من وحي ألعاب سوتشي الأولمبية على أرض الإبادة الجماعية الشركسيّة

من وحي ألعاب سوتشي الأولمبية على أرض الإبادة الجماعية الشركسيّة
1170809_10151811900803676_201059626_n
Share Button

نافذة على أوراسيا: الامبراطوريات لا تصبح فيدراليات، بل فقط تنهار، كما يقول إقليمي روسي

نافذة على أوراسيا: الامبراطوريات لا تصبح فيدراليات، بل فقط تنهار، كما يقول إقليمي روسي

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستونتون، 19 أغسطس/آب –  متحدثاً إلى مؤتمر عقد في موسكو بعنوان “أي نوع من الفيدراليّة نحتاج؟” يقول أحد رواد روسيا الإقليميّين بأن الجواب هو “لا شيء على الإطلاق”، لأن “إلإمبراطوريات [مثل الإمبراطورية القيصرية والاتحاد السوفياتي في الماضي والفيدراليّة الرّوسيّة الآن] لا تتحول إلى فيدراليّات، بل يمكن أن تنهار”.

            أدلى دانييل  كوتسيوبينسكي (Daniil Kotsyubinsky)، وهو كبير مدربين في جامعة سانت بطرسبورغ، ويعلق بشكل متكرّر على موضوع الفيدرالية، ساق هذه الحجة في اجتماع عقد في  7 يونيو/حزيران ونظّم من قبل البعثة الليبرالية (Liberal Mission) وترأسه إيغور كليامكين (Igor Klyamkin). بينما تم نشر محضر الدورة على الانترنت في نهاية الأسبوع الماضي فقط (liberal.ru/articles/cat/6198).

            عندما تنتشر الحرية السياسية عبر الإمبراطورية، فإنها تتفكّك؛ وهي لا تحوّل نفسها. عندما ظهرت البيريسترويكا في الاتحاد السوفياتي، فإن بعض الأجزاء التي كانت تحت سيطرة موسكو مارست حقها ونجت بنفسها. الآخرين، يقول كوتسيوبينسكي وأجزاء أخرى لم تفعل ذلك سوف تفعل الآن في أول فرصة في المستقبل.

             رغم ما يعتقده الكثيرون، فإن “الفيدرالية ليست هي الوسيلة الأكثر فعالية للتفكك الناعم والخالي من الصراع”. هناك طريقة أفضل بكثير وهي تشكيل اتحاد كونفيدرالي على أساس تنظيم يبدأ من “الأعلى إلى الأسفل” و “وفقاً لمبادئ الجمهورية البرلمانية”، حسبما يقول الباحث من سان بطرسبورغ.

             متحدثاً عن تلك المدينة، يؤكد أن “بطرسبورغ ليست روسيا”، تماما كما هي مورمانسك (Murmansk)، وأرخانجيلسك (Arkhangelsk)، ونوفغورود (Novgorod)، والأورال (Urals)، وسيبيريا (Siberia) والشرق الأقصى (Far East) وكوبان (Kuban) ليست بِروسيّة هي الأخرى. “ربما تكون روسيا بالمعنى الضيق هي موسكوفيا (Muscovia) –  وهي موسكو بالإضافة إلى تلك المناطق التي تعرف نفسها تاريخيا مع روسيا.” لكن ليس هناك الكثير منها.

             ووفقا لكوتسيوبينسكي، فإن حجم موسكوفيا مساوٍ تقريبا للمنطقة الّتي كان فيها الناس خلال السبعينيات من القرن الماضي يستقلون القطارات الكهربائية إلى عاصمة الإتّحاد السّوفياتي من أجل شراء النقانق. و”يمكن لهؤلاء النّاس أن يعتبروا أنفسهم بالتأكيد من الروس الأصليّين.” لكن جميع المناطق الأخرى هي تلك الّتي سيطرت عليها موسكو بالقوّة وستسقط في نهاية المطاف بعيدا عنها.

