نافذة على أوراسيا: أحاديث وسائل الإعلام عن إحتمال تفكك روسيا يتضاعف منذ عام 2010 – مخاوف حقيقية أو شيء آخر؟

نافذة على أوراسيا: أحاديث وسائل الإعلام عن إحتمال تفكك روسيا يتضاعف منذ عام 2010 – مخاوف حقيقية أو شيء آخر؟

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستاونتون 2 ديسمبر/كانون الأول – وسائل الاعلام الروسية تبرز سيناريو إمكانية تفكك الفيدراليّة الرّوسيّة مرتين الآن أكثر مما توقّعوه قبل ثلاث سنوات، وهو تدبير يظهر اضطراب موسكو حول السيطرة وعلى الأقل في بعض الحالات، استفزازاً مقصوداً لتبرير الاستبداد، والحكم المطلق، و تطهير النّخب الإقليمية .

            وفقا لأحد المحللين الروس، الذي تحدث مع فريميا يو إى (Vremya.ua) شرط عدم الكشف عن هويته، يقول بأن روسيا تواجه “تقطيع أوصال” نتيجة للجهود المشتركة من قبل قوى أجنبية مثل الولايات المتحدة والصين والنخب الإقليمية التي تريد الحصول على قدر أكبر من السيطرة على الموارد الطبيعية في أراضيها (vremia.ua/rubrics/zarubezhe/4871.php).

            قال إنه قرر أن يخرج للعلن حول تقرير أعد من قبل صاحب العمل الّذي يعمل فيه من أجل تحذير الشعب وكذلك الحكومة الروسية حول ما قال انه يشكل تهديدا وشيكا، حيث أنّه “سوف يتم البدء بتقطيع أوصال روسيا في الشرق الأقصى” ومن ثم ينتشر، مقلّصاً البلاد لحجم دوقية موسكو (Muscovy) في القرن الخامس عشر.

            يشير كلام المحللين بوضوح لبعض المخاوف الحقيقية، ولكنهم محدّدين جدا حول كل من الحكومات الأجنبية والمسئولين الإقليميين المعنيين الذين يبدون بأنهم مهدوا المرحلة أو على الأقل جس النبض لروسيا أكثر استبدادا وانعزالية و لتطهير النخب الإقليمية، وخاصة في سيبيريا والشرق الأقصى الروسي .

            وهكذا يتم مناقشتها هنا ليس لأنها صحيحة بالضرورة – بالتّأكيد، هي تعكس نوع من التهويل المروّع الذي غالبا ما يوجد في مثل هذه المناقشات – بل لأنهم يقولون الكثير عن الكيفيّة الّتي يفكر بها البعض في العاصمة الروسية و بالتالي ما قد يرغبون في القيام به بعد ذلك .

            يقول المحلل مجهول الهويّة أن مؤسسته كانت قد وقّعت عقداً مع مؤسّسة غربيّة “غير معروفة” وهي واحدة تمثل بلا شك بعض الشخصيات القويّة مثل الرئيس الروسي أو وزارة الخارجية الأمريكية، لكنه لا يقدم أي دليل على هذا الادعاء. ما يقدّمه هو عرض لصورة مفصلة عن كيف انه على الأقل ينظر إلى العالم وإلى مستقبل روسيا.

            ويقول إن التحركات الجيوسياسية والجغرافية – الاقتصادية الأخيرة من قبل الولايات المتحدة والصين أثارت المخاوف التي يعكسها تقريره. بين هذه المخاوف، كما يقول، هي إدّعاءات أن روسيا لديها حاليا “مناخ إستثماري رديء”، وهو الأمر الذي يحد من تدفّق الأموال للداخل لكن هي النّتائج الّتي من شأنها أن تتغيّر بسرعة للمناطق التي تبتعد عن سيطرة موسكو.

            ولكن هناك أيضا تطورات داخلية تمثل خطرا على السلامة الإقليمية للبلاد، بما في ذلك الترويج إلى أن “سيبيريا” هي قومية بحد ذاتها وفكرة أن المناطق يجب أن تسيطر على الموارد على أراضيها بدلا من تقاسم الثروة مع موسكو والبلد ككل.

