ذكرى المأساة الشركسية
بقلم: عادل بشقوي
21 مايو/أيار 2018
سنة بعد أخرى -وبعد 154 عامًا-، يأتي إحياء الذكرى المؤلم لتذكير الشراكسة بتاريخ مأساوي يحكي الكثير عن صراع طويل مجيد لم يكن من السهل كبح جماحه ولا القبول طواعية بمصادرة الحق في الدفاع عن النفس لعشرات السنين. لقد استعمل القياصرة الروس الغزاة مجموعة متنوعة من التكتيكات الشّريرة واللا أخلاقية والمجردة من المبادئ، والتي أدّتْ في نهاية المطاف إلى نهاية مأساوية للجميع، حيث تغلبت الكثرة على الشجاعة.
ومع ذلك، لم تكن المأساة سببًا للتشبث بالماضي، بل للتعلم من دروسه وعظاته، بل ينبغي اعتبارها دافعًا لاستيعاب الحاضر والتّطلُّع نحو مستقبل واعد. لذلك؛ فمن الممكن أن نقول: إن التطورات الإيجابية المختلفة في جميع المجالات أدت إلى ظهور المقدرة على استعمال الكفاءات الناتجة للمساعدة في تحقيق تنفيذ مثمر للمعرفة والمؤهلات. وهذا من شأنه أن يقود إلى آفاق من النتائج والمشروعات المثمرة.
وقد ساعد تنوع الكفاءات الشركسية في مختلف المجالات على تيسير الفعالية في أماكن وجودهم وفي معالجة المشاكل التي لم تحل بعد منذ نهاية الحرب الروسية-الشركسية، حيث كان التطهير العرقي والإبادة والترحيل هي العناوين الرئيسية لتداعيات الحرب الطويلة وغير المتكافئة التي تشير إلى استنتاج مؤلم لا لبس فيه.
وفي ضوء التطورات التي كانت ولا تزال تقلق أولئك المعنيين؛ يجب على الشركس أن يكونوا حذرين؛ فيجب أن يكونوا متيقّظين من المؤامرات التي تحاك ضدهم من جميع الاتجاهات، وإذا لم يتم أخذ ذلك في الاعتبار؛ فسوف يتعرضون لما هو أسوأ مما تعرضوا له على مر السنين.
المسار الصحيح معروف، والهدف هو استعادة الحقوق الشركسية؛ حيث أن “الحياة ليست مسألة صدفة … إنها مسألة اختيار”، بالرغم من الأفكار الفلسفية المتعددة في هذا السياق.