            جميع تلك الأماكن الأخرى، يكمل، لا تزال “ببساطة بانتظار الوقت عندما يلقوا في نهاية المطاف جانبا الهيكل الإمبريالي الخارجي الذي جعلهم حبيسين له على مدى قرون، وليصبحوا مرة أخرى بلداناً مزدهرة ومستقلة ومكتفية ذاتياً على الصّعيد الإقليمي”.

              هذا الواقع، يقول  كوتسيوبينسكي، ينعكس بالطريقة التي “يتحدّث عنها بعضاً من الإقليميّين في موسكو”. يتحدّثون عن موسكو و “المحافظات”، وهي مصطلحات تدل على ان “موسكوفيا للأسف لا يمكن أن تكون أي شيء إلا نظام رأسي متكامل.” إن بطرسبورغ “ليست روسيا” لأنها “ليست مدينة بناها بطرس الأول. هذه هي منطقة كانت قائمة ومتقدمة لقرون عديدة قبل وصول حكام الموسكوفايت إليها والّذين بعد ذلك شرعوا في تسمية أنفسهم بإمبراطوريات بطرسبورغ، وهي ستبقى قائمة بعد تفكّك الفيدراليّة الرّوسيّة. وهذا سيكون، بعد اتّباع نفس المسار الذي سار عليه الاتحاد السوفياتي خلال فترة البيريسترويكا.”

              ويعترف أبناء بطرسبورغ بأن “المرحلة الروسية من هذا التاريخ” كانت بما لا يدع مجالا للشك “الألمع”. “لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن كامل المعنى [لمنطقتهم] تم استنفاده خلال فترة المائتا عامٍ هذه.” بطبيعة الحال، فقد انتهت تلك الفترة بالفعل برحيل العاصمة الرّوسيّة الى موسكو، وهي الخطوة التي حولت بطرسبورغ إلى “مدينة عظيمة مع مصير عاصمة إقليميّة”.

           عانت سان بطرسبورغ بشدّة من حكم موسكو. إنها تفتقر إلى وسائل إعلام جدّيّة، “ليس هناك رأياً عاماً أو شعوراً بِأنا أسياد مصيرنا الإقليمي”. وهذا على وجه الخصوص مغيظ لأن مواطني بطرسبورغ ليس لديهم إمكانية مدنية متواضعة”، كما أظهر الوضع خلال سنوات البيريسترويكا الوجيزة.

            البعض في سان بطرسبورغ يعتقدون الآن أنه يمكنهم أن يكونوا مشاركين في حكم الإمبراطوريّة جنبا إلى جنب مع موسكو، لكن “حالما تأتي المرحلة القادمة من شبه انهيار الإمبراطورية الجديد، ستشهد بطرسبورغ تفعيل نصف وعيها الأوروبي حيث أن ذلك حدث خلال حقبة البيريسترويكا”، والمدينة ومنطقتها “لن تبقى تحت حكم موسكو لثانية واحدة!”

            وبمجرّد أن يحدث ذلك، فسوف “تعتبر المدينة والمنطقة المحيطة بها منطقة من مناطق بحر البلطيق، وهي حلقة في سلسلة من الحلقات لدول البلطيق من المنطقة الأوروبية الكبرى التي تبدأ بالنرويج وتنتهي بالدنمارك. هذه الحلقة سوف تمر من خلال بطرسبورغ الّتي أصبحت اليوم منقطعة بشكلٍ مصطنع من هذا السياق”.

             بالفعل في الوقت الحاضر، يقول كوتسيوبينسكي، هلسنكي هي “الأقرب خارجياً” لمواطني بطرسبورغ، مكان يذهب اليه المرء لقضاء العطلات، في حين أن موسكو هي “الأبعد خارجياً” يذهبون إليها فقط من أجل متطلبات وظائفهم. بطرسبورغ هي “مدينة تتبع البلطيق، وهي مدينة في الشمال الأوروبي، وليست موسكوفيّة روسيّة.”

