تقديم: عادل بشقوي
هذا المقال تكملة لمقال تمت كتابتة بتاريخ 22 أغسطس/آب 2012 بعنوان – ردا على التضليل الذي تمارسه “روسيا اليوم” – تعليقاً على مقابلة تلفزيونية مثيرة للمشاعر أجرتها القناة الفضائيّة الروسيّة “روسيا اليوم” في الموضوع الشركسي وكانت بعنوان “القضية الشركسية .. رحلة في التاريخ” (https://www.youtube.com/watch?v=l_zvlpjSsbA)، حيث قامت القناة الفضائية المذكورة بتكملة الحوار بنفس الاسلوب السابق لكن بعنوان “الشركس وبلاد المهجر” (http://www.youtube.com/watch?v=jrhiL0z6PTc)، وباستعمال نفس النهج في الإثارة الإعلاميّة إياها.
بعد البدء بنفس الديباجة التي قدّمت في اللقاء السابق بتاريخ 3 أغسطس/آب 2012 لتقديم المحاوِر والمحاوَر للمشاهدين، تبدأالأسئِلة…
أين هم الشركس في وقتنا الحاضر، وفي أي منعطف تقف القضية الشركسيّة اليوم؟
جاء الجواب بان معظم الشركس يتواجدون في تركيا وقام بتعداد بلدان أخرى، وزاد بأنه “قرأ” بأن الشركس موجودون ومنتشرون في خمسين دولة وأن الأكثريّة يتواجدون في تركيا، ولم تتم الإجابة على الشق الثاني من السؤال.
وإجابة على سؤال “روسيا اليوم” عما إذا كان الشّركس يواجهون “أي مشاكل ثقافيّة، حضاريّة، أو عرقية في دول التواجد”، جاءت الإجابة على شكل سرد لأحداث في مناطق مختلفة وتم التركيز على الإعتقادات والإنطباعات الشخصيّة متقدما على الحقائق، واللافت للإنتباه هنا قيام “روسيا اليوم” خلال الإجابة على هذا السؤال بعرض إحدى لقطات فيلمه المسمى “الشراكسة” لركاب قطار افترض ان يكونوا من الشركس الذين وصلوا إلى عمان على متنه حسب قصة الفيلم، الذي قدم وصول الشّراكسة الأُوَلْ إلى المنطقة على متن قطار سكة حديد الحجاز، التي لم يتم تشغيلها إلا في عام 1908 ميلاديّة، بينما وصل الشراكسة إلى عمان عام 1868 ومن خلال الحسابات البسيطة نجد أن الشركس جاءوا إلى عمان وأسسوا قرية عمان قبل تشغيل الخط الحديدي (الذي تم البدء ببنائه في عام 1900) بأربعين عاما كاملة، وقبل بناء محطّة سكة حديد عمّان!
وعن “ما هي المناصب التي وصل أليها الشركس في الأردن مثلا”، جاءت الإجابة بذكر بعض الشخصيات الشركسية التي وصلت إلى مناصب عليا في الأردن، إلا أن المُحاوَر عرج على موضوع آخر وقال، “يمكن القول أننا أردنيين بحت، ولكن نحافظ على القوميّة الشركسيّة، الثقافة الشركسيّة”.
وإجابة على سؤال يقول، “هناك من يقول أن القوميّة الشركسيّة بدأت بالذوبان في محيطها، في الدول التي وصلوا إليها، إلى أي درجة ذلك صحيح”، فأجاب لمُحاوَر “إلى درجة بعيدة صحيح لأنه فعلا الشباب الشركسي بدأ يفقد اللغة، وعندما تفقد اللغة تفقد الهوية الشركسية”، مكملا ان التكنولوجيا ساعدت في ظهور نشاط شبابي “لتعلم اللغة والعادات من جديد” وأضاف “والإهتمام بالتاريخ الشركسي والثقافة الشركسية”، ويبدو الجواب هنا مبهما بعض الشيئ لأن التكنولوجيا الحديثة بالإضافة إلى مساعدة الشركس في معرفة اللغة والثقافة، لكن لم يذكر في سياق الإجابة مقوّمات وركائز القوميّة الأخرى التي لا تقوم أي قوميّة بدونها، ناهيك عن عدم ذكر الجرائم اللاإنسانيّة والوحشية التي اقترفتها جحافل القوات القيصرية الروسيّة الغازية والتي أدّت إلى الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة والتهجير القسري بعيداً عن أرض الوطن.
