الروس لا يحبون التحدث عن التهجير الشركسي ربما بسبب التداعيات، كما يقول بريانكوف

الخميس 30 أغسطس/آب 2018

الروس لا يحبون التحدث عن التهجير الشركسي ربما بسبب التداعيات، كما يقول بريانكوف

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

31 أغسطس/آب 2018

            ستاونتون، 29 أغسطس/آبقبل يومين، أذاعت محطة إذاعية في موسكو بثًا نادرًا عن ترحيل الشركس من روسيا في عام 1864، وهو عمل أثّر على ما يصل إلى 95 بالمائة من مجمل الشركس في شمال القوقاز الذي كان قد تم الإستيلاء عليه في ذلك الوقت من قبل القوات الروسية، حسبما روى بافل بريانكوف (Pavel Pryanikov).

            بعض المجموعات الفرعية للشركس كالشابسوغ على سبيل المثال، تم الإجهاز عليهم تماماًحيث بقي منهم في وطنهم 1000 فقط من أصل 300،000 — وتوفي جزء كبير منهم في هذه العمليات، مما يشكل إجراء يطرحه الشركس يصل إلى مستوى وصفها بأنها جرائم إبادة على الرغم من أن الروس باستمرار يرفضون استعمال هذا المصطلح.

            الناس في روسيا اليوم،لا سيما المتعصّبون منهم، لا يحبون التحدث عن هذا التهجير؛وهذا هو الحال حتى بين أولئك الذين هم على استعداد للحديث عن ترحيل ستالين، على الرغم من أن تهجير الشركس كان أكبر بكثير وعدد الناس أكبر من ذلك بكثير (facebook.com/ppryanikov/posts/2051101544934894).

                ويقدم المعلق الروسي ورئيس تحرير مدونة تولكوفاتيل (Tolkovatel) ثلاثة أسباب بالإضافة إلى الأسباب التي تدعو الروس إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لما قد يبدو للبعض أحداثا حصلت منذ فترة طويلة:

            أولا،كان المدافعون الأكثر نشاطا عن الجبليين آنذاكالمجريون والبولنديون“. وفي الواقع، تم على متن سفينة بريطانية، إحضار 220 رجلا من هاتين الدولتين إلى شمال القوقاز في عام 1857، وقاتلوا لمدة ثلاث سنوات. اعتنق قائدهم البولندي الإسلام واعتمد اسمًا جديدًا باسم توفيق بيك (Tefik-Bey). وفي لندن، انضم البولنديون هناك إلى لجنة شركيسيا الحرة (Free Circassia Committee).

            ثانياً، استقال موسى كوندوخوف (Musa Kundukhov) من منصبه، وهو جنرال قيصري، وهو الذي كان مسلما من أوسيتيا وذلك عن طريق انتمائه الإثني والديني، وذلك في عام 1864 للاحتجاج على طرد الشركس وقاد وموّل شخصياً مجموعة من حوالي 25 إلى 30 ألف شركسي للذهاب إلى المنفى في الدولة العثمانية. وبعد ثلاثة عشر عاما، قاتل إلى جانب الدولة العثمانية ضد روسيا.

            وبتوضيح أكثر، يقول بريانكوف، لم يكن كوندوخوف وحيداً في هذا: فقد أعقبه العقيد القباردي عبد الرحمانوف (Abdurakhmanov) واللواء مورغوكوروف (Major General Morgukorov) واللفتنانت جنرال تميرخان تشيبشينيف (Temirkkhan Shipshyev) وهوالذي قاد 60،000 من الشابسوغ إلى تركيا، من بين آخرين.

            ثالثاً، والأهم من ذلك كله: فإن التهجير الشركسي يعطيغذاء للفكر لمؤرخين آخرين“. لو كان الشركس وغيرهم من شمال القوقاز لا يزالون اليوم في وطنهم الأم التاريخي، سيكون هناك 25 إلى 30 مليون منهم في تلك المنطقة. وسيكون 90 في المائة من عدد سكان منطقتيكوبان (Kuban) وستافروبول (Stavropol) من الجبليين“.

            ونتيجة لذلك،كان يمكن لتاريخ روسيا برمته في القرن العشرين أن يتحرك بطريقة أخرى“.

كتب بواسطة بول goble في 3:46 صباحا

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2018/08/russians-dont-like-to-talk-about.html

Share Button

اترك تعليقاً