بيان صحفي: الشركس: الماضي والحاضر والمستقبل – في ذكرى بول هنزا وكمال كربات

بيان صحفي: الشركس: الماضي والحاضر والمستقبل – في ذكرى بول هنزا وكمال كربات

29 مايو/أيار 2020

A picture of Paul B. Henze, Jamestown President Glen Howard and Kemal Karpat (farthest to the left, second to the left, and third from the right, respectively) at Jamestown’s 2007 event, “The Circassians: Past, Present, and Future”; Kemal Karpat; Paul B. Henze.
A picture of Paul B. Henze, Jamestown President Glen Howard and Kemal Karpat (farthest to the left, second to the left, and third from the right, respectively) at Jamestown’s 2007 event, “The Circassians: Past, Present, and Future”; Kemal Karpat; Paul B. Henze.

في 21 مايو/أيار 2007، وهو يوم يعتبره الشتات الشركسي يوم الذكرى الشركسي، استضافت مؤسسة جيمستاون مؤتمرا ليوم واحد بعنوان: الشركس: الماضي والحاضر والمستقبل. وشارك في هذا الحدث بعض الخبراء الرُّوَّاد في العالم بشؤون شمال القوقاز  بما في ذلك عملاقان على هذا الصّعيد  بول ب. هنزه (1924 = 2011) وكمال كربات (1923 – 2019). كان كلاهما من العلماء ذوي الرؤية وخبراء في السياسات حيث عملا مع مؤسسة جيمستاون لإبراز تاريخ الشركس. وفي ذكرى هنزه وكربات، واحتراما ليوم الذكرى الشركسي، تود مؤسسة جيمستاون أن تلفت انتباهكم إلى عملهم السابق ومساهماتهما في هذا المجال.

تتضمن مقاطع الفيديو أدناه مؤتمر مؤسسة جيمستاون لعام 2007 ”الشركس: الماضي والحاضر والمستقبل“، الذي استضافته بشكل مشترك مع المعهد الثقافي الشركسي. لقد كان الحدث عبارة عن تجمع فريد من نوعه، وكان له تميُّز كبير في ظهور كل من كربات وهنزه. ويمكن للمرء أن يرى كربات يناقش الهجرة الجماعية الشركسية إلى تركيا، ويقدم هنزه منظورًا تاريخيًا حول الشركس والإمبراطورية الروسية. تعتبر هذه الأفكار والتحليلات الفريدة في هذه المجموعة الصغيرة محل تقدير. تجد أدناه رابطًا لمقتطف من كتاب هنزا لعام 1996 ”حاجز شمال القوقاز: المقاومة الشركسية لروسيا“.

وأخيرًا، كتب المحلل المخضرم في جيمستاون بول غوبل، الذي كان يعرف هنزه وكربات الذي كان قد عمل معهما في السابق وشارك في المؤتمر التاريخي في عام 2007، إشادة مؤثرة لجبابرة الساحة هؤلاء في ذكرى مساهماتهم في دراسة شمال القوقاز. لقد توفي بول هنزه في 19 مايو/أيار 2011، وتوفي كربات في 20 فبراير/شباط 2019،  لكن إرثهم لا يزال موجودًا من خلال كتاباتهم العديدة.


                                                                                                 على أكتاف العمالقة:                                                                                بول هنزا وكمال كاربات والمستقبل الشركسي

بول غوبل (Paul Goble)

تمامًا مثلما تُنجز المرحلة الأولى من الصاروخ في إتمام رفع الحِمل الثقيل، لكن غالبًا ما يُنْسى عندما يتم إطلاق المراحل العليا لإدخال جسم ما في مدار في الفضاء، فإن ذلك أيضا يشبه دور أولئك الذين شاركوا في الحركات القومية في وقت مبكر، وهم الذين يتم تجاهلهم أحيانًا. لقد قاموا برفع الأشياء الثقيلة التي لولاها لكانت نجاحات خلفائهم مستحيلة. ويجب تذكُّرَهم ليس فقط لأنهم لعبوا أدوارًا رئيسية في المساعدة على بدء شيئ ما، عندما اعتقد القليلين في ذلك الحين ان ذلك ممكنًا، لكن أيضًا لأن هؤلاء الأعضاء من الجيل المؤسس لا يزال لديهم الكثير ليخبروا الذين اتّبعوهم.

