الذكرى العاشرة للاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية
عادل بشقوي
20 مايو/أيار 2021
يصادف اليوم ذكرى مرور عشر سنوات على اعتراف البرلمان الجورجي بالإبادة الجماعية الشركسية وتهجير الأمة الشركسية قسرا من وطنها الذي عرفت به وانتمت اليه، وكذلك عرف الوطن بهذه الأمة التي لم يكن لها وطنا آخر على مدى آلاف السنين.
ويمكن القول هنا في هذا اليوم أن إحياء ذكرى عزيزة على القلوب والعقول في هذا الزمن الغادر، لا يساويه او يوازيه اية مناسبة اخرى منذ 21 مايو/أيار 1864 وللآن. ويرجع الفضل في ذلك إلى البحث الذي قدمه البروفيسور ميراب شوخوا حول الإبادة الجماعية الشركسية بعنوان ”الإبادة الجماعية الشركسية — تاريخ المشكلة، وتأريخ الأحداث، والاستنتاج العلمي“.[1]
وبحضور ممثلين عن الشتات الشركسي، اعترف البرلمان الجورجي باجماع الأصوات بالإبادة الجماعية الشركسية المصحوبة بمجاعة وأوبئة متعمدة. و”بعد التثبت منها“ في جلسته التي عقدها بتاريخ 20 مايو/أيار 2011 في العاصمة تبليسي، أوصت أربعة لجان برلمانية متخصصة بذلك، وهذه اللجان هي:
— لجنة الشتات وقضايا القفقاس.
— لجنة حقوق الإنسان والتكامل المدني.
— لجنة التعليم والعلوم والثقافة.
— لجنة القضايا القانونية.[2]
لقد أكّد الاعتراف بما لا يدع مجالا للشك أن المآسي التي تعرض لها شعب قفقاسي آخر، أوجدت تآزرًا بين الشعوب التي تعرضت للظلم، نتيجة جرائم اقتُرِفَتْ من أجل إنجاز الطموحات الاستعمارية للإمبراطورية الروسية التي لم يكن لديها سوى تحقيق الحلم المنشود فيما يتعلق بالاحتلال والضم وبناء المستوطنات، وذلك تطبيقا وتحقيقا للعنصرية المقيتة ذات النكهات والألقاب المتعددة. إن هذه الحقائق تذكر بغدر القريب والبعيد، لا سيما الدول التي كان دائما لديها ما تخفيه أكثر مما تبديه.
ان إحياء هذه الذكرى يليق باهميتها على مآلات القضية الشركسية، خاصة وأن إحدى جمهوريات القفقاس المستقلة والعضو في الأمم المتحدة تعترف بجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري التي اقترفتها جيوش ومرتزقة الإمبراطورية الروسية ضد الأمة الشركسية، وتؤكد المآسي التي تعرض لها شعب قفقاسي آخر.
ينبغي الاعتراف بالجرائم التي اقترفتها الإمبراطورية الروسية ضد امة بأكملها، فالصراع بين الحق والباطل سرمدي والحقيقة سوف تسود. في نهاية المطاف، سيستعيد الشركس حقوقهم المشروعة، وفي ذلك المفهوم، قال ثيودور روزفلت: ”في أي لحظة من القرار، أفضل شيء يمكنك فعله هو الشيء الصحيح، والشيء الأفضل التالي هو الخطأ، وأسوأ شيء يمكنك فعله هو عدم القيام بأي شيء“.[3]
المراجع
[3] (http://leadershipquote.org/do-you-understand-your-decision-making-process/