لجنة أمن الدولة KGBبالإتحاد السوفيتي سابقاً، وفي عام 1984م  تم إرساله إلى أكاديمية الراية الحمراء التابعة لـ KGB  ومدرسة المخابرات  الأجنبية، وعقب انتهائه من الدراسة  في عام 1985 تم تعيينه للعمل بجمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة في الفترة ما بين 1985- 1990م.

 ثم تولى منصب مساعد رئيس جامعة لينينجراد للشئون الخارجية بداية من عام 1990م،  وأصبح مستشاراً لرئيس مجلس مدينة لينينجراد، في يونيو 1991م قام بتولي رئاسة لجنة العلاقات الاقتصادية في بلدية سانت بيترسبرج، ثم أصبح النائب الأول لرئيس حكومة مدينة سانت بيترسبرج في عام 1994م.

 


تم انتخابه رئيساً لروسيا الاتحادية في السادس والعشرين من مارس عام 2000، وتولى المنصب في السابع من مايو من نفس العام، وأعيد انتخابه رئيساً لروسيا مرة أخرى في الرابع عشر من مارس 2004 وقد اكتسح الانتخابات بغالبية الأصوات، وهو القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس مجلس الدولة.   
في أغسطس عام 1996م أصبح نائباً لمدير الشئون الإدارية في الرئاسة الروسية، ثم نائباً لمدير ديوان الرئيس الروسي ورئيساً لإدارة الرقابة العامة في الديوان منذ مارس 1997م، وفي مايو 1998م أصبح نائباً أول لمدير ديوان الرئيس الروسي، وفي يوليو 1998م تولى منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالي في روسيا الاتحادية، ومنصب أمين مجلس الأمن في روسيا الاتحادية في مارس 1999م، وفي أغسطس 1999 أصبح رئيساً لحكومة روسيا الاتحادية، تولى مهام رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة في 31 ديسمبر 1999م وذلك بعد تنحي الرئيس السابق بوريس يلتسن.

   

أخر نجاحاته 

كانت أخر النجاحات التي حققها بوتين في المضمار السياسي، ترأسه لقائمة حزب روسيا الموحدة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في ديسمبر 2007، والتي فاز بها بنجاح ساحق، وحصل الحزب على أغلبية ساحقة من مقاعد البرلمان 315 مقعداً من أصل 450 مقعد من إجمالي عدد المقاعد، هذا في مقابل 57 مقعد للحزب الشيوعي الروسي، هذا بالإضافة لكل من الحزب الليبرالي الديمقراطي والذي حصل على 40 مقعد، وحزب روسيا العادلة والذي حصل على 38 مقعداً.

 

في عهد رئاسته

في خلال فترة رئاسته عمل بوتين على تعزيز السلطة المركزية، وإحداث التوازن في العلاقات يبن الجهاز التشريعي ووكالات تطبيق القانون، والحفاظ على نمو اقتصادي مستقر.

كما بلغ معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي في روسيا حوالي 7% سنوياً، هذا بالإضافة للانخفاض الملحوظ لكل من التضخم والبطالة، وارتفع الدخل الحقيقي للسكان بنسبة 50%، كما عملت الحكومة على تسديد ديون خارجية تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، ووصل الاحتياطي الأجنبي للبنك المركزي إلى رقم قياسي وهو 84 مليار دولار مما يدل على الانتعاش المالي التي حظيت به روسيا في عهده، فقد أصبح الاقتصاد الروسي واحداً من أكبر عشر اقتصاديات في العالم.

كما سعى بوتين من أجل مضاعفة الناتج المحلي والحد من الفقر، وتحديث القوات المسلحة لضمان التنمية الوطنية، وإعادة السيطرة على عدد من القطاعات الهامة في الدولة مثل قطاعي النفط والغاز.

هذا بالإضافة للحد من التدهور السياسي الداخلي الذي عانت منه البلاد في أواخر التسعينات قبل أن يتولى بوتين الحكم، وفي مجال السياسية الخارجية برز دور روسيا في العديد من القضايا والأمور السياسية العالمية مما أعاد لها وضعها مرة أخرى كإحدى القوى المؤثرة في الخريطة السياسية للعالم.     

    

من بعد بوتين؟

يدور التساؤل الآن حول من هو الرئيس المستقبلي لروسيا وقد تم ترشيح عدد من الأسماء من أجل الرئاسة وحل محل الرئيس الحالي بوتين، ومن هذه الأسماء  سيرجي إيفانوف وزير الدفاع السابق، النائب الأول لرئيس الحكومة، وديميتري ميدفيديف النائب الأول الآخر لرئيس الوزراء، وفيكتور زوبكوف الذي عين رئيسا للحكومة في سبتمبر 2007، والذي من الممكن الذي ينافس بقوة في انتخابات الرئاسة.   

