بيان عن سوتشي للمركز الشركسي للثقافة وحقوق الإنسان

 بيان عن سوتشي

المركز الشركسي للثقافة وحقوق الإنسان (CCAHRC)

يعرب المركز الشركسي للثقافة وحقوق الإنسان عن رفضه وادانته للأنباء التي نشرتها وسائل إعلاميّة مؤخراً بالصورة والصوت حول زيارة ما وصف بأنه وفد “أجنبي” من شراكسة الشّتات مكوّن من 50 شخصاً، ضم حسب التوصيف رؤساء جمعيات ونشطاء ورجال أعمال وعاملين في مجالات العلوم والثقافة ومن خريجي جامعة قباردينو – بالكاريا، لكن كان من ضمن هذا الوفد أفراداً من الموظفين في الجمعية الشّركسيّة العالميّة (ICA) المدعومة من روسيا والتي مقرها نالتشيك في قباردينو – بالكاريا والتي نفّذت على ما يبدو ترتيبات الزيارة والجولة السياحية حسب التعليمات الواردة، حيث أضافت نفس المصادر بأن الوفد زار سوتشي (الشركسية) في السادس عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2013، حيث أن الوفد المفترض “أبدى إعجابه بالترتيبات الجارية” لإقامة الأولمبياد المشؤوم وما وصف “بالأثر الإيجابي على المنطقة”! إضافة إلى ذلك ذكر بأن الوفد قام في نفس اليوم بمقابلة نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري كوزاك، الذي وعد بدوره بإدراج فقرات على نطاق واسع من التراث الشّركسي في البرنامج الثقافي للألعاب الأولمبيّة!

إن التغاضي عن تجاهل الإبادة الجماعيّة الشركسيّة جملة وتفصيلا وبهذه الطريقة الفظة وغير المسؤولة، لا بل والسّرّية التي أحيطت بها العمليّة حتّى التقطت الصورة التّذكاريّة للمشاركين، في مباركة لطمس معالم الجريمة التي اقترفت بحق الأمة الشّركسيّة والتي لم تقتصر على الإبادة الجماعيّة فقط، بل امتدت لتشمل التطهير العرقي والتهجير القسري واحتلال الوطن الشركسي والمماطلة والتجاهل وعدم استعداد الطرف الّذي ورث المسؤولية القانونيّة حسب القوانين والأعراف الدوليّة بالنظر في رد الحقوق المغتصبة إلى أصحابها، وهي حقوق أزليّة لن يتنازل عنها الشركس، لا بل سيستعيدونها في الوقت المناسب.

إن على الجمعية الشركسية العالميّة (ICA) أن تقر بأنها لا تخدم الشّركس، حيث أكّدت بما لا يدع مجالاً للشك بأنها تؤيّد ألعاب سوتشي الأولمبيّة وتتمادى، لا بل تصر على انتهاج دور لا مسؤول وتجعل شغلها الشّاغل تشويه المشهد العام وتعتزم إعادة كتابة التاريخ الشركسي، بطريقتهم المعروفة جيداً، والتي تهدف إلى إلحاق الضرر بالسمعة العطرة الّتي يتمتع بها أسلافنا. من الواضح أن سبب إنشاء الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة بعد انهيار الإتحاد السوفياتي السابق كان لتوحيد شراكسة العالم والمطالبة بالحقوق الشّركسيّة، بما في ذلك حماية اللغة والثقافة وحق العودة إلى الوطن والعيش في كيان واحد في بلدهم شركيسيا المتحدة، ولكن، وللأسف، تقوم الآن بإدارة الشّؤون الشّركسيّة في كل مكان نيابة عن الدولة الروسية، وتعمل على الإضرار بالقضيّة الشركسية.

من صميم واجبات الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة المعلنة والسرية في السنوات الأخيرة، هو الجهود الدؤوبة لتشويه سمعة الناشطين الشركس والتشويش في محاولة لعرقلة أي تقدم إيجابي في أي مجال، حيث شنت حملة معلنة ضد الناشطين الّذين يريدون تحقيق تفهماً دولياً لما حدث للأمّة الشركسيّة والتعتيم على أي تحرك سلمي وقانوني في سبيل ما يمكن إنقاذة من الأدب والثقافة والتاريخ والتراث الوطني وفقا للأسس العلمية وضمن الحفاظ على الكرامة الوطنية.

إن لدى الشركس المجال لإبلاغ العالم عن التاريخ الحقيقي والمآسي التي تعرض لها الأجداد من أجل كسب التأييد الدولي لاستعادة الحقوق المصادرة، وهذا هو بالتحديد السبب الذي جعل روسيا تستبق الأمور وتنظّم مثل هذا اللقاء من أجل شن حملة دعائية لتعزيز محاولات روسيا المستميتة لإسكات الصوت الشركسي، وللإيحاء زوراً وبهتاناً للقريب وللبعيد بأن ممثلي الشركس قد رضخوا في نهاية الأمر لما تمليه عليهم روسيا ووكلائها.

ومن الجدير بالذكر أن مهام الجمعيات كانت قد تضاءلت للحد من المرونة على التحرك، والتي تقتصر على الثقافة والأعمال الخيرية، مع عدم وجود نشاطات سياسية وخاصة ما يتعلق بالأمورالشركسية. طالما أن مهام  وواجبات الجمعيات منعتها من التعامل مع مثل هذه القضايا، والتي هي في صميم الحقوق الشركسية المشروعة، ويعتبر تنازلا لأولئك الذين لا يعترفون حتى بوجود الأمة الشركسية، إذن لماذا هذا الاندفاع لإعطاء شرعية إسمية لجريمة بدأت منذ الحرب الروسية – الشركسية ولا تزال جارية حتى الآن، حيث تم تسييس الحضور مع حاضرين يبدون موقفاً زئبقياً؛ وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تقديم تحية شركسية صادقة وتقدير كبير الى أخوة أفاضل ومن نوع خاص، حيث أن إثنان من الشراكسة من كفر كما، في إسرائيل، واللذان كانا ضمن ما يسمى بوفد الشتات، وعندما أبلغا بالخطة عن جولة “سوشي” المشبوهة قرّرا أن يتركوا المكان على الفور، حيث قطعا مشاركتهما فيما يبدو لأنهما واجها موقفاً حتى الإنسان العادي يشعر بالاشمئزاز في حالة أنه يوضع في موقف مخجل كهذا!!!

 

المركز الشركسي للثقافة وحقوق الإنسان (CCAHRC)

ريغا، لاتفيا.

Share Button

اترك تعليقاً