إزدواجيّة المعايير الروسية بين المبادئ الأولمبية والإجراءات القمعيّة

إزدواجيّة المعايير الروسية بين المبادئ الأولمبية والإجراءات القمعيّة
photo 1 (2)

إن إزدواجية المعايير في تطبيق السياسة الرّوسيّة في التعامل مع شعوب وأمم شمال القوقاز وخصوصا في هذا المجال الأمة الشّركسيّة، من خلال احتفالات افتتاح العاب سوتشي الأولمبية الشتوية والمغالاة في إظهار البذخ والمبالغة والغطرسة والغرور في احتفالات لايمكن مشاهدتها إلا على مسرح من يريدون تغيير الحقائق على الأرض، لا بل طمسها وإخفائها من أجل تغييب أمة سلبت هويتها وحقوقها واغتصبت أرضها عنوة وغدراً، وفي نفس الوقت تعمل على إطلاق العنان لأجهزة أمنها ومخابراتها للتصدي بعنف للشبان الشّراكسة واعتقال العشرات من الّذين حاولوا التظاهر في نالتشيك، عاصمة قباردينو – بلكاريا تزامناً مع يوم افتتاح الألعاب المرفوضة ذوقاً وسلوكاً وقانونا، وذلك من أجل التعبير بشكل سلمي وحضاري عما ينتابهم من شعور مؤلم وعواطف جياشة تذكرهم بأجدادهم الذين قضوا نحبهم وهم يدافعون دفاعاً بطولياً واسطورياً عن وطنهم وامتهم، وأولئك الّذين هجروا من وطنهم الأصلي إلى مناطق أخرى إما بعيداً عن شواطىء البحر الأسود أو إلى الدولة العثمانية عبر البحر الاسود بعيداً عن الوطن.

 إن السلطات الروسية تظهر دائماً وأبداً نواياها وإجراءاتها بالغريزة وبشكل تلقائي، والّذي إن دل على شيء فإنما يدل على انفصام في شخصية وهيبة دولة لم تعرف في تاريخها غير التسلط والحروب والسيطرة على مصائر الآخرين. لم توقف روسيا في يوم من الأيام سعيها الدؤوب والمستمر المتمثل في إرساء أسس السيطرة المستبدة باساليب الظلم والقمع والقتل والتهجير والعنصرية المقيتة في جهودها المحمومة لفرض واقع مزيف يعتمد على مبدأ الغاء واقصاء الآخر من خلال التعسف والإعتقال والتّجاهل، ولم تثني روسيا التحولات الإيجابية العالميّة في مجال حقوق الإنسان واستعادة الحقوق المشروعة وتقرير المصير التي طرأت على الساحة الدولية عن التمادي والعنجهية والإستمرار في سياسات الإمبراطورية القيصرية الروسيّة والإتحاد السوفياتي البائد.

إن السياسة الروسية التي تفتقر إلى الحكمة وغير المجدية والخرقاء تتمثل في تجنيد كل امكانات الدولة الرّوسيّة من أجل العمل على نشر الدعاية والتضليل ضد كل من يريد المطالبة بالحقوق المشروعة، والإبحار بعكس تيار الإعتدال والمصالحة بين الشعوب والسماح لجعل وسائلها الإعلاميّة بوقاً روسياً ينفث السموم ضد الطموحات الشركسيّة واهداف الأمة الشّركسيّة في استعادة حقوقها السليبة، بدلاً من الإنخراط في علاقات إقليمية ودولية ودية بين الشعوب والعمل على حل القضايا العالقة منذ عشرات السنين والتي تزداد وتكبر مثل كرة الثلج يوماً بعد يوم نتيجة للتعنت الرّوسي مما يساعد على ازدياد الهوة وغياب الحوار البناء.

ونحن الموقعين أدناه نشهد العالم، إذ نستحث الدولة الروسية وحكامها أن يميزوا ويختاروا وعليهم أن يكونوا حضاريين ويحترموا القوانين والأعراف والمواثيق الدولية ويتبنوا السلام والعدل والديمقراطية وتصفية الاستعمار، بدلاً من الحروب والطريق الخاطىء والقمع والديكتاتوريّة والإستعمار، وأن ينحازوا صوب المحافظة على كرامة الناس والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم.

فيدراليّة الجمعيات الشّركسيّة (Circassian Associations Federation)

الحركة القوميّة الشّركسيّة (CNM)

المركز الشّركسي للثقافة وحقوق الإنسان (CCAHRC)

المجلس الشّركسي العالمي (ICC)

مجموعة العدالة لشمال القوقاز (JFNC)

راديو أديغه (Radio Adiga)

Share Button

اترك تعليقاً