          ليس من المستغرب أن الولايات المتحدة وقوى أجنبية أخرى تريد تقطيع أوصال روسيا من أجل إضعاف موسكو والحصول على المواد الخام في مناطق روسيا، كما يقول المحلل، ولا، الأخذ بتجربة نهاية الإتحاد السوفياتي، حيث ينبغي لتصرفات المسؤولين الإقليميين أن تكون أي شيء غير متوقع.

            في حالة نسي أي شخص، “فقد جرى إنهيار الإتّحاد السّوفياتي من قبل القادة الشيوعيّين في الجمهوريات الوطنية. في روسيا، أصبح هؤلاء القادة الشيوعيّين السابقين رؤساء الأجزاء التّابعة للفيدراليّة”. رغم أن  أو ربما بسبب كل ما حدث منذ عام 1991، كثير منهم قد يتساءلون “وَلِمَ لا” يتكرار ما حدث في 1991؟

            الإعتراض جاء على هذه النقطة خلال المقابلة من قبل الذي أجراها والذي اشار إلى أن تغيير كوادر موسكو في العقدين الأخيرين قد قلص من هذا التهديد، وقال المحلل المجهول أن المرء يجب أن لا يفترض أن فكرة الانفصال وبالتالي كسب السيطرة ليس متجدداً باستمرار “دائماً وفي كل مكان”.

            وعلاوة على ذلك، حيث يشير، بأن طبيعة تغيير الكوادر في الإتحاد الروسي يختلف بين المناطق. في روسيا الأوروبية، كانت هناك ثورة حقيقية مع موسكو حيث قامت بإيفاد أفراد من شعبها الرّوسي لرئاسة التابعين للفيدراليّة. ولكن هذا لم يحدث في الشرق الأقصى حيث أن، باستثناء مقاطعة بريمورسكي (Primorsky Kray)، وعلى الرغم من التغييرات، فقد ظل الناس المحليين في موقع المسؤوليّة.

            ويضيف المحلل أنه في مقابل وسط روسيا، بقي الاقتصاد في الشرق الأقصى منفصلاً عن عمليات الاندماج والانقسام. وكنتيجة لذلك، وبسبب الصين، فإن رؤساء المناطق في الشرق الأقصى الذين يميلون نحو الانفصال يمكن أن يلعبوا دورا رئيسيا في الانفصال عن موسكو أولاً الشرق الأقصى ومن ثم سيبيريا و الأورال”.

                على الرغم من احتجاجاتهم على الولاء لموسكو، يكمل، فإنّ رؤساء هذه المناطق هم الأكثر قلقا حول الحفاظ على السيطرة على المصالح التجارية المحلية. إذا ضمن لهم كما تم لقادة جمهوريات الإتحاد السوفياتي، “فإنهم سيسلمون الشرق الأقصى حتى إلى أهل المرّيخ”.

            المحلل الروسي الّذي لم يذكر إسمه يركز اهتمامه بشدة على فيكتور إيشاييف (Viktor Ishayev)، المفوض الرئاسي لمنطقة الشرق الأقصى الفيدرالية، فيشير إلى أنه سيشكل ما يشبه إتفاق سيبيريا لعام 1990 في الشرق الأقصى في وقت قريب، حتى أن الّذي يجري المقابلة يسأل لماذا لم يسمّي المحلل أي شخص آخر.

              ثم يوحي المحلل بأن هناك آخرين لكنه لا يدلي بأسمائهم. بدلا من ذلك، هو يكمل ليقول أن هناك “منطقتين” في الفيدراليّة الروسيّة قامت موسكو “بالتنازل أساسا عن مواقعها فيها: الشيشان والشرق الأقصى”. القضية الشيشانية واضحة، لكن الشرق الأقصى هو ما دون ذلك لأن الأمر هو عن الإقتصاد أكثر منه عن الإثنيّة.

            في الشرق الأقصى، يتابع: “لا يوجد نظام متخصّص ومجدّد (taip system)، لكن الهويات الإقليمية و’التفاهمات’ قوية”. السيطرة الفيدراليّة “منخفضة للغاية”، ومستوى الفساد “مرتفع للغاية”، و”مستوى الجريمة ارتفع في الشرق الأقصى خلال العام الماضي وحده بنسبة سبعة في المئة”.

