الاثنين 21 مايو/أيار 2018
التغلب على موت الأمة — يحيي الشراكسة ذكرى 154 عاماً على الإبادة الجماعية
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
21 مايو/أيار 2018
ستاونتون، 21 مايو/أيار — غالبًا ما يلاحظ أن التاريخ قد كُتب من قبل المنتصرين؛ لكن أولئك الذين يبدو بأنّهم منتصرين في مرحلة ما قد يتحولون إلى أن يصبحوا مهزومين في مرحلة أخرى، وهؤلاء الذين يبدو أنهم المهزومون قد يعودون كطائر الفينيق ويحقّقون نصرًا أكبر وأدوم مما يمكن أن يتخيلوه.
واليوم، يحيي الشركس في جميع أنحاء العالم ما يسمونه موت الأمّة (تثابقكاواد – tlapqghakakwad) – التعبير الشركسي لـ “موت الأمة” – ذكرى طرد روسيا لأسلافهم في عام 1864، بعد أكثر من قرن من المقاومة للتقدم الإمبريالي الروسي في القوقاز.
إن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة الروسية عكست رغبة حكامها في امتلاك الأرض التي عاش عليها الشراكسة، لكن بدون الشركس، وهو مثال حي على مقال شهير لجنرال روسي مفاده أن: “روسيا تحتاج إلى أرمينيا، ولكنها لا تحتاج إلى الأرمن”.
وبهذا العمل الروسي -قبل أكثر من 150 عامًا- تم تدمير الدولة الشركسية، وأهلكت الأمّة الشركسية، وتوسّعت الإمبراطورية الروسية، ليتضح بالتأكيد أنها تبدو وكأنها تبرر ادعاءات النصر الروسية والاعتراف الشركسي بأنهم قاسوا من “موت الأمة”.
لكن في الواقع؛ فإن الشركس الذين يصل عددهم الآن إلى أكثر من خمسة ملايين في الشتات -في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية-، وأكثر من خمسمائة ألف شخص في وطنهم التقليدي في شمال القوقاز -الذي انتزعته الدولة الروسية- قد عادوا إلى الحياة وأصبح بإمكانهم النظر إلى ما بعد العام 1864 حيث سيكونون هم المنتصرين وليس الروس الظالمون.
وبسبب القرار المزرى من قبل فلاديمير بوتين لعقد الألعاب الأولمبية لعام 2014 في ساحات القتل في سوتشي، حيث تم قتل أجداد الشراكسة الحاليين بوحشية وتم تهجيرهم؛ أصبح المجتمع الشركسي -في الداخل وفي الشتات- أقوى من أي وقت مضى.
ويمكن ملاحظة ذلك في المظاهرات والكتابات من قبل الشركس هذا الأسبوع. (وأفضلها: caucasustimes.com/ru/cherkesy–napomnili–o–genocide/ و http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251679369). لكن يمكن ملاحظة ذلك بوضوح أكبر في أعمال الشركس التي تم تدوينها من قبل واحد منهم في كتاب جديد هام.
في كتاب “شركيسيا” (الناشر: Xlibris، 2017)؛ يتتبع عادل بشقوي -الطيار المتقاعد الذي ولد في عمان- تاريخ شعبه منذ العصور القديمة وحتى الكفاح في الوقت الحاضر. (وقد تعلمت منه الشيء الكثير، ومن كتابه تعلمت الكلمة الشركسية موت أمة “tlapqghakakad“).
لكن كتابه وتاريخ الشعب الشركسي يشيران إلى نتيجة أخرى؛ أن أولئك الذين هُزموا في مرحلة أو أخرى يمكنهم العودة منتصرين. وفي هذه الذكرى الحزينة للقمع الروسي؛ أنا واثق من أن العنوان الفرعي للكتاب والذي استخدمه بشقوي بعنوان: “ولدت لتكون حرّة” (Born to Be Free) يعبر بشكل أفضل بكثير عمّا يدور بين الشركس من أي شيء آخر.
لا يمكن هزيمة الأمة التي تبقى ملتزمة بالحرية، مهما كثرت الهزائم التي تعاني منها. وأنا أعتقد أن الشراكسة سوف ينتصرون مرة أخرى، بينما أولئك الذين اعتقدوا أنهم اقترفوا جريمة “موت أمة” قبل 154 عامًا سوف يكونون الخاسرين في نهاية المطاف.
المصدر:
http://windowoneurasia2.blogspot.com/2018/05/tlapqghakakwad-overcome-circassians.html