تقول زاخاروفا: ندعو تركيا إلى التخلي عن سياسة استخدام العامل الإثني كأداة جيوسياسية
21 مايو/أيار 2021
ترجمة: عادل بشقوي
2 يونيو/حزيران 2021
أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا (Maria Zakharova)، خلال إيجاز صحفي اليوم، إلى ”العناية الفائقة“ من الجانب التركي تجاه تتار القرم، كما أوردت النسخة البلغارية من وكالة أنباء نيوز فرونت (News Front) الدولية.
السؤال: في 18 مايو/أيار، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا لإحياء ذكرى ضحايا ترحيل تتار القرم والشركس، وذكرت أنه بعد 77 عامًا، لا يزال تتار القرم يواجهون تحديات الترحيل. وستواصل تركيا دعم حماية هوية تتار القرم، والقضاء على المشاكل التي يواجهها مواطنونا. تسعى أنقرة إلى المساهمة في تحسين رفاهية تتار القرم. إلى جانب ذلك، ذكر الممثلون الأتراك أن روسيا القيصرية احتلت أراضي ورثة شعوب القوقاز قبل 157 عامًا. كيف تُقيِّم وزارة الخارجية الروسية مثل هذا التصريح من الجانب التركي؟ ما هي المشاكل والتحديات التي يواجهها تتار القرم والتي تريد تركيا حلها؟
ماريا زاخاروفا: نحن نقيم مثل هذه التصريحات على أنها مُسَيَّسة، بل استفزازية. من المؤسف أن أنقرة الرسمية تحاول عامًا بعد عام استخدام التفسير المتعمد للأحداث التاريخية لأغراض هدّامة لصالح طموحاتها السياسية.
التصريحات المتضاربة حول الأحداث المعقدة في القرنين التاسع عشر والعشرين لا علاقة لها بالتأريخ الأكاديمي أو الوضع الحقيقي في جمهورية القرم وشمال القوقاز. وعلى وجه الخصوص، التشريعات الروسية وممارسات إنفاذ القانون المعمول بها في شبه الجزيرة ، والتي تضمن حماية حقوق الإنسان والحريات وفقا للالتزامات الدولية للجانب الروسي. نحن نتحدث عن تعزيز مكانة لغة تتار القرم كلغة رسمية، وتوسيع مشاركة تتار القرم في الهيئات التمثيلية للسلطة في الحياة الاجتماعية–الاقتصادية (socio-economic) للمنطقة، وكذلك الحل الفعال للقضايا المتعلقة بالأداء الفعال للمنظمات الدينية والمؤسسات العرقية–الثقافية (ethno-cultural) والتعليمية.
تتمتع كلٍ من اللغة الروسية واللغة الأوكرانية ولغة تتار القرم بوضع لغات رسمية في جمهورية القرم. هناك فرص مختلفة لدراستها في المدارس والجامعات. أُنشئت حقوق وشروط متساوية للحفاظ على الثقافة الوطنية والهوية والوجدان وحرية الدين وتنميتها في شبه جزيرة القرم. الاتفاق بين الأعراق والأديان هو أحد الأولويات. يعمل المجلس المشترك بين الأديان المسمّى ”الكون هبة من الله“ تحت رئاسة جمهورية القرم. ونجاح مثل هذه السياسة تؤكده معطيات المركز الإعلامي نسبة لإسماعيل غاسبرينسكي (Ismail Gasprinski). فوفقا لاستطلاعات الرأي التي أجريت العام الماضي، صنف 96 في المائة من سكان القرم العلاقات بين الأعراق والديانات على أنها علاقات حسن جوار. بدعم من اللجنة الحكومية للعلاقات بين الأعراق في جمهورية القرم، يعمل موقع المعلومات الأوكرانية {مجلس بيرياسلاف} (Pereyaslavska Rada 2.0) ويتم نشر صحيفة ”أخبار الجريمة“ (Crime News) ومجلة ”القرم اليوم“ (Crimea Today) و صحيفة ”هوفنونغ“ (Hofnung) باللغتين الألمانية والروسية وصحيفة ”تافريكا (Tavrica) باللغة اليونانية والروسية ومجلة ماسيات أغافني (Masyats Aghavni) باللغتين الأرمينية والروسية. في إطار شركة راديو وتلفزيون تتار القرم العامة، تعمل قناة ”ميليت“ (Milet) التلفزيونية وراديو ”وطن سيدا“ (Vatan Seda) بنجاح، وتم نشر مجلة ”يلدز“ (Yildiz) وصحيفة ”يانيا دنيا“ (Yanya Dunya).
إذا احتوت مثل هذه التصريحات الصادرة عن وزارة الخارجية التركية، التي قمت بذكرها، على مثل هذه الحجة مرة واحدة على الأقل، أعتقد أنهم سيفهمون عدم جدوى مثل هذه الطروحات. هذه حقائق، نحث وزارة الخارجية (التركية) على عدم إخفائها عن مجتمعها، لأنها غالبًا ما تثير هذا الموضوع بنشاط. إن إظهار تركيا الحالية للقلق بشأن وضع تتار القرم في شبه جزيرة القرم، بينما حتى عام 2014 تجاهلت سلطات البلاد بإصرار العديد من مطالب المنظمات الدولية لإعمال الحقوق العرقية والثقافية لشعب أوكرانيا، يؤكد فقط الطبيعة الظرفية لمثل هذه الإهتمامات. إن دور تركيا كمدافع عن حقوق الأقليات العرقية، يبين أن تركيا يوجد لديها قضايا عالقة، ذات صبغة عرقية ولغوية ودينية، وتبدو محط تساؤلات مشكوك فيها إلى حد كبير. فقط عقود قليلة تفصلنا عن العهد الذي كان على الشركس الذين يعيشون في تركيا فيه إخفاء إنتمائهم العرقي، وكانت لغتهم الأم محظورة بشكل عام. لكن كما يقول سيرغي لافروف (Sergey Lavrov)، نحن أناس مهذبون، نعتقد أن على تركيا أن تحل مشاكلها بنفسها، بالطبع، بناءً على التزاماتها، لكن إذا استمر هذا الخطاب، فسيتعين علينا أيضًا الانتباه إلى مثل هذه المشاكل في تركيا. لا نريد الإقدام على ذلك، وبالتالي آمل أن تستمع لنا الخارجية التركية اليوم.
نعتقد أن الوقت قد حان لكي يتخلى السياسيون الأتراك عن سياسة استخدام العامل الإثني كأداة للُّعبة الجيوسياسية، التي تنطلق من كل شيء يضر بمصالح الجماعات العرقية. لدينا العديد من القضايا والمشاكل والمجالات حيث يمكننا التعاون مع أنقرة فيها من خلال بذل جهود مشتركة. لدينا خبرة في هذا التعاون، دعونا نستخدمها ولا نفعل مثل هذه الأشياء.
المصدر: