بيان جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنية بمناسبة إحياء ذكرى الإبادة والتهجير
في خضم انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19) في العالم وفي ظل التداعيات التي نتجت عن هذا الوباء الخطير، تحيي الأمة الشركسية في الوطن في شمال القفقاس وفي بلاد الإغتراب ذكرى المأساة المؤلمة التي حلت بها وأثرت على وجودها في حاضرها ومستقبلها، كأمة موحدة مهددة في وطنها وفي الشتات.
ويصادف يوم الحادي والعشرين من شهر مايو/أيار لهذا العام ذكرى مرور مائة وسته وخمسون (156) عاما على انتهاء الحرب الروسية-الشركسية باحتلال قوات الإمبراطورية الروسية العسكرية للعاصمة الشركسية سوتشي، الذي أذِن بانتهاء حرب ضروس دامت مائة وسنة (101)، وتم بذلك احتلال كامل التراب الشركسي، ومتابعة عمليات الابادة والتطهير العرقي والتهجير القسري ضد الأمة الشركسية، وهي التي تجذر وجودهافي موطنها الأصلي وفق قيم حضارية وثقافية مميزة وعلاقات وثيقة وطيبة مع الأمم القديمة. لقد عملت الامبراطورية الروسية على مدار مئات السنين، بعد انتهاء اخضاع مغول القبيلة الذهبية لكافة المناطق الروسية لأكثر من مائتي عام، وذلك بعد تمكن المسكوفيين بزعامة إيفان الرهيب ومن بعده عائلة رومانوف بزعامة بطرس الأكبر واحفاده من تقوية وتمكين الدولة التي أنشؤوها، فقاموا بغزو بلدان وأوطان وشعوب من اعراق وأصول مختلفة كانت تجاورهم وتجاور جيرانهم لاحتلالها. ثم ضموا تلك ا لبلدان والمناطق الى امبراطوريتهم بالحديد والنار، وبأساليب أقسى بدرجات من تعامل المغول معهم، وبالتالي وصلوا الى شعوب وأمم القفقاس الصغيرة نسبيا، وشنوا عليها حروبا طويلة الأمد أزهقت أرواح الملايين، وذلك لاخضاعها وكان منها الأمة الشركسية التي أُبيد نصفها وهُجِّر 90 ٪ من الباقي الى الدولة العثمانية ومن ثمّ الى أرجاء العالم. وليس من المغالاة بأن يقال ان العقاب الإلهي وقع على أفراد اسرة رومانوف، حيث ان مصيرهم لم يكن أفضل من مصير ضحاياهم عندما أطلق الشيوعيون النار عليهم جميعا نتيجة لثورة أكتوبر.
إن التمسك بالثوابت والقيم السامية ومبادئ حقوق الانسان يجسد معنى إصرار الأمة الشركسية على اتباع الوسائل السلمية والإساليب الحضارية للمطالبة باستعادة الحقوق الشركسية المشروعة وفقا للقوانين والأعراف الدولية. ويجري العمل على كشف كافة الجرائم والمخالفات والتجاوزات الموثّقة التي اقترفتها الامبراطورية القيصرية الروسية واستمرت الانظمة الحاكمة المتعاقبة بالامعان في التنكر لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتجاهل اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، ويجري كذلك انكار الحقوق الشركسية المشروعة ومنها حق العودة لمن يريد الى الوطن الأم. لقد تجاهلت هذه السلطات إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية وأعمال اللجنة الخاصة المعنية بتصفية الاستعمار التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة. رحم الله ابطالنا الغر الميامين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل الدفاع عن الوطن، وعن كرامة الأمة.
عاشت شركيسيا حرة أبية
جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنية
21 مايو/أيار 2020