            من غير الواضح ما إذا كان الكرملين يدرك تماما مخاطر ذلك، يقول المحلل. إنه بدلا من ذلك يركّز على مسائل من الدرجة الثانية مثل لائحة ماغنيتسكي (Magnitsky) .

            ثم يحدد سيناريو مجموعته لتفكك الإتحاد الرّوسي: أولا، اتفاق من نوع إتّفاقيّة بيلوفيشكايا (Beloveshchaya) بين التابعين من الشرق الأقصى يليها انذار الى موسكو، وبدعم من الأمريكيّين والأوروبيين والصينيين، كل الذين يريدون الوصول إلى الموارد ولكن أيا منهم يريد الآخر أن يحتل الأرض.

            وفقا للسيناريوهات الّتي يقدّمها، فإنّه سيكون هناك تشكيل جمهورية في الشرق الأقصى تتألف من مقاطعتي بريمورسكي (Primorsky) وخاباروفسكي (Khabarovsk)، وإقليم أمور (Amur oblast)، وجزء من مقاطعة ترانسبايكال (Transbaikal kray)، وجمهورية ماغادان (Magadan Republic) الّتي تتكون من إقليم ماغادان (Magadan oblast)، ومقاطعة كامتشاتكا (Kamchatka kray) وشوكوتكا (Chukotka)، وياقوتيا الكبرى (Greater Yakutia) الممتدة “من المحيط الى الصين، وبالتالي اقتطاع جزء من إقليم إركوتسك (Irkutsk oblast) ومقاطعة ترانسبايكال.

            ثم، جمهورية كراسنويارك في شرق سيبيريا (Krasnoyark of Eastern Siberian Republic) ستشكل على طول نهر ينسي (Yenisey) وتصبح جزءاً من فيدراليّة سيبيريّة.  وجمهورية أورال كبرى (Greater Urals Republic)، كما يضيف، ستتوحّد سفيردلوفسك (Sverdlovsk)، وشيليابينسك (Chelyabiinsk)، وإقليم كورغان (Kurgan oblast) و”ربما أجزاء من إقليمي أورينبورغ (Orenburg) و كيروف (Kirov) ومقاطعة بيرم (Perm)” .

            بعد ذلك، سوف تظهر فيدراليّة في الفولغا ووفاق شمالي يمتد من بسكوف (Pskov) إلى إقليم نينيتس (Nenets AD) ذو الحكم الذاتي. سوف تبعد منطقة الأرض السوداء (Black Earth zone) بعيدا عن موسكو، “ربما بمساعدة من أوكرانيا (Ukraine)، وجمهوريات شمال القوقاز ستسيطر على مقاطعتي ستافروبول (Stavropol) وكراسنودار (Krasnodar).

            ونتيجة لذلك، “سيتم تقليص مساحة [دوقيّة] موسكو لتكون في منطقة الأرض الوسطى غير السوداء (Central Non-Black Earth zone) التي كانت تشغلها في القرن الخامس عشر”، يضيف المحلّل.

            بطبيعة الحال، يعترف المحلل الّذي لم يفصح عن هويته، بأنّ الإتّجاه الفعلي للتّطورات قد يختلف عن ذلك. في الواقع، فإن الجميع تقريبا سيقولون بأن توقعاتهم تتجاوز حدود اللامعقول. ولكن مهما حدث، يصر، بأن “من المحتمل جدا أن الإمبراطورية الروسية سوف ينتهي وجودها إلى الأبد في المستقبل القريب جداً”.

