الوطن القريب البعيد

الوطن القريب البعيد
freedom_1979_1

فيما يلي الرابط الالكتروني للمقال المرفق “الوطن القريب البعيد”، والذي كان قد نشر بتاريخ 1 / 7 / 1979 في “مجلة الحرية” التي أصدرتها اللجنة الثقافية للمركز القوقازي في نيوجيرسي في الولايات المتحدة الأميركيّة، وهذا يدل على أن شعلة الحرية لم تنطفئ يوما ولو كره المثبّطون للعزائم الصلبة التي لا تلين:

http://justicefornorthcaucasus.blogspot.com/2008/06/blog-post_9415.html


النص:

استيقظت من احلام الطفولة البريئة لأكون في محك الواقع الاليم.

مرحلة جديدة من حياتي بدأت بالانتقال تدريجيا من حياة البيت الذي نشأت فيه الى حياة المجتمع الذي وجدت فيه.

بدأت الأسئلة المنطقية تنهال وتتعاظم بيني وبين ذاتي، وأصبحت الاجوبة تتوارد حينا ولاتوجد جوابا شافيا احيانا.

لقد عرفت جانبا من حياتي الا وهو الجانب الشخصي ولكني لم استطع معرفة الجانب الأهم .. الا وهو الجانب القومي.

قررت البحث والعمل الدائب لمعرفة ما أردت ان اعرف. درست وسالت وتعمقت الى ان توصلت الى حقائق مؤلمة حقا.

أنا وقومي بلا وطن .. قومي أصبحوا اقليات في امصار العالم .. دبت الفرقة وحلت النزاعات الشخصية في نطاق هذه الأقليات في كل مكان وطغت محبة الذات على محبة المجموعة. جلت الحقيقة والتي يعرفها بني قومي…

كنّا أسيادا في بلادنا وأصبحنا أجراء للغير في بلاد الغرباء …

كنّا نعيش على تراب وطننا الذي ورثناه عن اجدادنا والذي روى ترابه هؤلاء الأبطال بالدماء الزكية وصرنا نعيش على تراب اوطان غريبة عنا، سقط العديد من بني قومي وهم يقاتلون لاصحاب الاوطان الجديدة والدفاع عن قضاياهم، وفِي الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم احيانا …

كنّا نعيش في الوطن الام ضمن عاداتنا وتقاليدنا وأصبحنا الان نعيش بعادات وتقاليد الغرباء، راغبين أو مكرهين أو مجبرين.

فهل هذه التحولات بدلت من مبدأ كوننا شراكسة؟ الجواب المنطقي لذلك والذي يعرفه الجميع لانها لم تبدل أو تغير من وضعنا وتكويننا القومي .. فَلَو بقينا مدى الدهر فسوف نبقى اجانب وأقليات مسلوبة الحقوق وضعت لها واجبات من قبل الغير وجب تطبيقها.

إني اخاطب اصحاب الضمائر الحية من بني قومي الشراكسة للأخذ بأسباب القوة المتوفرة لديهم للنهوض والرقي الى المستوى المطلوب من الإحساس بالمسؤولية والكرامة الوطنية من قبل الجميع ووضع المستقبل نصب اعينهم لإنقاذ مايمكن انقاذه من التائهين والضائعين.

دعونا أيها الإخوة وأيتها الأخوات، لاننتظر المنقذ المنتظر الذي لن يأتي مطلقا … الإنقاذ يأتي عن طريقة التكاتف من اجل العودة إلى الوطن ..

فنحن لن نسلب ارض أو حق احد بل نريد استعادة حقنا المسلوب والعودة الى العيش مع اخواننا الموجودين هناك.

كفى تشرداً وضياعا… فالوطن يناديكم.

 
Share Button

اترك تعليقاً