السبت 22 فبراير/شباط 2020
إيحاء الدبلوماسي الروسي بأن الشركس تركوا وطنهم طواعية في عام 1864 يغضب أحفادهم
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
23 فبراير/شباط 020
ستاونتون، 15 فبراير/شباط — غضب الشراكسة في موطنهم في شمال القوقاز وفي الشتات حول العالم من تلميح أليكسي يرخوف (Aleksey Yerkhov)، سفير موسكو في تركيا، بأن أسلافهم تركوا ديارهم في عام 1864 على أساس طوعي وبالتالي ليس لديهم شكاوى ضد الدولة الروسية على هذا الأساس.
وقال يركوف: ”قرر البعض المغادرة وغادروا، وهم يعانون في كثير من الأحيان من الجوع والبرد والمرض في الطريق وعند الوصول“. و”قرر آخرون البقاء — وظلوا كذلك. لقد عانوا أيضًا مع الشعوب الأخرى في روسيا والاتحاد السوفياتي لأسباب أخرى“ (sputnik–abkhazia.ru/interview/20200213/1029447375/Kavkazskaya–voyna–i–situatsiya–v–Sirii–intervyu–posla–Rossii–v–Turtsii.html وnewsru.com/russia/16feb2020/tkruambassador.html).
يقول الشراكسة والمزيد من المراقبين الدوليين وحتى بعض الحكومات التي تُقِر أن تهجير الشركس لم يكن طوعًا كما ادّعى السفير بل كان عملاً من أعمال الإبادة الجماعية التي قُتِل فيها الآلاف. تعليقاته الأخرى حول الشراكسة كانت مغلوطة ويعتريها سوء النية على حد السّواء.
لقد ردت الجماعات الشركسية حول العالم بالغضب. (انظر إلى التعليقات والبيانات في
kavkaz-uzel.eu/articles/345968/
justicefornorthcaucasus.info/?p=1251681481
natpressru.info/index.php?newsid=11906
natpressru.info/index.php?newsid=11905
justicefornorthcaucasus.info/?p=1251681463
natpressru.info/index.php?newsid=11910
natpressru.info/index.php?newsid=11908
بالنظر إلى أن رد الفعل الشركسي على كلمات يرخوف كان متوقعًا تمامًا ويضمن أن يصبح الشركس أكثر تطرفا نتيجة لذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا قررت موسكو جعل سفيرها في تركيا يدلي بهذه التصريحات الآن. فمن الواضح أن هناك إجابتين، واحدة تخص تركيا والثانية تخص موسكو نفسها.
الجواب فيما يتعلق بتركيا هو أن موسكو ربما كانت ترغب في إرسال رسالة إلى أنقرة مفادها أنها تشاطر الحكومة التركية شكوكها تجاه أفراد الأقليات العرقية، وبالتالي فهي حليف يمكن الاعتماد عليه أكثر من الغرب الذي يهتم بمثل هذه الجماعات مهما كانت هناك من مشاكل. وقد يكون في إطار العلاقة الثنائية بينهما في الوقت الراهن.
وفيما يتعلق بذلك، ربما يفسر سبب كون السفير الروسي في تركيا هو الذي أدلى بهذه التصريحات المشينة، فإن موسكو تأمل في أن تكون أنقرة أقل مضيافًة للشركس وغيرهم من القفقاسيين الشماليين الذين لجأوا إلى هناك والذين يقدمون دعماً هامًا للحركات القومية التي تزداد حدة في شمال القفقاس.
الجواب المتعلق بالموضوع بشأن موسكو نفسها مختلف قليلا وربما أكثر أهمية. حيث أن هذا الأسبوع، وبينما كان الشركس يعربون عن غضبهم من تزوير يارخوف للتاريخ، كان هناك إعلانا بأن السلطات الروسية لن تسمح لمزيد من الشراكسة من سوريا بالعودة إلى وطنهم (kavkaz–uzel.eu/articles/345899/).
وفي هذا السياق، قد يكون لبيان السفير الروسي هدفان. فمن ناحية، يصرف الانتباه عن السياسة اللا إنسانية المتزايدة التي تنتهجها الحكومة الروسية الحالية من خلال تركيز الانتباه على قضايا تاريخية، وهو أمر قد يبديه الكثير من الشراكسة ولكن من غير المرجح أن يُنشِّط الآخرين.
ومن ناحية أخرى، فإن حقيقة أن سفير موسكو في أنقرة يدلي بهذا التعليق — يمكن للمرء أن يكون متأكداً من أن كلمات ييرخوف لم تكن بمثابة محض صدفة وصادره عنه شخصيًا — ربما يشير إلى أن الحكومة الروسية تعتزم تبني موقف أكثر صرامة نحو الشركس في المستقبل وتقوم باختبار الأجواء لمعرفة كيف سيكون رد فعل العالم.
إذا قام الناس من ذوي النوايا الحسنة في الغرب باستنكار كل من التصرف والإجراء كما ينبغي، فيمكن لموسكو دائما أن تتجاهل كلمات ممثلها في أنقرة. وهذا هو أحد الأسباب التي تدفع الحكومات بدبلوماسييها الإدلاء بأمور مثل هذه، لأنه يمكنهم صرف النظر عن كلمات السفير إذا شعروا أنه يتوجب عليهم فعل ذلك.
لكن إذا لم يكن هناك رد فعل من هذا القبيل لكليهما، فإن موسكو ستفترض بلا شك أنه يمكن أن تصبح أكثر قمعًا مع الإفلات من العقاب، والكذب بشأن الماضي وإساءة معاملة الضحايا الشركس نتيجة للحروب في الشرق الأوسط. وهذا يعني أن السجل التاريخي والأمة الشركسية اليوم سيعانيان أكثر في الأشهر المقبلة.
المصدر:
http://windowoneurasia2.blogspot.com/2020/02/russian-diplomats-suggestion-that.html