على خطى تداعيات اتفاقية سايكس-بيكو / عندما يتفوق التلميذ على المعلم — الجزء 2
بقلم: عادل بشقوي
20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020
*الجزء الأول: تمت الإشارة إلى إتفاقية سايكس بيكو الموقعة في عام 1916 بين فرنسا وبريطانيا بموافقة إثنين من شهود الزور يمثلان كل من الإمبراطورية الروسية ومملكة إيطاليا. هدفت الاتفاقية إلى تقسيم أراضٍ كانت تعتبر ”جزءًا لا يتجزأ من الإمبراطورية العثمانية“ بين الموقِّعيْن الرّئيسيّيْن. [1]
*الجزء الأول [2]
المفهوم الاستعماري الروسي في القوقاز
يمكن اختصار المشهد من خلال تصوير المتطفّلين الذين يلعبون لعبة شطرنج رديئة على اللوحة الإقليمية ليتم تقسيمها بين الشركاء الطامحين، عن طريق رسم خطوط على الخريطة تنعكس على الأرض بغض النظر عن العواقب. لكن على الجانب الآخر، هناك شعوب لا تعرف المؤامرات التي دُبِّرتْ ضد وجودها ومصيرها. إن حسن النّيّة عند شعوب القوقاز تنقلب عادة لتكون مفعمة بالتمني بشكل إستثنائي، عندما يحين الوقت وتنكشف اللعبة.
— هناك خلفية لما فعلته روسيا والاتحاد السوفياتي فيما يتعلق بزرع الألغام وتسميم العلاقات بين مختلف الشعوب عبر منطقة القوقاز. وبذلك أصبح مصدر قلق، وسببًا لاندلاع النزاعات المسلحة والتوترات والحروب بين الحين والآخر. ناهيك عن حرمان الشعوب من العيش في سلام ووئام مع مواطنيها وأبناء بلدانها وأقرانها من المجتمعات والشعوب المجاورة.
— وعلى ما يبدو، كان الروس السوفيات قادرين على السير على خطى مُدرِّسيهم ومستشاريهم البريطانيين والفرنسيين، بل وتفوقوا عليهم. هذه خلفية لما ورّثتْهُ كل من روسيا والاتحاد السوفياتي من تقسيم للمناطق حسب القطاعات الإدارية الخاصة بأراضي الشعوب الأخرى. اللعبة الشريرة والانتهازية هي رسم خطوط على الخريطة تنعكس وتنفذ على الأرض بغض النظر عن العواقب.
— ومن ثم، فإن أولئك الذين أوجدوا مشاكل دائمة في المقام الأول، وخلفائهم في المستقبل، لديهم اليقين بأنه سيُطلب منهم في نهاية المطاف التدخل لوقف النزيف والقتل والدمار الذي يحدث بين الأطراف المتنازعة، إلى حين اندلاع المعارك مرة أخرى. وهذا يعطي القوى الاستعمارية ذريعة للبقاء في المنطقة في ظل وجود مشبوه.
— وفي الوقت نفسه، فإن ذلك يمنح ويُسَهِّل السيطرة الاستراتيجية والتحكم بالموارد والمصادر الطبيعية والقدرات المادية والإمكانات الاقتصادية. ناهيك عن الوجود العسكري الفعلي لرصد ما يجري على الأرض بين الأطراف المتصارعة. وتصبح مثل هذه القضايا في مأزق دولي إلى أجل غير مسمى، حيث تعمل القوى الفاعلة في هذه الملفات وفقًا للمبدأ الاستعماري: الخراب إذا لم تستطع الحكم.
الأمثلة الشركسية
— برهنت الأحداث أن تداعيات الحرب الروسية-الشركسية التي انتهت في 21 مايو/أيار 1864، لم تترك سوى 10٪ فقط من الشركس الذين تمكنوا من البقاء في وطنهم أو حوله. ونتيجة للاحتلال الوحشي، تعرضوا في فترة ولاية الإمبراطورية الروسية للإجراءات العسكرية الإدارية والسلطوية، بالتزامن مع المعاملة القاسية والاستبدادية من قبل إداريي الاحتلال العسكريِّين، لمعاملة غير إنسانية. وعلاوة على ذلك، فقد تم توزيعهم وبعثرتهم في مواقع جغرافية مختلفة وغير متجاورة.
