المغمورين في المجتمع
عادل بشقوي
5 مايو/أيار 2020
لا شك ان كل تصرف له درجات في التاثير من ناحية القوة أو الضعف ولا ينحصر ذلك بوصف او صفة لحالة ما بحد ذاتها، لكن يتحتَّم أن توصف كل حاله حسب الظروف المحيطة والتداعيات والعواقب المتّصلة بها. ويتَّبِع بعض الفاشلين المصابين بعقدة النقص أساليبا غير مهذبة بشأن توجيه دعاية موجّهة كاذبة في المجتمع. ويطبق هؤلاء المثل القائل: ”الكذب المرتب احسن من الصدق المخربط“، بحيث تحتوي توجهاتهم على أكاذيب غير عقلانية وغير واقعية وفقا لسيناريوهات خيالية، وذلك لتحقيق أهداف أطراف عنصرية لها علاقة مباشرة بما يجري بشأن القضية الشركسية تصل لدرجة الإساءة للآخرين.
يحدث كل ذلك في ضوء الموقف غير الأخلاقي الذي وجد بعض الأشخاص أنفسهم فيه، بشأن نقمتهم على الأفراد الناجحين الذين حققوا إنجازات غير مسبوقة في المجتمع. مع العلم أن من الهوان أن يجري التنسيق مع الغرباء، الذين هم ليسوا سوى امتداد لأصداء الحرب الروسية-الشركسية، بما في ذلك التهجير القسري، والحقوق والواجبات التي يتعين على الحكومات الروسية المتعاقبة الوفاء بها. ان الموضوع بشكل عام يتّسم بوجود تناقض بين الخير والشر. انه تعارض بين مفاهيم حضارية ايجابية تشمل النمو والرقي والإزدهار والتقدم ومفاهيم مضادة تشمل الانحدار والتخلف والإنكماش والركود.
ومن المناسب التطرق الى ذكر ما يحاول بعض المغامرين عمله وذلك بنفث سموم التفرقة والحسد والحقد والضغينة والكراهية دون الاستناد الى أي دليل قانوني، وذلك عبر تنظيم الشللية التي تفسد العمل الجماعي الإبداعي. بل يتم نشر معلومات مضللة يدونوها أو ينقلوها عن مصادر أخرى، على بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي توفر صفحاتها مُشرعة لافتعال الأزمات بين الناس من خلال نشر وتوزيع ما هو زيفًا وتزويرًا وكذبًا لا يقبله الذوق العام. ويتم ذلك بالاستعانة ببعض المقرّبين الذين يعملون على اطلاق الاتهامات الخادعة جزافا ضد افراد أو هيئات تعارض صراحة المواقف الروسية الإستعلائية والعنصرية التي تتجاهل الحقوق الشركسية المشروعة. ومن دون ذكر الأسماء يمكن التطرق الى حالتين مثاليتين لتوضيح ذلك. إنّهُما تعبّران عن امثلة حية تتعارض مع أبسط القواعد والمبادئ الأخلاقية. الحالة الأولى في دول الشتات والثانية في الوطن الأم.
يمكن التوضيح عن شخص يُعتبر من النرجسيين ولسان حاله يقول ”أذكروني ولا تنسوني“، ليبقى دائما في واجهة الحدث، وليلعب في معظم الاحيان دورا سلبيا من وراء الكواليس، وربما عبر أشخاص آخرين. وتتسم تصرفاته بالشخصنة والإعجاب بنفسه. وربما في بعض الأحيان يدّعي المشاركة بجهود جماعية، لكن في نهاية المطاف يعمل على إفشال ذلك بشكل كلي أو جزئي. وربما يريد ان يكون في واجهة الأحداث بأي ثمن، من أجل التعبير عن قوة تاثيره في المجتمع. وعندما يريد الإساءة على سبيل المثال، يدّعي بانه يتمكن من قراءة ما بين السطور الخاوية للتخيلات الواهية، ومنذُ نعومةِ أظفاره، يجوب البوادي ويقطع الفيافي.
والمثل الآخر، يرمز الى احد المغامرين الذي يقيم في الوطن، ويتصرف وفق أساليب مستهجنة من خلال التعرض لأشخاص بعينهم أو مؤسسات محترمة تعمل من خلال قوانينها ومبادئها وانظمتها التي قامت على اساسها، حيث لا يدل ذلك الا على الجهل والسّذاجه وضيق الأفق والنّفاق للسلطات التي يدّعي انه يمثلها في كل ما يتطرق إليه، خاصة وانه يتطفل متدخّلا بمواضيع مطروحة، يحاول الخوض بها وفق أساليب مبتذلة ومعايير يرفضها جزء لا يستهان به من أبناء الأمة الشركسية سواء في الوطن أو في الشتات.
ويجري ذلك من دون مراعاة لقوانين الخابزة الشركسية والحوار الحضاري من حيث احترام مبدأ الرأي والرأي الآخر. إن ”نصف المعرفة أسوأ من الجهل“.