نافذة على أوراسيا: دوغين يقول للانفصاليّين في أوكرانيا ماذا يفعلون تالياً
بول غوبل (Paul Goble)
ستاونتون، 1 نيسان/أبريل – ألكسندر دوغين، مختص بشؤون أوراسيا والمقرّب من الكرملين، قال للإثنيّين الروس في أوكرانيا بأنّه يجب عليهم أن لا يتعاونوا مع كييف في أي شكل من الأشكال، ويجب عليهم أن يكونوا على استعداد بأن “يعملوا بتطرّف”، حتى النقطة التي تشعل حرباً أهلية في هذا البلد، وأن موسكو ستدعمهم لأنها تؤيد “استقلال جنوب شرق – أوكرانيا”.
قبل ثلاثة أيام، أدلى دوغين بتلك التعليقات عبر سكايب إلى زوجة بافيل غوباريف (Pavel Gubarev) الذي اعتقلته أجهزة الأمن الأوكرانية لأنشطته الإنفصالية. وقد التقط ذلك من خلال الإنترنت، وأصبح أمراً يثير ضجة كبيرة على مواقع الأوكرانية (by24.org/2014/03/30/skype_instructions_for_ukrainian_separatists_from_moscow_captured/ و aboutru.com/2014/03/dugin/).
يجدر التأكيد أن دوغين الذين غير موقفه من صف المعارضة الراديكالية الروسية قبل عام 2000، وأصبح أحد الموالين للكرملين عندما جاء فلاديمير بوتين الى السلطة، وهو الّذي جاءت تصريحاته الاخيرة حتى كتصريحات بوتين ومسؤوليه الّذين كانوا يعلنون بأنّ ليس لديهم خطط أخرى للتقدم في أوكرانيا.
لا دوغين ولا الكرملين أكدا هذه الكلمات، ولم يتبرأ منها أي منهما أيضاً، في إشارة إلى أن أحدهما أو الآخر أو كلاهما مهتمان في مواصلة زعزعة استقرار أوكرانيا حتى مع قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري بان موسكو تريد تحقيق استقرار للوضع .
العديد من بيانات دوغين المحددة تستحق أن يركز عليها. الأوّل، يقول دوغين أن “جميع السياسيين المحليين الذين يوافقون على المشاركة في الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا االمقرّر إجراؤها في 25 مايو/أيار سيجري إعتبارهم من الآن فصاعداً من الخونة”، وأضاف أن هذا يشمل الناس في الحزب الموالي لروسيا، حزب الأقاليم.
الثاني، يقول دوغين أن “الانفصاليين يجب أن لا يحاولوا إيجاد لغة مشتركة مع السلطات الجديدة في كييف لكن بدلاً من ذلك أن يقوموا بِ”التصرف بشكل راديكالي”، وهو التعليق الذي يراه الكثيرين بوصفه نداءاً لبدء الحرب الأهلية في ذلك البلد ضد الحكومة الحالية.
والثالث، مضيفاً إلى مثل هذه المخاوف، يصر دوغين أن “الكرملين يميل للنضال بشكل حاسم من أجل استقلال جنوب – شرق أوكرانيا”، الّذي بالكاد يتفق مع تصريحات موسكو ولكن بما يتفق بوضوح مع سياساتها.
كما لاحظ زعيم سياسي بريطاني في ذلك الوقت في ميونيخ، في كلمات قد تأتي لتلازم بعض السياسيين المعاصرين، “سياسة هتلر واضحة تماما: انه ببساطة يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر”، ويتوقع من الآخرين أن يقبلوا ذلك على أنّه الواقع الجديد اذا كانوا يريدون السلام والاستقرار في عصرنا.