              ووفقا لكوتسيوبينسكي فإن أبناء بطرسبورغ لا يملكون سوى إنتظار تلك “الساعة عندما تُظهر الإمبراطورية عجزها مرة أخرى على البقاء على قيد الحياة كما حدث في وقت غورباتشوف”، و”هذه اللحظة لم تعد بعيدة”.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/08/window-on-eurasia-empires-dont-become.html)

نقلاً عن: موقع الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة على الفيسبوك

Share Button

نافذة على أوراسيا: شعار “روسيا للرّوس” يلقي ظلالا من الشّك على وجود أمّة روسيّة، كما يقول معلّق في موسكو

نافذة على أوراسيا: شعار “روسيا للرّوس” يلقي ظلالا من الشّك على وجود أمّة روسيّة، كما يقول معلّق في موسكو
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
         ستونتون، في 16 أغسطس /آب – معلق في موسكو يقول ان الشّعار المتنامي، هتاف “روسيا للرّوس” يدل على ان العديد من الذين يسمّون أنفسهم بالرّوس يعرفون القليل أو لا يعرفون شيئاً عن تاريخ دولتهم أو شعبهم ويثير ذلك تساؤلات حول ما إذا كان من المناسب الحديث عن وجود الأمّة الرّوسيّة بحد ذاته.
        في مقال من جزئين نشرا على موقع سلون (Slon.ru) هذا الأسبوع، يقول نيكولاي أوسكوف (Nikolay Uskov) الذي كان قد تدرب كباحث في شؤون القرون الوسطى ولكنه يعمل الآن محرّراً ومعلّقاً، بأنّه سواء ما إذا كانوا يعرفون ذلك أم لا، فإن الرّوس الّذين يستخدمون هذا الشعار يسعون للعودة بتاريخهم لما قبل فترة إيفان الرّهيب (snob.ru/selected/entry/63417  و  snob.ru/selected/entry/63613).
               بالتّأكيد، إذا كان بعض من أولئك الذين يدفعون برفع ذلك الشّعار يعرفون أكثر – مثل حقيقة أن المسؤول القيصري سيرغي أوفاروف (Sergey Uvarov) الذي أتى بفكرة “الأرثوذكسيّة، والحكم المطلق، والقوميّة” كان لوطياً – وأنهم قد يكونوا في مأزق بشكل خاص، نظراً إلى أن العديد من القوميين اليوم هم أيضا من أنصار قانون موسكو المعادي لمثلي الجنس.
         ويقول أوسكوف بأنّه بحلول نهاية القرن السادس عشر، “موسكوفيا (Muscovia) انتهى بها الأمر في نهاية المطاف لأن تكون دولة تستند في المقام الأول إلى القوميّة الرّوسيّة العظيمة”. لكن حتى قبل ذلك، كما يقول، كان الروس بالكاد يُعتبرون أمة في أي معنى حديث. “لم يكن الشعب الروسي يستند إلى العِرْق ولا إلى العقيدة.” بدلا من ذلك، كان “مجتمعاً سياسياً بحيث لا ينبغي أن يدعى سلافياً بحتاً.”
               سجلات روسيا تشير إلى قبيلتين سلافيّتين شرقيّتين، سلوفين (Slovens) وكريفيشي (Krivicheys) واثنتان من أصول فنلندية-أوغرية (Finno-Ugric)، وهما شود (Chud) وفيس (Ves)، وُجدوا على الأراضي التي أصبحت مسكوفي (Muscovy). في سنة 862 ميلاديّة، انضمّتْ إليهم “قوّة ثالثة”، وهم الاسكندنافيّون (Scandinavians) والّتي تدعوها السّجلّات “روس” (Rus)، وكان من ذلك العنصر الأجنبي ان البلاد وفي نهاية المطاف أخذت شهرتها كأمّة.
        بعد سقوط كييف-روس (Kievan Rus) بأيد المغول، فر سكّان تلك الدولة في اتجاهين، يقول  أوسكوف، اتجه البعض نحو الغرب الذين هم كجيران لليثوانيا (Lithuania) وبولندا (Poland) شكلوا فيما بعد الأوكرانيين والبيلاروسيين (سكان روسيا البيضاء) المستقبليّين وآخرين نحو الشمال-الشرقي على طول ضفاف نهري أوكا (Oka) وأعالي الفولغا. هؤلاء انصهروا مع ذوي الأصول الفنلندية-الأوغرية كما تظهر أسماء المواقع الجغرافيّة ليصبحوا روس (Rus).
               ويتابع، في القرنين الرّابع عشر والخامس عشر، “اقتربت {روس} من واحدة من النقاط الرئيسية للّاعودة في تاريخها “لأنّه تقرّر في ذلك الوقت” من هو الذي سيصبح سيد أوراسيا، هل هي موسكو (Moscow) أو كراكو (Cracow) والذي سيسيطر على مساحة هائلة تمتد بين أوروبّا وآسيا.