— ليس سرا أن الإمبرياليين الروس أرادوا شركيسيا بدون الشركس. وبعد ذلك، تم توزيع ما تبقى من الأمة الأصلية وتشْتيتِها في مناطق ومواقع جغرافية مختلفة ومتباينة وغير متجاورة. وعلاوة على ذلك، قام المحتلون وخلفاؤهم بكل ما في وسعهم لحذف شركيسيا من خريطة المنطقة لإخفاء آثار جريمتهم النكراء.
— في حين أنه تم تدمير وإحراق قرى وبلدات السكان الشركس، الذين حُكم عليهم في معظم المواقع بالقتل والتّطهير العِرقي أو الإخلاء والتهجير وفقًا لمراسيم عسكرية تعسفية فرضها الاحتلال العسكري، وتم إنشاء المستوطنات والمستعمرات الروسية والقوزاقية على الأراضي الشركسية، من أجل استبدال السكان الأصليين. لقد تم ترحيلهم من المناطق الجبلية المتاخمة لساحل البحر الأسود إلى المناطق الداخلية على وجه الخصوص. وتم مسح المنطقة بأكملها وتطهيرها لتجهيزها لاستقبال الغرباء من مختلف الأصول والأعراق.
— تأسست جمهورية أديغيا في الأصل في عام 1922 باسم منطقة أديغيا ذات الحكم الذاتي. لقد مرت بارتباطات إدارية وعناوين وأسماء مختلفة حتى أصبحت توصف بجمهورية أديغيه (أديغيا) منذ عام 1992. ويشكل الشركس الأديغه فيها 25٪ من إجمالي عدد السكان، بينما يشكل الروس 63٪، إلى جانب آخرين من الأرمن والأوكرانيين والأكراد والأعراق الأخرى. [3]
— لا يمكن وصف نظام الحقبة السوفيتية بأنه مماثل للنظام الذي سبقه، بل أسوأ منه، خاصة مع الإجراءات القمعية والستار الحديدي بعد عام 1945. لقد وُجِّهت الإنتقادات “للسياسات التوسعية للإتحاد السوفياتي. بالإضافة إلى {الستار الحديدي} الذي أُسْدِلَ عبر أوروبا الشرقية، حيث تحدث تشرشل عن {الطابور الخامس الشيوعي} الذي كان يعمل في جميع أنحاء أوروبا الغربية والجنوبية”. [4]
— في الجزء الشركسي من شمال القوقاز، تم تجزئة الشركس إلى خمسة جيوب مختلفة. تكونت من جمهورية قباردينو – بلكاريا التي تالفت من عدة شعوب، وهم الشركس الذين يتحدثون لغة الأديغة، والبلكار الذين هم من أصل تركي ويتحدثون اللغة التركية. بالإضافة إليهم، هناك أجناس مختلفة من السكان، مثل الروس وغيرهم من أصول وديانات مختلفة. [5]
— تتألف جمهورية كراشاي – شركس من عدة شعوب، وهم الشركس، الذين يتحدثون لغة الأديغة، والكراشاي، وهم من أصل تركي، يتحدثون اللغة التركية. ومن ثم، تضم الجمهورية منطقة أبازينسكي التي تأسست في عام 2005 وسكانها من الأبازين. بالإضافة إلى ذلك، هناك أجناس أخرى من السكان، مثل الروس والأوكرانيين والنوغاي وغيرهم من أصول وديانات مختلفة. [6]
— لكن المثير للاهتمام هو أن البلكار والكراشاي هم من نفس الأصول ويتحدثون نفس اللغة التركية، بينما القباردي والشركس الآخرين من أصل واحد ويتحدثون نفس اللغة، وعلى الرغم من ذلك، فإن الشركس والأتراك مندمجون في واحدة من الجمهوريتين وكذلك الشركس والأتراك في الأخرى، على الرغم من أن هناك شعوب متشابهة في الأصل واللغة لم تتشارك في نفس الجمهورية. فيمكن للثقافة واللغة أن تجمع الناس المتجانسين معًا في وئام بدلاً من التنافر، وبدلاً من أن يكونوا جميعًا على برميل من البارود الذي يمكن أن ينفجر في أي وقت.
