الشباب الشركسي بين الأمس واليوم
30 أبريل/نيسان 2021
بقلم: محمد عوني إبراهيم بشموقة
التربية هي الخطوة الأولى للتحرير وهي المعمل الأول الذي تبدأ بالمعلومات ثم تنتقل إلى المشاعر ثم إلى السلوك، لذلك لابد من العمل على توعية الشباب الشركسي وتعزيز الهوية القومية لديهم. وبما أن الشباب هم النسبة العددية الأكبر في المجتمع الشركسي، وبما أنهم الطريق الحصري لمستقبل أفضل، فلابد من تمكينهم وتزويدهم بالقدرات التي يحتاجونها وتزويدهم بالمعارف والمهارات التي تؤهلهم للمشاركة الفاعلة والحقيقية في خدمة القضية الشركسية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التمكين عملية طويلة تتمثل في مشروع قومي متكامل يبدأ من البيت والمؤسسات المتمثلة بالجمعيات ويتكامل مع مشروع شعبي واسع مخطط له ومدروس وطويل الأمد، لكن بالنتيجة النهائية ستكون هناك إيجابيات كثيرة لزيادة مشاركة الشباب بقضايا وهموم الشعب الشركسي، وهذه رسالة قوية لابد من شرحها للشباب الشركسي في دول الشتات بشكل عام.
كلنا نعلم أن الأجداد كانوا قدوة لنا ولأبنائنا، فعند الجلوس معهم كان لا يخلوا حديثهم عن الوطن وعن أهميته وذلك كان يعزز في النفس حبه دون مقابل، ومن هذا المنطلق لا بد من إعادة تفعيل دور الشباب في نصرة القضية الشركسية ونشر الوعي بين الناشئة و أن نؤسس جيلا جديدا للدفاع عن قضيتنا المتمثلة في شركيسيا حرة مستقلة.
وفي هذا الخصوص يقع العاتق الأكبر على الجمعيات والمؤسسات الشركسية وخصوصا المتواجدة في دول القارة الأوربية حيث تعتبر الجمعيات والمؤسسات الشركسية العامود الأساسي والإطار اللامنهجي الذي من خلاله يتم تفعيل دور الناشئة لننتقل بهم من مفاهيم حق العودة وملحقاتها إلى الممارسة والعمل لتحقيق هذه المفاهيم بشكل جدي وفعال، ومن هنا لابد أن تقوم هذه المؤسسات بعرض عدد من التعاريف العلمية المتصلة بالقضية وعلى رأسها الارتباط بالوطن الأم والتطلع للعودة إليه، والمتابع لشئون المجتمع الشركسي يمكن أن يلاحظ أن هناك ثلاثة مستويات للشباب الشركسي. في المستوى الأول نجد الممارسين للعمل القومي وهم بشكل عام أقلية لا تتناسب مع حجمهم العددي كشباب، وفي المستوى الثاني نلاحظ المهتمين بالعمل القومي وهم يكتفون بمتابعة الأخبار لأنهم لا يملكون أدوات العمل لانعدام الخلفية المنهجية لديهم، وفي المستوى الثالث الهامشيين بشأن العمل القومي وهم الشباب الذين لا يهتمون اصلا بالقومية ولهم اهتمامات أخرى، لكنهم احيانا قد يشاركون ببعض الفعاليات عندما يشعرون أنفسهم محرجون.
وفي ضوء هذه المستويات يجب أن يكون هدف عملية التمكين زيادة في حجم المستويين الأول والثاني وتقليل قدر الإمكان من حجم المنتمين للمستوى الثالث، وذلك عن طريق تزويدهم بالمعارف والمهارات التي تؤهلهم للمشاركة الفاعلة والحقيقية، وهنا يكمن دور المؤسسات الشركسية للعمل بما يصب في خدمة القضية الشركسية والعمل على نشر ثقافة حق العودة وأهمية العمل المؤسساتي بين جيل الشباب الناشئ، وفي هذا الإطار يكمن وجوب أن نطرح تساؤلين محوريين:
كيف يمكن أن ينخرط الشباب في الشتات في عملية تحرر شركيسيا، وإلى أي مدى يلعب بناء الشباب دورا في صياغة عملية التحرر، وهذا يقودنا إلى أننا بتنا بحاجة ماسة لبناء استراتيجية واضحة بهذا الخصوص.