ثم طرح سؤال آخر، “هناك من يقول بان الشباب الشركسي يكتفي الآن برفع شعارات”، “لكنه بعيد كل البعد، حتى التاريخ الشركسي، كما قلت في الحلقة السابقة لا يعرفونه. كيف تواجهون هذا الواقع”، وجاء الجواب مفاجئا، ليس من حيث الطرح بل من حيث الفكرة التي جاءت متناقضة مع طروحات أخرى وردت في سياق الإجابات على مدى مقابلتين، حيث روى قصة التقاءه صدفة بشاب شركسي “شكله فرنسي، ثقافته فرنسيّة أوروبية بحته، ولكنه يفتخر بشركسيته” في ليون بفرنسا ولم يكن يعرف اللغة ولا العادات على حد قوله “لا يتكلم “الشركسيّة” ولا يعرف العادات الشركسيّة”، إلا انه يعرف اداء الرقص الشّركسي! هذا دليل على ان هناك من يفتخر كونه شركسيّاً ولا يعرف اللغة ولا العادات التي اعتبرها حسب قوله في الإجابة على السؤال السابق “عندما تفقد اللغة تفقد الهوية الشركسية”، بأنها هي الهويّة الشركسيّة. ليس هناك حاجة لإقحام موضوع الرقص للإجابة على هذا السؤال، وكان من الأولى تسليط الضوء على متن السؤال ألا وهو “كيف تواجهون هذا الواقع” و”التاريخ” الّذي يجب أن يذكر من خلاله الجواب وهو كيف يمكن تسليط الضؤ على التاريخ الشركسي الذي يجب على الشباب وكافة الفئات العمرية معرفته معرفة لا يشوبها شائبة، وليس من المجدي في هذا المجال ذكر تاريخ المماليك الذي يعتبرغير ذي صلة حيث أوصلتنا الإجابة إلى كل من مصر والسودان وليبيا، بل يمكن لكل من لا يعرف التاريخ الشركسي ان يستخف بالشركس الذين يضعون انفسهم في هكذا مواقف. ان الشركس المراد التركيز عليهم هم الشركس الذين طردوا من وطنهم في القرن التاسع عشر وتحديداً ضحايا عام 1864. إن الهيكل الثقافي في “الفيدراليّة الروسيّة”وحده لن ينقذ القوميّة الشّركسيّة من الذوبان بل مع ذكر ان الكثير من التاريخ والثقافة والمقتنيات القومية الشركسية كان قد تم تدميرها أو مصادرتها أو تحريفها أو التلاعب بها منذ الإحتلال القيصري الروسي لشركيسيا إلى يومنا الحاضر. كذلك لن تكون ثقافة الجمعيات ثقافة قوميّة حقيقيّة لكل الشّركس، فكيف يسهم تنظيم الجمعيات في تركيا في إيجاد وجود “سياسي”، مع أن المحاوَر يعتبر القومية هي لغة وثقافة؟ وفي نهاية الإجابة ياتي تاكيد (“أنا” بعتقد “راح” يصير ذوبان)، لكن يجب القول أن السؤال لم يكن عن الذوبان، وكذلك الشباب الواعي هو اقرب كثيرا إلى التاريخ الشّركسي مما اعتقده موجّه السؤال!