 

الرئيس الجديد والقديم

 قام بوتين بترشيح النائب الأول لرئيس الوزراء ديميتري مييدفييدف البالغ من العمر 42 عام عن حزب روسيا الموحدة – الحزب الحاكم –  لرئاسة الجمهورية وخلافته، وقد امتدحه بوتين وأشار لعمله معه لمدة طويلة في عدد من الهيئات الحكومية.

وقد تخرج كل من ميدفيديف وبوتين من نفس الكلية والجامعة، وهي كلية الحقوق بجامعة لينينجراد فتخرج ميدفيديف عام 1990، بينما تخرج بوتين منها عام 1975م .

 

بوتين وميدفيديف

ارتبط التاريخ العملي بين كل من بوتين وميدفيديف، فتعاونا معاً في أكثر من مرحلة عملية وذلك على مدار سبعة عشر عاماً نذكر منها مايلي :

شغل ميدفيديف منصب مستشاراً قانونياً للجنة العلاقات الاقتصادية بيترسبرج عندما كان بوتين رئيساً لها، كما شغل منصب نائب رئيس الجهاز الإداري للحكومة، عندما كان بوتين رئيساً للحكومة الروسية، ثم نائباً لرئيس ديوان الكرملين وذلك عند تولي بوتين رئاسة روسيا بالوكالة، كما ترأس ميدفيديف الحملة الانتخابية لبوتين عندما خاض الأخير انتخابات الرئاسة عام 2000م، وفي عام 2002 تم تعيينه من قبل بوتين رئيساً لمجلس إدارة شركة ” غاز بروم” الروسية، وفي عام 2003 تولى ميدفيديف رئاسة ديوان الكرملين، وفي عام 2005 عينه بوتين نائباً أول لرئيس الوزراء، ومن هنا نجد أن هناك عدد من الخيوط المشتركة بين كل من ميدفيديف وبوتين. 

 

ما بعد الرئاسة

أبدى بوتين موافقته بالنزول عن عرش الرئاسة ليتولى رئاسة الحكومة الروسية الجديدة وذلك في حالة فوز ميدفيديف بالانتخابات الرئاسية، والتي من المقرر عقدها في مارس 2008،  وإن كان هذا الأمر يراه البعض مستبعد وأن موافقة بوتين ما هي إلا نوع من الدعم الانتخابي لميدفيديف .

كما أشارت بعض المصادر الروسية إلى احتمالية تولي بوتين لمنصب رئيس مجلس إدارة شركة “غاز بروم” إلى جانب منصب رئيس الحكومة، ولكن الشئ المؤكد والذي تدعمه العديد من الآراء أن بوتين سوف يظل يحظى بأهمية بالغة على الساحة الروسية والعالمية، وسيظل زعيماً للشعب الروسي.

  

شخصية العام لـ 2007

وقع اختيار مجلة التايم الأمريكية عليه ليكون شخصية العام لـ 2007، هذا الأمر الذي أثار نوع من الجدل والانتقاد في الأوساط الأمريكية التي ترى انه توجد شخصيات أخرى أكثر استحقاقاً منه لهذا اللقب، ولكن تبعاً لما أدلى به رئيس المجلة أن بوتين يستحق هذا اللقب نظراً لتحقيقه الاستقرار لروسيا وإعادته لها لتتربع ضمن قائمة دول العالم الرئيسية، كما أضافت المجلة أن منحها هذا اللقب لبوتين لا يأتي من كونه رئيس جيد أم لا ولكن من منطلق الاعتراف بتأثيره الشديد على كل من الساحتين الروسية والدولية.

 

بطل رياضي

عرف بوتين ليس فقط كشخصية سياسية حاكمة لروسيا ولكن أيضاً كبطل رياضي فقد شغف برياضات الدفاع عن النفس، والتي شغلت حيز من اهتمامه أثناء فترة شبابه، ففي عام 1973م أصبح أستاذاً في لعبة السامبو وهي إحدى فنون الدفاع عن النفس الروسية، ثم تحول منها إلى لعبة الجودو والتي تألق بها حاصلاً على الحزام الأسود، كما فاز بعدد من بطولات السامبو والتي أقيمت في سانت بيترسبرج.

 

الحياة الشخصية لبوتين

تزوج فلاديمير من زوجته لودميلا الكسندروفنا عام 1983م، وقد التقيا عندما كان بوتين لا يزال طالباً، وكانت لودميلا تعمل كمضيفة طيران وتقيم في مدينة لينينجراد، وقد أسفر هذا الزواج عن ابنتين هما ماريا وكاتيا.

http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=77352&pg=67

Share Button

اترك تعليقاً