            السبيل الوحيد للخروج – وربما كانت هذه هي الرسالة الحقيقية للمحلل الّذي لم يكشف عن اسمه – لجميع شعوب روسيا للتّوحد تحت عنوان “زعيم قوي وعادل”،  لتغيير الترتيبات الحالية التي تمنح المناطق الكثير من السلطة، و اعتماد نظام إستبدادي واقتصاد إشتراكي لضمان سيطرة موسكو على الوضع.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/12/window-on-eurasia-media-stories-on.html)

Share Button

نافذة على أوراسيا: إستيلاء البلكار على الأراضي يهدّد بتقسيم جمهوريّتين في شمال القوقاز

نافذة على أوراسيا: إستيلاء البلكار على الأراضي يهدّد بتقسيم جمهوريّتين في شمال القوقاز

بول غوبل (Paul Goble)

 عادل بشقوي

            ستاونتون، 30 نوفمبر/تشرين الثاني – الإستيلاء غير القانوني على الأراضي من قبل نشطاء بلكار في خسانيا (Khasanya) وبيلايا رشكا (Belaya Rechka) يهدد وجود كل من جمهوريّتي قباردينو – بلكاريا (KBR) و كراشييفو – شركيسيا (KChR) من خلال إحياء شبح جمهورية كراشييفو – بلكاريا وكنتيجة لجمهوريّة شركسية – قباردى وشركس هما مجموعتان فرعيتان من تلك الأمّة – كذلك.

            نظرا للزيادة السكانية في الريف، في خليط عرقي معقد، وقوانين روسية لا يتم تطبيقها بسهولة على الأوضاع المحلية، كان شمال القوقاز لزمن طويل موضع خلافات حول السيطرة على الأراضي. لكن إحتمالات السّيطرة الحالية لإعادة تنظيم الترتيبات السياسية في المنطقة تعمل على تحريك عنف أكثر بين الأعراق وعلى أقل ما يمكن قد يدفع موسكو لإرسال المزيد من القوات .

            قد يكون من الصعب أن نتصور أن شيئاً طفيفاً جداً مثل الاستيلاء على عدّة حقول من قبل ناشطين محليين يمكن أن يكون له هذا التّأثير، كما يقول الخبراء، ولكن النظر في السياق يبين كيف ان هكذا استنتاجات لها ما يبررها (http://kavpolit.com/sobytiya-v-sele-belaya-rechka-chast-realizacii-plana-po-sozdaniyu-karachaevo-balkarskoj-respubliki/ وhttp://kavpolit.com/vmesto-togo-chtoby-reshat-socialno-ekonomicheskie-problemy-minregion-okrashivaet-ix-v-etnicheskie-tona/).

            أصلان بشتو، ناشط شركسي وهو الّذي سيكون قومه الخاسرين في البداية على الأقل في أي إعادة تقسيم للحدود في شمال القوقاز، يقدّم تعقيباً حول هذا الوضع المعقد. ويأتي مقاله كرد فعل على مقال آخر لزعيم بلكاري هو مورادين راخاييف (Muradin Rakhayev).

            الاستيلاء على الأراضي غير القانوني من قبل البلكار قرب نالتشيك، يكتب بشتو، قد يبدو مبرراً ويستثير التعاطف نظرا لمشاكل هذه الأمّة. لكن المتأمل في خلفية هذه الأعمال سيكون مهتماً عند الأخذ بعين الإعتبار ماذا كان يحدث وما هي الأهداف الّتي يسعى إليها  ”لاعبين غامضين” مثل القوميّين البلكار وتركيا في نهاية المطاف.

            على مدى السنوات ال 20 الماضية “كحد أدنى”، يقول بشتو، قام البلكار “بزراعة الأسطورة الإثنيّة ألا وهي أن كافّة الأراضي في قباردينو – بلكاريا في الوقت الحاضر هي أراضٍ بلكارية منذ القدم” وان الأراضي التي يجب أن تكون تحت سيطرتهم قد تم تسليمها من قبل الغرباء للآخرين، مثل القباردى.

            ولكن يجب على الجميع أن يفهم أن “نفس المشاكل الماثلة الآن” في بيلايا رشكا هي موجودة كذلك في جميع البلديات سواء في الجمهورية أو في البلاد ككل”. إذا تم قلب الترتيبات الحالية من خلال أعمال غير مشروعة في مكان واحد، يمكن بعدها بسهولة تحريك إجراءات غير قانونية أخرى في مكان آخر.

