الأربعاء، 3 مايو/أيار 2017
شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت تثبت أنها “خلاصاً” للأمة الشركسية المقسمة، كما تقول أبشيفا
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
4 مايو/أيار 2017
ستاونتون، 3 مايو/أيار — أصبح الفيسبوك وغيره من شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت “خلاصاً حقيقياً” للشركس الذين ينقسمون ليس فقط بين عدة جمهوريات أنشئت من قبل الإتحاد السوفياتي، لكن بين 500،000 مواطن لا يزالون في وطنهم في شمال القوقاز والعدد الأكبر بكثير منهم — ما يصل الى خمسة ملايين — يعيشون في الشتات، وفقا لسفيتلانا أبشيفا (Svetlana Apsheva).
وتقول الصحفية الشركسية إن أفراداً من قوميتها يدركون منذ فترة طويلة الإمكانات التي توفرها شبكات التواصل الاجتماعي، لكن قوتهم كانت أكثر وضوحا في الأسبوع الماضي عندما أحيا الشركس في مختلف البلدان يوم العلم الشركسي، واجتمعوا معاً في الفضاء الافتراضي (caucasustimes.com/ru/cherkesskie-seti/).
قبل هزيمتهم من قبل الجيش الروسي وطرد الكثيرين منهم إلى الإمبراطورية العثمانية في عام 1864، وهو العمل الذي أدّى إلى وفاة الكثيرين، الذي يعتبر إبادة جماعية، حيث خاض الشركس معركة تحت راية علمهم الوطني. وليس من المستغرب بأن المحتلين الروس بذلوا كل ما في وسعهم لمحوه من الذاكرة الشركسية.
لكن الشركس لم ينسوا أبداً علمهم، وعندما انهارت السلطة السوفيتية، أعلنته جمهورية أديغي (Adygey) أنه العلم الرسمي لتلك الجمهورية الشركسية. وتقول أبشيفا أنه منذ عام 2010، شارك الشركس في جمهوريات أخرى من شمال القوقاز وحول العالم “بالاحتفال سنويا بيوم العلم الشركسي”.
وتواصل أنّهُ بفضل الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت، فإن هذه المناسبة والعلم الذي اقترنت به “أصبحا أكثر شيوعاً من أي وقت مضى” ومحط إلتآم للأمة الشركسية. وهذا العام، أصبح الاحتفال “ضخماً حقاً: في جمهوريات أديغيا وقباردينو-بلكاريا وكراشييفو-شركيسيا وكذلك في تركيا، خرج عشرات الآلاف من الناس إلى الشوارع” وهم يرفعون العلم.
وتستشهد الكاتبة بكلمات الناشط الشركسي أصلان بيشتو (Aslan Beshto) الذي يقول إن شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت هي اليوم “الأداة الرئيسية لتنسيق الإجراءات” بين الشركس، ومن ثم فإن هذه الوسائط عبر الإنترنت هي “بالنسبة لغالبية الشركس الذين يعيشون في 55 بلداً خلاصاً حقيقياً”، من خلال المساعدة على استعادة وتعزيز إحساسهم بالوحدة.
ويقول يموز بايزيد (Yemuz Bayazit)، وهو صحفي شركسي في تركيا، إن مواطنيه هناك كانوا يحتفلون بيوم العلم الشركسي منذ خمس سنوات، وأن عدد المشاركين كان يزداد عاماً بعد عام نتيجة لوسائل التواصل الاجتماعي. ويضيف عدنان خواد (Adnan Khuade)، الناشط الشركسي في جمهورية أديغيا، أن هذه الاحتفالات تذكر الجميع بالإبادة الجماعية والنّفي.
وعلى هذا النحو، حسبما يقول خواد، سمحت هذه المناسبة ووسائل التواصل الاجتماعي بالانتشار وأضفت “دوراً لا يقدر بثمن في تماسك الشركس على مدى السنوات العشر الماضية”.
واليوم، كما كان منذ قرن مضى، تخْلص أبشيفا إلى أنّ “النجوم الإثنتا عشر” على العلم الشركسي “ترمز إلى وحدة الشركس بفروعهم الإثنية، كما أن السهام الثلاث المتقاطعة ترمز إلى وحدة الأمة ونواياها المحبة للسلام”.
المصدر:
http://windowoneurasia2.blogspot.com/2017/05/online-social-networks-prove-to-be.html?m=1