الإستقلال الشركسي / الفصل الثاني / النواب الشركس – من كتاب “شركيسيا: ولدت لتكون حرة” للكاتب عادل بشقوي

حضرات القُرّاء الأعزاء،

يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد

عادل بشقوي


 

8 يونيو/حزيران 2021

الإستقلال الشركسي

الفصل الثاني

النواب الشركس

PHOTO-2021-06-07-19-56-18

أرسل النائبان الشركسيان (حاجي هايدن حسن {Hadji Hayden Hassan} وكوستار أوغلي إسماعيل {Kustar Ogli Ismail}) خطابا إلى ملكة إنجلترا في لندن في 26 أغسطس/آب 1862، ونشروه في ملحق لصحيفة فري بريس جورنال (Free Press Journal) التابعة للجنة الشؤون الخارجية في 7 يناير/كانون الثاني 1863. وقد لخصوا قلقهم بشأن العدوان الروسي والتدخل الأجنبي في الشؤون الشركسية وتحديدًا تدخل العثمانيين.136

تم ذكر التعاون بين اللاعبيْن الرئيسيَّيْن بإيجاز

كما تعلم جلالة الملكة، فمنذ وُجِدَ العالم، لم تحاول أي دولة احتلال بلدنا. لكن روسيا منذ فترة وجيزة، وبحجة أنها استحوذت على بلدنا بموجب معاهدة عقدت مع الحكومة العثمانية، فقد غزتنا بقوة ساحقة، وبدأت حرب إبادة ضدنا، شنتها لأربعين عامًا، والتي ما زالت تشنها حتى الآن. وذلك على حساب إزهاق أرواح آلاف عديدة من البشر.137

الحكومة العثمانية، التي لم يسبق لها أن استولت على بلدنا، لم يكن لها أي حق في تسليمنا للروس. لا يوجد تقارب آخر بيننا وبين العثمانيين غير التشابه في العقيدة والإيمان مما يجعل كلانا ينظر إلى السلطان على أنه خليفة لنبيِّنا.138

تم ذكر أنواع الجرائم المرتكبة وحصرها

لم يقتصر استبداد الروس على الاستيلاء على ماشيتنا وحرق مساكننا ومعابدنا وغيرها من الأعمال الوحشية التي لم يسمع بها أحد، لكن ومن أجل تجويعنا ونحن على الجبال، فقد دمروا كل محاصيلنا المزروعة في السهل، واستولوا على أرضنا. في الواقع، لقد عاملونا بطريقة بربرية لا تُطاق، ولم يسبق لها مثيل في سجلات الحرب. وبدافع اليأس، عقدنا العزم على اتخاذ موقف حازم أخير ضد أعدائنا بكل ما أوتينا من جهد وطاقة، واستمرت الحرب بحيوية جديدة، وذلك قبل ثمانية أشهر، مما تسبب في التضحية بحياة خمسة وعشرين ألف شخص من كلا الجانبين، ودمار هائل للممتلكات.139

كما عالجوا العقبات التي وضعتها الإمبراطورية الروسية لمنع تحسين نوعية الحياة للشركس. لقد حولوا الحياة إلى جحيم لا يطاق بالإضافة إلى الافتقار إلى الأمان في الملاحة البحرية من وإلى شركيسيا.

بينما نحن نصد أعداءنا في جانب، ومن جانب آخر نحاول تحسين سلطة الحكم في بلدنا، تحاول روسيا بقوتها الغاشمة التغلب علينا؛ في البحر الأسود المحايد الذي تستولي عليه، كلما استطاعت، وعلى كل سفينة تحمل أيًا كان من مواطني بلدنا، حتى لا يكون لنا موطن على الأرض، ولا وسيلة للسفر أو اللجوء عن طريق البحر.140

ما زلنا نفضل الموت على الخضوع لقمع روسيا. إذا هاجرنا وتركنا بيوتنا التي عمل أسلافنا على حمايتها لعصور، وسفكت دمائهم من أجل حمايتها، فإن فقرنا سيشكل عقبة كبيرة أمام قيامنا بذلك؛ في الواقع، كيف يمكننا أن ننقل زوجاتنا وأطفالنا وأراملنا وأيتامنا وأقارب الذين قتلوا في الحرب وهم الذين لا حول لهم ولا قوة؟ مثل هذا المنحى سيقضي على المهاجرين، ويمحو إلى الأبد اسمنا الشركسي من على وجه الأرض.141

يتبع…

Share Button

اترك تعليقاً