            إذا تحول المرء إلى الأرشيفات، يواصل بشتو، يجد أن البلكار استولوا في الواقع على ما كانت تاريخياً أراضي كباردا. لكن ذلك ليس شيئا يهتم البلكار أن يُعترف به الآن. بدلا من ذلك، في نهاية الصيف الماضي، نشرت صحيفة “فيستنيك بلكاري” (Vestnik Balkarii) بياناً يقول ان “الشعب القباردي بشكل عام ليس له حقوق” لتقديم أي مطالبة في هذه الأراضي.

            باعتباره شركسياً، يقول بشتو، فقد واجه هكذا “مظاهر قومية باستمرار”، وكان مقلق للغاية في بيان في الصيف الماضي أيضا لمجلس شيوخ شعب البلكار الذي أعلن أن “الخطوة التالية” للمجموعة يجب أن تكون “إنشاء جمهورية كراشييفو – بلكاريا (ألآن)” في مكان الجمهوريّتين اللتان هما ثنائيتا القوميّة قباردينو – بلكاريا وكراشييفو – شركيسيا.

            وأضاف الناشط الشركسي، “اذا ما حدث ذلك”، “عندها يتم تقسيم قباردينو – بلكاريا” على طول حدود البلديات القائمة، مع كل التداعيات الّتي ستترتب على المناطق المجاورة، بما في ذلك  جمهوريّة كراشييفو – شركيسيا.

            ويشير بشتو أن من يقف وراء البلكار هي تركيا بخططها لإنشاء توران كبرى وأن البلكار من ذوي الأصول التركية، كانوا قادرين على الإستعانة بالقانون الروسي لتبرير ما يقومون به حتى ولو أن القانون المحدد بشأن الإدارة المحلية كان قد خُطّ بالتّطلّع إلى أجزاء من روسيا لا تعاني من اكتظاظٍ سكاني ولا شح في الأراضي.

          ”ببعضٍ من معجزة و بفضل حكمة” غينادي خلوبونين، المفوض الرئاسي للمنطقة، يقول بشتو، مرّت الأزمة الحالية، لكنه يقول إن السلطات كانت تميل أيضا إلى تقديم تنازلات للبلكار في الماضي وأنه نتيجة لذلك تتزايد مطالب البلكار.

            أن ذلك يترك خلوبونين وموسكو مع عدد قليل من الخيارات الجيدة: إذا استمرت السلطات الروسية في التنازل للبلكار، فإن الشركس سيحشدون للاعتراض عليهم، لكن إذا لم يفعل الروس ذلك، فإن موسكو سوف يكون عليها استخدام للقوة من أجل كبح جماح البلكار وسوف يؤدي ذلك فقط إلى إثارة مشاعرهم الوطنية.

            وباختصار، النظام الإداري الإقليمي المعقد الّذي أسّسه ستالين وخلّفه وراءه، الذي يستدعي مستويات عالية من الإجبار للحفاظ عليه، يبقى حبة سم لموسكو في شمال القوقاز في المقام الأول ولكن في نهاية المطاف في مناطق أخرى من الفيدراليّة الروسيّة كذلك.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/11/window-on-eurasia-balkar-land-seizures.html)

Share Button

كريم سوبزوكوف – خيانة العدالة في أمريكا

بسم الله الرحمن الرحيم

كريم سوبزوكوف – خيانة العدالة في أمريكا

 

إن الادعاء الكاذب الّذي يفيد بأن كريم سوبزوكوف كان مجرم حرب نازي تكوّن في البداية من قبل وزارة العدل في الولايات المتحدة في عام 1971. فمن الواضح أنه لا يوجد أي أساس في الواقع أو القانون للإدّعاء. والنتيجة من هذا الاتهام غير المسؤول تسبّب في إغتيال كريم سوبزوكوف في عام 1985. كانت حكومة الولايات المتحدة تدرك ماهية كريم سوبزوكوف وحقيقة أنه لم يرتكب أي جرائم حرب، ولكن لأسباب غير مبررة، فإنهم سمحوا بأن يصنّف سوبزوكوفبأنه مجرم حرب نازي. لقد أداروا تحقيقات ملفقة واحداً تلو الآخر والّذي طال على مدى عشر سنوات. سلوك خادع من قبل بعض المسؤولين داخل وخارج حكومة الولايات المتحدة ما تسبب في وفاة كريم سوبزوكوف.