وفي سؤالين، عن “العلاقة اليوم بين الشركس والوطن الأم” وعن وجود “أكاديميّة للرقص الشّركسي”، تأتي الإجابة ويقول بأن ما يهمه هو الثقافة ويزيد، “إحنا الشركس في الوطن الأم عندنا ثقافة هائلة في الموسيقى والأدب والشعر وكل أنواع الثقافة العالمية موجودة عنا في الفيدرالية الروسيّة وفي الجمهوريات الشركسية”، ويكمل بان هناك اهتماماً في الأردن “هون”، في “عِنّا” مدرسة شركسية، و”يعلموا فيها اللغة الشركسيّة”. ويكمل بان هناك في الاردن اكاديمية لتعليم الرقص الشركسي، ويعزي السبب إلى وجود “مجال واسع انه نحافظ على القومية والثقافة الشركسية”.
ثم يجيب على سؤال عن “الحرس الشخصي للملك الاردني او حرس الشرف من الشركس كيف حصل ذلك”، بالطريقة التي ارتآها، واعتبر ذلك بأنه “دور تاريخي يثبت الوجود الشركسي”.
وتأتي الإجابة على سؤال بخصوص الشركس بالاردن وهل لديهم امتيازات ثقافيّة أو اقتصادية أو اجتماعية؟ على اعتبار انه تم التحدث عن الإمتيازات السياسية، بان الشركس لا يتمتعون باية إمتيازات وان الجميع متساوون إلا أن الدستور الأردني يخصص مقاعد “كراسي” نيابية، إلا ان الجميع متساوون كمواطنين، لكن يجب التنويه بأن المحاوَر خانته ذاكرته حينما قال أن تخصيص مقاعد نيابية للشركس والمسيحيين يجري بموجب الدستور الأردني، بينما الحقيقة أن ذلك استنادا إلى قانون الإنتخاب المقدم من الحكومة والمصادق عليه من قبل البرلمان.
وفي سؤال، “انت كاتب مؤرخ مخرج سينمائي ملحن ما مدى النجاح الذي حققته في تعريف المجتمع العربي المجتمع الاردني بالثقافة الشركسية”؟ تاتي الإجابة كالتالي”انا طبعا اولا كتبت 6 كتب روايات شركسية تاريخية عن تاريخ الشركس وهذه نشرت في بيروت وبيعت في جميع الدول العربية وبعتقد انها ساهمت في توضيح التاريخ الشركسي الى حد معين مش كله. وبتمنى انه كان الي دور في تعريف الثقافة الشركسية مش بس بالدول العربية، حول العالم لانه كتاباتي كانت باللغة الانجيزية للاسف وكل كتبي ترجمت الى العربية, لاني بكتب انا باللغة الانجليزية, كتبي نشرت بالعالم بلغات عديدة ساهمت قدر الامكان.”
يسأل المحاور، “الا تخشون من تعدد مفهوم القومية الشركسية لدى الشركس الذين يعيشون في الخارج؟ يعني الشركسي الاردني يختلف عن الشركسي السوري، يختلف عن الشركسي البريطاني، الاميركي، الاسترالي؟”، ولطبيعة الإجابة المتشعبة، يجب ابراز الإجابة كما هي: “لا شوف يعني بتقدرتقريبا بتقدر تضاهي بالموقف العربي، العربي الروسي لما يكون عنا بالاردن هو عربي قومية عربية، واذا كان في الخليج نفس االشىء، الشركس كقومية قومية واحدة ولكن كان تاريخنا زي ماحكيت سابقا تاريخ القبرداى يختلف عن تاريخ الشركس الغربيين. اما القومية واللغة هي واحدة. اللهجات تختلف كما اللهجات باللغة العربية تختلف بين مصر وبين الخليج او سوريا، القومية، العادات، الثقافة الاصلية الشركسية واحدة مابتتغير.” لكن يجب التنويه بأن نفس المحاوَر قال في المقابلة التي سبقت هذا الحوار ما يلي: “فهناك كان تاريخ عريق وقديم جدا ولكن يجب تقسيم الشركس كما انقسم العرب. مثلا، المصري عربي والمغربي عربي لكن لغتهم لاتتطابق وعاداتهم وتقاليدهم وسياساتهم لاتتطابق هكذا عند الشركس، شراكسة المهجر لايدركون هذا الواقع، الشركس منقسمين الى قسمين مختلفين جدا ليس بالقومية وانما بالتاريخ السياسي والتاريخ الاجتماعي والترتيبة الحضارية حتى، شراكسة الشرق وهما القبرداى الصغرى والقبرداى الكبرى، وشراكسة الغرب وهم سكان الجبال جبال القفقاس الغربية وسواحل البحر الاسود.”؛ حيث أنه ركّز في المقابلة “الأولى” على أن الشّركس منقسمين إلى قسمين مختلفين “جداً”، ليس بالقوميّة وإنما بالتاريخ السياسي والتاريخ الإجتماعي والترتيبة الحضاريّة، بينما في المقابلة الثانية قال أن الشركس قوميّة واحدة، ولكن كان التاريخ يختلف، واللغة هي واحدة لكن اللهجات تختلف، القومية العادات، الثقافة الأصليّة الشركسيّة واحدة لا تتغير، ناهيك عن أنه ركّز خلال المقابلة الأولى على تسمية من أسماهم بالشركس الغربيين بالجبليين، إلا أنّه لم يستعمل تلك العبارة خلال المقابلة “الثانية”.