               عن طريق امتصاص تفكّك أراضي القبيلة الذهبية والتتار في المقام الأول، تبيّن بأن تكون موسكو “أكثر نجاحاً من ليثوانيا”، وهو النجاح الذي لم يضرب بجذوره في أي جنسية روسية عظيمة أو عقيدة أرثوذكسيّة ولكن في قوّة وممتلكات الحكام.
               مثلما أن مسكوفي توسّعتْ، انخفض نصيب الروس من مجمل عدد السكان. فقط حوالي ثلث السكان تحت سيطرة المركز يتكلمون الّلغة الرّوسيّة، وفي التاسع عشر، كان القيصر الذي أعتُبِرَ “الأكثر روسيّةً، وهو، ألكسندر الثالث (Aleksandr III)، كان ثُمْنَهُ (1/8) تقريباً من أصول روسيّة”.
               والمصطلحات الّتي استخدمتها الدولة الروسية تظهر ذلك. في السجلّات، عنتْ كلمة “روس” تقريبا ما تعنيه “كل الرّوس” الآن. والكلمة الروسية للدولة (“gosudarstvo”) مشتقة من الكلمة الّتي تعني حاكم (“gosudar”) والكلمة للسلطات أو الصلاحيات (“vlast”) مستمدة من الكلمة الّتي تعني المُلْكِيّة (“volost”).
               في عام 1833، نيكولا الأول اختار سيرغي أوفاروف ليكون وزيره  للتوعية والدّعاية، وجاء الأخير بالثلاثية الشهيرة التي يود القوميين أن يستشهدوا بها، يقول أوسكوف. ولكن هذه “أخبار سيئة للسيد ميلونوف (Milonov) والآنسة ميزولينا (Mizulina)” لأن أوفاروف كان على علاقة لواط مع الأمير دوندكوف-كورساكوف (Dondukov-Korsakov).
        نيقولا الأول، بطبيعة الحال، كان أقل إعجابا بالثلاثية وبأوفاروف من رجاله الّذين هم من الصف الثاني. استعاض عن أوفاروف بشيرنسكي-شيخماتوف (Shirinsky-Shikhmatov) لأنه شعر بأن أوفاروف كان متحرّراً جدا، وكان دائما قلقاً حول القومية لأنها قد “تجر روسيا إلى الحرب مع حليفتها الرئيسية، الإمبراطوريّة النمساويّة-المجريّة (Austro-Hungary)”.
               وبالنظر إلى كل ذلك، يشير أوسكوف، يجب على المرء أن يتساءل: “هل توجد هناك أمة روسيّة؟” إن ثورة 1917 أزالت إسمها من على الخريطة و”بدلا من أن تكون هناك روسيا كان هناك اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (USSR)، بلد من دون أمم ولكن مع حق الأمم في تقرير المصير” وفي نهاية المطاف ضحية لسياساتها الخاصة.
        “بلداً حديثاً، روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي تود كثيرا أن ترى نفسها كأمّة”، لكن السؤال الذي يطرح نفسه على الفور: هل جماعات مثل الداغستانيّين والشّيشان والتتار جزء منه أم لا. وعدم وجود اتفاق على ذلك، جنبا إلى جنب مع تزايد التّوتّرات العرقيّة وفقدان مساحة معلومة أحاديّة يجعل من غير المحتمل أن ينجح المشروع القومي الروسي.
        يجادل أوسكوف بأنّه يجب على المرء أن يتذكر أن “الكلمة اللاتينية أمّة تعني حرفياً ‘هو الذي يولد’.” اعتبر الرّومان أن أي جماعة على أساس الدّم تكون “مجتمع بترتيبٍ متدنٍ ويتّصفُ بالهمجية”. لم يدعوا أنفسهم “الأمّة الرّومانيّة” بل “مواطني روما”.
               عارض الرومان المجتمعات على أساس البنية الطّبيعيّة كأمم منها اعتماد ثقافة كثقافتهم، يكمل أوستوف، وأنهم كانوا دائماً مهتمّين في التّشديد على “الفرق بين الثقافة والطبيعة، وبين الحضارة والهمجية”. الروس يمكن أن يتلقّوا درسا من هذا بدلاً من أولئك الذين يريدون العودة إلى الدم كأساس لمجتمعهم.
        لقرون، قامت روسيا كاتحاد سياسي بحيث لم يكن للدم أو للعقيدة أهمّية حاسمة فيه، لكن على أقل تقدير أعطى أولويّة لحركة مشتركة لمئات الشعوب نحو هدف مشترك”، كما يقول المعلق وسيكون مأساويا إن لم يكن كارثياً إذا ذهب هؤلاء الّذين يطلقون على أنفسهم الأمة الروسية الآن باتّجاه بديل.
نقلاً عن: موقع الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة على الفيسبوك
Share Button