— في ضوء النتائج الكارثية للحرب الروسية-الشركسية، ركز الغزاة على احتلال الأرض وتهجير السكان الأصليين وفق أساليب بدائية ومغرضة لعمليات الهندسة الديموغرافية تحت رعاية الدولة الروسية. أدى ذلك إلى تشتت السكان القاطنين في المنطقة، وبالتالي تحوّلوا في بقية وطنهم إلى أقلية مشتتة في مواقع متعددة. ناهيك عن أولئك الذين تمت إبادتهم أو هُجِّروا إلى الإمبراطورية العثمانية.
— ”شظايا متناثرة من الكتلة العرقية الموحدة للأديغه-الشابسوغ كانت مبعثرة في مستوطنات مختلفة في المنطقة، وأثرت عودتها إلى المنطقة الجبلية الساحلية في سبعينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر من نقاط مختلفة على توزيع العائلات الأصلية للقرى (auls). يعرف سكان قريتي بشيبي (Psebe) وأغوي-شابسوغ (Aguy–Shapsug) قصة أن العائلات من قرية بشيبي لم تغادر هذه الأماكن بشكل أساسي بعد الحرب، لكنها اختبأت في الجبال حتى سمحت السلطات بالعودة إلى أراضيها الواقعة في أماكنها السابقة“. [7]
— خلال الحقبة السوفيتية، شكلت قرى الشابسوغ الإدارية في عام 1925 منطقة أو مقاطعة شابسوغسكي (Shapsugsky) القوميّة الساحلية على البحر الأسود. ظلت مسألة منح أو إزالة وضعها السيادي في وضع غير مستقر من قبل السلطات نتيجة التغيير المستمر للوصاية والعلاقة الادارية مع المركز. وفي نهاية المطاف تم إلغاء إسم المقاطعة ووضعها الإداري بشكل دائم في عام 1945. ومع ذلك، استمرت السلطات السوفيتية والمحلية في خلق وتزييف المضايقات والصعوبات التي تتناسب مع ضم أو فصل أجزاء من شابسوغسكي. أبقت تلك الألعاب المخادعة المواطنين الشابسوغ، وهم السكان الأصليين للمنطقة، بشكل دائم على مزاج وتحت رحمة المحتلين والغرباء. في نهاية المطاف تم تغيير اسم شابسوغسكي إلى (Lazarevsky) لازاريفسكي. [8]
— مع العلم أن قبيلة الشابسوغ الأديغية هي إحدى القبائل الشركسية الرئيسية التي فقدت عشرات الآلاف من أبنائها نتيجة حرب الإبادة والتدمير التي شنتها الإمبراطورية الروسية على وطنهم. ومن ثم، تم تغيير الاسم إلى لازاريفسكي كما هو مذكور أعلاه، وذلك نسبة إلى الأدميرال ميخائيل لازاريف (Mikhail Lazarev). مع العلم أنه أحد هؤلاء القادة والجنرالات الروس الذين شاركوا في الحصار الذي تعرض له الساحل الشركسي، بالإضافة إلى غزو واحتلال القوقاز. [9]
شمال القوقاز