وردا على السؤال التالي: “شو حققتوا على صعيد الحفاظ على هذه القومية، لديك انت أنشات مركز شركسي ( الجاسات )، غيرك ماهي الجهود التي تبذل على وحدة هذا الشعب؟”، جاء الرد، “شوف هناك طبعا في كل بلد في وجود شركسي دائما في جمعيات شركسية وهذه الجمعيات عادة…”، إلا أن المحاوِر أكمل بسؤال آخر، “هل هذه الجمعيات فعالة هل تكفي؟”، أجاب أن الجمعيات لا تكفي لأنها في العادة جمعيات خيرية، فضرب مثلا “الجمعية الأردنية الشركسية” (تدعى الجمعية الخيرية الشركسيّة)، على اعتبار انها جمعية خيرية، لكنها تهتم “في الحفاظ على الثقافة الشركسية”، واعتبر بأن ذلك مساهمة محدودة وان على الشركس إيجاد “وسائل ومؤسسات للحفاظ على الثقافة الشركسية واللغة الشركسية”، حيث انه اختصر القومية بالثقافة فقط.
طرح سؤالا نصّه “على الصعيد الدولي هل تجتمعون مع الشركس من غير دول؟”، وجاءت الإجابة بالإيجاب، ثم طرح المحاوِر سؤالا هو: “هل لديكم اتصالات تنسيق في طريقة طرح القضية، في طريقة الحفاظ على الهوية، انشاء مؤسسات دولية، مدارس اطفال، هل يوجد مثل هذا التنسيق؟؟” جاءت الإجابة بذكر الجمعية الشركسية العالميّة طبعا واعتبرها بأنها “مؤسسة كبيرة” “موجودة في الفيدارلية الروسية”، و”بعدين في اوروبا في جمعية كبيرة كمان اسمها الفدرالية الشركسية” وهذه “عندها جهود كبيرة لانه البرلمان الاوروبي مثلا خصص يوم في السنه للالتقاء في البرلمان في بروكسل في اجتماع للفدرالية الشركسية” و”هذه تحدث في اكتوبر عادة في 15 اكتوبر في وجود شركسي في بروكسل”, وأعاد المحاوَر ذكر رأيه بأن الفكرة هي التركيز على الثقافة واللغة.
