نافذة على أوراسيا: بوتين قال بأنّه ‘غير مطّلع بما يكفي’ بشأن التاريخ المأساوي للشركس

نافذة على أوراسيا: بوتين قال بأنّه ‘غير مطّلع بما يكفي’ بشأن التاريخ المأساوي للشركس

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستونتون، 7 أكتوبر/تشرين الأول – قادة الجمهوريات الشركسية الثلاث في شمال القوقاز – قباردينو – بلكاريا، وكاراتشيفو – شركيسيا، وأديغيه – يجب أن يقدّموا طعناً مباشراً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقول ناشط شركسي، لأنه “من الممكن بأن يكون غير مطّلع بما يكفي من المعلومات حول التاريخ المأساوي للشعب الأديغي – الشّركسي”.

            وفقا لتقرير نشر يوم الخميس الماضي في “غازيتا يوغا (Gazeta Yuga)”، جانتيمير غوباشيكوف (Zhantemir Gubachikov)، رئيس منظمة “من أجل السلام والوفاق بين الإثنيات (For Peace and Inter-Ethnic Accord)”، قام بالفعل بدعوتهم لأن يقوموا بذلك بسبب القيود الروسية على حق عودة الشراكسة من سوريا التي مزقتها الحرب إلى وطنهم التقليدي في شمال القوقاز (http://gazetayuga.ru/archive/2013/40.htm).

            إن النشر بأن قائداً أعلى “غير مطّلع بما يكفي” هو تكتيك يستخدم في بعض الأحيان من قبل أولئك الذين يرغبون في ممارسة الضغط على المسؤولين الاقل مرتبة أو الذين يريدون إطلاق حملة من أجل التغيير السياسي لأن مثل هذه الفكرة توحي أن هناك فرصة حقيقية للتغيير إذا كان الزعيم يعرف الحقائق. في الواقع، يتم وضع هذا الاقتراح في كثير من الأحيان من قبل أولئك الذين يعتقدون أن الزعيم يمكن أو سوف يقوم بالتغيير.

            وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن يقوم بوتين أو الكرملين بتغيير المسار بالنّسبة للشركس في أي وقت قريب، فإن رفع هذا الاحتمال ولا سيما خلال الفترة التي تسبق أولمبياد سوتشي – والتي ستقام في الموقع و الذكرى السنوية للإبادة الجماعية الشّركسيّة – ربما يكون مفيداً لكلٍ من الشركس والحكومة الروسية نفسها .

            في الواقع، فإنه قد يكون القصد من تصريحات غوباشيكوف هو صرف بعض النشاط الشركسي بعيدا عن قضايا الإبادة الجماعية و المعضلات المرتبطة بالانقسامات الإقليمية للشركس في شمال القوقاز، ولكن عن طريق اعتدالهم في حد ذاته فإنهم يشكّلون لموسكو بعض التحدّيات الجدّيّة المحتملة.

            ظهرت كلماته في سياق مناقشة المشاكل التي تواجه تنفيذ توجيهات بوتين لإعادة توطين المواطنين من الخارج في شمال القوقاز: “نحن على يقين بأنّه إذا أخذنا هذه الحالة على محمل الجد، فإنّه من دون المس بمشاكل الإبادة الجماعية، يمكننا أن نثير السؤال حول إعادة التأهيل السياسي والاقتصادي والاجتماعي للشراكسة الذين يعيشون في الخارج .”

            وفقا لغوباشيكوف، فإن” تقسيم الأراضي الشركسية، وهو ما جرى بعد الحروب الروسية – القوقازية و “قبل وبعد ثورة أكتوبر/تشرين الأوّل” لا يمكن “تصحيحه. ويقول بإن “الشعب الأديغي – الشّركسي لم يطالب أبداً بمطالبات إقليمية من أي شخص أو تابع مجاور في الفيدراليّة”.

            ”رغبتنا، كما يشير”، هي في أن يتمكّن العائدين من التّوطّن في تلك المناطق التي طرد أجدادهم منها وأن يحصلوا على المساعدة والدعم الّذي يدعو له القانون.”

            برنامج الحكومة الروسية الحالي لحق العودة إلى الوطن فيه العديد من الميّزات التي من شأنها أن تشكل “عقبات” أمام عودة الشّراكسة إلى الوطن، بما في ذلك تلك التي تتطلب معرفة اللغة الروسية والتّدرّب على تقاليد الثقافة الروسية. ونظرا لتاريخهم المأساوي، كما يقول، ينبغي منح الشركس العائدين سنة أو سنتين لتعويض أي نقص .

            إن عدم أخذ التاريخ في عين الإعتبار، وبالتالي إقامة مثل هذه “الحواجز المصطنعة التي تقيد إعادة التوطين الطوعي و الحر” للشراكسة في شمال القوقاز هو أمر عدواني ومهين، ويبين غوباشيكوف، بأنّه يجب على زعماء الجمهوريات الشركسية أن يأخذوا بزمام المبادرة لضمان أن يكون كل من بوتين وموسكو على علمٍ بكل الحقائق .

            لكن هؤلاء الزعماء يجب أن يفعلوا المزيد من أجل عودة الشراكسة. ل”أكثر من عام”، فإن حكومة قباردينو – بلكاريا  ”لم يكن لديها برنامجها الإقليمي الخاص لدعم رفاق الوطن”، على الرغم من إنخفاض عدد سكان تلك الجمهورية بين عامي 2006 و 2010، وهناك الكثير من الإتّساع  لِ”سهولة” إستيعاب 10000 إلى 50000 فرد من الخارج .

            ويدعو غوباشيكوف أيضا زعماء الجمهورية لصياغة قانون فيدرالي جديد بشأن “إعادة التأهيل السياسي للشعب الشركسي(الأديغه)”، “واحداً من شأنه أن يأخذ نموذجا له تشريع سوفياتي وروسي سابق “بشأن شعوب تعرّضت للقمع خلال سنوات الحرب الوطنيّة العظمى”.

            قد يرى بعض الشراكسة أفكار غوباشيكوف كما لو أنّها تقدم غطاءاً لموسكو، ولكن العديد من الروس خاصة من هم في التّسلسل العمودي في سلطة بوتين من المرجح أن ينظروا إليها باعتبارها تهديدا أكثر خطرا على المصالح الروسية من بعض الأفكار الأكثر تطرفا الّتي وجدت الحكومة الروسية أنه من الأسهل أن ترفضها أو تتجاهلها.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/10/window-on-eurasia-putin-said.html)

نقل عن: موقع الإبادة الجماعية الشركسية على الفيسبوك

(https://www.facebook.com/groups/CircassiansGenocideSurvivors/)

Share Button

اترك تعليقاً