وعندما نظّمت مؤسسة جيمستاون مؤتمرها الرائد في عام 2007 حول الشراكسة، وماضيهم المرير وتطلعاتهم المستقبلية (see Jamestown, May 21, 2007)، لعب اثنان من ”الآباء المؤسسين“ دورًا رئيسيًا، بل دورا حاسمًا، وهما بول ب. هِنْزه (Paul BHenze) وكمال كربات (Kemal Karpat)، الذين وللأسف، لم يعودوا معنا. الآن وقد انطلقت الحركة الشركسية وتبدو في مسارها لتحقيق أهدافها، يجب عدم نسيانهم. بدلاً من ذلك، يجب أن يتم تذكرهم وتكريمهم. وكان كاتب هذه السطور، وهو عضو أقل من الجيل التالي من المعنيين بالقضية الشركسية، محظوظًا لمعرفة كليهما ويرغب في لفت الانتباه إلى مساهماتهم المشتركة وذات الصّلة.

كان هِنْزه (1924 – 2011) شخصية متنوعة فعلًا. لقد كان مثقّفًا وكتب مقالات بشأن قضايا قومية وشؤون دوليّة التي ما زال يقرأها ويستشهد بها الباحثين إلى يومنا هذا. وكان هنزه مخضرمًا في الخدمة الحكومية الأمريكية لمدة 30 عامًا، ساعد خلالها في تشكيل راديو الحرية (Radio Liberty) في الخمسينيات من القرن الماضي وتأكد من أن البث الأمريكي الذي وصل إلى ما كان يُدعى في حينها الاتحاد السوفياتي لن يُهمل جمهوريات الاتحاد غير الروسية أو الأمم غير الروسية التي لم يكن لديها أو حتّى تم حرمانها من قبل موسكو من التمتع بالاستقلال، بما في ذلك تتار القرم والشركس. وخلال حياته المهنية في الحكومة، عمل أيضًا في وكالة المخابرات المركزية، ووزارة الخارجية، ووزارة الدفاع وفي مجلس الأمن القومي (NSC). وكان دوره في هذا المركز الأخير أنه قدم ما يثبت أن ذلك كان من أهم مساهماته لجماعات مثل الشركس.

وأثناء خدمته في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر (Jimmy Carter)، أقنع هنزه رئيسه، زبيغنيو بريجنسكي  (Zbigniew Brzezinski) بإنشاء مجموعة عمل القوميات، ومرة أخرى للتأكد من أن السياسة الأمريكية لم تنظر إلى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية على أنها تتكون من روسيا فقط. تم تسميته رئيسًا للمجموعة، وثبت أنه مهم جدًا كمصدر لأفكار السياسة التي احتفظ بها ريتشارد بايبس (Richard Pipes) كبير مستشاري الرئيس رونالد ريغان (President Ronald Reagan) للشؤون السوفيتية، وتم توسيعها حتّى إلى أبعد من مجلس الأمن القومي لتشمل ممثلين عن وكالات حكومية أمريكية أخرى، بما في ذلك وزارتي الخارجية والدفاع ووكالة المخابرات المركزية. (بصفته محللًا صغيرًا جدًا في وزارة الخارجية، حضر كاتب هذه السطور بعض اجتماعاتها في أوائل الثمانينيات) واستمر بول هنزا في الحضور وتشكيل آراء المجموعة.

خرجت من هذه المجموعة الأسس الفكرية لقرار ريغان بتسمية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ”إمبراطورية الشر“ وتعزيز المزيد من اهتمام الولايات المتحدة والبث إلى النصف غير الروسي من سكان ذلك الكيان. وقد أدرك الكثيرون في حكومة الولايات المتحدة أخيرًا أهمية الجمهوريات الإثني عشر وثلاث دول محتلة في منطقة بحر البلطيق، لكنهم غالبًا ما كانوا أقل استعدادًا للنظر في العديد من الأمم التي كانت تحت رعاية موسكو والتي لم تكن تتمتع بهذا الوضع. كان هنزه زعيم أولئك الذين أصرّوا على أن الولايات المتحدة يجب ألا تكون مؤيدة لهياكل ستالين، بل يجب أن تركز على حقوق جميع الشعوب داخل حدود اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية  بما في ذلك وبشكل بارز، الشركس.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ترأّسَ هنزه فريق مراقبين دولي إلى الشيشان ثم إلى أبخازيا. وفي عام 1997، شارك في احتفال شامل المئوي في داغستان، وفي عام 1998، كان عضوًا في بعثة رابطة مشتركة بين حلف شمال الأطلسي (NATO) والولايات المتحدة الأمريكية إلى وسط وجنوب آسيا. وفي العقد الأخير من حياته، عمل كباحث كبير في مكتب واشنطن في مؤسسة الأبحاث والتطوير (RAND). وفي جميع هذه الأماكن، تحدث نيابة عن أولئك الآخرين الذين جرى نسيانهم وإهمالهم وشكّلوا جيلًا كاملاً من العلماء والمسؤولين لأنه كان دائمًا على استعداد لتبادل معرفته الهائلة ووجهات نظره البارعة في النقد.