لكن يجب التنويه هنا إلى أن 1. الجمعية أسسها الوطنيون الشّراكسة نظرا لحاجة المجتمعات الشركسيه الى منظمة شركسيّة موحّدة تعمل من أجل تحديد مستقبل أفضل للشراكسة وتوحيد الوطن الأم مع الشتات، حيث عقد اجتماع استضافته الجمعية الشركسيه في هولندا في 4 مايو/أيار 1990، وحضره 61 مندوبا من الجمعيات الشركسيّة في تركيا وألمانيا مع رابطتي أشمز ورودينا من جمهورية قباردينو – بلكاريا، وقرر الحاضرون في الاجتماع إنشاء منظمه شركسية عالمية على أن يتم اعلان تأسيسها من الوطن وتحديداً من نالتشيك(http://video.google.com/videoplay?docid=-1473517769284916999)(http://circassianews.com/documents/know_your_enemy.php?entry_id=1295655978). تم إعلان تأسيس الجمعية الشركسية العالمية في نالتشيك في شهر مايو/أيار من عام 1991 وعقدت أول إجتماع لها وتم انتخاب البروفيسور يوري كالموكوف رئيساً لها، إلا أن الجمعيّة تم نقل مركزها الدائم فيما بعد إلى نالتشيك وتم تغيير أهدافها لتصبح ثقافيّة ومرتبطة إرتباطا وثيقا بالسياسات الروسيّة! 2. في الشق الثاني من الإجابة يمكن أن المتحدث يعني “فيدرالية الشراكسة الاوروبيين”، واليوم المخصص للشركس ليس تحديدا 15 أكتوبر/تشرين الاول، لأن آخر إجتماع عقد كان “اليوم الشركسي السابع في البرلمان الاوروبي” (http://www.euroxase.com/en/index.php?action=fullnews&id=50)، بتاريخ 18 يونيو/حزيران 2012، ولم تقتصر النشاطات الشركسيّة على الثقافة فقط، بل تناولت كافّة الهموم الشركسيّة مثل الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة ونيّة الدّولة الروسيّة إقامة ألعاب سوتشي الأولمبيّة الشتويّة في عام 2014 وغيرها.
وعن سؤال المحاوِر، “ماهي بغض النظر عن اللغة، ماهي أهم المشاكل التي يواجهها الشركس؟ ماهي المشاكل الأخرى التي يواجهونها في بلاد المهجر؟”، وتأتي الإجابة بأن هناك “كان محاولات من جهات دول عظمى استعمال الشركس كاداة لمصالح مختلفة ولكنهم لم ينجحوا”، ويزيد بأن هناك نجاحا أحرز بالقفقاس وكما وصفها “مشاكل كبيرة في القفقاس مصدرها ادعاءات يعني سند يأتي من الخارج هذا معروف يعني مش اشي ما عم احكي سر، في وجود منظمة (foundation ) معروفة في واشنطن التي تسند هذه الجهات”، ويزيد بأنها “تعزم شركس، شباب الشركس متهور، بيروحوا بيلقوا محاضرات كذا.. اللي بحبوا الاميركان يسمعوه وبيرجعوا بسببوا مشاكل”، ويضيف بأن روسيا تعمل نفس الشيئ ويضيف “يعني هذه دول عظمى بتخدم مصالحها واحنا الشركس للاسف في الماضي استعملنا كاداة لمصالح اجنبية”، ثم يقول بأن هذا لم يحدث في الأردن، مكرراً ولاء الشركس للدولة الاردنيّة، ويقول بأن ذلك لا ينطبق على القفقاس. لكن يجب الإلتفات هنا إلى التصورات والتعليقات والإتهامات الواردة في الإجابة على السؤال حيث أن:
