يُظهر الشركس أكثر من أي وقت مضى تماسكًا أقوى في الذكرى السنوية للإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1864

الجمعة 22 مايو/أيار 2020

يُظهر الشركس أكثر من أي وقت مضى تماسكًا أقوى في الذكرى السنوية للإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1864

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

22 مايو/أيار 2020

            ستاونتون، 21 مايو/أيار – يصادف اليوم الذكرى السنوية 156 لترحيل معظم الشراكسة من شمال القوقاز بعد أن قاوموا قوات الإمبراطورية الروسية لمدة 101 عامًا، التي استكملت إبادة جماعية أدت إلى قتل أو تهجير أكثر من ثلاثة ملايين منهم، وهو أمر ترفض موسكو حتى الآن الاعتراف به أو التحدث بشأنه.

            ولأن يوم الذكرى لهذا العام ليس ما يسميه الروس بأنه ”جولة“ أي أن له تاريخ قابل للقسمة على خمس أو عشر أو 100 عام ولأن الوباء يعني أن جميع الأنشطة التي شارك فيها الشركس تقريبًا كانت عبر الإنترنت بدلاً مما كما عليه الحال في العديد من السنوات الماضية، حيث اجتذبت الشوارع اهتمامًا أقل من بعض السنوات الماضية.

            لكن تجاهل الذكرى السنوية لهذا العام خطأ لثلاثة أسباب. أولاً ، على وجه التحديد ، لأن 90 في المائة من الشركس يعيشون خارج الحدود الحالية للفيدرالية الروسية ولأن الشركس داخلها لا يزالون منقسمين رسميًا، فقد تمكنت الإنترنت هذا العام من لعب دور أكبر من أي يوم ذكرى سابق.

            ثانيًا، ونتيجة لذلك، فإن الشركس كشركس أكثر اتحادًا من أي وقت مضى بعد الإبادة الجماعية الروسية منذ أكثر من 150 عامًا. لقد سمحت لهم الإنترنت بالتغلب على حدود الدولة القومية القائمة والانقسامات التي فرضها السوفييت وما زالت الدولة الروسية تتشبث بها.

وثالثًا،  لم يكن هذا التماسك غير مقصور على التأكيد على هوية مشتركة فحسب، ولكنه أيضًا يتضمن أجندة مشتركة بشكل متزايد، بما في ذلك وليس مقصورا على عودة الشركس إلى الوطن خاصة من البلدان التي مزقتها الحرب في الشرق الأوسط والمطالبة بحوارات أكبر وأكثر بشأن الجرائم  التي ابتليت بها تلك الأمة.

إذا كانت وسائل الإعلام قد كرست اهتمام الشركس بشكل أقل مما كانت عليه في الفترة التي سبقت الذكرى 150 للإبادة الجماعية التي تزامنت مع أولمبياد بوتين في نفس المكان الذي قتل فيه الشركس وتم طردهم، فإن الباحثين والمحللين الشركس وغيرهم نشروا المزيد من الدراسات أكثر من أي وقت مضى.

            وبفضل النشطاء الشراكسة الذين أوجدوا عالماً افتراضياً للشركس في كل مكان يذهبون إليه، فإن هذه الابحاث والكتابات تصل إلى عدد أكبر بكثير من الناس. لقد أصبحوا بدورهم أكثر نشاطًا عبر الإنترنت ومن شخص لآخر، مما ساعد الشركس في العودة إلى الوطن وعلى تعزيز الهوية الشركسية في الإحصاء الروسي القادم.

            لكن أفضل دليل على تنامي وحدتهم وقوتهم كان رد فعل موسكو الذي انتقد أولئك الذين يكتبون عن قضايا الشركس، وأبرزها أن موسكو اعتبرت مؤسسة جيمس تاون ومقرها الولايات المتحدة مصدر غير ودي بسبب مقالاتها عن الشراكسة، كما عملت ضد أولئك الذين يحاولون العودة أو تحديد الهوية الكترونيا.

            وبخصوص الكتابة عن ذكرى هذا العام، تشير الكاتبة الشركسية نعيمة نيفلياشيفا (Naima Neflyasheva) في مدونتها ”شمال القوقاز عبر القرون“ إلى كلمات مدينا خاكواشيفا (Madina Khakuasheva)، الروائية والباحثة الشركسية الرائعة، من كتاب الأخيرة على الطريق إلى الديار (kavkazuzel.eu/blogs/1927/posts/43347).

            وفيه، توجه نداءً إلى العلي القدير، وتطلب منه ”الحفاظ على أجنحة الناس حتى يتمكنوا من الطيران!“ ويُظهر اليوم التذكاري لهذا العام أن الشركس لديهم أجنحتهم ويستعرضون عضلاتهم وأن اليوم يقترب أكثر من أي وقت مضى عندما يعيشون مرة أخرى في شركيسيا الكبرى، فخورين وأحرارًا.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2020/05/circassians-show-greater-unity-on-this.html

Share Button

اترك تعليقاً