نص الرسالة التي وجهت الى رئيس مجلس الدوما الروسي ورئيس البرلمان الأوروبي ورئيس لجنة حقوق الانسان الفرعية للاتحاد الأوروبي

وجهت الحركة القومية الشركسية، وهي لجنة تعنى بمتابعة القضايا الشركسية منبثقة عن جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنية رسالة الى كل من رئيس مجلس الدوما الروسي ورئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان التابعة للبرلمان الأوروبي ورئيس الاتحاد الأوروبي (حول مغالطات الدولة الروسية الاخيرة  بشان عودة شراكسة سوريا الى الوطن التاريخي شركيسيا) وفيما يلي نص الرسالة:

 

جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنية

بيان الحركة القومية الشركسية

 حول مغالطات الدولة الروسية الاخيرة  بشان عودة شراكسة سوريا الى الوطن التاريخي شركيسيا

أشارت الانباء الواردة من العاصمة الروسية موسكو، مركز القيادة الروسية الى ان رد مجلس الدوما الروسي على طلب رئيس الأديغة خاسه في جمهورية الأديغي، آدم شعيب بوغوص حول مساعدة شراكسة سوريا لعودتهم الى وطنهم التاريخي شركيسيا بعد ان ضاقت بهم السبل جراء الحرب الدائرة الان في سوريا والتي تأتي على الاخضر واليابس، أفاد “بان  شراكسة سوريا هم أحفاد المهاجرين من شمال وغرب القوقاز من الأصول الأديغيه الذين لم يقبلوا بالمواطنة الروسية واختاروا الهجرة الطوعية من المنطقة عقب انتهاء العمليات العسكرية للحرب القوقازية (1817-1864). وبذلك، فإن أجداد شراكسة سوريا الحاليين أقاموا في أراضٍ لم تكن ضمن الدولة الروسية حتى هجرتهم في العام 1864 إلى الإمبراطورية العثمانية فلا يمكن اعتبارهم مهاجرين من الدولة الفيدرالية وفقا للفقرة 3 للمادة 1 من القانون الفيدرالي”، وبالإضافة إلى تفاصيل تتعلق باعتبارات صاغها ما دعي بالقانون الفيدرالي الروسي وكذلك “تطبيق البرنامج الحكومي في دعم المواطنين المقيمين في الخارج في عودتهم إلى الوطن والمقرر في صيغته الجديدة بالقانون الرئاسي رقم 1289 في 14 سبتمبر/ أيلول من عام 2012، وأن مسألة شمول شراكسة سوريا بالقانون الرئاسي رقم 1289 اسوة بالمواطنين المقيمين في الخارج تقول الدوما تحتاج إلى دراسة شاملة بالتعاون مع وزارة الخارجية الروسية ودائرة الهجرة في الفيدرالية الروسية”

وبناءاً على هذا الرد من الدوما ، فان الحركة القوميّة الشّركسيّة المنبثقة عن جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنيّة تود أن  توضح ما يلي:

– إن رد الدوما الروسي يتناقض مع الوقائع والحقائق التاريخية من جهة ومع الدستور والقوانين الروسية السارية من جهة أخرى، وما جاء في الرد لا يلمح فقط إلى تجاهل حقوق الشعب الشركسي (الأمة الشركسية) كإحدى القوميات الأصلية أو الأصيلة في شمال القوقاز، بل وتجاهل حقوقها الإنسانيّة ومبادئ وشرائع حقوق الإنسان والقانون الدولي.

– هناك إصراراً من الجانب الروسي على تسمية الحرب الروسيّة / الشركسيّة بالحرب القوقازية مما يؤدّي إلى تجاهل التسمية الحقيقية، وإلى تحويل الأنظار والإهتمامات إلى قراءة ما بين السطور من اجل محاولة تشويه الواقع وتغيير الوقائع.

– إن الحرب الرّوسيّة / الشّركسيّة التي امتدت لمدة مائة وسنة بين الأعوام (1763-1864)، والتي تشير اليها روسيا بالمسمى التالي: “العمليات العسكرية للحرب القوقازية (1817-1864)”، وهو مسمى يتناقض مع صحّة الوصف ودقّة التاريخ، ما يثير التباساً في المعنى والمبتغى.

– هناك تناقضاً في الوعود الروسية الموثقة والشفهية التي لم ترى النور بشكل جدي ومتوازن ابتداءاً من تصريحات الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسين في عام 1996 وما تلاها من تعاطي السلطات الروسية مع الجمعية الشركسية العالمية التي اتخذت نالتشيك مقراً لها، وانتهاءاً بالطريق المسدود الّذي وصلته المحنة الإنسانيّة التي يواجهها الشّراكسة السوريون نتيجة لاستمرار العنف في سوريا، وعدم رغبة السلطات الروسية التعاون في هذا الظرف المأساوي المتكرر،

– الإقرار الذي لم يسبق له مثيل من  قبل الدوما الروسية يبين بما لا يدع مجالا للشك بان الشراكسة من الأصول الأديغيّة والذين يشكلون 90% من الأمة الشركسية قد تم تهجيرهم بعد إبادة جماعية منظّمة وتطهير عرقي في ظروف مأساويّة إلى خارج الوطن التاريخي، وهو ما وصف بأن شراكسة سوريا الحاليين أقاموا في أراضٍ لم تكن ضمن الفيدرالية الروسية حتى تاريخ تهجيرهم في العام 1864 إلى الإمبراطورية العثمانية، فلا يمكن اعتبارهم مهاجرين من الدولة الروسية وفقا للفقرة 3 للمادة 1 من القانون الفيدرالي، وهذا اعتراف روسي غير مسبوق يثبت ويعلن بأن روسيا قامت باحتلال وطنهم في عام 1864، وعليه، فكيف يمكن أن يكون مواطنوا مناطق محتلة يحملون جنسيّة الدّولة التي احتلت وطنهم؟

– بذلك، فقد اعترف مجلس الدوما الروسي بعدم انضمام الأمّة الشركسية طوعا إلى الإمبراطورية الروسية قبل 450 عاما وذلك بعكس الادعاءات الرسميّة الروسيّة التي احتفلت بموجبها الحكومة الروسيّة في سبتمبر/أيلول 2007 بذكرى ذلك الحدث باشراك أطراف شركسيّة تعتبر جزءاً من الإدارة الرّسميّة الروسيّة في شمال القوقاز وبعضاً من شراكسة الشتات المرتبطين بالجمعية الشركسية العالمية، ومعنى ذلك أيضاّ بأن مجلس الدوما الروسي اعترف بأن الوطن الشركسي لم يكن في وقت من الأوقات جزءا من الإمبراطورية القيصريّة الروسية بل احتلته الإمبراطورية القيصريّة الروسية في القرن التاسع عشر بعد حرب وحشيّة مدمّرة.

وتود الحركة القومية الشركسية ان تشير الى ان ما كان حقا يوما يبقى حقا ابدا ولا  يجوز ان تخضع قضايا الشعوب لقانون التقادم، وتؤمن الحركة القومية الشركسية بان شركيسيا التي كانت  ومنذ الازل وما تزال الوطن التاريخي للشراكسة  ستبقى وطن الشراكسة ابدا.

حرر في عمان

الحركة القومية الشركسية

نقل عن: http://www.jaccf.org/?p=1105

Share Button

اترك تعليقاً