نافذة على أوراسيا: الإتحاد الرّوسي سوف يزول من الوجود في غضون 20 عاما، يقول ضابط سابق في ادارة المخابرات الرئيسية (GRU)

نافذة على أوراسيا: الإتحاد الرّوسي سوف يزول من الوجود في غضون 20 عاما، يقول ضابط سابق في ادارة المخابرات الرئيسية (GRU)

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

 

ستونتون، 14 أغسطس – فيكتور سوفوروف (Viktor Suvorov)، يقول ضابط في إدارة المخابرات السّوفياتيّة الرئيسية الذي لجأ الى بريطانيا العظمى في عام 1978 والذي استقطب اهتماماً منذ ذلك الحين لكتبه ومقالاته حول أجهزة موسكو الأمنية، ان الفيدراليّة الرّوسيّة سوف تتفكك في وقت ما خلال العقدين القادمين وأن فلاديمير بوتين سوف يكون “الرئيس الأخير” في ذلك البلد.

وفي تصريحات للأسبوعية البولندية “دو ريكزي” (Do reczy) يقول سوفوروف إن أحدا لا ينبغي أن “يخشى روسيا” لأن ذلك البلد حتى في الوقت الحاضر “ليس قادراً على هزيمة خصمٍ أقوى من جورجيا”. في الواقع، “في حال نشوب حرب، سيكون الجيش الروسي بالكاد حتّى قادراً على عبور روسيا البيضاء {Belarus} (dorzeczy.pl/rosja-niedlugo-zniknie-z-mapy/؛ في الروسيّة على الرابطsibpower.com/novosti-regionov/viktor-suvorov-putin-poslednii-prezident-rosi-stranu-zhdet-raspad.html )

الهوّة المتنامية بين الشعب الروسي والكرملين، والصراعات العرقية، والمنافسة الإقليمية، وإدمان الكحول، وانتشار النفوذ الصيني في سيبيريا والشرق الأقصى الروسي، يقول سوفوروف، يعني ليس فقط أن روسيا ضعيفة ولكن سوف تتفكك خلال العشر إلى  خمسة عشرة عاماً المقبلة”.