في شهر حزيران من عام 1979، أرسل بواسطة البريد إلى بيت كريم سوبزوكوف صندوق سيجار يحتوي على قنبلة قوية. وكانت زوجة سوبزوكوف وثلاثة من خمسة أطفال إلى جانبه عندما كان على وشك فتح لفافة الصندوق. وكان صندوق السيجار قد أرسل بالبريد من فيلادلفيا. تدخلت إرادة الله سبحانه وتعالى، ولم يفتح كريم سوبزوكوف الصندوق.مع إلحاح أسرة كريم سوبزوكوف، استدعيت شرطة باترسون وعندما وصل ضابط الشرطة إلى الموقع، وميّز الصندوق بأنه، قنبلة. وعندما تحقّقت شرطة الولاية من محتوى القنبلة، قاموا بتفجيرها وأشاروا إلى أن ضرراً كبيرا كان سينتج عنها. في نفس الوقت الّذي كان يحدث فيه ذلك، كانت وزارة العدل تسعى إلى نزع جنسيّة سوبزوكوف، ومن ثم ترحيله من الولايات المتحدة. إضافة إلى ذلك، كان إبن كريم سوبزوكوف في الخدمة الفعلية بمثابة رقيب في سلاح الجو التابع للولايات المتحدة. كان إبن سوبزوكوف يخدم الولايات المتحدة في حين أنها كانت تسعى للإجهاز على والده.

حتى يومنا هذا، لا زال لم يتم إلقاء القبض على الّذي حاول التفجير ولا المتآمرين معه لتنفيذ أول محاولة لاغتيال كريم سوبزوكوف. مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) هو ذراع التحقيق التابع لوزارة العدل. وكان معدل نجاحهم فيما يتعلق بدعوى كريم سوبزوكوف صفر. وليس هناك خلاف في هذه المرحلة أن معدل نجاحهم في إلقاء القبض على قتلةسوبزوكوف هو أيضا صفر.

وكما أشير سالفاً، في خطاب سابق، وفي 15 أغسطس/آب 1985 جاء القتلة إلى منزل سوبزوكوف في ساعات الصباح الباكر وزرعوا القنبلة الثانية والّتي كانت قاتلة. هذه المرة على الباب الأمامي. مرة أخرى، كانت زوجة سوبزوكوف، وبناته، وزوجة إبنه الحامل في المنزل. قبل ذلك وفي يوم 14 أغسطس/آب 1985، تحدث كريم سوبزوكوف مع مكتب التحقيقات الفيدرالي كما فعل خلال الاسبوع السابق حول التهديدات على حياة سوبزوكوف، وأخبرهم بأن شخصا ما حاول دهسه. مرة أخرى، كان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد أشعر من قبل سوبزوكوف، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء. لو أنهم اتّخذوا إجراءاً بشأن كريم سوبزوكوف، لما كان قد قتل، وهؤلاء الذين سعوا لإلحاق الضرر بسوبزوكوف كان يمكن أن يكون قد تم إلقاء القبض عليهم. لقد تم حذف هذه الاتصالات بين كريم سوبزوكوف ومكتب التحقيقات الفيدرالي من جميع السجلات الحكومية. الوثائق التي تم استردادها بموجب قانون حرية المعلومات (FOIA)، لا تحتوي على هذه المحادثات. هل من الممكن، أو حتى من المحتمل، أنّ فشل محاولة مكتب التحقيقات الفيدرالى/وزارة العدل في مقاضاة كريم سوبزوكوف، قد أدّى إلى إنعدام التعاطف مع سلامة ورفاهيّة سوبزوكوف….؟

