الشراكسة يتطلّعون إلى نضال طويل الأجل لمصالحهم في شمال القوقاز

الشراكسة يتطلّعون إلى نضال طويل الأجل لمصالحهم في شمال القوقاز

النشر: أوراسيا ديلي مونيتور

 

تقديم: فاليري دزوتسيف ((Valery Dzutsev))

ترجمة: عادل بشقوي

fd65d65fd6 (1)

الشركس يسيرون في اسطنبول لدعم أقرانهم المواطنين في سوريا (المصدر: businessturkeytoday.com)

قطع الحديث عن التوقعات الرّفيعة للشركس الذين يعملون في الشؤون الخيريّة من الدولة الروسية نتيجة لموقف الحكومة الروسية تجاه إعادة الشركس السوريّين. “حتى في  وضع حياة أو موت، روسيا سوف لن تساعدنا أبداً”، أخبر الناشط الشركسي المعروف أنزور كابارد (Andzor Kabard) اذاعة إيكو كافكازا (Ekho Kavkaza)، في اشارة الى احجام موسكو عن السماح بعودة اللاجئين الشركس من سوريا إلى شمال القوقاز. وتوقع كابارد بأنّه سيكون هناك نوع من الحملة الإعلامية لدعم الشركس في خريف العام 2013 في صلة مع الأولمبياد في سوتشي، لكن من غير المرجح أن تغير روسيا من موقفها تجاه ما أسماه “القضية الشركسية.” ووفقا للناشط الشركسي، فإن “القضية الشركسية” أولاً هي وقبل كل شيء “مسألة توحيد الناس الذين طردوا من وطنهم”. أكد كابارد بأن الحكومة الروسية ووسائل الإعلام حوّلوا المسألة رأسا على عقب، إلى مؤامرة معادية لروسيا من نوع ما. “لا أستطيع أن أفهم كيف أن توحيد الناس يمكن أن يكون شيئا موجها ضد روسيا، لكن إذا كان الأمر يبدو كذلك، فما الذي يمكننا القيام به،” أضاف الناشط(http://www.ekhokavkaza.com/content/article/25051605.html).

دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في العام 2014 في سوتشي والأزمة في سوريا حرّك القضية الشركسية بسرعة إلى مكانة بارزة لم تكن عليه لعقود من الزمن. ستعقد دورة الألعاب الأولمبية على أراضٍ عاش عليها الشراكسة قبل الغزو الروسي الّذي حدث في القرن التاسع عشر. وعلاوة على ذلك، كانت منطقة سوتشي النقطة الأخيرة من المقاومة الشركسية المنظّمة، التي سحقت أخيرا من قبل الجيش الإمبراطوري الروسي في عام 1864. وبعد هزيمة القوات الشركسية، تم ترحيل الجزء الأكبر من الشراكسة المتبقين إلى الإمبراطورية العثمانية. وكانت الحكومات الروسية المعاصرة رافضة للمطالبات الشركسية وأن سياسات الدولة الروسية في شركيسيا التاريخية كانت تتسم “بالإبادة الجماعية”. وقد أدى ذلك إلى تراكم تدريجي لمعارضة شركسية لأولمبياد سوتشي. إن رفض موسكو الصامت لمساعدة الشركس السوريين أدّى إلى مزيد من المعاداة للشركس في شمال القوقاز. تظهر مقابلة إذاعة إيكو كافكازا مع أنزور كابارد بأن الخطوة التالية للنشطاء الشراكسة، نظرا لعدم تجاوب موسكو لطلباتهم، قد تكون دعماً لفكرة الإستقلال التّام للوطن الشركسي من الفيدراليّة الرّوسيّة.

المأساة الوطنية الشركسية في القرن التاسع عشر، عندما تم إبادة ما يقدر بنحو 90 في المئة من السكان من قبل الروس أو أجبروا على الفرار من وطنهم، فقد أصبحت نقطة محوريّة للنشطاء الشراكسة في شمال القوقاز. ويوبخ نشطاء الشراكسة الآن هؤلاء الشراكسة الذين يعملون على “خيانة” القضية الشركسية من خلال إستنكار غرس ومتابعة موضوع “الإبادة الجماعية” الشركسية بأنها “ليست بناءة”. يذكر كاتب شركسي ملاحظة بأن قرون من الحرب والانقسام المتكرر لبولندا لم يثني البولنديين عن ترسيخ دولة خاصة بهم في نهاية المطاف (http://aheku.org/page-id-3609.html). إن نجاح الشعب البولندي، بطبيعة الحال، جاء بعد نضال طويل والكثير من التضحيات وهزيمة القوات العسكريّة الألمانيّة والتوازن بين القوى العظمى في أوروبا. لذا فإن السؤال هو ما إذا كان سيكون من الممكن لروسيا أن تغيّر موقفها من القضية الشركسية دون تعرضها لهزيمة عسكرية. ويبدو أن الآمال عالية لبعض الشراكسة لإنشاء شركيسيا مستقلة في نهاية المطاف.