”كان الأوسيتيون، المختلفون من الناحية العرقية واللغوية والدينية عن جيرانهم، هم الحلفاء الرئيسيين لروسيا في شمال القوقاز على مدى قرنين من الزمان. وعندما تعاملت روسيا مع مجموعة من القوميات العرقية في السنوات الأولى بعد الانهيار السوفياتي، بما في ذلك الانفصال الشيشاني ثم حركة إسلامية مسلحة، اكتسبت أوسيتيا الشمالية أهمية استراتيجية ونفوذًا في أعين القيادة الروسية. وقد استخدمت هذا النفوذ لضمان الدعم الروسي القوي لأوسيتيا الجنوبية الانفصالية عن جورجيا. (10) وبطريقة مماثلة، فإن الجماعات العرقية الأخرى في جبال شمال القوقاز (على سبيل المثال، الشيشان، والقباردي، والشركس) رأت في الانفصال الأبخازي عن جورجيا إثباتًا لنزعتهم القومية الإثنيّة“. [10]
يُعتبر إعادة ترسيم الحدود بين شعوب المناطق الإدارية ممارسة شائعة بين مختلف أقاليم الكيانات الفيدرالية، حيث تنفذها السلطات وفق المبدأ الاستعماري: فرق تسد. وفي ظل حكم الدولة الروسية، تُحْدِث إعادة رسم كهذه فوضى وصراعات مثل الجدل الذي نشأ عن التغييرات الأخيرة في الحدود بين الشيشان وداغستان وإنغوشيا. ”طالما أن رجلًا قويًا مؤيدًا للكرملين مثل رئيس الشيشان رمضان قديروف يستطيع التغلب على الجيران وخداعهم دون قوة ظاهرة، فإن التوسع القائم على الولاءات العرقية أمر مقبول. لا يمكن لخطة العمل هذه أن تذهب إلى هذا الحد إلا قبل أن تصبح ساخنة للغاية بحيث يتعذر على المحاكم الفيدرالية التعامل معها“. [11]
(Eurasian Geopolitics / Published April 20, 2016 at 1150 × 738 in North Caucasus maps)
جنوب القوقاز
”تتشابك السياسة الروسية في جنوب القوقاز مع شمال القوقاز — التي كرست لها روسيا دماء وثروات الأجيال والتي تعتبرها روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي مفتاحًا لسلامة الدولة الروسية. إن مخاوف الأمن الداخلي لروسيا قد طغت على جنوب القوقاز في عدد من المناطق“. [12]
وقد ثبت ذلك في كل مرة تندلع فيها النزاعات المسلحة بين الحين والآخر، مع استحالة إيجاد حل دائم لأي منها. وقد اندلعت الحرب الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان، حيث ”تعود الاضطرابات في ناغورنو كاراباخ إلى عهد انهيار الإتحاد السوفياتي، عندما أعلنت المنطقة، بدعم من أرمينيا، استقلالها عن أذربيجان“. [13]
إن لعبتهم المعروفة جيدًا هي اختلاق مشاكل وصراعات غير قابلة للحل بحيث يتظاهرون عادة بالتوسط لحلها، لمواصلة التلاعب والتوسط بين المتقاضين للحد من النزاعات باستمرار. إن ما حدث مؤخرًا بين أرمينيا وأذربيجان فيما يتعلق بناغورنو كاراباخ، وكذلك ناخيتشيفان، وتدخل روسيا ثم تركيا كوسطاء لوقف الحرب المدمرة هو مثال حي على مثل هذه الأحداث. ناهيك عن الخلافات التي تسببت فيها روسيا على الحدود بين الأطراف التي تعتبر جزءًا من الفيدرالية الروسية.