العملاق الآخر الذي كان في مؤتمر جيمستاون كان كمال كربات {Kemal Karpat} (1923 – 2019) بينما كان أقل شهرة من هنزه لأنه لم يكن مسؤولًا حكوميًا أبدًا، ولعب كربات دورًا مهمًا بنفس القدر لأنه جلب وجهات نظر شخص كان عضوًا في أقلية قومية مهملة، وفي حالته، كان من تتار القرم، والذي درب أجيالًا من الطلاب بشكل مباشر كأستاذ في جامعات مختلفة، وبشكل بارز لمدة 36 عامًا في جامعة ويسكونسن (Wisconsin)، وبشكل غير مباشر من خلال كتاباته حول قضايا القوميات. كان لديه أيضًا اهتمامات واسعة، لكن ثلاث من رسائله حول أوراسيا تظل ذات أهمية حاسمة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يهتمون بالشركس.

أولاً، بصفته خريجًا من جامعة اسطنبول، أصرّ كربات على أن مستقبل غير الروس وخاصة أولئك الذين يتم إهمالهم في الغالب لن يعتمد فقط على ما تفعله الولايات المتحدة، لكن أيضًا على ما قررت القيام به القوى الإقليمية مثل تركيا. ويمكن للأخيرة أن تلعب دورًا أساسيًا أكثر لأن لديها الكثير من مجموعات الشتات التي لها روابط مع القوقاز وآسيا الوسطى، وأصر على أن الشركس كانوا من بين أولئك الذين يجب عليهم تذكر ذلك.

ثانيًا، مثل هنزه ولكن بطريقة أكثر إثارة  دعا كربات العلماء وصانعي السياسة إلى النظر إلى ما وراء الترتيبات السوفيتية وإدراك أن عرض ستالين على شعوب متعددة بأوضاع مختلفة كان أمرًا مؤقتًا ولا يمكن الدفاع عنه في نهاية المطاف. العديد من الشعوب التي مُنِحَتْ وضع جمهوريات في الإتحاد السوفياتي ، حصلت بالتالي على استقلالها عندما تفكّك الاتّحاد السوفياتي في عام 1991، لم تكن أكثر أهمية من تلك التي حرمها الكرملين مثل هذا الوضع، كالشركس.

وثالثًا، يعتقد كربات، وهو المؤرخ من خلال التدريب والرغبة، أن أولئك الذين ينظرون إلى المنطقة يجب ألا يركزوا على ماضيها القريب بل ينظروا إلى أبعد من ذلك بكثير لفهم سبب كون الأشياء كما هي عليه ولماذا الوضع الذي هي عليه الآن قد لا يُحدِّد المستقبل بعد الآن من تلك التطورات التي حدثت منذ فترة طويلة. وقد أشار إلى التاريخ الطويل لشركيسيا وللشركس قبل مجيء الروس وإلى عواقب حرب المقاومة التي دامت 101 عامًا من الغزو الروسي والتهجير القسري للشركس في عام 1864، وهو العمل الذي اعتبره العديد من الشراكسة وجمهورية جورجيا بمثابة إبادة جماعية.

إذا كان الشركس قد حققوا الكثير في العقد الماضي، فإن الكثير من الفضل يجب أن يُمنح لهذين الرجلين اللذين جمعتهما مؤسسة جيمستاون منذ 13 عامًا. لا يجب نسيانهم لأن ما حققه الآخرون لم يكن ممكناً إلا لأن هؤلاء الآخرين وقفوا على أكتاف هذين العملاقين.

بول غوبل متخصص منذ وقت طويل في المسائل الإثنية والدينية في أوراسيا. شغل في الآونة الأخيرة منصب مدير الأبحاث والمنشورات في الأكاديمية الدبلوماسية في أذربيجان. وفي وقت سابق، شغل منصب نائب عميد كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية في جامعة أودنتس (Audentes) في تالين في إستونيا وكبير الباحثين في كلية يورو (EuroCollege) في جامعة تارتو (Tartu) في إستونيا أيضا. وأثناء وجوده هناك، أطلق سلسلة نافذة على أوراسيا (Window on Eurasia). وقبل انضمامه إلى الكلية هناك في عام 2004، عمل بوظائف مختلفة في وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية ومكتب البث الدولي وكذلك في صوت أمريكا وراديو أوروبا الحرة / راديو الحرية وفي مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.

 


 

ترجمة: عادل بشقوي

1 يونيو/حزيران 2020

”حاجز شمال القوقاز: المقاومة الشركسية لروسيا“ اإضغط هنا:

Henze-CircassianResistance-2012

https://jamestown.org/press-releases/press-release-the-circassians-past-present-and-future-in-remembrance-of-paul-henze-and-kemal-karpat/?fbclid=IwAR0Pya7PkY2f8R5BSjxSgKs9jbmTcE5r4kTJAcnQ3bcx-jKxGK2XoXookig

Share Button

اترك تعليقاً