نافذة على أوراسيا: كاتب جورجي يقول: جغرافية روسيا ‘فوق الواقعيّة’ تهدد العالم

نافذة على أوراسيا: كاتب جورجي يقول: جغرافية روسيا ‘فوق الواقعيّة’ تهدد العالم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة عادل بشقوي

            ستاونتون، 19 مارس/آذار – في الماضي، “كان كل بلد له الخريطة الخاصة به، كل منها كان مختلفاً إلى حدٍ ما”، كما يقول أحد الكتاب الجورجيّين، لكن مع ماركو بولو وغوغل، قبل معظمها خريطة متجانسة للعالم، حيث أن فيها الحدود واضحة وثابتة. ولكن الروس يبقوا استثناءاً.

            ووفقا لسلمون تيرناليلي (Solomon Ternaleli)، “يستمر الروس في أن يكونوا منجذبين إلى السريالية عندما يتعلق الأمر بالجغرافيا والخرائط. أنهم يريدون فقط تلك الخرائط التي ترضي غرورهم بغض النظر عن الواقع (solomonternaleli.wordpress.com/2014/03/19/geographical-surrealism-and-virtual-sanctions/).

            المجتمع الدولي “يعترف بجورجيا في الحدود المعمول بها، ولكن الروس يعترفون بأبخازيا وجنوب أوسيتيا كدول مستقلة. والعالم يعتبر مناطق غاغاو غاغاوزيا (Gagauzia) وترانسدنيستريا (Transdniestria) جزءا من مولدافيا، ولكن موسكو تقول أن هذه الأماكن إما أنّهما بالفعل دولتين مستقلتين أو يجب أن تصبحا هكذا”.

            والآن شبه جزيرة القرم: وفقا للمجتمع الدولي، يقول تيرناليلي، هي جزء من أوكرانيا. لكن روسيا بادئ ذي بدء قامت باحتلالها، وأعلنتها في اليوم التالي فقط أنها مستقلة من أجل استيعابها في الفيدراليّة الرّوسيّة، “وبسلاسة وبغطرسة”، و باستخدام “أسلوب الإختبار مع مرور الوقت” من خلال تسليم جوازات سفر الفيدراليّة الرّوسيّة.

            في هذه الطريقة، فلاديمير بوتين، “سيد السريالية السياسية”، يولج متفجرات تحت بلدان معينة وكذلك المجتمع الدولي، وهو نموذج متجدّد من “أحصنة طروادة” التي يمكن استخدامها مع “نتائج مدمرة”، لأنها تعمل على مايرام بحيث “ليس هناك حاجة لإجراء أي تعديل”، على الأقل حتى الآن.

            و يواصل الكاتب الجورجي بأن موسكو تثير التناقضات المحلية، وتدفع خصومها إلى فتح النار أولاً، ثم تطرح نفسها للعالم باعتبارها المخلّص”.

            للأسف لا توجد هناك أساليب سهلة أو سريعة للتعامل مع “تفجر حنين ما بعد الإمبريالية” الأخير هذا، خاصة وأن الغرب كان عليه مواجهة ما فعله في يوغوسلافيا السابقة وأوكرانيا للتعامل مع فشله في مواجهة تصرّفات فيكتور يانوكوفيتش (Viktor Yanukovich) ومن ثم عزله بين عشية وضحاها “بسبب وجيه ولكن بإجراءات هي في موضع شك”.

                يبدو أن العديد من الزعماء الغربيين يميلون إلى الاعتقاد أو على الأقل يأملون بأن العقوبات ستقود روسيا لتتراجع عن ضم شبه جزيرة القرم، حسبما يقول تيرناليلي، ولكن الغزو الروسي لجورجيا في أغسطس/آب 2008 أثبت أنها “غير فعّالة على الإطلاق وكم الخطر إستخدام نصف-عقوبات ضد الروس. أنهم سوف يصبحون فقط أكثر تصميما” على المضي قدما .

            ويصر بأن نظام عقوبات يمكن أن ينجح، “حتى ضد الدبابات والطائرات”، ولكن فقط إذا كان “في وقت مناسب، وقوي وفعال ومحكم ومنسّق! وخلاف ذلك، فإنه من الأفضل عدم استخدام كلمة {عقوبات}”، وخصوصا إذا كان المسؤولون يقولون كما يفعل العديد منهم الآن، “دعونا نفرض عقوبات ولكن نجعلها لطيف”!

            يجب أن يتذكّر مثل هؤلاء المسؤولين والجميع ملاحظة القس نيمولر (Pastor Niemolle) وجعلها تواكب الأحداث ردا على إجراءات بوتين: “في البداية، أخذوا أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وأنا لم أتكلم عن ذلك – لأنني لم أكن جورجياً. ثم أخذوا شبه جزيرة القرم، وأنا لم أتكلّم عن ذلك – لأنني لم أكن أوكرانياً. ثم أخذوا ترانسدنيستريا، وأنا لم أتكلم أيضاً – لأنني لم أكن مولدوفياً … ثم جاءوا لنا – ولم يكن هناك أحد قد بقي للتحدث لأجلنا … “

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-russias-surreal.html)

Share Button

اترك تعليقاً