يقول الخبراء ان شمال القوقاز يقف مرة أخرى على شفا الإنفجار

الخميس 8 يناير/كانون الثاني 2015
يقول الخبراء ان شمال القوقاز يقف مرة أخرى على شفا الإنفجار

بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي

11 يناير/كانون الثاني 2015
ستاونتون 8 يناير/كانون الثاني – الوضع في شمال القوقاز الّذي كان قد استقر في الأشهر الأخيرة هو مرة أخرى على شفا انفجار نتيجة لعودة المسلحين من سوريا والذين هم الآن موالون لتنظيم داعش، وبسبب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قبل السلطات، والإنتقادات على نطاق واسع لقرارات المحاكم، وذلك فقاً لاستطلاع أجراه موقع كفكاز أوزيل (Kavkaz Uzel) مع خمسة من المختصين الإقليميين.
خلال الأحد عشر  شهرا الأولى من عام 2014، في الفترة الماضية التي تتوفر عنها المعلومات، كان هناك ما لا يقل عن 26 عملاً إرهابياً وما لا يقل عن 137 اشتباكاً بين السلطات والتنظيمات السّرّيّة. نتج عن هذه العمليات 290 قتيلا و 140 جريحا، وفقا لموقع الخدمة الأخبارية (http://ingushetia.kavkaz-uzel.ru/articles/255197/).
ووفقاً لألكسندر شيركاسوف (Aleksandr Cherkasov) من مركز ميموريال لحقوق الإنسان (of the Memorial Human Rights Center)، فإن هذه الأرقام، ومع أنها تبدو مروّعة، تمثل تراجعا ملحوظا في شدة الصراع هناك. “والنشاط السّرّي في المنطقة آخذ في الانخفاض. في عام 2013، كان أقل مما كان عليه في عام 2012، وفي عام 2014، كان أقل مما كان عليه في عام 2013”
ويتابع، على الأقل جزئيا، كان ذلك متعلقاً مع التدابير القاسية الّتي اعتمدتها السلطات في داغستان والشيشان ومع استخدام القوة الناعمة في إنغوشيا، والتي بالمناسبة، أشار شيركاسوف، “أصبحت المنطقة الأكثر أماناً في شمال القوقاز”. والسؤال هو ما إذا كان بالإمكان لهذا الوضع أن يستمر.
وقال: انه في الأشهر الأخيرة، غادر شمال القوقاز “مئات المتشددين” للقتال في سوريا، وإلى حدٍ ما، لأنه “كان أكثر أماناً لهم” في ذلك البلد الشرق أوسطي مما كان عليه في أوطانهم. ولكن “هذا يعني أن التحسن في الوضع [في شمال القوقاز] هو مؤقت فقط”، وخصوصا أن هؤلاء الذين يعودون لديهم خبرة عسكرية أكثر وهم ملتزمون للدولة الإسلاميّة.
ويكمل، إن هذا التحول في الولاء، يحتمل أن يكون له عواقب وخيمة لأنه من المحتمل أن يعني أن المتشددين في شمال القوقاز سوف يعملون من الآن خارج حدود جمهورياتهم، ويكونوا أكثر استعدادا لقتل المدنيين، ويصبحون أقل من أي وقت مضى على استعداد للتفاوض سواء بشكل مباشر أو غير مباشر مع السلطات.
وقالت فارفارا باخومنكو (Varvara Pakhomenko) من مجموعة الأزمات الدولية (International Crisis Group) ان الانخفاض في نشاط المتشددين في عام 2014 كان نتيجة “للعمل النشط من قبل هياكل السلطة [الروسية] عشية الأولمبياد في سوتشي وبعدها” وهي العمليات التي شملت “تدابير قاسية” للغاية والّتي “أدّت إلى وفيات أو اعتقالات أو رحيل العديد من المسلحين من المنطقة.
وقالت إن نجاح هذه الحملة قد جعل استخدام القوة يبدو “فعالاً”. لكنه “غير قادر على جلب سلام يدوم لفترة طويلة الأمد لأنه يؤدي إلى العداء مع السلطات ويؤدّي إلى نمو التّطرّف”. المتشددون الذين ذهبوا الى سوريا وعادوا الآن، موالون لداعش ويمثلون تهديداً متزايداً.
“إذا دخل بشكل سري إلى شمال القوقاز نسبة مئويّة ضئيلة من أولئك الذين قاتلوا هناك، فهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير”، وخصوصا “منذ أن بدأ قادة الجماعات المتشددة بقبول يمين الولاء لِ{الدولة الإسلامية}” وبالتالي استعدادهم للمشاركة في المزيد من الأعمال المتطرّفة أكثر من أي وقت مضى.
ويوافق على ذلك دنيس سوكولوف (Denis Sokolov) من الأكاديمية الروسية للاقتصاد وخدمة الدولة (Russian Academy of Economics and State Service). لقد أدّى رحيل “عدة آلاف” من مسلحي شمال القوقاز إلى سوريا لتراجع العنف؛ ومن المرجح أن تؤدي عودتهم إلى زيادته. وليس من الواضح ما إذا كانت الأنظمة الموالية لموسكو في المنطقة لديها حاليا القدرة على مواجهة ذلك.
وبالإضافة إلى ذلك، قال إن من المرجح أن يشهد عام 2015 موجة من الاحتجاجات في روسيا بشكل عام، وعلى الأقل البعض في شمال القوقاز سوف تاخذهم الشجاعة في ذلك، لا سيما إذا دفعت التشديدات في الميزانية موسكو لقطع التمويل عن المنطقة. وفي هذه الحالة، يمكن للمرء أن يقول، بأنه يشير إلى أن “النظام المؤسسي القديم قد دمر، ولكن لم يتم إنشاء نظام جديد”.
وأضافت تاتيانا لوكشينا (Tatyana Lokshina) من منظمة هيومن رايتس ووتش (Human Rights Watch) إنها تنظر إلى الهجمات على المؤسسات الشيشانيّة في أوائل ديسمبر/كانون الاول وتعامل رمضان قاديروف القاسية معها، بما في ذلك تصريحاته العلنية عن تدمير منازل أقارب المسلحين، وكأنّة يشير إلى مستقبل مستجد وأكثر خطورة.
وقالت ان مخاوفها تعززت نتيجة لعملية مكافحة الإرهاب التي حصلت مؤخّرا في القرية الداغستانيّة فريميني (Vremenny). استمرت العمليّة أكثر من ثلاثة أشهر، وكانت “غير مسبوقة” في قسوتها، مما يشير إلى أن الأشخاص الذين يمسكون السلطة هم أكثر من أي وقت مضى أقل استعداد للتهاون وهم سيستخدمون موارد السلطة الصارمة للسيطرة على الوضع.
وأخيرا، قال سيرغي نيكيتين (Sergey Nikitin) من منظمة العفو الدولية (Amnesty International) إن سلسلة من قرارات المحاكم الأخيرة، والتي كانت بمجملها ضد أشخاص من شمال قوقاز والتي ينظر إليها من قبل الكثيرين على أنها غير عادلة، وسعت دائرة أولئك الذين يرون في النظام السياسي القائم بأنه خاطئ وربما يكونون أكثر استعداداً للاستماع إلى أولئك الذين يستخدمون العنف لتغييره.

المصدر:
http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/01/north-caucasus-again-on-brink-of.html

Share Button

اترك تعليقاً