وتظهر وثائق التحقيق الّتي قمت باستردادها بموجب قانون حرية المعلومات بشكل واضح بأن كل التحقيق في اغتيالكريم سوبزوكوف كان معيباً، ويبعث على الشبهة، وفاضح، ولم يكن بدافع العدالة. أثناء سير التحقيق، تم تعيين وكلاء متعددين وعزلهم من ملف قضية سوبزوكوف. علاوة على ذلك، كان لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي مشتبه بهم تحت المراقبة باغتيال سوبزوكوف لكن تم إعاقة ذلك من قبل محامي (النائب العام) الولايات المتحدة. كان هناك أدلة كافية وسبب محتمل لإجراء الاعتقالات، إلا أنهم فشلوا في التصرف. وخلال 28 عاما من الاتصال مع مكتب التحقيقات الفيدرالي على قضيّة والدي، يمكنني أن أذكر بشكل لا لبس فيه بأنهم متغطرسون، ولا يمكن الوثوق بهم، ويسعون إلى الأمن الوظيفي فقط ولا يحترمون القسم واليمين إلى الولايات المتحدة. بوضوح، هناك استثناءات، ولكن في تجربتي هذه الاستثناءات محدودة. في ضوء هيكل وجدول أعمال وزارة العدل فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد تطور إلى منظمة سياسية، ولم يعودوا المدافعين عن العدالة المطلقة. يضطر الآن مكتب التحقيقات الفيدرالي لفرض العدالة الانتقائية. فشلهم في تعارض وضعهم يترجم إلى وجود مؤامرة.

 

وثائق مكتب التحقيقات الاتحادي المنقحة الّتي تم الحصول عليها عبر قانون حرية المعلومات تشير إلى أن بعد أسابيع من التفجير القاتل، كان لديهم مشتبه بهم تحت المراقبة في نيويورك ونيو جيرسي. انهم يعتقدون ان هؤلاء المشتبه بهم زرعوا القنبلة التي قتلت كريم سوبزوكوف. بالإضافة إلى ذلك، توجه هؤلاء المشتبه بهم من نيوارك (Newark) إلى لوس أنجلوس (Los Angeles) وتمت متابعتهم من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد أسابيع فقط من مقتل سوبزوكوف. ووفقاً لتقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي فإن هؤلاء المشتبه بهم “فصلوا” من مراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي و تم إعتبارهم في وقت لاحق من المجموعة التي كانت مسؤولة عن التفجير القاتل الذي أدّى إلى قتل اليكس عودة (Alex Odeh). كان اغتيال السيد عوده خطأً فادحاً ثانٍ لمكتب التحقيقات الفيدرالي والذي أسفر عن خسائر في الأرواح لإنسان آخر. قدّم مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة بقيمة مليون دولار لاعتقال ومحاكمة موفّقة لقتلة السيد عودة. ومع ذلك، لم يتم تقديم مكافأة لما يتعلق بالذين قتلوا كريم سوبزوكوف. بعد التّحقّق المتكرّر من مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يوضّحوا لي هذا التباين، وهو ما يتسق مع كل شيء آخر في هذه القضية. الصّمت يسمح للحكومة بعدم الكشف عن الحقيقة .

وزارة العدل ومكتب مدعي عام الولايات المتحدة لم يفعلوا شيئا على الإطلاق في “التحقيق” مع القتلة الذين قتلوا كريم سوبزوكوف. قدم مكتب التحقيقات الفيدرالي أدلة إلى مكتب النائب العام في الولايات المتحدة وسعت إلى إيجاد هيئة محلفين كبرى لبدء محاكمة قتلة سوبزوكوف. قرر مكتب مدعي عام الولايات المتحدة عدم المضي قدماً مع اقتراح مكتب التحقيقات الفيدرالي، وادّعى ان مثل هذا الاجراء سابق لأوانه. بالتالي، أفلت المشتبه بهم من المقاضاة في الولايات المتحدة. أفلت القتلة من العدالة. لقد فشلت حكومة الولايات المتحدة في توفير العدالة المتساوية في ظل القانون. ومع ذلك، فمن الجدير بالذكر أن عدد قليل من الأشخاص المتورطين في قتل كريم سوبزوكوف الّذين ظلوا في أمريكا فقدوا حياتهم بطريقة عنيفة على قدم المساواة، لكن لم تتعرض عائلاتهم للإيذاء. أسمائهم متوفرة. لا نقلّل أبداً من قوة ربنا. تكبير .

كريم سوبزوكوف هو رجل المبادئ الذين حرم من العدالة.

 

المحامي، أصلان سوبزوكوف

المصدر: (http://tscherimsoobzokov.com/)

ترجمة: عادل بشقوي

 

Share Button