يتحول انتباه الناشطين الشراكسة إلى تركيا، حيث يقيم أغلبية شراكسة العالم، الّذين يقدر عددهم بنحو عدة ملايين من الناس. تركيا تشهد تحولا ذاتياً، ويجري السماح للأقليات بها على نحو متزايد بلعب أدوار أكبر في الحياة السياسية للبلد. ويعتقد بعض الشراكسة بأن مد المشهد السياسي المتغير في تركيا سوف يطال في نهاية المطاف منطقة القوقاز وروسيا. وقال كابارد أن “في السنوات الخمس المقبلة، وبحلول نهاية العقد الحالي، سوف نرى أناس مختلفون تماما، وأكثر تنظيما بكثير، منتظمين ومُوحّدين، بدلا من البنية الفضفاضة الّتي لاحظناها سابقا”. ولسوء الطّالع، فان روسيا لن تكون الدولة الّتي ستصنع هذا التحول، لأنها ترغب برؤية الشراكسة كمشكلة بدلا من ثروة” (http://www.ekhokavkaza.com/content/article/25051605.html).

في 25 يوليو/تموز، اتّخذ برلمان أديغيا تشريعاً جديداً أقرّ من خلاله يوم 25 أبريل/نيسان يوماً للعلم الشركسي. وبشكل غير رسمي، فقد تم الإحتفال بهذا اليوم في الجمهوريات الشّركسيّة على مدى السنوات القليلة الماضية، لكن اكتسب الآن هذا التاريخ الطّابع الرسمي (http://ria.ru/society/20130725/952074100.html). وهكذا في حين أن الشراكسة في شمال القوقاز مقيدين من نواح عديدة برقابة صارمة من موسكو، وهم لا يزالوا يسعون لتعزيز هويتهم الوطنية قدر استطاعتهم.

وتُعِد المنظمات الشركسية في شمال القوقاز خطة لمخاطبة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (PACE)، مع الطلب بأن تناقش المؤسسات الأوروبية وضع الأقلية الشركسية في سوريا. “لدينا حقائق ملموسة بانتهاكات لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالأقلية الشّركسيّة في سوريا،” صرّح بذلك عسكر سوخت (Asker Sokht,)، رئيس الجمعية الشركسية في منطقة كراسنودار لموقع كافكاز أوزيل (Caucasian Knot) على الشبكة العنكبوتيّة. ويبدو أن النشطاء الشراكسة يخططون لاستخدام (PACE) ليس فقط ليكون لها تأثير على الشؤون السورية، ولكن أيضا لإحياء القضية الشركسية في الجسم السياسي الأوروبي ذات الصلة من أجل التأثير في السياسات الداخلية الروسية. يعاني الشركس السوريّين بصورة مضاعفة، وفقا للناشط الشركسي أبو بكر مورزكان (Abubekir Murzakan): من ناحية فأن الشتات الشركسي في سوريا هو في موقف صعب ومن ناحية اخرى يتم تجاهل مشاكل الشراكسة الذين انتقلوا من سوريا إلى روسيا إلى حد كبير من قبل السلطات الرّوسيّة (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/227790/).

بتفهّم أن حل القضية الشركسية هو هدف طويل الأمد، فإن النشطاء الشراكسة في شمال القوقاز بصدد الوصول تدريجيا إلى استنتاج مفادة بأنه ينبغي العمل على وضع استراتيجية مناسبة لنشاطاتهم. في الوقت نفسه، فإن موقف موسكو اللامبالي تجاه المصالح الشركسية يسهم في تقوية الأصوات المعارضة في الجمهوريات الشّركسيّة، الّذي من شأنه أن يرجّح من فرص الشراكسة في تنظيم النّشاطات العامة الموحّدة.

http://www.jamestown.org/single/?no_cache=1&tx_ttnews%5Btt_news%5D=

41198&tx_ttnews%5BbackPid%5D=7&cHash

=be548a8e3b1f95656a0b5890a39d8ebb#.Ufr9pI03BTB

Share Button

اترك تعليقاً