الإستقلال الشركسي / الاستقلال الشركسي في معاهدة بلغراد – من كتاب “شركيسيا: ولدت لتكون حرة” للكاتب عادل بشقوي

حضرات القُرّاء الأعزاء،

يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد

عادل بشقوي


 

29 يونيو/حزيران 2021

الإستقلال الشركسي

الفصل الثاني

الاستقلال الشركسي في معاهدة بلغراد

PHOTO-2021-06-28-16-12-39

توسّع بشتو (Beshto) في تسليط الضوء على المرجع المناسب للخلفية القانونية لهذا الحدث. لا شك أن هذا مستمد من المعاهدات والقوانين والأعراف الدولية ذات الصلة. يعتقد الشركس أن استقلال شركيسيا ليس احتمالًا مشكوكًا فيه أو موضوعًا قابلًا للتفاوض بأي شكل من الأشكال. هذا ما عملت الإمبراطورية القيصرية الروسية جاهدة على تحويل الانتباه عنه.

تنص المادة 6 من معاهدة السلام في بلغراد بين الإمبراطوريتين الروسية والعثمانية على ما يلي: ”بشأن كلتا منطقتي قبارداأي قباردا الكبرى وقباردا الصُّغرىوالشعب القباردي، يصدق كلا الطرفين على الإتفاق لأن تكون قباردا حرة وأن لا تكون في حيازة أي واحدةٍ من الإمبراطوريتين، والآن ستكون الحاجز بين الإمبراطوريتين وتعتبر أمة ذات سيادة . . .“ وبعد يومين، في 20 سبتمبر/أيلول، تمت قراءة هذا النص في مجلس قباردا الكبرى، على ضفة نهر باكسان (Baksan).164

ورد ذكر المادة 6 بنفس الأسلوب إضافة إلى ما يلي: ”تاريخ مفاوضات السلام التي أُبرمت في بلغراد في 18 سبتمبر/أيلول 1739: بين الإمبراطور وروسيا والباب العالي وذلك بوساطة وضمان فرنسا. تبيان أسباب الحرب الحالية بين الروس والأتراك“.165

سيتم اتخاذ القرار المستقل وإقراره من قبل الشركس أنفسهم. ولهم حق تقرير المصير واستعادة حريتهم واستقلالهم في وطنهم بعيدًا عن التبعية لأيٍ كان. وبدلاً من التظلم أو الانتقام، يعمل النشطاء الشركس باستمرار وفقًا للقوانين والأعراف الدولية.

إنهم يتبعون العقل والمنطق لتحديد التكتيكات، اعتمادًا على شرعيتهم وأساليبهم وأخلاقهم الحضارية، مع إبراز الحقوق المشروعة لأمتهم والحاجة إلى استعادتها وفقًا للقوانين والأعراف الدولية. قال مارك توين: ”الافعال اعلى صوتا من الاقوال ولكن ليس في كثير من الأحيان“.

وحول نفس الموضوع، أوضحت دورية أوراسيا ديلي مونيتور أن استقلال الشركس لا يزال قضية مبجّلة.

شيئًا فشيئًا، فإن الشركس المعاصرون يعيدون اكتشاف تاريخهم، الذي سبق أن جردته السلطات الروسية والسوفياتية بعناية من كل لحظاتهم التاريخية المهمة والمُشرِّفة. ومن بين هذه الأحداث، أشار النشطاء الشركس مؤخرًا إلى المادة 6 من معاهدة بلغراد بين الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية العثمانية، الموقعة في 18 سبتمبر/أيلول 1739. ووفقًا لهذه النقطة في المعاهدة، يقول النشطاء، أن الأراضي الشركسية في ذلك الوقت كان ينبغي منحها الاستقلال، حيث تم إعفاء الشركس رسميًا من أي التزامات تجاه العثمانيين أو الروس.166

لفت فاليري دزوتساتي (Valery Dzutsati) الانتباه أيضًا إلىديناميكيات الحركة الشركسية اليوم ورد فعل الحكومة الروسية عليها يشير إلى أن السلطات في موسكو لن تهدئ من السلبية التي يشعر بها الشركس. بدلاً من ذلك، تعلمت هذه الأقلية العرقية أن النشاط والعمل الجماعي ضروريان لتحسين مواقفها التفاوضية تجاه موسكو. في الوقت الحالي، تمكن الشركس من ضبط أنشطتهم لأجل الضغط من أجل رفض فقدان الذاكرة التاريخية ولكن دون التعرض لأية أعمال انتقامية عنيفة من الحكومة الروسية. يبقى أن نرى ما إذا كان الإحباط المتزايد سيؤدي في النهاية إلى اختلال التوازن في هذه العلاقة“.167

عندما يحتل الغزاة أراضي ودول الآخرين، فإنهم يطمحون أساسًا للسيطرة على المواقع الجغرافية والاستراتيجية. كما أنهم يحاولون القضاء على الشعوب الأصلية من خلال استخدام وسائل مختلفة. لم يكن ممكنا تحقيق ذلك من قبل الغزاة والمحتلين المتعاقبين مع الشركس لآلاف السنين وحتى يومنا هذا. وسر بقاء الأمة الشركسية هو أن شعبها سعى للحفاظ على هويته القومية في جميع الأحوال والظروف.

حتى مع وجود غالبية الأمة في المنفى، فإن ذلك لن يغير من حقيقة القدرة على إعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين بالطرق السلمية والحضارية والقانونية.

ونظرًا لأننا نعلم أن السند كانوا من قبيلة شركسية مهمة وكانوا نفس شعب السندج، فمن الواضح أنه لم يتم استيعابهم من قبل السكوثيين (Scyths)، كما افترض ثوم هانشيلد (Thumb-Hanschild) في كتابه  كرّاسة السِّنسكريتية (Handbook of Sanskirt)، بل نجوا واستمروا في العيش حتى إلى الوقت الحاضر، بعد فترة طويلة من اختفاء السكوثيين عن بكرة أبيهم.168

كان الشركس دائمًا قادرين على التعامل مع الظروف والمخاطر المحيطة. لقد استغلوا مصادر القوة والقدرة على المناورة التي تمتعوا بها: ”بعد سقوط الإمبراطورية الكاميرية (Cammerian Empire)، انضم السند (Sends) إلي اتحاد مايوت (Maeot)“.169

يتبع…

Share Button

اترك تعليقاً