في ذكرى التهجير القسري..
16 مايو/أيار 2021
بقلم: محمد عوني إبراهيم بشموقة
لم يغب أبناء الشتات الشركسي عن المشهد الفلسطيني ولاسيما التطورات الأخيرة وعبروا عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني الذي يقبع تحت الإحتلال، وكلنا نتابع باهتمام وقلق وحزن ما يجري على أرض فلسطين المحتلة.
و (المُفرح المُحزن)..
المُفرح هو هذا الكم الكبير الذي شاهدناه من التضامن والتفاعل مع القضية الفلسطينية من قبل الشتات الشركسي لأن نصرة الأقصى ليست مسؤولية العرب فقط بل كل المسلمين ونحن أبناء الشتات الشركسي نعلم تماما ما معنى أن يخذلك الجميع فقد ذقنا اللّوعة ونشعر بهذه المأساة…
متابعينا الأعزاء بعد أسبوع من الآن تحل علينا ذكرى تهجير أجدادنا من شركيسيا، والمُحزن بالموضوع بالنسبة لي على الأقل والذي لا يحتاج المتابع للمشهد الشركسي جهدا لإدراك حجم التقصير الذي بات يسيطر على الحالة الشركسية الراهنة فيما يخص إحياء مسار القضية الشركسية، وأعتقد أن الذين تفاعلوا مع القضية الفلسطينية لو كان لديهم نفس الحماس بالتفاعل مع قضيتنا، لكنا في وضع أفضل أمام التحديات الكبيرة المتاحة أمامنا؛ وأول هذه التحديات:
غياب الدور الحقيقي الفاعل لشراكسة الشتات فيما يخدم شؤونهم وقضيتهم، ويسهم في حل مشكلاتهم.
وثاني هذه التحديات: إنكفاء مؤسسات الداخل في الجمهوريات الشركسية، وهي رافعة عن كاهلها أية مسؤولية تجاه أبناء شعبها في الشتات، حيث تقف عاجزة عن حل مشكلاتهم لعدم قدرتها على ذلك!
وبناء على ما سبق مضافا إليه الإدراك الحقيقي لأهمية دور الشتات الشركسي الذي لطالما شكل خزانا لقضايا الدول المضيفة وأسهم في بنائها وقدم كثيرا من أبنائه شهداء قربانا لحريتها واستشعارا لأهمية دور الجناح الثاني للطائر الشركسي في الداخل بما يحقق نهوضا سليما وتوظيفا نافدا وتكاملا حقيقيا للطاقات التي يحملها الإنسان الشركسي، كل حسب دوره المنوط به بين الداخل والشتات، فإنه بات من الضرورة بمكان إيجاد مظلة تحمي حقوق شراكسة الشتات وتنصرهم وتدافع عن مطالبهم السياسية والقانونية في حق العودة واستقلال شركيسيا، ويخدم قضاياهم الملحة ويوظف الطاقات الكبيرة التي تزخر بها التجمعات الشركسية في دول الشتات.
من هنا أقول وبكل بوضوح ينبغي الجلوس على طاولة واحدة تفضي إلى إطار جامع لشراكسة الشتات يشكل جناحا رديفا لشراكسة الداخل تجمع فيه الطاقات وتدار بما يخدم مصالح أبناء شعبنا في الشتات و يحقق تطلعاتهم في العودة والتحرير.