تحية الشعر في ذكرى الهجرة الشّركسية التاريخية المجيدة

تحية الشعر
في ذكرى الهجرة الشّركسية التاريخية المجيدة
وعاش عاش اِلإخاء الشّركسي العربي


 

قصيدة بعنوان ” في ذكرى الهجره الشركسية المجيده ” ل شاعر الأردن الكبير المرحوم سليمان أبراهيم المشيني الملقب ب ( عاشق الأردن ) رحمه الله.
انظروا و دققوا بروعة و جمال الكلمات ودقتها.
والفقيد الكبير هو من مواليد مدينة السلط عام ١٩٢٨ م و توفي في ٢١/١٢/٢٠١٨ م والفقيد حاصل على عدة اوسمه رفيعه كان اخرها وسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجه الأولى .

Nadera Mashini


 

تحية الشعر
في ذكرى الهجرة الشّركسية التاريخية المجيدة
وعاش عاش اِلإخاء الشّركسي العربي

شعر سليمان المشّيني

مِن رائع الدر والياقوت والذهبِ

ذَهِّبْ قريضَكَ يا صنّاجَةَ العَرَبِ

حيّ به الشّركس الأبطالَ مَنْ لَهُمُ

في قلبِ كلِّ وفيٍّ أرفعُ الرُّتَبِ

حيّ به هجرةً لله قام بها

أُسدُ الشّراكسِ بالإقدام كاللهبِ

مِنْ أجلِ دينهمُ لم يحفلوا بردى

فاستقبلوه بصدرٍ مؤمنٍ رَحِبِ

أَعْظِم بها هجرةً تاه الجهاد بها

مستبشر الوجهِ في أثوابهِ القُشُبِ

أَكْرِم بها هجرة تبقى مميزةً

ما أشرق النور فوق الحَزْنِ والهِضَبِ

فهي امتداد لأسمى هجرة سَبَقتْ

قام الرسول بها في سالف الحِقَبِ

الله أكبر كم ضحّوا وكم بذلوا

كم جابهوا من مرير العيش والنُّوَبِ

لكنهم صبروا حفظاً لمبدأهم

والله يجزي الصبور الحر بالغَلَبِ

حتى أَتَوْا موطني فاهتزَّ من شَجَنٍ

لما التقى إخوةٌ في الدين والحَسَبِ

فقال أنتم أشقاءٌ لنا أبداً

في نضرة العيش أو في قسوة الكُرَبِ

واستُقْبِلوا في حمانا الأردنيّ كما

يُسْتَقْبَلُ الابن في حضن الأب الحَدِبِ

فَأَسْهَموا أيّ إسهامٍ بنهضتنا

أضحَوْا هلال سنى في السلم والحَرَبِ

يا إخوتي الشركسَ الأبرارَ شيمتكم

تدعو إلى الفخر والإكبارِ والعَجَبِ

أنتم نجوم الفدى في كل معركةٍ

عند احتدام اللظى أو وقعة القُضُبِ

في كل شبرٍ لكم فعلٌ ومأثرةٌ

قد سُجِّلَتْ بِمِدادِ الفخرِ في الكُتُبِ

يا قدوةً بعطاءٍ وانتماء هوى

تستأهلون أكاليلاً من الشُّهُبِ

فقد رضعتم حليب الكِبريا أُنُفاً

من خير أمٍ وتوجيه الأب الأَرِبِ

للهِ للأُردنِ الغالي كفاحُكُمُ

لا تأبهون بأعباءٍ ولا نَصَبِ

أنتم مثال الوفا بذلاً وتضحيةً

الأكرمونَ على سفكِ الدم السَربِ

لا ترهبون أذى من أجل رفعتنا

ولا المُحالُ بمستعصٍ على الطَّلَبِ

فالصّبر فيكم وفي فرسانكم خُلُقٌ

ورثتموه أباً في الرَّوْعِ بعد أَبِ

إِنْ قيل عنكمُ أهلُ الخيل سادتُها

أنتم جديرون يا فرسانُ باللقبِ

كما وُلدتم على أعرافها وُلدت

في ساحة الحربِ أو في ساحة الرَحَبِ

طوبى لمن جاوزَ الضّحضاح مقتحماً

قلبَ العبابِ بعزمٍ غير مضطرِبِ

فالناسُ صِنفانِ ملهي بمتعته

وآخرٌ للعُلى قد جَدَّ عن كَثَبِ

أردنُّ يا قلعةَ الأحرارِ يا بلدي

يا مَنْ عَلا بأصيل الجَدِّ والنَّسَبِ

أبناؤُكَ الغُرُّ مِن صخر بَنَوْا قِدَما

بتراءَهم بعظيمِ العزمِ والدَّأَبِ

يا مَنْبِتَ المجدِ والتاريخ يا هَرَماً

قُمْ سائل الدهرَ عن آثارهِ يُجِبِ

أليسَ فيكَ حضاراتُ الورى نشأت

ورايُ عِلمكَ في الآفاقِ لم تَغِبِ

أُردنُّ مذ كانت الدنيا حِمى شَمَمٍ

رأسُ المعالي وليس الرأس كالذنبِ

ترابُ أرضكَ يا ذا السّيفُ قد جُبِلَتْ

ذرّاته بدمٍ كالمُزْنِ مُنسكبِ

ما كنتَ مُذْ كُنتَ إلا غابَ مأسدةٍ

مهدَ الرّجولةِ ساحَ الخيلِ واليَلَبِ

صوتُ المدافع يشجي سَمْعَ فتيتهِ

كأنه وترٌ قد جُنَّ مِن طَرَبِ

يا إخوتي الشّركسَ الأبطالَ هِجْرَتُكُمْ

أذكى عُلاها دَمُ الشهداءِ والنُّجُبِ

ما قُمْتُمُ فيه أعلى أن يُلِمَّ به

نهرٌ من النظمِ أو فيضٌ من الخُطَبِ

وعاش أُردنُّنا حِصناً لكل أبي

وعاش عاش الإخاءُ الشركسي العربي

شعر سليمان المشّيني

Share Button

اترك تعليقاً