وبحلول ذلك الوقت، يتابع: “سوف لن تكون سيبيريا جزءاً من روسيا”. انها لا تنتمي الى الصين حتى الآن، “لكن لا ينبغي للمرء أن يقول الآن بأنّها تنتمي إلى روسيا. الروس يشكلون نفس النسبة المئوية من السكان كما كان يشكّل البريطانيون في وقت ما في مستعمراتها الأفريقية”. وذلك الوضع سوف يزيد سوءا من وجهة نظر موسكو.

بالإضافة إلى ذلك، يقول ضابط المخابرات العسكريّة السوفياتي السابق، تواجه روسيا مشاكل عرقية في وسطها. “بطبيعة الحال اليوم، يشكل الروس 31 في المائة فقط من سكان موسكو؛ والبقية هم من التتار، والطاجيك، والأوزبك، والتركمان، والشيشان”، مجموعات مسلمة على خلاف كبير مع الرّوس الأرثوذكس.

ويضيف سوفوروف ان “أول جمهورية ستغادرالاتّحاد الرّوسي ستكون تتارستان “.

إن “الخطأ الرئيسي في نظام بوتين هو المبالغة في تقدير إمكانياته،” يقول سوفوروف. “الجيش لا يزال يمكنه أن يشارك في ممارسة التدريبات، ولكنه لا يستطيع القتال” لأنّهُ “من ناحية أخلاقيّة، هو مدمّر تماماً”، معطياً الطريقة التي تتصرّف بها النخبة السياسية الروسية بشكلٍ عام وفيما يتعلق بقوّاتها المسلّحة.

خلال الحرب العالمية الأولى، يذكّر سوفوروف، “كانت بنات نيكولاس الثاني (Nicholas II) ممرضات عسكريّات. قاتل أطفال ستالين في صفوف الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثّانية، [لكن] إذا كانت هناك حرب اليوم، فإنّ أطفال بوتين والقلة من أعوانه سيتم إجلاؤهم على الفور” وكلاهم هم وقادة الجيش يعرفون ذلك.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/08/window-on-eurasia-russian-federation.html)

نقلا عن: موقع الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة على الفيسبوك

Share Button

نافذة على أوراسيا: زعيم استوني يستخلص عشرة دروس من حرب عام 2008 الروسية-الجورجية

نافذة على أوراسيا: زعيم استوني يستخلص عشرة دروس من حرب عام 2008 الروسية-الجورجية

 

بول غوبل (Paul Goble)

 ترجمة: عادل بشقوي

            ستونتون، 12 أغسطس/آب – مارت لار (Mart Laar)، رئيس وزراء ووزير دفاع أستوني سابق، يستخلص عشرة دروس من حرب أغسطس/آب 2008 الروسية-الجورجية، دروس يمكن تطبيقها على البلدان الأخرى التي تجاور الفيدراليّة الرّوسيّة الحاليّة والمهمّة بالنسبة لكافّة هؤلاء في الغرب الذين يرغبون في رؤية تلك البلدان تحيا وتزدهر.

            في مقال نشر في صحيفة بوستيميز (Postimees) يوم الجمعة والّتي تصدر في تالين (عاصمة أستونيا)، يبيّن لار، وهو الذي أبدى النصح للرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في الماضي، أنه بينما العديد من جوانب الصراع لا تزال غير واضحة، وهكذا فإن الاستونيين وبضمنهم الآخرين يمكنهم استخلاص بعض العبر المهمة من الأحداث التي مرت قبل خمس سنوات. وهو بدوره يقدم عشرة من هذه الدروس.

          (إن مقال لار متاح بالّلغة الأستونيّة على الرابط (arvamus.postimees.ee/1326502/mart-laar-vene-gruusia-soda-10-oppetundi-eestile)، وبالرّوسيّة على  (regnum.ru/news/polit/1693681.html) وبالإنجليزية على(news.postimees.ee/1334808/mart-laar-russia-georgia-war-10-lessons-for-estonia).

