الاثنين 21 يونيو/حزيران 2021
تقول خاكواشيفا إن موسكو تريد جعل دراسة اللغات غير الروسية اختياريًا، لذا لن يدرسها أحد بشكل طوعي
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
22 يونيو/حزيران 2021
ستاونتون، 18 يونيو/حزيران — منذ بدء توسع موسكوفيا خارج حدودها الأصلية واحتلالها لأمم أخرى، كانت سياسة اللغة في صميم السياسة القومية، لأنه إذا كان من الممكن تشجيع الناس أو إجبارهم على التخلي عن لغتهم، حيث أنهم سيتخلون عن قوميتهم إن عاجلاً أم آجلاً، كما تقول مدينا خاكواشيفا (Madian Khakuasheva).
وتقول الباحثة الشركسية إن مصطلحات المركز قد تغيرت لكن الهدف الأسمى ظل كما هو — الاندماج الكامل للجميع من غير الروس في الأمة العرقية الروسية — ويجب على الجميع إدراك أن أي انحراف عن هذا التوجه سيؤجل ولكن لن يُغير ذلك الهدف (natpressru.info/index.php?newsid=12466&).
أحدث تطور في هذه القصة المحزنة، كما تقول كبيرة الباحثين في معهد قباردينو–بلكاريا لأبحاث العلوم الإنسانية، قدمه يوسف ديسكين (Iosif Diskin)، رئيس لجنة الغرفة الاجتماعية الروسية للعلاقات بين الأعراق والأديان (kp.ru/daily/26833/3873632/).
بعد الإصرار على وجوب أن يدرس الروس العرقيون باللغة الروسية، يضيف ديسكين أنه ”يجب ضمان الحق في دراسة لغات الرّعايا. لا أحد يشك في ذلك. لكن هذا حق وليس التزامًا“، ولكل تلميذ أو بشكل أدق لوالدي كل تلميذ الحق في تحديد ما هي لغته الأم.
تقول خاكواشيفا: ”دعونا نتوقف عند مصطلح {الاختيار الطوعي للغة الأم}“. أي شخص لديه ذهن صافٍ سوف يدرك أن الناس لا يختارون لغتهم الأم؛ إنه شيء أُعطي بالولادة. نعم، يمكن سلبه — من الواضح أن ديسكين يأمل أن يحدث ذلك مع غير الروس — لكن هذا لا يجب أن يحدث من خلال التحايل ليعتبر بأنه طوعيًا.
لتغطية ما يطمع إليه، يقوم ديسكين بثلاثة أشياء. أولاً، يستمر في الإصرار على بقاء الحق في دراسة اللغات غير الروسية، حتى لو لم يمارس أحد هذا الحق إما بسبب عدم توفير موارد له أو لأن الآباء وأطفالهم سيختارون ”طواعية“ اللغة الروسية بقصد الارتقاء الوظيفي.
ثانيًا، يجادل ديسكين بأن الترويج للغات غير الروسية في الجمهوريات غير الروسية منذ نهاية الحقبة السوفيتية كان من عمل ”الأنظمة الأوتوقراطية“ {حكم الفرد} غير الروسية التي فرضت لغات غير روسية على سكانها للحفاظ على أنفسهم في السلطة، بدلاً من كسب الدعم من خلال تقديم ما يريده أبناء هذه الأمم.
وثالثًا، يتذرّع بذريعة فلاديمير بوتين بأن القضايا العرقية واللغوية يجب أن تكون ”غير مُسَيَّسة“. هذا لا يتجاهل فقط أن اللغة هي أمر سياسي حيث أن الأمر السياسي يتعلق باللغة في روسيا، ولكنها تسمح له ولنظامه بالإصرار على أن أي شخص يشير إلى ذلك أو يحاول دعم هذه اللغات هو متورط في ”أعمال أستفزازية“.
يجب أن يتذكر غير الروس على وجه الخصوص، بل وعلى الروس أيضًا أن يتذكروا أنه ”بدءًا من كاترين الثانية، كانت اللغة واحدة من القضايا السياسية المركزية لأنها كانت بمثابة الهدف الرئيسي للسياسة الاستعمارية لروسيا القيصرية، وكذلك استيعاب الأمم غير الروسية. بدأت هذه السياسة في شمال القوقاز في القرن الثامن عشر“.
”خلال فترات الإمبراطورية السوفيتية، كانت هناك فكرة التوحيد العرقي الكامل، والتي تعرضت خلالها نتيجة للتدريس الطوعي في المدارس باللغات الأصلية لتدهور شديد“. الآن، في فترات ما بعد الاتحاد السوفياتي الأكثر ”نباتية“، يتم تنفيذ نفس السياسة فقط بمذاق لفظي مختلف.
ألغت السلطات ذكر القومية في جواز السفر وفي الوقت نفسه، كما أوضح ديسكين تمامًا، روجت للمفهوم غير المنطقي المتمثل في ”اعتبار اللغة الروسية {اللغة الأم} لغير الروس“، وهو بالضبط ما قام به المستعمرون الروس في العهد القيصري وما حلم الإمبرياليون السوفيات في تنفيذه من بعدهم، لكن في الحقيقة لم يتلفّظوا به.
ما يجعل هذا الأمر فظيعًا هو أن عددًا كبيرًا من اللغات غير الروسية في القوقاز على وشك الانقراض، وفقًا لليونسكو (UNESCO)؛ لكن الدولة الروسية لا تروج لذلك فحسب بل وتسمح للجماعات القومية الروسية والفاشية الجديدة بالتنظيم والعمل بحرية شبه مطلقة، مما يشير بوضوح إلى ما يريده النظام حقًا.
أولئك الذين يريدون اختفاء اللغات غير الروسية أصبحوا متطورين على نحوٍ متزايد في المصطلحات التي يستخدمونها للترويج لهذه الغاية، كما تظهر كلمات ديسكين. لكن إذا نظر المرء بعناية إلى ما يرمون إليه، فإن غاياتهم لا تختلف عن أكثر الإمبرياليين رجعية في العقود الأخيرة من الإمبراطورية الروسية.
المصدر:
http://windowoneurasia2.blogspot.com/2021/06/moscow-wants-to-make-study-of-non.html