الأحمق الذي ظن نفسه في مهمة مقدسة
30 أبريل/نيسان 2021
محمد عوني إبراهيم بشموقة
أتساءل في دهشة كم من أحمق يعيش بيننا وكم من تابع لمخابرات الإحتلال الروسي بقصد أو بغير قصد يفسدون بتصرفاتهم غير المسئولة وبأفكارهم المنحرفة الكثير من جوانب حياتنا، وهو الأمر الذي يستلزم الحيطة والحذر منهم واستئصالهم كما يستأصل منجل الفلاح كل الحشائش الضارة التي تنبت خلسة على أرضه، ومن هذا المنطلق أعتقد أنه من الخيانة ألا أكتب عن الحمقى وبخاصة عن الذين يسيئون لتراب شركيسيا ودماء أجدادنا. نعم هي خيانة مني إذ لم أكتب لأنه من حقي كأحد أبناء الشعب الشركسي أن أقوم بالتنبيه المستمر والتحذير ممن يعيشون بيننا ويأكلون خبزنا ويضربوننا في مقتل بنفس الطبق الذي أكلنا منه سويا في ما مضى.
سأتناول اليوم أحد هؤلاء الذين يقومون بتزوير الحقائق التاريخية للأمة الشركسية تنفيذا لأجندة الاحتلال الروسي.
إنه الدون كيشوت حفيد التتار الجبليين الذي يطل علينا بين الفينة والأخرى ويدّعي أنه باحث متخصص بالتاريخ القديم والحديث. إن هذا لا يعنينا، لكن الذي يعنينا بالموضوع أنه وهب نفسه سلعة رخيصة ليكون بوق وعميل لعدونا وعدو أجدادنا ووطننا التاريخي شركيسيا.
حضرة الدون كيشوت، أنا أتفهم أن تقوم بتقديس أبناء قوميتك وترفع من شأنهم وقدرهم وهذا يسعدني كثيرًا، أما أن تقوم بتزوير التاريخ والجغرافيا على حساب أبناء الأمة الشركسية وتمارس الكذب والغدر والخيانة بوقاحة مقززة، فأنت للأسف أغبى من الأغبياء أنفسهم، ولا تهتم بقادم الأيام، وتظن نفسك تملك مالا يملكه غيرك من الفطنة والذكاء والدهاء. فربما تستطيع التلون بكافة الألوان، والاستمرار بذلك بقية حياتك، إلا أنك صاحب عقل صغير لا يهمك ما ستجره وتسببه على أبناء قوميتك من كوارث ومآسي ونكبات مستقبلية.
أنت و أمثالك تتحدثون وتكذبون وكأنكم أوفى الأوفياء في حب وطنكم بينما أنتم كاذبون خائنون. إن ضمائركم قد ماتت من زمن بعيد فلا طيب ينفع معكم، ولا نصيحة تفيد. لقد بعتم المروءة والشرف وحسن الخلق وأخذتم ثمنها وربما فاتكم أن الجميع يعلم أن من يزور أحداث الحاضر، فلا بد أنه يزور ويكذب أكثر حول الماضي، لأن ذلك أسهل بكثير لغياب امكانية رؤية الماضي بتفاصيله وملابساته، واضطرارنا لرؤيته من خلال المؤرخ، فالذي يُزوِّر الآن وبحضورنا ونحن نعرف الحقائق جيدًا، هل يمكن تخيل سوى أنه عندما يتناول الماضي يكذب بوقاحة أشد.
وتأسيسا على هذه البديهية، أنت تعمل على تزوير التاريخ لمصلحة الغازي والمستعمر ولخدمة استعماره وليس لإظهار الحقائق ولكنك لن تكسب معركة ترويج الاكاذيب التي تمارسها. لقد وهبت نفسك سلعة رخيصة لخدمة أجندة عدونا دون أن تعلم أن الوطن حبيب الإنسان، فمن يخونه فقد خان كل القيم والمثل، وهذا هو ما يفعله المُندَسُّون امثالك، فتزوير التاريخ خيانة عظمى ولن تبقى الحقيقة ضحية سيناريو غير مؤتمن على حكاية وطن ونضال شعب وتاريخ أمة.
وفي الختام أقول لك، سيبقى تاريخنا صحيحا يكتبه مؤرخون ثقاة، لا يعرف الزيغ أو الميل والهوى إلى أقلامهم سبيلا، ولكن اقتضى واقع الحال أن تكون الحيادية في كتابة التاريخ من نصيب فئة قليلة من الكتاب والمؤرخين ممن اتقوا الله في كتاباتهم وراعوا ضميرهم وعلموا أن الله سيحاسبهم عما كتبت أيديهم فعملوا لذلك اليوم فلم يظهر في كتبهم إلا الصدق.