                الدرس الأول، يقول لار، من الأفضل مواجهة “الحقيقة المرة” بدلا من الاستمرار في التكتم على “أوهام خياليّة”. موسكو كانت “تستعد للحرب لسنوات وهي تعلم ما تريده بالضبط. جورجيا لم تفعل ذلك”. الأسوأ من ذلك، أجازت لنفسها” لأن تنجر إلى الصراع في وقت غير مواتٍ “- كان أفضل لواء لها في العراق، وكان وزير دفاعها في إجازة، وجزء من جيشها كان يجري إعادة تجهيزه.

            وفيما يتعلّق بذلك، كان الجيش الجورجي “يعيش حياة واهمة”. لم تقدّم “تحضيرات جدية للدفاع عن البلاد”. تبليسي لم تصدّق أن روسيا ستذهب إلى أبعد مما فعلت في بداية أعوام التسعينيّات. وبالتالي، يقول الزعيم الاستوني، جاء الغزو للجورجيين “صدمة ومفاجأة كاملة”، حيث “ساقت لهم الأقدار الهزيمة.”

            الدرس الثاني هو أن عمل وتخطيط القيادة المتقدم “يحدد مسار” أي صراع. كانت روسيا قد أعدت كل شيء وصولا الى أدق التفاصيل. “دفعت القوات الجورجية إلى شن هجوم في جنوب أوسيتيا؛ ثم كان عليهم لأن يكونوا محاطين ومن ثمّ سحقهم” كما حسبت موسكو، و”سيكون من السهل مهاجمة” بقية ما أصبحت فيما بعد “جورجيا غير قادرة على الدّفاع عن نفسها”.

            الخطط الجورجيّة “كانت في المقابل ضبابيّة جدا”. افترض المخططون العسكريون في البلاد بأنّهم سيتمكنون من التحركحول  تسخنفالي (Tskhinvalia) والتّقدم بسرعة إلى جسر غوبتا (Gupta Bridge) ونفق روكي (Roki Tunnel)، وبالتالي منع أي تقدم روسي. لم يتمكنوا من الوصول إلى هناك و”ذلك الّذي حدد نتيجة الحرب.”

            الدرس الثالث، يشير لار، هو أن “الإستخبارات تساوي المشهد”. في الحرب الروسية-الجورجية، افترض كلا الطّرفين بأن لديهم ما يكفي. لكن “الإستخبارات الروسية افتقرت إلى معلومات دقيقة عن جورجيا وبالتالي قامت بالتّقليل بشدة من قدرة جورجيا على المقاومة”. و في حين كان لدى الاستخبارات الجورجية، الكثير من المعلومات عن البيانات، لم تتمكن من وضعها معا بطريقة مفيدة. فانعكس ذلك على كلا رغبتهم من جهة في الاعتماد على “مراقبة الناتو الفنّيّة” التي “للأسف أغفلت حشود القوات الروسية” على الحدود الجورجية ومن جهة أخرى اعتقادهم الّذي يفترض أن “روسيا لن تهاجم جيرانها.”

            الدرس الرابع هو “أمور الحرب النفسيّة”. شنت روسيا حملة إعلامية ضخمة قبل الصراع كي “تقدم للعالم فكرة بأن جورجيا دولة صغيرة، وعدوانية ولا يمكن التنبؤ بنواياها حيث يتزعّمها أوباش حمقى وفاسدين أخلاقيا”. ذلك عزل جورجيا عن حلفائها وجعل تحذيرات تبليسي “تبدو غير واقعيّة”. في نهاية المطاف، خسرت روسيا حرب المعلومات أثناء القتال، لكن تقدّم قواتها قام بتهيئة الوضع لانتصار أوسع لموسكو.

            الدرس الخامس، يستنتج لار بأن “حروب اليوم هي شاملة”. وهذا يعني أنها تنطوي على الهجمات الالكترونيّة عبر الإنترنت فضلا عن وسائل أخرى غير تقليدية.

