الأحد 17 يونيو/حزيران 2018
ستنبثق جمهورية شمال القوقاز في حال تفككت روسيا، كما يقول كوتاييف
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
17 يونيو/حزيران 2018
ستاونتون، 16 يونيو/حزيران — من أكثر الافتراضات انتشارا بين أولئك الذين يفكرون في المستقبل هو أنه إذا تفككت الفيدرالية الروسية، حيث ستتفكك جميعًا وفق حدود الفواصل القومية الحالية، وذلك بتوجه الجمهوريات غير الروسية للإتجاه كل على طريقتها الخاصة وبقاء العرقيين الروس في دولة رديفة واحدة.
من المؤكد تقريبا أن وجهات النظر المعرب عنها خاطئة. فمن ناحية، نجد أن الأقاليم والهويات الإقليمية بين تلك القوميات التي تصنفها موسكو كأعضاء في دولة روسية واحدة أقوى بكثير وأقل اهتماما بمستقبل روسي مشترك مما يصر عليه الكرملين أو ما يشعر به العديد من المراقبين سواء داخل روسيا أو خارجها.
ومن ناحية أخرى، فإن الانقسامات بين غير الروس التي عملت موسكو لفترة طويلة من أجل تعميقها، من خلال تقسيم قوميات مثل الشراكسة أو من خلال تخطيط حدود بأساليب تعزز التوترات، كجزء من إستراتيجيتها ”فرق تسد“ ليست دائمة كما تأمل موسكو ويتوقع الكثيرون.
والأكثر من ذلك، لا يوجد هناك اعترافا فعليًا باحتمال أن تجد بعض المجموعات الروسية والقومية الإقليمية لغة مشتركة وتفاهمًا مع المجموعات غير الروسية وأنه ربما في مناطق كبيرة معيّنة، قد تقرر حتى تشكيل دول جديدة تجمع بين كل منها.
وهذا يجعل من مقابلة، مع رسلان كوتاييف (Ruslan Kutayev)، رئيس مجلس شعوب القوقاز (Assembly of the Peoples of the Caucasus)، مع فياتشيسلاف بوزييف (Vyacheslav Puzeyev) من موقع {ما بعد الإمبراطورية} (After Empire) ذات أهمية خاصة لأنه يحاور في أسباب فشل نهج موسكو ولماذا يمكن أن يعمل الروس وغير الروس في الشمال القوقاز سوياً (afterempire.info/2018/06/15/kutayev/).
الناشط، الذي أفرج عنه مؤخرًا من السجن بعد قضائه مدة أربع سنوات تقريبًا والذي لا يزال مقيدًا في أنشطته كشرط لإخلاء سبيله المشروط، يقول إن مجلس شعوب القوقاز موجه في المقام الأول إلى تشجيع التقارب بين شعوب القوقاز.
ويقول الناشط الإقليمي: إن ”روسيا، والقيصرية، والسوفيات والبوتينية سعوا باستمرار إلى تقسيمهم“، ليس فقط عبر الحدود المصطنعة القائمة في جميع أنحاء المنطقة، لكن أيضًا من خلال لعب دور أحدهم ضد الآخر في بعض الحالات وقمع جماعات بأكملها في حالات أخرى. لا بد من التغلب على ذلك، وما هو أكثر.
ويضم المجلس ممثلين ليس فقط عن أمم شمال القوقاز ولكن أيضا عن الروس والقوزاق وممثلين عن جورجيا وأذربيجان. ويشمل أعضاؤها العلماء الذين يعملون على مشاكل الماضي واحتمالات المستقبل، وإمكانيات كما يشير كوتاييف بأن يجعلها بوتين من خلال سياساته أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
”ليس لدي أي شك،“ كما يقول الناشط الإقليمي، ”إن بوتين نفسه يقود روسيا إلى الانهيار. ربما هو لا يريد ذلك ولكن هذه هي النتيجة المنطقية لسياساته. لا يهتم هو وفريقه إلا بسرقة أكبر قدر ممكن، ولذلك فهم يقوضون العلاقات مع شعوب روسيا ومع العالم المحيط بأكمله.“
وفي مرحلة ما، فإن العالم سيتخذ خطوات لتنحيته ولمنعه من شن حرب عالمية؛ وعندما يحدث ذلك، ”ستكون مهمتنا هي إنشاء جمهورية قوقازية جديدة“ والتي ستشمل ”ليس فقط الجمهوريات الموجودة حاليًا في شمال القوقاز ولكن إقليم روستوف ومقاطعتي كراسنودار (Krasnodar) وستافروبول (Stavropol) وكالميكيا (Kalmykia) وما إلى ذلك“.
ويشير كوتاييف إلى أن هذه منطقة كبيرة ومترابطة يبلغ عدد سكانها حوالي 15 مليون نسمة“، وهي أكبر بكثير من أي جزء من أجزاءها والتي يفترض الكثيرون أنها قد لا تستطيع البقاء على قيد الحياة بشكل مستقل بسبب صغر حجمها.
ووفقا للناشط الإقليمي، فإن مجلسنا له علاقات وثيقة للغاية مع القوميين الروس المحليين ومع القوزاق. وجميعنا نفهم أنه في حال تفكك الإمبراطورية، فإن علينا جميعا أن ننظم علاقات التعاون وحسن الجوار.“
ويقول كوتاييف: ”لا أعتقد أن أي مشاكل خاصة ستنشأ بين جمهورية قوقازية مستقبلية والعالم المتحضر.“ وتحاول موسكو تقويض هذه الإمكانية من خلال الإشارة إلى أنها هي فقط تستطيع أن تحارب القوى الإسلامية في المنطقة؛ لكن في واقع الأمر، فقد تم إدخال تلك القوات من الخارج وليس على الأقل من قبل موسكو نفسها.
المصدر:
http://windowoneurasia2.blogspot.com/2018/06/a-north-caucasus-republic-will-emerge.html