- “الأعمال تقاس بالنتائج”، 2. هناك تغيّراً بوصف القوميّة بأنها مقصورة تارة على اللغة وتارة على الثقافة وتارة أخرى على الرقص. 3. إن الإدّعاء بأن الشركس يُستعملون كأدوات يشوبه الغموض وتنقصه المصداقيّة والدقة لأنه لا يستند إلى أدلّة ثابتة أو إلى معطيات موثوقة، بل يبدو أنّه مبني على الشك والتخمين. 4. الاقرب إلى الدّقة هو أن القوات القيصرية الروسيّة هاجمت الشركس في وطنهم لعشرات السنين وارتُكبت المجازر الوحشيّة والإبادة الجماعيّة إلى أن تم احتلال الوطن الشركسي كاملا وتم تهجير معظم الذين بقوا على قيد الحياة. 5. فأين الحيّز المتبقّي في ذلك الوقت في إمكانية أن يعمل اي شركسي كأداة للآخرين، إلا إذا كانت هناك إمكانيّة أن يعمل البعض في خدمة الغزاة المحتلّين او التقرب منهم أو التعاطف معهم تحت أي ذريعة! 6. أما في الوقت الحاضر فإن الناشطين الشركس الذين يسعون إلى العمل من أجل فضح الجرائم الروسية في القوقاز بشكل عام وشركيسيا تحديداً يقومون بعقد المؤتمرات المختصة بالقضية الشركسيّة والوصول إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من أجل شرح ابعاد القضية الشركسية وللمطالبة بحقوقهم المشروعة، سواءاً في الولايات المتحدة الأميركيّة أو اوروبا أو تركيا أو القوقاز أو الأماكن التي يتواجد فيها الشركس. 7. هناك جزم ويقين بأن هؤلاء الناشطين الشركس يتّخذون الخيارات الحضارية من أجل إحقاق الحقوق الشركسيّة المشروعة في تقرير المصير استناداً لشرائع حقوق الإنسان والقانون الدولي، ولا يوجد هناك شركس وشباب شركس (متهوّر حسب الوصف الظالم) قاموا بإلقاء محاضرات وعادوا وتسببوا بحدوث مشاكل (وبيرجعوا بسبّبوا مشاكل) أو قاموا بإشعال شرارة الحرب بين الدول العظمى، بل استطاعوا تقديم المعلومات والوثائق وكذلك التفاعل مع أصحاب الضمائر الحيّة وإيصال القضية الشركسيّة إلى العالم أجمع. 8. إذا كانت هناك معلومات عند المُحاوَر عن قيام روسيا بتحريض الشركس على بعضهم البعض فيجب الإفصاح عن مزيد من المعلومات (مش بس اميركا بتعملها، روسيا بتعملها)، 9. كذلك فيما يتعلّق بالعنف المستشري في القوقاز وما مصدره فإنه لن يكون صعباً على المراقب للنشاطات الروسيّة في المنطقة معرفة مصدر ومثيري أعمال العنف! 10. إن النشاط الحاصل على الساحة الشّركسيّة هو نتيجة مبادرات وطنية ذاتية صادرة عن الشركس انفسهم.
ويأتي السؤال التّالي: “لكنك قلت انها مشاكل مصطنعه وان شباب الشعب الشركسي يستعملوا كاداة لقوى خارجية؟”، فيجيب المحاوَر “مظبوط هذا مظبوط.. يعني انا الاسبوع اللي فات قرات عن تفجير في نالتشك من جهات , من مخربين, شو بستفيد شركسي انه يدمر مؤسسة شركسية ؟ او يقتل كاتب عظيم شركسي او مفكر شركسي شو الفائدة اله كشركسي؟ الا اذا كان يستعمل كاداة من الخارج.”، إن حدوث عمليات العنف لا يعني مطلقا بان الشركس هم وراء هذه العمليات، ولا يجوز الحكم جزافاً على ذلك لأن هناك قوى متعدّدة في منطقة تسيطر عليها روسيا بكل ما في هذه الكلمة من معنى…
وفي السؤال الاخير “كيف تشخصون العلاقة بينكم كشركس في المهجر والوطن الام؟ الموجود في روسيا؟”، ذكر المحاوَر بأن العلاقات “جيدة جدا”، وهناك زيارات يقوم بها شركس الأردن للقفقاس “والعكس بالعكس”، وهناك علاقات وطيدة. وقال ان هناك “إرتباط لعائلات، يعني في عائلات شركسية بالاردن الها اقارب في نالتشيك…” واعتبر بأن “شركس الاردن لايفكرون سياسيا، يفكرون فقط بالوطن الام ثقافيا”.
انتهى اللقاء بقول المحاوِر: “سنواصل حديثنا بالحلقة القادمة، سنتحدث عن العلاقة بين الشركس في دول المهجر وروسيا”.