            الدرس السادس هو أن الخدمات الطبية اللائقة تقوم حقا بإنقاذ الأرواح. كثير من ال 1200 جندي جورجي الذين أصيبوا بجروح أثناء النزاع كانوا ليفقدوا حياتهم لو لم تكن مثل هذه الخدمات متوفّرة. وبسبب وجود هذه الخدمات، توفي منهم ثلاثة في المئة فقط نتيجة للجراح الّتي أصيبوا بها.

            الدرس السابع هو أن “السيطرة على المجال الجوي يعتبر أمر حيوي”. جورجيا كان لديها و لا تزال سلاح جوي صغير وقد شارك خلال الحرب في مهمة واحدة فقط. ولو حاول أن يفعل أكثر من ذلك، لكان قد تم تدميره تماماً. تم كبح القوات الجورجية المضادة للطائرات بسرعة، وبعد أن دمرت مواقع الرادار، اضطر القادة الجورجيّين للعمل “في الظلام“.

            أثبتت الوحدات المتنقلة “كفاءة أكثر”، ولكن كان هناك عدد قليل جدا منها، على الرغم من أن “سلاح الجو الروسي أظهر عجزأً في الاستفادة من تفوقه المطلق في الجو”. التنسيق بين القوات الجوية والبرية الروسية كان “سيئاً للغاية” وبالتالي، أسقطت الطائرات الروسية الطائرات الروسية الأخرى. في الواقع، كانت نصف الخسائر الجوية الروسية بواسطة النيران الصديقة.

            في الدرس الثامن يعتبر لار ان الدبابات والمدافع لا تزال مهمّة. الدبابات الجورجية “ساعدت على وقف الهجوم الروسي” في الساعات الأولى من الصراع، ولعبت “دورا حاسما” في تدمير طابور الجيش الثامن والخمسين في 9 أغسطس/آب. وأثنت المصادر الروسية على عمل لواء مدفعية غوري (Gori) في إبطاء التقدم الروسي باتّجاه تسخينفالي (Tskhinvali).

            الدرس التاسع هو أن وحدات أقل ولكن أفضل تجهيزا وتدريبا هي أكثر فعالية بكثير من وحدات أكثر ولكن في الحقيقة هي من “ورق”. تلك الوحدات الجورجية التي هي من دون اتصالات لائقة أو نقل ملائم ببساطة لم تسهم في المعركة، ولكنها جذابة وظهرت على الورق.

            والدرس العاشر، لأستونيا أكثر منه لجورجيا، هو أن “تثق في حلف شمال الاطلسي لكن تبقي بارودك جافاً”. ومن أهمية التحالفات، في نهاية المطاف، فإن الأمم “يمكنها الاعتماد على نفسها فقط”. الجورجيون تأملوا حتى الحصول على مساعدة توقّعوها من الخارج، ولكن لو لم يقاتلوا من تلقاء أنفسهم، يقول لار، لكان قد تم القضاء على الدولة الجورجية قضاءاً مبرماً ولكان قد تم مسحها من على الخريطة وتمّ تنصيب حكومة جديدة”. فقط “الجورجيين أنفسهم حافظوا على الدولة الجورجية“.

            يتم تقديم مقال لار في المقام الأول باعتباره مجموعة من التوصيات لأستونيا، لكن الدروس المستقاة من الحرب الروسية-الجورجية تكتسب تطبيق أوسع، ليس فقط بالنسبة للدول المجاورة الأخرى للفيدراليّة الرّوسيّة، ولكن أيضا بالنسبة للبلدان الأبعد من ذلك الذين يتعاملون معها. وما لم تتم الإستفادة من هذه الدروس وسبل العلاج المطبقة فيها على حد سواء، يمكن أن يكون المستقبل بالفعل قاتما جداً.

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/08/window-on-eurasia-estonian-leader-draws.html

نقلا عن: موقع الإبادة الجماعية الشركسيّة على الفيسبوك

Share Button