فيما يتعلق بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، فرضت روسيا نفسها كطرف رابح ومستفيد في الصراع مع جورجيا. و ”في أغسطس/آب 2008، تصاعد الصراع بين روسيا وجورجيا في البداية حول جيب أبخازيا بجورجيا، لكن الحرب الفعلية اندلعت في وحول منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية“. [14]
آفاق مستقبلية
من المحتم أن تتصرف الدولة الروسية في مرحلة ما بطريقة أكثر واقعية، والتي ينبغي أن يكون عاجلاً وليس آجلاً، وأن تتوصل إلى حقيقة أن السلوك والتدابير التي ارتكبتها الأنظمة السابقة، وتحديداً خلال الحقبتين الإمبراطورية والسوفيتية يجب مراجعتها. يجب أن تؤخذ الآثار والتداعيات في عين الاعتبار. وإذا لم يتم اتخاذ خطوة إيجابية في هذا الاتجاه، فسيتم إلقاء اللوم على السلطات الحالية باعتبارها الوريث الشرعي. ولا بد من تحديد مسار موازٍ مع مراعاة حقوق الضحايا وذريتهم لاتخاذ الإجراءات المناسبة للتصرف وفق أنماط عصرية وحضارية لا تسيء إلى أحد. وبناءً على ذلك، يجب أن يؤخذ الأشخاص الذين أكدوا الأحداث المُوثّقة والمجتمع الدولي في عين الاعتبار كوسطاء حسن نية. وفي نهاية المطاف سوف يقومون بدورهم وفقًا للقوانين والأعراف الدولية. وفي العادة، لن يستقر الوضع دون الالتزام بقواعد للتنفيذ.
الخاتمة
إذا عُرِف السبب بطل العجب. كما ذُكِر أعلاه، عُقِدَت اجتماعات واتفاقيات سرية ومعلنة بين اللاعبين الرئيسيين لتخطيط مخططات استعمارية وتآمرية في بداية القرن العشرين، في غياب الشعوب المعنية. وهكذا، تم تنفيذ الخطط في الوقت الذي اعتبرته القوى الاستعمارية مناسبا. وكانت الإمبراطورية الروسية قد حققت أهدافها الاستعمارية في القوقاز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر باحتلالها كامل التراب الشركسي والتخلص من 90٪ من المواطنين المرحلين من وطنهم التاريخي إلى الإمبراطورية العثمانية بعد حرب شرسة استمرت 101 عامًا. ناهيك عن احتلال الأمم و/أو فرض الوصاية على شعوب القوقاز الأخرى. لقد أحدثت روسيا تغييرات ديموغرافية، وصادرت ممتلكات، وغيرت معالم رئيسية، وضمت الأراضي المحتلة بقوة السلاح لفرض سيادة الدولة الروسية عليها.
ومع ذلك، يبقى السؤال: متى ستستعيد الأمة الشركسية والشعوب الأخرى حقوقها المغتصبة. وبالتالي، يجب مراعاة وتطبيق القوانين والأعراف الدولية، خاصة ميثاق الأمم المتحدة، [15] والإعلان العالمي لحقوق الإنسان [16] وجميع الاتفاقيات ذات الصلة. ويجب مراعاة ”لوائح اتفاقيات لاهاي لعام 1907، والأهم من ذلك، ان اتفاقية جنيف لعام 1949 لحماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب حاولت تتظيم وتوسيع الحماية الممنوحة للسكان المحليين خلال فترات الاحتلال العسكري“. [17]
المراجع:
[1] (https://schoolhistory.co.uk/notes/sykes-picot-agreement/)
[3] (http://council.gov.ru/en/structure/regions/AD/)
[4] (https://www.history.com/this-day-in-history/churchill-delivers-iron-curtain-speech)
[5] (http://www.oseweb.org/regions/kabardino-balkar-republic)
[6] (https://www.bbc.com/news/world-europe-20594308)
[8] (http://www.natpressru.info/index.php?newsid=149)
[9] (https://encyclopedia2.thefreedictionary.com/Lazarev%2C+Mikhai)
[10] (https://carnegieendowment.org/2020/10/20/russia-s-stony-path-in-south-caucasus-pub-82993)
[12] (https://carnegieendowment.org/2020/10/20/russia-s-stony-path-in-south-caucasus-pub-82993)
[15] (https://www.un.org/en/charter-united-nations/)
[16] (https://www.un.org/en/universal-declaration-human-rights/)
[17] (https://law.jrank.org/pages/8569/Military-Occupation.html)