وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية
( العمل القومي الصائب هو الأساس لخطوات مستقبلية ناجحة وسر النجاح يكمن في العمل المؤسساتي المنظم )
بقلم: محمد عوني إبراهيم بشموقة
1 أبريل/نيسان 2021
وحدة الفكر.. وحدة الرأي.. وحدة الكلمة.. وحدة العمل والجهد.. وحدة الصف.. وحدة الخطاب.. هكذا يكون العمل والغاية التي من أجلها يسعى لها والهدف في الطريق الصائب وبخطى ثابتة وبنيان شامخ يحمل في أعلاه راية الحق والحقوق.. .
جميعا يد واحدة وفكر واحد متقد وعين وقلب واحد…
واحدا يتسابق مع الثاني من أجل أداء الدور المناطة به على أسس ديمقراطية مستوحاة من العمل الأخوي والجماعي المبني على أسس آتية من أرثنا الثقافي والحضاري كشراكس حقيقيين محافظين على قوميتنا ولغتنا واسمنا ورسالتنا وتجددنا وأصالتنا التي هي باقية وستستمر مدى الدهور…
عمل ليس محصورا فقط من أجلنا بل من أجل الآخر على أساس منهجي بعيد عن الانتقاد الأعمى والتجاذب والتطرف والتعصب.. عمل مبني على الاحترام والثقة بتحقيق الشيء
العمل القومي الصحيح والمشترك هو الأساس لنا نحن حاملين الرسالة إلى غد ثاني.. غد يجعل شمس شركيسيا تشرق على أرث ما زال ينبض في أرض أنبتت كل شركسي ينادي بحقه ويحافظ على الواقع المتجدد..
هكذا هم أبناؤ كل الشراكس يحملون الأصالة والتجدد في داخلهم ليس فقط في العمل بل في الروح التي تنبض في داخلهم وتحييهم… قويين يحملون رايتهم في يدهم ويرفعوها للسماء مرفرفة منادية بالسلام والنقاء كالأبيض الذي يتضمنها…
نحن القوميين مدعوون اليوم أن نكون صرحا قويا أمام كل من يفكر أن يوجه نظره نحو عزة وبقاء ما زالت أرض شركيسيا تحيا بهما وفي خضم كل ما هو واقع على الساحة أن نحافظ على التجدد بجانب الوحدة.. نتجدد لتبقى وتكون الأصالة عنواننا كما كان وجود أجدادنا وجود أصيل وشامخ بشموخ أبناء الأديغه الذين رفعوا اسم الشركس بين أمم العالم وصدعوا به في الأذان ليسمع من هو قريب ومن هو بعيد أن هؤلاء الاجداد الشراكس علموا أولادهم البذل والعطاء والمحبة والحق من أجل الآخرين قبل أنفسهم بدون حقد وضغينة وكره كأبناء موحدين كتبوا اسمهم في سفر التاريخ بمجد .. ويا حبذا لو تتوحد الجهود كلها من أجل التجمع الواحد ومواكبة المسيرة وتصحيح مسيرها وتنمية الوعي القومي الشركسي وجعله في يقظة دائما..
ولعل من أخطر ما تعانيه الأمة الشركسية اليوم هو غياب الروح الجماعية..
لقد انعكس هذا الواقع على الفكر كما للأخير انعكاس عليه فصار من عللنا الفكرية ممارسة التفكير والعمل بطريقة فردية ومنها أيضا نمو التفكير في شؤون الفرد على حساب التفكير بشؤون المجتمع.. ونتيجة لذلك فقد رأينا سجلنا حافلا بالمآثـر الفردية ضامرا في الأعمال الجماعية…
والسبب أن الوعي القومي الشركسي في دول الشتات لم يتم تنظيمه بشكل كاف فهو بحاجة إلـى المؤسسات المختلفة..
ولقد تأصلت فكرة الفردية اليوم ثم تأزم الموقف حين ورث كثير من الناشطين في العمل القومي ذلـك المرض من أمراض التخلف الحضاري فلا نزال نرى اليوم كثيرا من الجمعيات محكومة بعقلية الفرد تعيش مركزية القرار رغم ازدياد التحديات وتوالي المحن وتفاعل الأزمات..
ولئن كان بعض الناشطين في العقود الماضية يسعون إلى مجرد الانتشار الأفقي للقضية الشركسية فإنه لا يقبل من أحد اليوم التفكير بعقلية تلك المرحلة وأنا أعتقد إن كثرة الناشطين في العمل القومي غير الواعين أصبح يمثل هاجسا للقوميين أنفسهم..
وعليه فلا بد من مراجعة أساليب العمل اليوم كما أنه من الضروري العناية بتنمية الفكر الجماعي وأسلوب العمل المؤسسي المحكم الذي صار أسلوب القوة والتحدي في هذا الزمان ويكفي برهانا من الواقع أن الدول الكبرى في الوقت الحالي دول مؤسسية ليست مرتبطة ارتباطا كليا بالأفراد.
ومن هنا لا بدنا لنا من الاستفادة من الجهود السابقة والخبرات التراكمية بعد دراستها وتقويمها بدقة وإنصاف وبذلك يتجنب العمل تكرار البدايات من الصفر الذي يعني تبديد الجهود فلماذا الإحجام عن العمل المؤسسي
وما الذي حدا أن نحجم عنه…
ولسائل أن يقول يوجد لدينا جمعيات شركسية في أغلب دول الشتات ألا تعتبر هذه موسسات فاعلة..
و للتوضيح ليس المراد بالعمل المؤسسي العمل الجماعي المقابل للعمل الفردي إذ مجرد التجمع على العمل وممارسته من خلال مجلس إدارة أو جمعية لا يجعله مؤسسيا فكثير من الجمعيات التي لها لوائح ومجالس وجمعيات عمومية إنما تمارس العمل الفردي لأنها مرهونة بشخص منها فهو صاحب القرار وهذا ينقض مبدأ العمل المؤسساتي الذي أدعو إليه.